هل تخيّلت يومًا أن حفلات الأمراء الساحرة التى تأسر القلوب فى أفلام ديزنى، من «سندريلا» إلى «الجميلة والوحش»، قد تتحوّل إلى واقعٍ ينبض بالفخامة فى قلب القاهرة؟ اليوم سيستيقظ قصر عابدين التاريخى على مشهدٍ أسطورى حين يجتمع ملوك أوروبا ونجوم الفن من حول العالم فى «الجراند بول الملكى»، وهو الحدث الذى ينقل العالم إلى زمنٍ تتلاقى فيه الأناقة الملكية مع سحر الحكايات الخالدة. إنها أمسية تتخطى الخيال، إذ تلتقى الأسطورة بالحقيقة تحت الثريات المضيئة لقصرٍ كتب فصولًا من تاريخ الملوك، وها هو اليوم يضيف صفحة جديدة إلى كتاب المجد. القاهرة تفتح أبوابها للملوك فى قلب العاصمة المصرية، التى جمعت على مرّ العصور بين الحضارات والأنغام، تستعد القاهرة لاحتضان هذا الحدث العالمى الفريد للمرة الأولى خارج أوروبا. فمن إمارة (موناكو)، موطن الفخامة الأوروبية، إلى «قصر عابدين» الذى يحمل عبق التاريخ المصرى الملكى، ينتقل «الجراند بول الملكى» ليمنح الشرق مشهدًا استثنائيًا يربط الماضى بالحاضر، ويجعل من مصر محورًا جديدًا للفخامة الدولية والفن الراقى. يمتد الحدث من 7 إلى 9 نوفمبر 2025، ليُعيد تعريف فكرة الحفلات الملكية بأسلوب يجمع بين البذخ الرفيع والعمل الإنسانى. تحت رعاية الأمير «ألبير الثانى» أمير موناكو، تتحول القاهرة إلى مسرحٍ عالمى يحتفى بالملوك والأمراء والنبلاء، ويستضيف إلى جانبهم نخبة من نجوم الفن والموضة من مختلف أنحاء العالم. عابدين.. ذاكرة الملوك ومرآة الفخامة لم يكن قصر عابدين، الذى اختير بعناية ليكون مسرح هذا الحدث، مجرد قصرٍ ملكى، بل أيقونة تجمع بين الطراز الأوروبى الكلاسيكى والروح الشرقية الأصيلة. شيّده الخديوى إسماعيل فى القرن التاسع عشر ليكون مقر الحكم ومركز الحياة السياسية الحديثة، وها هو اليوم يعود ليحتضن رموز الملكية الأوروبية فى حفلٍ سيبقى محفورًا فى ذاكرة المدينة. وقد خضع القصر مؤخرًا لأعمال تطوير دقيقة استعدادًا لهذا الحدث الذى يعيد إليه بريقه التاريخى ويمنحه بعدًا عالميًا جديدًا. ثلاث ليالٍ من الفن والإنسانية تنطلق فعاليات «الجراند بول الملكى» من المتحف القومى للحضارة المصرية، فى 7 نوفمبر إذ تُقام فى اليوم الأول «ماستر كلاس» دولى يجمع الفن بالعمل الإنسانى، بمشاركة شخصيات بارزة فى مجالات الثقافة والفن والإعلام، من بينهم الفنانة المصرية الكبيرة «صفاء أبو السعود»، التى تُكرَّم خلال الفعالية بجائزة استمع إليها (Listen to Her) تقديرًا لمسيرتها ودورها الريادى فى دعم قضايا المرأة وتمكينها. وفى اليوم التالى، 8 نوفمبر، يفتح قصر عابدين أبوابه لأمسية عنوانها «الملوك على ضفاف النيل»، تجمع بين الفنون الرفيعة والموسيقى الكلاسيكية والموائد الملكية المترفة. تمتد الأمسية عبر عروض للأوبرا والرقص الملكى والأزياء الراقية، يعقبها عشاء فاخر مكوّن من أربع أطباق أعدّها طهاة عالميون، قبل أن تنتهى الليلة برقصة ملكية على أنغام DJset تحت قباب القصر المذهبة. وتُختتم الاحتفالات فى 9 نوفمبر بفعالية كبرى فى دار الأوبرا المصرية، حيث ستغنى «صفاء أبو السعود» إلى جانب السوبرانو الإيطالية «ديليا جراس»، لتُختتم الأمسية بأنشودة فنية تعبّر عن التقاء الثقافات ووحدة الرسالة الإنسانية التى تجمع الفن بالعطاء. الملوك والنجوم فى لقاء التاريخ ويُتوقّع أن يشهد الحدث حضور عدد كبير من أفراد الأسر الملكية الأوروبية، من بينهم الأميرة «بياتريس دو بوربون»، والأمير «جواكيم مويرها»، وعدد من ممثلى القصر الأميرى فى موناكو، إلى جانب وفود دبلوماسية وشخصيات ثقافية مرموقة من أوروبا والشرق الأوسط. كما يشارك فى الاحتفال مجموعة من نجوم هوليوود والعالم العربى، منهم التينور الإيطالى «فيديريكو مارتيلو»، الملقّب ب«الصوت المعجزة»، والممثلة العالمية «إيريكا بوتشينكو»، إحدى نجمات أفلام «جيمس بوند»، لتلتقى الأضواء السينمائية بهالة الأناقة الملكية فى أمسية واحدة لا تتكرر. رسالة تتجاوز البذخ إلا أن «الجراند بول» يتجاوز مظاهر البذخ ليحمل فى جوهره رسالة إنسانية خالدة. فالحفل يقام ضمن إطار حملة المانحون العالميون للأمل (Global Hope Giver)، وهى مبادرة خيرية تُكرّس جهودها لدعم النساء والأطفال وتعزيز المشاريع الفنية والتعليمية حول العالم. تنبع الحملة من قصة حقيقية ملهمة لبطل التنس المصرى أنور الكمونى، الذى واجه مرض السرطان بشجاعة استثنائية، وخضع لعملية زرع نخاع عظمى، ليعود بعدها إلى الملاعب ويصبح رمزًا عالميًا للإصرار والإيمان بالحياة. ألهمت قصته مؤسسى الحملة لتوسيع رسالتها عالميًا، وها هى تعود اليوم إلى موطنها فى القاهرة لتؤكد أن الأمل قادر على تجاوز الحدود، وأن الفن يمكن أن يكون أداة تغيير بقدر ما هو وسيلة جمال. القاهرة.. عاصمة النور الجديدة يمتد بريق الحفل إلى ما هو أبعد من قاعاته؛ فهو يحمل دلالات رمزية وثقافية عميقة. فاستضافة القاهرة لهذا الحدث تمثل إعلانًا جديدًا عن مكانتها على خريطة الفعاليات العالمية، وإبرازًا لقدرتها على الجمع بين الفخامة العصرية والعمق التاريخى. كما تعيد هذه الخطوة وصل جسور الحوار بين الشرق والغرب من خلال منصة تجمع الفن والملكية والإنسانية فى آنٍ واحد. 1703