توافد 18 ألف زائر من المصريين والأجانب الثلاثاء الماضى 4 نوفمبر على المتحف الكبير فى أول أيام افتتاحه أمام الجمهور، وذلك حسبما أعلنت وزارة السياحة والآثار فى بيان رسمى. من جانبها ترصد «روزاليوسف» حركة الزيارة المتنامية، بداية من البهو العظيم حتى القاعات التى كانت فى بعض الأحيان خالية من موطئ قدم. الاحتفالية التى شهدها العالم السبت الماضى، بمناسبة افتتاح المتحف رسميًا أحدثت حالة كبرَى من الشغف لدَى الناس فى كل مكان، وباتوا يتطلعون لتجربة الزيارة المتكاملة لقاعات المتحف المختلفة، وقد لمسنا فى جولتنا انبهار الزوار بالتصميم المعمارى المتميز ومساحات المتحف الكبيرة؛ وبخاصة منطقة البهو العظيم؛ حيث يقف تمثال الملك رمسيس الثانى شامخًا. الطريف أن كثيرًا من الزوار وجدوها فرصة لالتقاط صورة تذكارية مع المَلك، وذلك على المنصة التى وقف عليها منذ أيام زعماء ورؤساء العالم بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ لالتقاط صورة تذكارية تخلد الافتتاح الرسمى للمتحف. وما بين تمثال رمسيس الثانى ومطلع الدَّرَج العظيم مسافة اكتظت بالزوار الذين كانوا فى قمة سعادتهم؛ حيث حرصوا على مشاهدة عمود مرنبتاح ابن رمسيس الثانى، وتمثالىّ الملك والملكة البطلميين، وبعدها كان المشهد مهيبًا على الدَّرَج العظيم الذى وقف عليه زوار بأعداد كبيرة يتجولون بين الكنوز الأثرية المعروضة، التى تلخص قصة وروعة الحضارة المصرية. وقد حرص أغلب الزوار على التقاط الصور التذكارية؛ خصوصًا مع التماثيل الضخمة والمهيبة على الدرج العظيم. الملك الذهبى يتميز المتحف المصرى الكبير بقاعاته الفريدة، لا سيما تلك الخاصة بالملك الذهبى توت عنخ آمون، وسيناريو العرض المتميز الخاص به، الذى كان بطل مشهد الافتتاح، ولم تخلُ القاعة طوال اليوم من الزوار بأعداد كبيرة كانوا يملؤهم الشغف والرغبة فى مشاهدة كنوز الملك الذهبى «أكثر من 5000 قطعة» كلها مجتمعة فى قاعة واحدة، وقد بدت مبهرة فعلاً فى مقرها الأخير والنهائى. وكان لافتًا للنظر الأعداد الكبيرة من المصريين الذين حرصوا على زيارة المتحف؛ خصوصًا أننا حاليًا فى أوقات الدراسة فى المدارس والجامعات، ورغم ذلك أتوا للمتحف الذى يمثل إضافة حضارية غير مسبوقة لمكانة مصر السياحية والثقافية عالميًا، وربما يفسر ذلك الإقبال الهائل الذى شهده المتحف، هذا الصرح الفريد، فهو ليس- فقط - متحفًا يَعرض آثارًا عظيمة بل تجربة حضارية وثقافية متكاملة تجسد عبقرية الإنسان المصرى عبر العصور المختلفة. تجربة ممتازة يقول هشام السعدنى، موظف فى سفارة الهند، إنه جاء للمتحف مرافقًا لسياح من الهند، وكانت تجربة ممتازة، وأكثر ما أعجبه التنظيم داخل المتحف، وأكثر ما أعجبه فى مقتنيات المتحف حجرة توت عنخ آمون، ولفت إلى أنه زار مقتنيات توت عنخ آمون سابقًا فى متحف التحرير، لكنه لم يشاهد أكثر من 15-20 قطعة، منها التابوت والحذاء والقناع، لكنه اليوم يرى جميع مقتنياته وعلى كل منها شرح مبسط ووافٍ لكل ما يخصها. وأضاف: لا أحد يستطيع مشاهدة كل ما فى المتحف ويتعرف عليه فى يوم واحد، أى شخص يحتاج نحو 3 أيام لرؤية جميع المقتنيات.. لقد التقطت العديد من الصور داخل قاعة توت عنخ آمون، وسجلت فيديوهات لكل العصور والأسر حتى يراها أبنائى، ويوجد العديد من المرشدين السياحيين الذين يقومون بالشرح للأفواج الأجنبية والعربية، كما أن استخدام التكنولوجيا فى الإضاءة وتوضيح الرؤية رائع، المساحة كبيرة، والصعود على السلم الكهربائى يجعل الزائر يشاهد كل العصور بشكل جذاب وواضح دون أى تعب، كما توجد مصاعد كهربائية لذوى الاحتياجات الخاصة، وأيضًا «تواليت» مخصص لهم. وأكد عصام إبراهيم، مرشد سياحى لغة فرنسية، أن المتحف يعد الأكبر فى العالم الذى يتحدث عن تاريخ مصر، وكل شىء حديث وجميل، أكثر شىء أعجبنى فى البهو هو تمثال رمسيس الثانى، وفى الصالات قاعة توت عنخ آمون ومركب الشمس، وأتمنى توفير مقاعد أكثر للاستراحة. عمَار يا مصر ويقول محمد الفيلكاوى، سائح كويتى: جئت إلى مصر 3 مرات، وهذه المرة جئت خصيصًا لرؤية المتحف مع أصدقائى، وقد عرفت من السوشيال ميديا عن الافتتاح ووقت دخول الجمهور، وأكثر ما أعجبنى هو حجم التماثيل، وطريقة تصنيعها، أجمل قاعة هى قاعة كنوز الملك توت عنخ آمون، وقد ذهبت لمتاحف فى دول أخرى مثل المتحف البريطانى ومتحف اللوفر ومتحف البطل الإيطالى، والمختلف هنا هو التصميم، فهو يرمز ويشير للهوية المصرية، والإضاءة تشعرك أنها طبيعية وترتيب القاعات جميل، كل قاعة تحكى فترة من الفترات فى مصر بترتيب رائع، أنصح الناس من جميع الجنسيات للمجىء ومشاهدة هذا التاريخ، كما أنصح بالمجىء مبكرًا، وأن يكون اليوم مخصصًا بالكامل للمتحف دون أى ارتباطات أخرى، الحجز سهل أونلاين عن طريق الإيميل، وقد دخلت بسهولة دون أن أقف فى طابور، والتجربة كانت جميلة، وفعلاً عمَار يا مصر. تجربة ثقافية فريدة ويقول أسعد بن غاصب السيابى، من سلطنة عمان: أعجبنى المتحف والتجربة كانت استثنائية بكل تفاصيلها، المتحف يعد صرحًا حضاريًا عالميًا يجسد عظمة التاريخ المصرى القديم، ويبرز مكانة مصر الثقافية بين الأمم، كما أن تصميم المتحف يعبر عن توازن فريد بين الأصالة والحداثة، وأول ما لفت انتباهى عند الدخول كان تمثال الملك رمسيس الثانى فى بهو المتحف، بما يعكس فخامة المكان وهيبته، أمّا القاعات الداخلية فتقدم تجربة متكاملة للزائر، وتجمع بين العرض المتحفى التقليدى والتقنيات الحديثة التى تسهل فهم الحقبة التاريخية لكل قطعة أثرية، بالإضافة إلى جناح الملك توت عنخ آمون الذى يحتضن مجموعة من الكنوز الفريدة المعروضة بطريقة مبتكرة، تتيح للزائر التفاعل مع تاريخ مصر القديم بروح العصر الحديث. وأكد أن الزيارة أتاحت له فرصة التعرف عن قرب على جوانب من التاريخ الإنسانى الذى أثرته الحضارة المصرية، فالمتحف ليس مجرد وجهة سياحية؛ بل مؤسَّسة ثقافية وتعليمية تسهم فى تعزيز الوعى التاريخى لدى الأجيال القادمة. بانوراما وفى ذات السياق تقول د. وفاء محمد محمد سماحة، الأستاذة بكلية التربية النوعية جامعة المنصورة: جئت بالصدفة اليوم لزيارة المتحف وانبهرت جدًا بعمق مكانة المصريين القدماء. هذا المتحف يعطى ثقلاً أكبر لمصر ويظهر بَصمتها التاريخية، والمبنى وتصميمه والديكور ووضع التماثيل تشعرك كأنك فى بانوراما، والإدارة جميلة تقدم أى مساعدة لمن يطلبها، فعلاً تشعر كأنك تعيش فى مصر القديمة، أتمنى يكون فى توقيت معين للسائح الأجنبى وتوقيت للسائح العربى وتوقيت للمصريين وتوقيت يدمج الكل، ونحتاج كزوار لشاشات عرض فى الخارج تعرض لقطات لما فى الداخل، فى الحجرات، ولقطات من الافتتاح والضيوف الذين حضروا، وأن تكون الزيارة على وقع موسيقى هادئة وملائمة للمكان. من أسوان للمتحف الكبير تقول إيرين، سائحة بريطانية، إنها جاءت إلى مصر وقامت بزيارة أسوان وأبوسمبل، ثم اتجهت للقاهرة وقامت بزيارة الأهرامات، وكانت محظوظة بأن الافتتاح تم أثناء تواجدها بالقاهرة.. «المتحف جميل جدًا، والتصميم أكثر من رائع، ومنذ طفولتى كنت أرغب فى زيارة مصر ورؤية المتاحف والآثار المصرية، كل شىء هنا يجذب الانتباه وتصميم هذا المتحف أكثر تطورًا من المتاحف السابقة، وعلى الحكومة أن تحافظ عليه بهذا الجمال والرقى». نصائح من الصين تقول ميلودى، سائحة صينية: «المتحف أكثر من رائع، وأنا أحب مصر كثيرًا، وأكثر ما أعجبنى مقتنيات توت عنخ آمون.. لدينا فى الصين فى كل مدينة متحف، لكن هذا المتحف الأكبر والأضخم وغنى جدًا بالتماثيل والأدوات القديمة، وغدًا سوف أذهب إلى الأقصر، ومن هنا أدعو أصدقائى لزيارة المتحف الكبير، وأنصحهم بلبس أحذية مريحة؛ لأن الزيارة تستغرق وقتًا طويلاً، كما أتمنى أن يكون هنا مطاعم أكثر؛ لأن الزائرين عددهم كبير، ولم أجد بسهولة مكانًا لتناول الطعام.