إضراب عن الطعام.. تعطيل للدراسات.. إلغاء اجتماع مجالس الجامعات والكليات.. إشاعات عن استقالة أو إقالة عدد كبير من رؤساء الجامعات.. انتخابات غير قانونية لاختيار العمداء في بعض الكليات.. كل ذلك يحدث الآن في المؤسسة الجامعية.. ورغم أن الجامعة ملتزمة بخمسة عشر أسبوعا دراسيا إلا أن الدراسة - تقريبا - متوقفة في معظم الجامعات بسبب المظاهرات والوقفات الاحتجاجية.. إن المكتسبات التي حصلت عليها المؤسسة الجامعية في أقل من شهرين منذ اندلاع ثورة 25 يناير كثيرة مثل تشكيل لجنة تضم عدداً من أساتذة الجامعات والطلاب والقانونيين لإعداد لائحة طلابية جديدة ترضي طموح الطلاب وتطلق حرية ممارسة الأنشطة الطلابية داخل الجامعات وتحقق جميع المطالب العادلة والمشروعة بشكل يحافظ علي الشرعية، وإجراء انتخابات الاتحادات الطلابية بشكل يضمن نزاهتها التامة كما تم إطلاق حرية ممارسة الأنشطة الطلابية دون تدخل الإدارات الجامعية أو أي جهة خارجية أخري وتسكين الطلاب المغتربين في المدن الجامعية دون التفرقة بين الطلاب لتوجهاتهم السياسية والأهم من ذلك إلغاء الحرس الجامعي، وتأمين الجامعات من خارج أسوارها دون التدخل في أي شأن من شئونها.. كل هذه المكتسبات التي تحققت في وقت قصير إلا أن هناك غضبا شديدا من طلاب الجامعات الذين يصرون علي إقالة رئيس جامعتهم وجميع نوابه وكل عمداء الكليات والنواب ورؤساء الأقسام المختلفة فورا.. ويرفضون الحوار مع أي مسئول ويريدون تنفيذ مطالبهم في التو واللحظة لدرجة امتناعهم عن الأكل حتي الموت، فهل هذا معقول ؟! .. هل من الصالح العام أن يتم هدم المؤسسة الجامعية كلها في لحظة واحدة، خاصة أن وزير التعليم العالي قد تعهد أكثر من مرة بتحقيق جميع مطالب الطلاب والأساتذة العادلة والمشروعة بشكل يحافظ علي الشرعية ويحترم الضوابط والأخلاقيات، حيث إنه ليس من سلطة الوزير إقالة رؤساء الجامعات أو تعيينهم لأنهم يعينون ويعزلون بقرار جمهوري، ولكن من سلطة الوزير أن يبحث مع أساتذة الجامعات الأسلوب الأمثل والمناسب لاختيار القيادات الجامعية علي أن يتم ذلك مع مطلع العام الدراسي الجامعي القادم 2011/2012 وليس الآن والانتظار شهرين أو ثلاثة ليس معناه الانقضاض علي إرادة ومطالب أبناء الثورة ولا إجهاضا للديمقراطية وليس معناه أيضا التفريط في مكتسب دفعنا من أجله الغالي، ولكن هذا يعني إعطاء فرصة لالتقاط الأنفاس، ومنح فرصة للمجتمع كله أن يعود إلي العمل والدراسة حتي تدور عجلة الإنتاج ونخرج من النفق المظلم سالمين.. ولابد من أن يقوم العقلاء من أساتذة الجامعات بالحوار مع أبنائهم الطلاب لتهدئتهم وإعادتهم إلي قاعات الدراسة فالتغيير آت لا محالة ولكن في موعده القريب جدا.