تواصل مصر جهودها الدؤوبة لتقديم الدعم الغذائى والإنسانى لأهالى غزة، فى مسعى حثيث لتخفيف المعاناة الإنسانية ومواجهة شبح المجاعة الذى يتهدد القطاع. فى إطار هذه الجهود المصرية المتواصلة للدفع بمزيد من المساعدات، أطلق الهلال الأحمر المصرى قافلة «زاد العزة.. من مصر إلى غزة» التى تضم شاحنات مساعدات فى اتجاه جنوب القطاع عبر معبر كرم أبو سالم. ضمت القافلة فى يومها الأول أكثر من 100 شاحنة تحمل ما يزيد على 1200 طن من المواد الغذائية، منها نحو 840 طن دقيق و450 طن سلال غذائية متنوعة. وفى يومها الثانى، انطلقت القافلة ب 135 شاحنة تحمل نحو 1500 طن من المساعدات التى تنوعت بين 965 طنًا من السلال الغذائية المتنوعة، وقرابة 350 طن دقيق، بالإضافة إلى 200 طن من مستلزمات العناية الشخصية. يتواجد الهلال الأحمر المصرى على الحدود منذ بدء الأزمة؛ حيث لم يتم غلق معبر رفح من الجانب المصرى نهائيًا. ويواصل الهلال الأحمر تأهبه فى جميع المراكز اللوجستية وجهوده المتواصلة لدخول المساعدات بجهود 35 ألف متطوع بالجمعية. وقد بلغ حجم المساعدات الإغاثية التى تم إدخالها إلى غزة منذ بدء الأزمة أكثر من 35 ألف شاحنة تحمل أكثر من 500 ألف طن مساعدات تنوعت بين الغذاء والماء والمستلزمات الطبية والأدوية والمواد الإغاثية والإيوائية ومستلزمات النظافة الشخصية وألبان وحفاضات الأطفال، إلى جانب سيارات الإسعاف وشاحنات الوقود. عمل مستمر تقول الدكتورة آمال إمام، المدير التنفيذى للهلال الأحمر المصرى، إن قافلة «زاد العزة.. من مصر إلى غزة» الموجَّهة إلى قطاع غزة تحمل أطنانًا من المواد الغذائية وأطنانًا من الدقيق لتعزيز الاستجابة للمعاناة التى تحدث فى القطاع جراء نقص المواد الغذائية. وتعتبر هذه العملية الإنسانية والاستجابة لها، وبشهادة جميع الخبراء والمؤسّسات الإنسانية الدولية؛ هى الأعقد إن لم تكن الأكثر تعقيدًا فى تاريخ الاستجابة الإنسانية. وذلك لمواجهة العديد من التحديات، أولها سلامة وتأمين ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فالهدف ليس فقط تسيير القوافل ولكن التأكد من وصولها لمستحقيها فى الداخل، وأن تكون هناك مراكز توزيع آمنة تعمل على إيصال هذه المساعدات إلى أهلنا فى غزة. فكل ما شهده القطاع من عمليات أدى إلى تدمير البنية التحتية، إلى جانب عدم تأمين القوافل الغذائية فى الداخل وأيضًا سقوط عدد من العاملين الإنسانيين جراء العمليات، مما يعوق مسار عملية الاستجابة الإنسانية داخل القطاع. وأشارت «إمام» إلى أن النظر إلى الموقف المصرى من القضية الفلسطينية لا يقتصر فقط على أسابيع وشهور وسنين؛ بل يجب النظر إلى تاريخ الهلال الأحمر المصرى واستجابته للأزمة الإنسانية فى قطاع غزة منذ عام 1948 حتى الآن. فمصر حاضرة على مدار التاريخ من خلال قوافلها الإغاثية والطبية وأيضًا من خلال دعم القضية الفلسطينية وأشقائنا فى فلسطين. وما نراه فى السنتين الماضيتين هو نقطة فى بحر العمل المستمر والدؤوب الذى تقوم به الدولة المصرية لتأمين الدعم إلى قطاع غزة وأيضًا دعم الشعب الفلسطينى فى هذا المسار. كما أن الهلال الأحمر المصرى هو الآلية الوطنية لتنسيق المساعدات الإنسانية إلى غزة، ووقوفنا على الحدود المصرية منذ 7 أكتوبر حتى الآن ما يزيد على 800 يوم عمل مستمر لم يتوقف. رأينا حجم الدعم الذى تقدمه مصر فى الوقت الذى تتوقف فيه كل منابع المساعدات من أى دولة فى العالم، وتظل مصر شريانًا لا يتوقف. فمصر تبذل جهدًا كبيرًا جدًا لتأمين هذا القدر من المساعدات غير القابلة للتسليم فى كل وقت والقابل للزيادة حين تسمح الظروف بالدفع بالمزيد.
2000 متطوع لإيصال المساعدات وأضافت «إمام»: إن مصر تبعث رسالة إلى العالم مفادها: «إننا لا نكل ولن نمل فى دعم القضية الفلسطينية ودعم الإخوة فى فلسطين»، فمصر هى القلب النابض والشقيقة الكبرى لكل أشقائها فى كل الأزمات؛ وبخاصة فيما يخص الأزمة الفلسطينية. وعن الأولويات فى هذه المرحلة فهى توفير المواد الغذائية والمواد الغذائية المخصصة للأطفال من حيث ألبان الأطفال وغيرها، بالإضافة إلى الدقيق والطحين، وفى الأيام المقبلة نستعد للدفع بمزيد من هذه المواد فى ظل النقص الذى يشهده القطاع ويؤدى إلى التهديد بشبح المجاعة. وأكدت «إمام» أن الهلال الأحمر المصرى هو منظمة قائمة على شبكة من التطوع، والتطوع هو وسيلة لعكس التضامن المجتمعى تجاه القضايا الإنسانية المختلفة. فلدينا 35 ألف متطوع منتشرون فى جميع محافظات الجمهورية، ولدينا ما لا يقل عن 2000 متطوع يعملون بشكل يومى فى الاستجابة لأزمة غزة من خلال المراكز اللوجستية المختلفة، سواء المتواجدة داخل مدينة العريش أو المتواجدة فى المحافظات المختلفة داخل القاهرة الكبرى والإسماعيلية وبورسعيد وغيرها من المحافظات التى تشمل دعمًا لوجستيًا ومرحلة من مراحل سلاسل الإمداد والتوريد الخاصة بالدعم الدائم لشريان العطاء والإمداد الذى يمتد ما بين مصر وغزة. والمتطوعون هم من المجتمع المصرى الذى يعكس أيضًا هذا الجهد الذى لا يتوقف عن العطاء المادى أو العينى من خلال التبرعات والمساعدات، إلا أن هذه الجهود الخالصة التى يقوم بها أبناء هذا الوطن لدعم القضية الفلسطينية ودعم هذا المشهد الإنسانى تعكس التضامن من قِبَل الدولة المصرية حكومة وشعبًا ومجتمعًا مدنيًا.
مساعدات مصرية خالصة وأكدت أن الهلال الأحمر المصرى رفع قدراته التشغيلية داخل المراكز اللوجستية إلى أعلى مستوياتها، ويعمل على تجهيز المزيد من القوافل فى ظل عملية تشهد تأمينًا لهذه القوافل، وأيضًا يتم التنسيق مع المجتمع المدنى المصرى لا سيما المنظمات الخاصة بعمل التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وغيرها من المنظمات المصرية التى تعمل على تيسير القوافل الإغاثية. كما يعمل الهلال الأحمر المصرى مع المنظمات الدولية العاملة داخل قطاع غزة أو العاملة من خلال الممرات المصرية لتأمين المزيد من المساعدات خلال هذه الفترة. لكن لا بُدّ من الإشارة إلى أنه منذ انتهاء الهدنة فى أوائل مارس الماضى؛ فإن جميع المساعدات التى لدى الهلال الأحمر المصرى وعلى رأسها قافلة «زاد العزة.. من مصر إلى غزة» هى مساعدات مصرية خالصة. 1