وسط ترقب جماهيرى وإعلامى غير مسبوق، يبدأ النادى الأهلى مشواره فى بطولة كأس العالم للأندية 2025 بالولايات المتحدةالأمريكية، بمواجهة استثنائية أمام فريق إنتر ميامى الأمريكى بقيادة النجم العالمى ليونيل ميسى، فجر غدٍ الأحد على ملعب «هارد روك» بولاية فلوريدا هى ليست مجرد مباراة افتتاحية بل لقاء يحمل رمزية كبرى يجمع بين بطل إفريقيا وأحد أشهر أندية الكرة الحديثة فى نسخة تاريخية تشهد للمرة الأولى مشاركة 32 فريقًا من مختلف قارات العالم. الأنظار كلها تتجه إلى أمريكا حيث يبدأ الأهلى رحلة الحلم العالمى وسط تحديات فنية وزمنية هائلة بعد التغيير فى القيادة الفنية قبل أيام قليلة فقط من انطلاق البطولة لكن كالعادة الأهلى لا يعرف سوى طريق التحدي مهمة نارية حين أُعلن عن تعيين الإسبانى خوسيه ريكاردو ريفيرو مديرًا فنيًا جديدًا للنادى الأهلى بدا القرار مفاجئًا للبعض خاصة أنه جاء قبل أسابيع قليلة من البطولة وفى وقت كان الفريق يمر بفترة من عدم الاستقرار الفنى لكن إدارة النادى كانت ترى أن البطولة تحتاج إلى فكر أوروبى قادر على مواجهة المدارس العالمية المختلفة التى ستتواجد فى أمريكا وهو ما يملكه ريفيرو بفضل خبرته الطويلة وأسلوبه المعتمد على التنظيم الدفاعى والتحولات السريعة. ريفيرو لم يضيع وقتًا وبدأ فى إعداد تصور فنى واضح للمباريات الثلاث فى دور المجموعات على أن تكون مباراة إنتر ميامى هى البروفة الكبرى لمشروعه الجديد مع الفريق ويدرك المدرب الإسبانى جيدًا أن لقاء الافتتاح يحمل فى طيّاته أكثر من اختبار سواء فنيًا أو ذهنيًا بخلاف اختباره للثقة بينه وبين اللاعبين. ميسى ورفاقه فى إطار التحضير للمواجهة الأولى أعد الجهاز الفنى للأهلى تقريرًا تفصيليًا عن فريق إنتر ميامى شمل تحليلًا كاملًا لأداء الفريق فى مبارياته الأخيرة بالدورى الأمريكى وبالأخص اللقاء الذى فاز فيه مؤخرًا بخماسية على كولومبوس كرو وسجل فيه ميسى هدفين وصنع آخر وسط تألق واضح للثلاثى ميسى ولويس سواريز وبيكولت. التقرير الفنى رصد بدقة نقاط القوة فى تحركات ميسى دون كرة وقدرته على خلق المساحات من لا شيء كما توقف عند ثغرات واضحة فى تمركز خط الدفاع الأمريكى خاصة أمام الضغط المرتد وهى نقطة قد يعتمد عليها الأهلى فى تنظيم هجماته المرتدة كما لاحظ الجهاز الفنى تفوق إنتر ميامى بدنيًا فى الثلث الأخير من المباريات، وهو ما استدعى تجهيزات خاصة لياقيًا من جانب المعد البدنى للفريق الأحمر. ودية باتشوكا ودية أمام فريق باتشوكا المكسيكى كانت فرصة حقيقية لتجربة عدد من اللاعبين سواء الأساسيين أو الجدد وعلى رأسهم إمام أحمد سيد زيزو، الذين ظهر بمستوى مبشّر. وظهر من المباراة أن ريفيرو ينوى الاعتماد على طريقة لعب متوازنة تعتمد على التدرج بالكرة من الخلف مع التحول السريع عند امتلاك المساحة، وهو ما ظهر فى الهدف الذى أحرزه تريزيجيه بعد جملة منظمة شارك فيها أكثر من لاعب كما كشفت التجربة عن نضج تكتيكى فى خط الوسط بفضل التناغم بين ديانج وعاشور، وهو ثنائى قد يشكل العمود الفقرى للفريق فى المواجهات الرسمية. دعم بلا حدود لم يكن التغيير الفنى هو القرار الوحيد قبل البطولة إدارة النادى الأهلى برئاسة الكابتن محمود الخطيب، حيث قررت تهيئة الفريق من جميع الجوانب، فتم اعتماد لائحة مكافآت استثنائية للبطولة تضمنت مضاعفة مكافأة الفوز فى كل مباراة إلى أرقام قياسية إلى جانب حوافز معنوية كبيرة للاعبين أهمها الترويج الإعلامى لأسمائهم والتنسيق مع شركات التسويق لرعاية ظهورهم فى البطولة. وحرصت الإدارة كذلك على توفير أجواء مثالية للبعثة حيث اتفقت مع إدارة الفندق الذى يستضيف بعثة الأهلى على عزل البعثة الحمراء تمامًا عن باقى الفندق طوال فترة الإقامة لحين خوض منافسات كأس العالم، لتوفير أجواء التركيز والهدوء للفريق قبل المنافسات الحاسم. بطولة مختلفة نسخة 2025 من كأس العالم للأندية مختلفة تمامًا عن أى سابقة فإلى جانب التوسع فى عدد الفرق، تطبَّق للمرة الأولى مجموعة من التعديلات التحكيمية والتقنية الجديدة أبرزها استخدام الكاميرات المثبتة على أجساد الحكام وبث مباشر من داخل غرفة VAR على شاشات الملاعب وإلزام الحارس بتمرير الكرة خلال ثوانٍ محددة، وإعطاء الفريق الخصم ركلة ركنية إذا تأخر الحارس. كما يُنتظر تطبيق نظام التسلل شبه المؤتمت، الذى يعتمد على الذكاء الاصطناعى وكاميرات متطورة تلتقط حركة الكرة واللاعبين بدقة عالية، وهو ما يجعل قرارات التحكيم أسرع وأدق كل هذه التعديلات تُضيف بُعدًا جديدًا للبطولة وتفرض على الفرق أسلوبًا مختلفًا فى التعاطى مع تفاصيل اللعب. طابع استثنائي مشاركة الأهلى فى كأس العالم للأندية ليست بالجديدة، لكنها تأتى هذه المرة بطابع استثنائى فالفريق يشارك للمرة العاشرة فى تاريخه، بعد أن أصبح أكثر فرق العالم ظهورًا فى البطولة، بل ونجح فى احتلال المركز الثالث فى أربع نسخ سابقة، وهو رقم لم يصل إليه أى نادٍ غير أوروبى أو لاتيني ولأن هذه هى أول نسخة من البطولة تُقام بهذا الحجم الضخم، فإنها تمثل فرصة ذهبية للأهلى لإثبات ذاته على مستوى عالمى مختلف. والبطولة ليست فقط اختبارًا رياضيًا بل هى نافذة تسويقية وجماهيرية وإعلامية كبرى، يمكن من خلالها إعادة تقديم النادى إلى جمهور جديد من مختلف قارات العالم فكل شيء أصبح جاهزًا الآن الأهلى سيدخل المباراة الأولى فجر غدٍ أمام إنتر ميامى، ثم يلتقى بالميراس البرازيلى يوم 19 يونيو، ويختتم مواجهاته فى دور المجموعات أمام بورتو البرتغالى يوم 23 يونيو، ثلاث مواجهات نارية فى ثلاث قارات كروية مختلفة، لكن شعار الأهلى فى كل مرة سيكون واحدًا «البطل لا يعرف المستحيل».
كواليس معسكر الأهلى فى أمريكا تسلم الإسبانى خوسيه ريفيرو، المدير الفنى للأهلى، تقريرًا فنيًا شاملًا من جهازه المعاون عن فريق إنتر ميامى الأمريكى، يتضمن نقاط القوة والضعف، وتحليلًا مفصلًا لأداء الفريق فى آخر مبارياته، وعلى رأسها الفوز الكبير على كولومبوس كرو بنتيجة 5-1، وهو اللقاء الذى شهد تسجيل ليونيل ميسى هدفين وصناعة مستمرة للهجمات.
عقد ريفيرو عدة جلسات تحليلية مع اللاعبين داخل معسكر الفريق فى ميامى، ركز خلالها على شرح أسلوب لعب المنافس، وتحركات ميسى وسواريز داخل الثلث الهجومى، إلى جانب تحديد أدوار تكتيكية دقيقة لبعض لاعبى الوسط والدفاع فى مواجهة الضغط العالى المتوقع.
استقر الجهاز الفنى على تنفيذ عدد من الجمل الخططية فى التدريبات اليومية، اعتمادًا على الضغط المتوسط والارتداد السريع، مع تجهيز مفاجآت تكتيكية فى الحالة الهجومية، أبرزها استغلال المساحات خلف أظهرة إنتر ميامي.
حرص الطاقم الفنى على تجهيز أحمد سيد زيزو بدنيًا وفنيًا، من خلال تدريبات منفردة وأخرى تكتيكية، بهدف دمجه سريعًا فى التشكيل الأساسى بعد فترة غياب، خاصة أن اللاعب يُعد أحد الأوراق الرابحة المنتظرة فى مشوار البطولة. يسعى الجهاز الفنى لتوظيف محمود حسن تريزيجيه بشكل مختلف فى البطولة، من خلال منحه حرية التحرك بين الجناح الأيسر ومركز صانع الألعاب، للاستفادة من سرعته وقدرته على صناعة الفارق فى المساحات، وهو ما ظهر بوضوح فى تدريبات الفريق الأخيرة. فرض الجهاز الإدارى للأهلى إجراءات صارمة للحفاظ على التركيز داخل المعسكر، أبرزها تقليل استخدام اللاعبين لوسائل التواصل الاجتماعى طوال فترة الإقامة، وتوفير بيئة مغلقة تساعد على الاستعداد الذهنى والبدنى الكامل للمواجهات. 2 4