تعرضت سفينة الحرية مادلين التى تضم ناشطين معارضين للعدوان على غزة لهجوم من قوات إسرائيلية فى المياه الدولية مع اقترابها من القطاع بهدف كسر الحصار وتقديم مساعدات إنسانية، فيما أعلنت تل أبيب السيطرة على السفينة واقتيادها إلى أحد موانئها. وأوضح تحالف أسطول الحرية أن قوات إسرائيلية صعدت على متن السفينة مادلين بعدما حاصرتها زوارق حربية وسيطرت وحدة الكوماندوز البحرية الإسرائيلية «شيتت 13» ومسيرات كوادكوبتر التى رشتها بمادة بيضاء مهيجة، مشيرًا إلى أن الاتصالات انقطعت بالطاقم. وأضاف التحالف أن القوات الإسرائيلية اختطفت النشطاء من على متن السفينة، ودعت الحكومات الغربية للتدخل من أجل إطلاق سراحهم، حيث تقل السفينة ناشطين يعتزمون كسر الحصار الإسرائيلى والوصول إلى غزة، ومن بينهم السويدية جريتا ثونبرج الناشطة فى مجال المناخ، والنائبة الفرنسية فى البرلمان الأوروبى ريما حسن، والممثل الذى اشتهر فى سلسلة صراع العروش ليام كانينجهام. ونشر تحالف أسطول الحرية رسالة من جريتا ثونبرج تقول فيها إنه «إذا وصلكم هذا الڤيديو فهذا يعنى أنه تم اختطافنا فى المياه الدولية من قبل القوات الإسرائيلية»، ودعت أصدقاءها وعائلتها إلى الضغط على الحكومة السويدية من أجل إطلاق سراحها مع بقية الناشطين فى أقرب وقت ممكن. وذكرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزى التى كانت على اتصال بالناشطين على متن السفينة، بأن 5 زوارق حربية إسرائيلية سريعة حاصرت سفينة الحرية وسمعت جنودًا إسرائيليين يتحدثون عندما كانت تتكلم إلى قبطان السفينة عبر الهاتف قبل أن ينقطع الاتصال. وقالت ريما حسن قبل بدء الهجوم الإسرائيلى: إن طائرات مسيرة حلقت فوق السفينة، وقامت بإلقاء مادة بيضاء عليهم مع اقترابها من سواحل غزة. من جهتها قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن سفينة الحرية التى كانت متجهة إلى غزة، تم احتجازها واقتيادها إلى سواحل إسرائيل، مضيفة أن ركاب السفينة سيعودون جميعا إلى دولهم، واعتبرت الخارجية الإسرائيلية أن المنطقة البحرية قبالة سواحل غزة مغلقة أمام السفن غير المصرح لها، ووصفت محاولة كسر الحصار بأنها غير قانونية وخطرة. وفى وقت سابق قال وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس فى بيان: «أمرت الجيش الإسرائيلى بالتحرك لمنع وصول السفينة مادلين إلى غزة، أقول بوضوح من الأفضل لكم أن تعودوا أدراجكم، لأنكم لن تصلوا إلى غزة». وأكد أنه لن تسمح إسرائيل لأحد بكسر الحصار البحرى المفروض على غزة. وذكرت منظمة تحالف أسطول الحرية أن السفينة مادلين تحمل كمية رمزية من المساعدات، منها أرز وحليب للأطفال. وأبحرت السفينة مادلين من صقلية فى 6 يونيو الجارى، وترفع السفينة العلم البريطانى، ويديرها تحالف أسطول الحرية المعارض للحرب على غزة، ويتم حاليًا التحقق من هويات الأفراد الذين كانوا على متنها تمهيدا لاستجوابهم فى قاعدة تابعة لسلاح البحرية فى ميناء أسدود، وبث الجيش الإسرائيلى صورا للحظة اعتقال جميع الأفراد من النشطاء الأجانب على متن السفينة مادلين. ومادلين هى السفينة ال36 ضمن ائتلاف أسطول الحرية الذى يهدف لكسر الحصار الإسرائيلى المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007، وسميت السفينة على اسم مادلين كلاب، أول فتاة فلسطينية احترفت صيد الأسماك فى قطاع غزة منذ عام 2014. بدأت مادلين عملها فى سن 15 عاما على قارب والدها، وسرعان ما أصبحت معروفة بين الصيادين فى القطاع، وكانت تبحر حتى حدود الحصار البحرى الإسرائيلى وتصيد الأسماك وتبيعها فى الأسواق بهدف إعالة أسرتها، وبعد استئناف العدوان الإسرائيلى على غزة فى مارس 2025، دمرت قوارب مادلين وزوجها إلى جانب مستودع كانا يستخدمانه لتخزين أدوات الصيد، مما أدى إلى فقدان مصدر رزقهما، كما فقدت والدها بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية فى أكتوبر 2023. وتأتى الرحلة بعد شهر واحد من قصف الطائرات المسيرة الإسرائيلية سفينة الضمير العالمى قبالة سواحل مالطا وهذا يبرز الطابع الخطير للمهمة التى جندت لها سفينة مادلين، وأكد تحالف أسطول الحرية أن رحلة مادلين تمثل فعلًا سلميًا من المقاومة المدنية، مشيرًا إلى أن جميع المتطوعين على متن السفينة توحدهم قناعة مشتركة بأن الشعب الفلسطينى يستحق نفس الحقوق والحرية والكرامة التى تتمتع بها شعوب العالم. واستنكرت الكثير من الدول ما حدث من إسرائيل، ووصفت إيران اعتراض إسرائيل سفينة المساعدات مادلين بأنه عمل قرصنة، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائى فى مؤتمر صحفى بطهران، إن الهجوم على هذه السفينة يعد شكلاً من أشكال القرصنة بموجب القانون الدولى، لأنه حدث فى المياه الدولية، وبدورها اعتبرت تركيا أن تدخل القوات الإسرائيلية ضد السفينة مادلين انتهاك بين للقانون الدولى. وأكدت وزارة الخارجية التركية أن إسرائيل تظهر مرة أخرى أنها تتصرف كدولة إرهابية، أما فرنسا من ناحيتها فقد ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون طالب السلطات الإسرائيلية بالسماح للمواطنين الفرنسيين الستة على متن السفينة مادلين بالعودة إلى بلادهم، وأكد وزير الخارجية الفرنسى أن بلاده تواصلت مع السلطات الإسرائيلية لتفادى أى حادثة قد يقع للمواطنين الفرنسيين وطالب بتأمين حمايتهم، معربا عن أمل فرنسا فى التمكن من التواصل معهم قريبًا، وأضاف الوزير الفرنسى: طواقمنا القنصلية موجودة لتوفير الحماية لنشطاء السفينة مادلين. من جهتها وصفت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة إسرائيل بأنها دولة مجرمى حرب على خلفية اعتراضها سفينة مادلين الإغاثية، ودعت أيضا إلى بدء تجهيز مزيد من السفن الإغاثية فى العالم وإرسالها إلى الفلسطينيين المجوعين بالقطاع المحاصر. بدورها عبرت مقررة الأممالمتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان فى الأراضى المحتلة فرانشيسكا ألبانيزى عن دعمها عملية تحالف أسطول الحرية، وحثت على إرسال قوارب أخرى لتحدى الحصار على غزة وفى منشور لها على منصة إكس قالت إن اعتراض القوات الإسرائيلية سفينة مادلين فى المياه الدولية والاستيلاء عليها يستدعيان توضيحا كاملا من السلطات الإسرائيلية وأضافت أن على بريطانيا أن تسعى بشكل عاجل للحصول على هذا التوضيح، وأن تضمن الإفراج الفورى عن السفينة وطاقمها والتى تؤدى مهمة إنسانية مشروعة. وفى عام 2010 قتلت قوات إسرائيلية خاصة 10 أفراد بعد اقتحامها السفينة التركية مافى مرمرة التى كانت تقود أسطولًا صغيرًا متجها إلى غزة. 6