من مديرة حضانة إلى رائدة فى تطوير التعليم المبكر قصة نجاح هناء فى تطوير حضانات الأطفال

هناء محمود، سيدة مصرية مختلفة.. نجحت فى مجال التربية والتعليم؛ خصوصًا فى تطوير الحضانات لرعاية الأطفال، وهو مجال طالما كانت تحبه. بدأت «هناء» مسيرتها المهنية بعد حصولها على بكالوريوس فى التجارة وماجستير فى التربية. وبالرغم من أنها كانت تعمل فى البداية فى مجال التعليم؛ فإن اهتمامها العميق بمجال التربية والطفولة جعلها تختار التوسع فى هذا المجال والعمل فى جمعيات مختلفة، حتى أصبحت عضوًا فى مجلس إدارة تضم 4 حضانات تابعة لوزارة التضامن الاجتماعى.
المجال التربوى
هناء محمود عبدالله من محافظة الجيزة حاصلة على بكالوريوس تجارة وحصلت على ماجستير فى التربية، متزوجة ولديها ثلاثة أبناء أحدهم ضابط والأخرى دكتورة وبنت بالمرحلة الإعدادية: «أحب الأطفال، لذا فكرت واهتممت بالمجال التربوى، فى البداية كنت أدرّس KG وبعد ذلك أثناء عمل الدراسات العليا توجهت للشئون الاجتماعية لتأدية الخدمة العامة ونصحونى بأن مجال التربية مجال مهم وعرضوا علىّ أن أكون معهم فى مجال الأسرة والطفولة بإحدى الجمعيات، ورحبت بالموضوع وذلك فى 2002 وتدرّجت من مديرة حضانة إلى مديرة جمعية حتى أصبحت عضو مجلس إدارة مسئولة عن 4 حضانات تابعة لوزارة التضامن الاجتماعى لمدة 17 عامًا، وفى 2010 افتتحت حضانة خاصة بى، وفى 2015 فتحت حضانة أخرى وفى 2016 واحدة ثالثة و2017 واحدة رابعة وأصبح لدى أربعة فروع، وأثناء فترة الكورونا أغلقت فرعًا وأصبح لدَىّ بعد الكورونا 3 فروع فى كمبوند واحد فى مدينة 6 أكتوبر.
مليون جنيه
وعن التمويل تقول هناء: بعد الكورونا كل الحضانات أغلقت وأخذت قرارًا بالتصفية فى كل الفروع، ولكن عرفت بوجود مبادرة وهى مبادرة لتنمية وتطوير الحضانات تابعة لوزارة التضامن الاجتماعى، وهذا شجعنى على الرجوع والاستمرار فى الموضوع، وهذا شىء إيجابى جدًا لأن الحضانات تحتاج باستمرار لرفع كفاءة وصيانة دورية وتجديد لأن الاستهلاك بها كبير فى الألعاب والأساس لذا تحتاج لتطوير مستمر ولكن مكلف جدًا.. المبادرة وفرت مليون جنيه، فالحضانة حتى تكون على مستوى International تكلف أكثر من ذلك؛ خصوصًا لو المبنى كبير، فالمكان الذى عملت به المشروع كبير جدًا وال garden وحدها حوالى 4000 متر فعملت سورًا شجريًا كاملاً ووضبت الجاردن الخارجية ودهنت المبنى بالكامل من الداخل ومن الخارج وعملت صيانة كاملة للنجارة والألوميتال والسباكة واشتريت بعض الألعاب وغيرت الأرضيات لتتناسب مع الأطفال، فأهم شىء فى الحضانة الأرضية تناسب الأطفال وتكون آمنة، وأيضًا اشتريت كراسى وترابيزات آمنة للأطفال، واشتركت مع العديد من الجهات للحصول على دورات تدريبية للتطوير وأن تكون الحضانة على مستوى عالٍ، فأخذت دورات مع الوزارة ومع اليونيسيف ومركز الطفولة المبكرة، فرفعنا من كفاءة المكان وهذا شجعنا للعمل والتقدم للأمام، فولىُّ أمر الطالب حين يرى المكان مؤهلاً وآمنًا وعلى مستوى عالٍ يطمئن لإرسال أبنائه، ورفعنا قيمة الاشتراك بالاتفاق مع الوزارة؛ حيث إن من شروط رفع الاشتراك تقديم جديد وتطوير المكان فأتت معاينة للمكان وبيتكتب تقرير شهرى للمكان لتحديد إذا كان مناسبًا رفع الاشتراك أمْ لا، فقيمة الاشتراك 2200 جنيه للطفل العادى و2500 للطفل الرضيع ومواعيد الحضانة متاحة من 7 صباحًا حتى 5 مساءً، تدرجنا فى المصروفات من 1500 حتى وصلنا إلى 2500 جنيه، ولو الطفل بيمشى الساعة 3 بيدفع 2200 جنيه.
مستوى الرعاية
وأكدت هناء أن أهم ما يميز الحضانة النظافة والأمن، فالحضانة مثل المستشفى لا بُدّ أن يكون مستوى النظافة والرعاية عاليًا، فلدينا مدرسون على كفاءة عالية وموارد بشرية عالية ومُدَرَّبة وأيضًا كل شىء به آمن من كهرباء ومقاعد وأرضيات وتهوية، وأيضًا نهتم بمتابعة ولى الأمر من خلال جروبات الواتساب وأيضًا زودنا كاميرات مراقبة أكثر لمتابعة العمل داخل الحضانة، ولدينا أماكن مميزة لاستقبال ولى الأمر حتى يستطيع الاطمئنان على ابنه فى أى وقت، ونظام التعلم لدينا اسمه التعلم النشط، والمبادرة ساعدتنا على زيادة الأنشطة، وهذا أفضل وسائل التعلم للأطفال، فالطفل يحتاج استخدام حواسه فى هذه المرحلة وأيضًا يعمل بعض التمارين لتنشيطه.
وعن التحديات تقول هناء: إن هناك معادلة صعبة بين إرضاء ولى الأمر فى الاشتراك الشهرى وتوفير إمكانيات عالية ومتطورة فى الحضانة سواء فى المكان أو العاملين يكونوا على درجة كفاءة عالية، لدينا بعض الفئات محدودة الدخل فتتقدم بطلب وبه أسباب موضحة اختيار المكان مع صعوبة الإيفاء بالاشتراك، لذا نعمل لهم خصومات بعد عمل بحث اجتماعى سواء ورقى أو ميدانى.
ضبط الميزانية
أتمنى أن الحضانات غير المرخصة يتم إغلاقها وأن يكون اشتراك الحضانة نصف سنوى أو سنوى حتى نستطيع ضبط الميزانية ويعطى أمانًا أكثر لصاحب الحضانة فيحقق ثباتًا فى الميزانية لأن الحضانة لديها التزامات شهرية من مرتبات وإيجارات ومصروفات ثابتة شهرية، لذا إذا كان الدخل بالنسبة لى متغيرًا يؤثر على الحضانة، فالحضانة مكان خدمى لا بُدّ أن يكون مفتوحًا باستمرار ومتوفر به كل الخدمات ودائما يحدث فيه تطوير، السبب فى هذه المشاكل الحضانات غير المرخصة لأنها تتنازل عن بعض القواعد لأنها غير مرخصة، فولى الأمر ينظر إليها ولكنه يعرض نفسه للعديد من المخاطر، فبعض هذه الحضانات قد تكون عصابات أو لها أغراض أخرى، فلا بُدّ أن الدولة تزيد الرقابة على الحضانات غير المرخصة.
وأضافت هناء: أنصح كل سيدة بأن تعمل؛ خصوصًا إذا كان يتوفر لها مكان آمن على أطفالها تستطيع أن تطمئن عليهم فيه، والدولة فى المدن الجديدة تسلم مبانى حضانات وتكون مدعمة بنفس كفاءة الحضانات الخاصة ومتاحة لمحدودى الدخل، وهناك تدريبات من قِبََل الدولة كثيرة، فمركز خدمات الأسرة والطفولة المبكرة لديه شبكة تجمع كل الحضانات المرخصة ويتوفر به تدريبات كافية لكل حضانة جديدة ولديهم نموذج استرشادى لكل حضانة جديدة يتم افتتاحها.. وختمت هناء حديثها بأن أكثر شىء يسعدنى؛ خصوصًا وأنا لى سنوات طويلة بالحضانات حين أقابل أحد الأبناء كان لدى بالحضانة وأصبح بمركز عالٍ سواء دكتور أو مهندس فأشعر أنى عملت بذرة حلوة، فالحضانة بذرة خصبة لتربية أجيال تنشأ بنفسية سليمة، تحب التعليم وتقبل على الحياة.
2