ونحن نحتفل بمئوية «روزاليوسف» لا يمكن أن نغفل الدور التنويرى للكاتبات العظيمات أبناء فاطمة اليوسف اللاتى صرن على منبر التنوير ليُعبّرن عن مواقفهن ضد قوى الظلام فى مواجهة الإخوان والسلفيين، ومحاربة أفكارهم ومواقفهم المتشددة.. ورغم المحاولات المتكررة التى بذلها الإخوان على مدار سنوات مضت للتسلل إلى الأزهر الشريف وبث أفكارهم بين طلابه وعلمائه؛ فإن الحصانة الدينية لأبنائه هدمتها جميعًا وردتهم على أعقابهم.. هذا ما أكدت عليه الكاتبة الصحفية إقبال السباعى عندما نشرت تحقيقًا فى 28 مايو 2005 فى العدد رقم 4016.. كيف فشل الإخوان فى اختراق الأزهر؟ بعد نجاح د.محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر فى تطهيره من ذوى الفكر المتطرف واستطاع القضاء على الجبهة المتشددة التى كانت تحاول فرض الوصاية على الأزهر وشيخه والتى كانت غالبية أعضائها من الإخوان المسلمين. ومنذ ظهور جماعة الإخوان المسلمين فى الثلاثينيات وأعينهم على الأزهر الشريف مَعاهده وكلياته وطلابه؛ وبخاصة من يدرس ويعمل بكليات الشريعة وأصول الدين، فقد كانوا يظهرون دعوتهم على إنها دعوة إلى توحيد الصف ونشر الأخوّة بين الناس، ومن خلال هذه الشعارات دخلت دعوتهم الأزهر الشريف باعتبار أن لدى طلابه شغفًا بالدين وولعًا بالإسلام ولا يترددون فى تنفيذ تعاليمه التى تدعو إلى الاعتصام «بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا»، ولكن سرعان ما تم اكتشاف زيف هذه الشعارات وحقيقة ما تنطوى عليه، وإنها دعوة يراد بها باطل كما حدث مع فضيلة الشيخ «منصور الرفاعى عبيد» وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة عندما كان طالبًا بمعهد المنصورة الدينى فى عام 1952، وكان بالمعهد العديد من عناصر الإخوان يقومون بالتدريس ومنهم أستاذ اللغة العربية «فتحى الرفاعى» ومدرس الكيمياء من أنشط العناصر لجذب العديد من الطلاب.
وواصلت «روزاليوسف» حملتها ضد جماعة الإخوان المسلمين من خلال سلسلة من التحقيقات حملت عنوان «المساجد للعبادة وليست للسياسة والمظاهرات»، وأن يتم الزج بالمساجد فى التفاعلات السياسية؛ فإن هذا أمرٌ خطير للغاية، ويمثل أسوأ استغلال لدين الله، وتحريضًا على القانون خلف لافتة الإسلام وإثارة للمشاعر ورغبة فى التهييج،إن هذا ليس عملاً مدنيًا ولا عصريًا ولكنه حيلة حقيرة تلجأ لها جماعة غير قانونية بقصد واضح ومفهوم.
لقد حاول هؤلاء منذ زمن بعيد اختراق المساجد لأغراض أخرى غير الدعوة... وحين واجهوا صعوبات فى ذلك كان أن ساهموا بشكل معروف فى زرع آلاف الزوايا تحت البيوت..ليس بهدف عبادة الله؛ وإنما بقصد التمترس خلفها... غير أن المؤمنين الورعين وقفوا حائط صد لذلك.
واستكملت الكاتبة الكبيرة إقبال السباعى حملتها فى أحد لقاءاتها مع د.سيد طنطاوى قائلة: لماذا يطاردك الإخوان؟ لا يزال الأزهر صامدًا ضد دعاوَى التطرف والمتطرفين داعيًا نحو الوسطية والاعتدال ونبذ العنف وتقييد حجج أدعياء الإسلام.
ونشرت الكاتبة الصحفية ألفت سعد تحقيقًا مطولاً فى العدد رقم 4098 بتاريخ 23 ديسمبر 2006 حمل عنوان «الجماعة المنفوخة» هكذا وصفت ما فعله طلاب جامعة الأزهر والصدمة التى أثاروها لدى الرأى العام بعد الاستعراض العسكرى الذى قام به طلبة الإخوان داخل جامعة الازهر مما أثار تساؤلات الجميع وأهمها لماذا تضخم شبح الإخوان المسلمين إلى هذا الحد؟!! وهل ما حدث نتيجة سلبية الحكومة أمْ تراخى الأحزاب.. أمْ التنظيم الصارم والخطط المحكمة للإخوان المسلمين؟.
لم تَسْلم الجامعات المصرية من خطة الإخوان من السيطرة على بعض الكليات.. هذا ما تحققت منه الكاتبة الصحفية كريمة سويدان عندما نشرت تقريرًا موثقًا فى العدد رقم 3850 بتاريخ 23 مارس 2002 عن مناورة الإخوان الجديدة لاختراق الجامعات، قائلة: إذا كانت الشيوعية قبل سقوطها قد اعتمدت فى نشر مبادئها على التسلل للمصانع والتغلغل داخل الطبقة العمالية؛ فإن جماعة الإخوان المسلمين المنحلة ركزت جهودها على اختراق الجامعات والمدارس والنقابات والنوادى المهنية لبث أفكارها والسيطرة من خلال التعليم على الطلاب، الذين يمثلون العجينة اللينة التى يستطيعون تشكيلها كيفما شاءوا، وعندما فشلت جهودهم فى السيطرة على نوادى أعضاء هيئة التدريس فى السنوات الأخيرة، بدأوا جولة أخرى عن طريق ممثليهم تحت قبة البرلمان، فقدموا اقتراحًا لاختيار عمداء الكليات عن طريق الانتخاب وليس بالتعيين، فى محاولة جديدة من جانبهم للسيطرة على المراكز القيادية فى الجامعات، ويظل السؤال مطروحًا: هل اختيار عميد الكلية بالتعيين هو الأفضل لسياسة الجامعة أمْ أن الانتخاب هو صاحب الكفة الأرجح؟.
وواصلت الكاتبة كريمة سويدان سلسلة تحقيقاتها لكشف مخطط جماعة الإخوان الإرهابية، فلا تكل جماعة الإخوان المحظورة أو تمل من السعى لهدم أى استقرار وتعكير أى صفو وإزعاج أى هدوء كانت آخر جهودها المستميتة لنشر البَلبَلة إثارة طلاب طب عين شمس ضد إدارة الكلية والجامعة وضد مشروع بدأت إدارة الجامعة تنفيذه عام 1993، فالمشروع يسعى لهدم المبانى القديمة وإحلال الجديد الذى يستوعب الأعداد الهائلة التى تدخل الجامعة محلها حتى يتم الارتقاء بالعملية التعليمية ويشعر الطلاب بأنهم حقًا فى جامعة وليسوا فى علب سردين، ولكن الجماعة استغلت أن المشروع سيشمل هدم مُصَلى عشوائى متهالك بين المبانى.
العديد من المقالات والتحقيقات التى أثارتها «روزاليوسف» ومنها الحصار الإخوانى لجامعة الأزهر والذى نشر فى العدد 4097 بتاريخ 16 ديسمبر 2006، وأيضًا موضوع القائمة السوداء لأساتذة الجامعات الإخوانجية!! والذى نشر فى العدد التالى للحصار الإخوانى رقم 4098 والذى كشف صدمة اسكتشات الموت الإخوانية بكل سلبياتها المخيفة وأبرزها الكشف عن قوائم أساتذة الجامعات الإخوانجية الذين خرجوا من الجحور وفضحوا انتماءاتهم للمحظورة فى إطار تنفيذ مخططهم ضد الجامعات المصرية وبعد أن أصابهم غرور القوة التاريخى الذى يهدم هذه الجماعة فى كل مرة، بعد أن أثبتت تحقيقات النيابة العامة أن هناك أساتذة من جامعة الازهر ساعدوا وقادوا اعتصامات الطلبة؛ بل أدخلوا لهم ملابس الملثمين والأسلحة البيضاء مستغلين تقاليد الجامعة لاحترام الأساتذة المفترض أنهم محترمون بعدم تفتيش سياراتهم. وتوالت التحقيقات التى نبّهت خلالها «روزاليوسف» من خطر التطرف الذى بدأ ينتشر فى الجامعات المصرية، فعلى سبيل المثال نشرت المجلة تحقيقًا موثقًا للكاتبة أسماء نصار والزميل هانى الوزيرى فى 7 يونيو 2008 فى العدد رقم 4174 حمل عنوان «جماعة الأمر بالحجاب والنهى عن التعليم فى دار العلوم!!!»، ونبهت «روزاليوسف» من الخطر الكائن فى كلية دار العلوم التى تحولت إلى بؤرة للتطرف يتصارع فيها السلفيون والإخوان يتسابقان فى استقطاب الطلاب والطالبات.. ومع ذلك لم ينتبه أحد!!