تتصاعد الأحداث بشكل يومى فى فلسطين وسط تجاهل المجتمع الدولي. ومع ذلك، وسط أصوات القصف وصرخات الضحايا، ترتفع أصوات مدافعة عن فلسطين وتحاول جاهدة التوصل إلى حل يرضى جميع الأطراف، حيث دعت إسبانيا لوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل دائم ووقف إطلاق النار. وفى السياق نفسه، انتفضت شخصيات عامة بارزة للضغط على صناع القرار لوقف حمام الدماء فى فلسطين، مثل أعضاء بالكونجرس الأمريكى ونشطاء ورسامون ونجوم بهوليوود.
لا لتمويل إسرائيل وقال السيناتور الأمريكي، تيم سكوت، وهو عضو جمهورى بارز فى مجلس الشيوخ، والمرشح لرئاسة أمريكا عام 2024، إنه لا يدعم طلب التمويل الذى تقدم به الرئيس الأمريكى جو بايدن، بقيمة 14.3 مليار دولار كمساعدات طارئة لإسرائيل. وأوضح سكوت، لقناة «إيه بى سي» الأمريكية: «أعتقد أن الاستفادة من التحديات فى الحرب مع إسرائيل للحصول على مزيد من المساعدة لأوكرانيا عند هذا المستوى البالغ 60 مليار دولار؛ هو أمر أكثر من اللازم». وأضاف ساندرز: علينا أن لا ننسى أن مليون شخص فى غزة أطفال. وقال السيناتور الأمريكى الديموقراطي، بيرنى ساندرز، أنه على المجتمع الدولى التركيز على الحد من المعاناة الإنسانية وحماية الأبرياء، فى تعليق له على «طوفان الأقصى» وما تلاه من قصف إسرائيلى لغزة. وكتب ساندرز فى بيان: «لسنوات عديدة، ناضل أصحاب النوايا الحسنة فى مختلف أنحاء العالم، بمن فى ذلك بعض الإسرائيليين الشجعان، ضد الحصار المفروض على غزة، والإذلال اليومى للاحتلال فى الضفة الغربية، والظروف المعيشية المروعة التى يواجهها العديد من الفلسطينيين. بالنسبة للكثيرين، ليس سرًا أن غزة كانت بمثابة سجن مفتوح، حيث يكافح الملايين من الناس من أجل تأمين الضروريات الأساسية». ليضيف أنه فى الوقت الحالى «يتعين على المجتمع الدولى أن يركز على الحد من المعاناة الإنسانية وحماية الأبرياء على جانبى هذا الصراع. ساندرز كتب فى بيانه: «إن استهداف المدنيين جريمة حرب، بغض النظر عمن ارتكبها». ليذكر أن «حرمان إسرائيل الشامل من الغذاء والماء والضروريات الأخرى لغزة يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولى ولن يؤدى إلا إلى إلحاق الأذى بالمدنيين الأبرياء». ليعقب بعد ذلك على تضامن ودعم الولاياتالمتحدة لإسرائيل قائلًا «يتعين علينا أيضًا أن نصر على ضبط النفس من جانب القوات الإسرائيلية التى تهاجم غزة، وأن نعمل على تأمين وصول المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة. دعونا لا ننسى أن مليون شخص فى غزة هم من الأطفال». سيناتور أسترالية بالكوفية كما ارتدت السيناتور «ليديا ثورب» وشاحًا فلسطينيًا فى مجلس الشيوخ، وتشبّه أستراليا ب«إسرائيل» باعتبارها المحتل غير الشرعى للأراضي. وقارنت السيناتور الأسترالية «ليديا ثورب» الحكومة الأسترالية ب «إسرائيل» باعتبارها «المحتل غير الشرعى لهذه الأراضي» فى خطاب حماسى تعهّدت فيه بدعم فلسطين. ووصلت السيناتور المثيرة للجدل من حزب الخضر، والذى تحوّل إلى مستقل، إلى القاعة وهى ترتدى الكوفية الفلسطينية. وردًا على الحرب التى تفرضها «إسرائيل» على أهالى غزة، قالت «ثورب» إنها تتعاطف مع الشهداء. وقالت إن الفلسطينيين «يعيشون مع صدمة أجيال من الحرمان، وهم مستمرون فى النضال من أجل السيادة والتحرير واستعادة الأرض، كما يفعل الشعب الأول فى هذا البلد». نجوم ومشاهير وتضامن عدد كبير من النجوم والمشاهير مع الفلسطينيين ونددوا بالهجمات الوحشية التى تشنها إسرائيل. ويعد النجم الأمريكى مارك رافللو من أوائل الداعمين للقضية الفلسطينية، حيث ندد بهجمات الاحتلال الإسرائيلى ضد المدنيين والأطفال فى غزة. وبعد هجمات إسرائيل على مستشفى المعمداني، التى أوقعت أكثر من 800 شهيد وجريح، دعمت «جينا أورتيجا» بطلة مسلسل «Wednesday» القضية الفلسطينية وأطفال غزة الذين يتعرضون لانتهاكات فجة على يد الاحتلال الإسرائيلي، حيث نشرت بوستات تندد بما تعرض له الأطفال فى غزة. كما حرص النجم الأمريكى جون كوزاك على توجيه الدعم الكامل للشعب الفلسطينى ضد إسرائيل، كما لم يكتف بنشر البوستات فقط، بل شارك فى عدة مظاهرات تندد بجرائم الاحتلال. ووصف جون كوزاك شعوره بعد مشاركته فى إحدى المظاهرات التى تندد بالاحتلال قائلًا: شاركت فى المسيرة الفلسطينية فى مدينة شيكاجو، ولم أسمع بعبارات مثل، الموت لإسرائيل، ولم أسمع الناس يحتفلون بمقتل المدنيين الإسرائيليين. وتابع: ما سمعته بالفعل هو «يجب علينا تحرير فلسطين من الاحتلال الوحشي»، وسمعت أشخاصًا يشاركون روايات شخصية عن أفراد من عائلاتهم سُجنوا، وتعرضوا للإهانة، والمضايقة، والاضطهاد، والاستهداف، والقتل على مدى أجيال. كما انتقد جون زيارة الرئيس الأمريكى لإسرائيل قائلًا: كانت رحلة بايدن كارثية، معانقة علنية لرئيس الوزراء الإسرائيلى الذى تحدّث بلغة الإبادة الجماعية، كان بإمكانه وقف موت مليونى شخص بشكل عاجل بالقنابل أو المجاعة التى أصابت شعب غزة. ولم يكن النجم جون الممثل الوحيد، الذى شارك فى مظاهرات منددة بإسرائيل، فشارك النجم الإيرلندى ليام كاننجهام بطل مسلسل Game of Thrones، فى مظاهرات بأيرلندا تنديدًا بالاحتلال الإسرائيلي. وحرصت النجمة سوزان ساراندون على دعم فلطسين والقضية الفلسطينية، حيث نددت بهجمات الاحتلال الإسرائيلى ضد المدنيين بغزة، وكانت دائمًا مدافعة عن القضية الفلسطينية، ففى عام 2021 نشرت صورة، فيها مقارنة بين ما حصل للفلسطينيين فى بلدهم فلسطين، وما حصل للسكان الأصليين فى الولاياتالمتحدة، الذين يطلق عليهم اليوم وصف الهنود الحمر، وكأنها تقول إن الحكومة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلى وجهان لعملة واحدة. كما دعمت النجمة جيجى حديد القضية الفلسطينية قائلة: إن أفكارى مع جميع المتضررين من هذه المأساة غير المبررة وفى كل يوم يحصد فيه هذا الصراع أرواحًا بريئة، والعديد منهم من الأطفال، أشعر بتعاطف عميق وحسرة مع النضال الفلسطينى والحياة تحت الاحتلال، إنها مسئولية أحملها يوميًا. وحرص بطل مسلسل Elite، على دعم القضية الفلسطينية ضد إسرائيل، حيث نشر صورة عبر حسابه الشخصى ب إنستجرام يدعم من خلال فلسطين، وكتب عليها: مدريد تدعم فلسطين. كما حرص الممثل المسلم ريز أحمد على دعم القضية الفلسطينية قائلًا: ما يحدث فى غزة الآن، وما يحدث فى فلسطين تحت الاحتلال منذ عقود، أمر مروع وخاطئ، لا يمكن تجاهل عمق وواقع هذه المعاناة. وتابع: يجب علينا التحدث بشكل عاجل لمحاولة تجنب فقدان أرواح الأبرياء، وهذا يعنى الدعوة إلى وضع حد للقصف العشوائى على المدنيين فى غزة والبنية التحتية الحيوية، والحرمان من الغذاء والماء والكهرباء، والتهجير القسرى للناس من منازلهم، وهذه جرائم حرب لا يمكن الدفاع عنها أخلاقيًا. وانتقد الممثل الكوميدي، ديف تشابيل القصف الإسرائيلى لغزة فى إحدى محطات جولته الكوميدية الأخيرة فى ولاية بوسطنالأمريكية، واتهم الولاياتالمتحدة بالمساعدة فى قتل الأبرياء، وواصل حديثه عن الوضع فى فلسطين، وانتقد الحكومة الإسرائيلية بسبب قطعها المياه والمواد الأساسية الأخرى عن غزة، بينما هتف عدد من الحضور: «غزة حرة». وعلى مدار الأيام بعث مجموعة من نجوم هوليوود، رسالة إلى الرئيس الأمريكى جو بايدن، طالبوه فيها بالضغط من أجل وقف إطلاق النار فى غزة، وإيقاف القصف الإسرائيلى على القطاع، والإفراج عن المحتجزين، بعد الأحداث الدموية التى شهدها القطاع مؤخرًا، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، ضمّت الرسالة توقيعات أكثر من 55 نجمًا فى هوليوود، بينهم خواكين فينيكس، ومارك روفالو، والأمريكى من أصول مصرية رامى مالك، وكايت بلانشيت، وريز أحمد، وجيسيكا تشاستاين، وأوسكار آيزاك، وأندرو جارفيلد، وجايسون موموا، وفقًا لموقع «فارايتي». ومن هوليوود إلى بريطانيا، وقّع ما يتجاوز 3300 فنان ومثقف بريطانى على عريضة يطالبون فيها بوقف القصف على غزة وفك الحصار الممارس على القطاع من قبل قوات الاحتلال، ووصفوا ما يحدث ب«الكارثة والجريمة الإنسانية»، وكان من بين الموقعين تيلدا سوينتون، تشارلز دانس، وستيف كوجان، وميريام مارجوليس. معاقبة ناشطة المناخ وقررت وزارة التعليم فى حكومة الاحتلال الإسرائيلى حذف أى إشارة للناشطة المناخية السويدية «جريتا ثونبرج»، من مناهجها الدراسية بعد أن نشرت فى حسابها على موقع «إكس» تغريدة مرفقة بصورة تدعم من خلالها فلسطين. وقالت الوزارة إن منشور ثونبرج «يدعم حركة حماس»، مشيرة إلى أن هذا «الموقف يحرمها من أن تكون قدوة تربوية وأخلاقية، ولم تعد مؤهلة لتكون مصدر إلهام ومعلمة للطلاب الإسرائيليين». ودخلت ناشطة المناخ السويدية، جريتا ثونبرج، ووزارة الخارجية الإسرائيلية، فى سجال حاد عبر حسابيهما على منصة «إكس» (تويتر سابقًا)، حول الحرب فى غزة، بحسب «الحرة» الأمريكية. وبدأ الأمر عندما كتبت الشابة، البالغة من العمر 20 عامًا، منشورًا على موقع إكس تعبر فيه عن دعمها للفلسطينيين وظهرت جريتا مع 3 فتيات فى الصورة يحملن لافتات كتب عليها «ادعم غزة»و«فلسطين حرة»، و«هذه اليهودية تدعم فلسطين»، و«العدالة المناخية». وقالت ثونبرج فى المنشور: «اليوم نتضامن مع فلسطينوغزة.. على العالم أن يرفع صوته ويدعو إلى وقف فورى لإطلاق النار وتحقيق العدالة والحرية للفلسطينيين وجميع المدنيين المتضررين». لكن حساب وزارة الخارجية الإسرائيلية على إكس رد على موقف الناشطة السويدية بالقول: «حماس لا تستخدم مواد مستدامة لصواريخها التى ذبحت بها إسرائيليين أبرياء. كان من الممكن أن يكون ضحايا مذبحة حماس أصدقاءك.. تكلمى عنهم». كما شن مئات النشطاء الإسرائيليين انتقادات ضد الناشطة البيئية السويدية خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد تغريدتها المنشورة. وتسابق عدد من نجوم الكرة فى دعم الموقف الفلسطيني، وعلى رأسهم النجم الفرنسى كريم بنزيمة، لاعب الاتحاد السعودي، الذى أظهر تعاطفًا مع سكان غزة، فى تغريدة له على موقع «إكس» (تويتر سابقاً)، قال فيها «كل صلاتنا لسكان غزة، الذين أصبحوا مرة أخرى ضحايا القصف الظالم، الذى لا يترك طفلًا أو امرأة». كما قام نجم المنتخب الجزائرى والنادى الأهلى السعودى رياض محرز، بنشر صورة له من مباراة منتخب بلاده الودية مع الرأس الأخضر، ظهر فيها حاملًا علم فلسطين برفقة اثنين من زملائه، وعلق عليها: «نحن نريد السلام». وأعرب اللاعب الفرنسى المُعتزل، فرانك ريبيري، عن تضامنه مع فلسطين، ونشر ريبيرى صورة عبر خاصية «القصص القصيرة»، ظهر بها علم فلسطين مرفقًا بعبارة «Free Palestine». ووجّه لاعب نادى برشلونة، الفرنسى جول كوندي، رسالة إلى متابعيه بشأن ما يحدث فى فلسطين، كتب فيها «خذ الوقت الكافى لقراءة الرسائل والاستماع إلى مقاطع الفيديو بأكملها قبل الرد وإصدار أحكام متسرعة، فهذا مهم جدًا». كذلك الفرنسى نبيل فقير، لاعب ريال بيتيس الإسباني، كتب عبر منصة «إكس»، قائلاً: «دعم لا يتزعزع لشعب فلسطين.. وإخواتنا الذين عانوا من الفصل العنصرى لفترة طويلة، نرجو أن يعود العدل والسلام». إقالات كعقاب وأقالت صحيفة «الجارديان»، رسام الكاريكاتير، ستيف بيل، بعد جدل واسع نشب حول أحد رسومه التى عُدَّت «معادية للسامية». وفى خطوة مفاجئة، ألغت الصحيفة نشر رسم كاريكاتيرى لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ ما أدى إلى تصاعد التوترات داخل الفريق التحريري. وخدم بيل أكثر من 4 عقود فى الصحيفة، وأعرب عن صدمته الكبيرة إزاء هذا القرار، وأكد أنه أُبْلِغ رسمياً بإنهاء عقده. وقد طالب بيل بتفسير واضح حول الأسباب وراء إقالته، خصوصًا بعد رفض تحرير الصحيفة نشر رسمه الأخير الذى عَدَّته إدارة التحرير معاديًا للسامية. الرسم الكاريكاتيرى الذى أثار الجدل يصور نتنياهو وهو يستعد لإجراء عملية جراحية، ويظهر فى الخلفية قطاع غزة ممثلًا فى خطوط عريضة، وتضمن تعليقًا يوجه نداءً إلى سكان غزة بالخروج. ووفق الصحيفة، أشار بيل إلى رسالة غامضة تلقاها من إدارة عمله بالصحيفة تحمل تهديدات غير مبررة؛ ما زاد من التوتر بينه وبين إدارة «الجارديان». وقررت الصحيفة إجراء تحقيق داخلى فى محتوى الرسوم الكاريكاتيرية، ما يشير إلى تشديد الرقابة على المحتوى الصحفي. يأتى هذا الحدث فى سياق اتهامات سابقة وجهت ل«بيل» برسم رسومات «معادية للسامية». وفى بيان رسمي، أكدت الصحيفة أنها لا تخطط للمضى قدمًًا فى التعاون مع بيل فى المستقبل، مؤكدة أهمية مساهمته خلال الأربعين عامًا الماضية. 2 3 4