«ثريدز» يتخطى 100 مليون مشترك و«تويتر» يتراجع حرب تكسير العظام VS مارك ماسك

حالة من الترقب للتعرف على مدى تأثير إطلاق شركة ميتا برئاسة مارك زوكربيرج، للتطبيق الجديد «ثريدز» كمنافس ل«تويتر»، خاصة بعد أن شهد سرعة كبيرة فى كسب أعداد قياسية من المستخدمين فى وقت قصير للغاية، لتثار التساؤلات حول مستقبل «تويتر» المملوك للملياردير الأمريكى إيلون ماسك.
شارك ماثيو برنس المؤسس المشارك والرئيس التنفيذى والمدير التنفيذى لشركة التكنولوجيا «Cloudfiare»، لقطة لشاشة تويتر، الأسبوع الماضى، تظهر أن حركة المرور بالتطبيق مزدحمة، ليبرز أن موقع «تويتر» لا يزال يحتفظ بالمستخدمين، رغم تجاوز «ثريدز»، 100 مليون مستخدم منذ بداية الأسبوع، ليعلق مارك بعدها، بمنشور كتب فيه: «لا أصدق أنه مضى 5 أيام فقط!»، وفقًا لما ذكرته شبكة تليفزيون «إن بى سى نيوز» الأمريكية.
«ثريدز» يتخطى
تخطى «ثريدز» تطبيق «شات GPT»، الخاص بشركة «OpenAl»، الذى وصل إلى 100 مليون مستخدم خلال شهرين من انطلاقه، ويعتقد أن النمو المزدهر لتطبيق ميتا الجديد، يرجع إلى ارتباط تسجيله بتطبيق موجود بالفعل، وهو تطبيق إنستجرام، والاحتفاظ بالحسابات الموجودة على التطبيق، وفقًا ل«إن بى سى نيوز» الأمريكية.
رغم ازدحام المستخدمين على «تويتر»، يعتقد أن تباطؤ أصاب حركة مرور المستخدمين بالتطبيق، بعد الانتشار الواسع ل«ثريدز»، فوفقًا ل«Likeweb»، وهى شركة بيانات متخصصة فى تحليلات الويب، انخفضت حركة مرور الويب ب«تويتر» بنسبة 5 %، فى أول يومين بعد انطلاق «ثريدز»، مقارنة بالأسبوع السابق، مضيفة أن حركة مرور الويب على «تويتر» انخفضت بنسبة 11 %، مقارنة بالأيام نفسها فى عام 2022.. أطلق بعض من المديرين التنفيذيين بشركة ميتا بعض العبارات الترويجية عن تطبيق «ثريدز» بمشوراتهم، إذ قال آدم موسيرى رئيس تطبيق إنستجرام: «التطبيق ساحة عمل وأكثر إيجابية للمجتمعات»، متوقعًا أن ينال انتشارًا أوسع بعد انتشاره بأوروبا التى لا يزال حتى الآن، توجد بعض التعقيدات التنظيمية لانتشاره هناك، كما أكدت شبكة التليفزيون الأمريكية.
هل سيبقى المستخدمون؟
لكن الإحباط من تويتر جعل الكثير من الناس متعطشين للحصول على بديل. وقالت جاسمين إنبيرغ، المحللة فى «إنسايدر إنتليجنس»، إن وعود ميتا ب«مكان أكثر صحة ولطفًا» من تويتر ضاعف عدد الاشتراكات المبكرة.
وكتبت نجمة «الجنس والمدينة» سارة جيسيكا باركر وهى إحدى المشاهير الذين قفزوا إلى ثريدز، إلى جانب شاكيرا وأوبرا وكلوى كارداشيان ساخرة: «أنشر وأنا متفائلة».
وسيعتمد نجاح ثريدز بحسب المحللين، على كسب مستخدمى تويتر المتميزين أو الأشخاص الذين لم يشتركوا مطلقًا فى تويتر فى المقام الأول. لكنهم يضيفون أيضًا أنه ليس هناك أى شىء أكيد.
وعلى الرغم من أن محتوى الموضة ونمط الحياة الذى يشكل المحتوى الرئيسى على إنستجرام يجذب بوضوح المعلنين، إلا أنه ليس من الواضح أن العالم يحتاج إلى منصة أخرى لاستهلاكه.
ويتمتع زوكربيرغ أيضًا بعلاقة معقدة مع المحتوى الإخبارى، وهو إحدى الوظائف الرئيسية لتويتر.
وكان قال إن الاستطلاعات تظهر أن المستخدمين على المنصات التى يديرها يريدون تقليل هذا النوع من المحتوى. وفى كندا، تستعد شركته لحظر المحتوى الإخبارى المحلى، بدلاً من الدفع لمقدمى الأخبار هناك مقابل الحصول على محتوى منهم.
واعتبرت إنبيرغ أن الأشخاص الذين يبحثون عن المحتوى الإخبارى ومحبى تويتر بشكل عام، لن يتخلوا عنه. وتقول إن ميتا ستحتاج إلى إبقاء المواضيع عليها مثيرة للاهتمام للحفاظ على الزخم بعد مرور بعض الوقت على إطلاق المنتج الجديد.. مضيفة أن زوكربيرغ، الذى تعرض لانتقادات من قبل بسبب تقليده منتجات أخرى، «يعاني» مع الابتكار.
أرباح «ثريدز»
أشار تليفزيون «إن بى سى نيوز»، إلى أنه من المتوقع أن يتم اعتماد «ثريدز» كمنافس حقيقى ل«تويتر»، إذا ما استمر بمعدل انتشاره بهذه السرعة، إذ يبلغ التفاعل على تويتر حاليًا ما يقرب من 238 مليون مستخدم نشط يوميًا، ويعتقد أن «ثريدز» يمكنها تحقيق أرباح بداية من الصيف المقبل.
وفى مشهد يشير إلى استحواذ تطبيقات الدردشة الصوتية على اهتمامات رواد مواقع التواصل الاجتماعى، تصدر تطبيق المحادثات الصوتية «كلوب هاوس» اهتمامات رواد التواصل على مدار السنوات القليلة الماضية ليزداد عدد مستخدميه بصورة كبيرة، مع أنه ما زال يعتمد على الدعوات، ومخصص لمستخدمى نظام «آى أو إس» فقط.
وفى ظل الشعبية التى حظى بها التطبيق الجديد، بدأت المنافسة من تطبيقات أخرى، إذ أطلق «تويتر» خدمة «سبيسز»، وهى عبارة عن غرفة دردشة صوتية أيضاً، بينما انتشرت أنباء عن بدء «فيسبوك» و«إنستجرام» تطوير خدمة دردشة صوتية، وعمل «تيك توك» على تطوير خدمة مماثلة.الخبراء يرون أن «حميمية الصوت البشري» من أهم أسباب نجاح تطبيق «كلوب هاوس»، إذ «تعيد مثل هذه التطبيقات البريق للصوت».
تطبيق «كلوب هاوس» انطلق فى مارس 2020 على يد بول دايفيدسون وروهان سيث، وكان لديه 1500 مستخدم، وبقيمة سوقية تبلغ 100 مليون دولار أمريكى فى مايو 2020. وفى فبراير (شباط) الماضى، استضاف رجل الأعمال والملياردير العالمى إيلون ماسك، جلسة حوارية على التطبيق حضرها خمسة آلاف، لتزداد شعبية التطبيق ويجذب نحو مليونى مستخدم نشيط أسبوعيًا، وترتفع قيمته السوقية إلى مليار دولار، بحسب ما ذكره داميان رادكليف، أستاذ الصحافة بجامعة أوريغون الأمريكية، فى مقال نشره بموقع «نيمان لاب» المتخصّص فى الدراسات الإعلامية.
ولقد حدد رادكليف ثلاثة عناصر ساهمت فى انتشار التطبيق، هي: الأول، حميمية الصوت البشرى وما توفره من قدرات على التفاعل والفهم والتعاطف، حتى فى المواضيع الصعبة. والثانى، التنوع وإمكانية التنقل من غرفة إلى أخرى لمناقشة مواضيع من موسيقى الهيب هوب إلى تكنولوجيا الصحة. والثالث، هو أن التطبيقات الصوتية تعمل فى الخلفية وتسمح لهم بالعمل أثناء الاستماع إليها.
يمزج تطبيق «كلوب هاوس» بين طريقة بناء تطبيقات التراسل التقليدية «إنستجرام» و«واتساب» وبين حميمية الصوت البشرى، وهو ما يمنحه عنصر جذب، إلى جانب أن دخوله بدعوات حتى الآن يمنحه نوعًا من التميز، حسب رادكليف، الذى أشار إلى أن «التطبيق يواجه تحديات متعلقة بالخصوصية، حيث كشفت ستانفورد إنترنت عن أن بيانات المستخدمين متاحة للحكومة الصينية، كما يواجه تحديات متعلقة بالتحرش والعنصرية والمعلومات المضللة شأنه شأن التطبيقات الأخرى».
مخاوف الخصوصية
قبل إطلاق التطبيق، أُثيرت ضجة كبيرة حول الأذونات المتعلقة بالبيانات واسعة النطاق التى يطلبها «ثريدز»، فى ظل استمرار معاناة «ميتا» من التداعيات غير المباشرة للتغييرات التى أجرتها شركة «أبل» على سياسة الخصوصية- التى كلفت الشركة إيرادات بمليارات الدولارات- فادعاء أن حماس «ميتا» لإنشاء «ثريدز» مدفوع بفرصة لسد الفجوة فى بيانات الشركة المرتبطة بالإعلانات الموجهة هو نوع من التشاؤم المقبول.
قد يكون اهتمام المستخدمين بذلك ضئيلًا بوجه عام. لكن ما سيهتمون به هو انعدام التحكم فى ما يرونه فى أحدث المنشورات على «ثريدز». فعلى خلاف «تويتر»، لا يوجد حاليًا أى خيار لمطالعة المنشورات من الأشخاص الذين اخترت متابعتهم فقط. وهو أمر ينفر المستخدمين بشكل كبير، وأرجو أن يغيروه بشكل سريع. وعن ذلك قال موسيرى إن إضافة ذلك الخيار «على قائمة أعمالهم»، لكنه يجب أن يكون على رأس تلك القائمة.
يكمن الخطر هنا، عندما تضغط «ميتا» لتحقيق الدخل، فى احتمال تحول «ثريدز» إلى مساحة شاسعة لا تطاق من الإعلانات والمؤثرين والمشاركة المضللة. وإذا حدث ذلك، فقد يلقى التطبيق مصير «فيسبوك ووتش» (Facebook Watch)، منصة بث المقاطع المصورة التى اعتُبرت سابقًا مُنافِسة لمنصة «نتفلكس»، قبل أن ينتهى بها المطاف فى طى النسيان مع المحتوى السيئ.
لكن هناك بعض الدلائل على أن «ميتا» تغير أسلوبها؛ حيث وعدت بأن يتوافق «ثريدز» مع «فيدى فيرس» (Fedivers)، وهو بروتوكول مفتوح سيسمح للمستخدم باستخدام اسم المستخدم (والمتابعين) على التطبيق والدخول إليه عبر تطبيق مختلف لا تملكه «ميتا» أو تتحكم فيه. ولاستخدام تشبيه حفل الزفاف البعيد إلى الدرجة القصوى، تقول الشركة إنها راضية أن يكون «ثريدز» مرتبطاً ببقية الإنترنت فى علاقة مفتوحة.
قد تكون هذه منطقة وعرة لمنصة طالما أصرت منذ ظهورها على إبقاء كل شىء داخل تطبيقاتها، لكن تلك الخطوات قد تساعد «ميتا» على تسوية المخاوف التنظيمية التى قد تنشأ عن اكتسابها مكانة قوية فى مجال آخر من المشهد العام لمنصات التواصل الاجتماعى نتيجة الليلة الأولى لتطبيق «ثريدز» هى أن بعد استحواذ ماسك على «تويتر» بسبعة شهور، تتعرض المنصة للمرة الأولى إلى خطر خسارة مكانتها باعتبارها مساحة آمنة للحديث على الإنترنت.
وقال لو باسكاليس، خبير التسويق المخضرم والرئيس التنفيذى لشركة «ايه جى ال» الاستشارية: «يرغب المعلنون فى بيئة نظيفة.. ومضاءة جيداً، حيث يتم الإشراف على المحتوى وفقاً للبنود والشروط المتفق عليها، على أساس ثابت». وأضاف: «بشكل عام، تعد وسائل التواصل الاجتماعى حالياً بمثابة مكان فوضوى جداً (فى ما يتعلق بالإعلانات)».
واعتبر أنه فى المقابل، قد يكون وجود تهديد خطير لتويتر بمثابة «دعوة للاستيقاظ» لماسك.
وقال باسكاليس: «أحد المفاتيح سيكون كم من الوقت ستتجنب ثريدز الإعلانات». وأضاف: «مهما كانت تلك الفترة الزمنية، فهذه هى الفترة الزمنية التى يتعين على تويتر تصحيح أموره خلالها».