رُغْمَ تصريحات الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، بأنه من المحتمل إعلان نهاية فيروس كورونا كحالة طوارئ صحية عامة بنهاية العام، إلاّ أن الانتشار المستمر لمتحور كورونا الجديد المعروف باسم «أركتوروس»، يثير مخاوف من عودة التحذيرات المرتبطة بانتشار المرض، أو العودة لارتداء الكمامات فى الأماكن العامة؛ حيث أعادت بعض الولايات ارتداء أقنعة الوجه فى الأماكن العامة للمرّة الأولى منذ أكثر من عام، وعلى سبيل المثال، أعادت ولاية هاريانا، فى شمال الهند، تقديم الأقنعة فى الأماكن العامة بسبب الارتفاع الكبير فى حالات كوفيد. وأعادت فينا جورج، وزيرة الصحة بولاية كيريلا جنوبالهند، الأسبوع الماضى، تقديم الأقنعة للنساء الحوامل وكبار السّن وذوى الحالات المرضية المزمنة، وفى يومى الاثنين والثلاثاء، شاركت المستشفيات فى جميع أنحاء الهند فى تدريبات لاختبار مدى استعدادها. ونقلت صحيفة «ميرور» عن خبراء فى بريطانيا قولهم إنه يجب ارتداء الكمامات مرّة أخرى فى وسائل النقل العام لوقف انتشار فيروس كوفيد «أركتوروس». وظهر المتحور الجديد، الذى يحمل اسم أركتوروس Arcturus، لأول مرّة فى الهند ثم تم الإبلاغ عنه بالفعل فى أكثر من 30 دولة حتى الآن. ويعتبر أركتوروس أحد متحورات أوميكرون الذين بلغ عددها 600 متحور، حتى الآن، ويعتبر أشد فتكًا من سابقيه، وأثبت المتحور أنه يقاوم بشدة الأجسام المضادة العالقة فى الجسم من عدوَى كوفيد السابقة، وسريع الانتشار؛ حيث انتشر فى أكثر من 29 دولة، على الرّغم من أن الخبراء يقولون إن من المحتمل أن يتم تداوله دون اكتشافه فى العديد من البلدان الأخرى. ومن بين تلك الدول سنغافورةوالولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا، والهند التى سجلت رسميًا إصابات به، فى وقت ترتفع فيه معدل الإصابات بفيروس كورونا، منها ما حدث فى 12 أبريل؛ حيث سجلت 40215 حالة إصابة بزيادة قدرها 3122 حالة فى يوم واحد فقط. وإزاء ذلك فرضت من جديد الهند ارتداء الكمامات والأقنعة بشكل إجبارى وتجهيز المستشفيات واستدعاء اللقاحات حتى تكون لى أهبّة الاستعداد فى حال انتشار المتحور الجديد، مثلما حدث فى جدرى القرود ومتحور أوميكرون. وأعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) أنها تراقب بعناية متغير Omicron الفرعى الجديد، الذى يعرف علميًا باسم Omicron XBB.1.16 ويقود إلى زيادة حالات «كوفيد- 19» الجديدة فى الهند. انتشاره وخطورته اعتبارًا من تاريخ 27 مارس، تم اكتشاف هذا المتحور فى 21 دولة، ووصولاً إلى منتصف أبريل قامت منظمة الصحة بترقيته إلى وضع «مختلف المصالح»؛ حيث يُعتقد أن عدد البلدان المتضررة الآن هو 34. ووفقًا لموقع euronews، لا يبدو أن أركتوروس أكثر حدة من أى سلالات سابقة لكورونا؛ حيث تتمحور أعراضه حول النطاق المتعارف عليه لمتغيرات الفيروس التاجى. وقال الدكتور فيبين فاشيشثا، طبيب الأطفال والرئيس السابق للأكاديمية الهندية لطب الأطفال لجنة التحصين، إن أعراض متحور أركتوروس تشمل ارتفاعًا فى درجة الحرارة، لكن أعلى مما كانت عليه فى المتغيرات السابقة لكورونا؛ سعال، الاحتقان، التهاب الملتحمة، التهاب الحلق، سيلان الأنف، آلام الجسم والإرهاق والصداع. على الصعيد العالمى؛ تم الإبلاغ عن ما يقرب من 3.6 مليون حالة إصابة جديدة ب«كوفيد- 19» وأكثر من 25000 حالة وفاة بين 27 فبراير و26 مارس، بانخفاض قدره 27 ٪ و39 ٪ على التوالى مقارنة بالأيام ال28 السابقة. ومن إجمالى الحالات، استحوذ Arcturus على 45.1 % من الحالات فى الفترة من 6 إلى 12 مارس، بزيادة من 35.6 % خلال نفس الأيام فى فبراير. فى بعض الدراسات، وجد الباحثون أن متحور أركتوروس يتميز بسرعة انتشاره وسهولة نقل العدوى للآخرين، نتيجة لاحتواء بروتين سبايك لديه على طفرة إضافية، بحسب الدكتورة ماريا فإن كيركوف، الرئيسة الفنية لمنظمة الصحة العالمية لكوفيد- 19. ومع ذلك؛ لم تقم الدول التى ظهر بها المتحور حتى الآن بالإبلاغ عن أى أعراض شديدة الخطورة لدى المصابين به. العودة للكمامات وقد رأى خبراء فى بريطانيا أن هذا الأمر قد يعنى عودة سكان العالم لارتداء الكمامات فى الأماكن العامة. كما أضافوا أنه يجب ارتداء الكمامات مرّة أخرى فى وسائل النقل العام لوقف انتشار «أركتوروس» شديد العدوَى، وفق صحيفة «ميرور». وبسبب انتشار هذا المتغير فى جميع أنحاء العالم، مما تسبب بإعادة تطبيق قوانين الكمامات فى الهند. كما أنه آخذ فى الارتفاع بأستراليا الآن أيضًا؛ حيث يراقبه رؤساء منظمات الصحة فى بريطانيا عن كثب. فى السياق؛ شدّد رئيس منظمة SAGE المستقلة، ستيفن غريفين، على أنه يجب على الناس العودة لإجراء الفحوص بانتظام وارتداء الكمامات. وقال لصحيفة «ميل أونلاين»: «قد يبدو هذا وكأنه عودة إلى العام الماضى، لكن الحقيقة هى أن الفيروس يواصل إلحاق الضرر، ويستمر الأشخاص الأقل قدرة على التأقلم فى المعاناة». كذلك أضاف أنه «فى غياب تدابير التخفيف على مستوى السكان، يبقى التركيز على المخاطر الفردية التى تعتبر الآن، بالنسبة للكثيرين، أقل بكثير»، مردفًا أنه «إذا لم تتصرف الحكومة لتمكين الجميع من «العيش» مع كوفيد، سيستمر الأشخاص الضعفاء فى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ومنها ارتداء الكمامات». وقال البروفيسور لورنس يونغ عالم الفيروسات من جامعة وارويك لصحيفة «إندبندنت» إن ظهور السلالة الجديدة فى الهند هو مؤشر إلى أننا لم نتخط الأزمة بعد. وقال «علينا أن نراقبها من كثب. عند ظهور سلالة جديدة، يجب معرفة مدى انتشارها وتأثيرها فى الصحة وما إذا كانت أكثر خطورة وتسبب مزيدًا من الأمراض والوفيات، وما درجة خطورتها على الصحة العامة. وما مآل المناعة الجماعية؟». وأوضح «هذه الأمور تؤكد أهمية رصد الأشكال الجديدة للفيروسات، ولكنّ عديدًا من الدول، بما فى ذلك بلادنا، تراخت وغفلت عن الخطر، ولا يمكننا التأكد من السلالات الموجودة ومستوى العدوى التى تسببها إلا بعد حدوث انتشار كبير للمرض». وقد حثت السُّلطات الصحية بإندونيسيا المواطنين على توخى الحذر والالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية فى ظل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد. ورجحت السُّلطات الفلبينية استمرار ارتفاع عدد حالات الإصابة خلال الأيام القليلة المقبلة بعد رصد متحور (أركتوروس) الجديد المعروف باسم (إكس بى بى 16. 1). وكانت إندونيسيا قد سجلت 10 إصابات مؤكدة من متحور (أركتوروس) جميعها بالعاصمة چاكرتا، كما سجلت على مدار الأسابيع القليلة الماضية أكثر من ألف حالة جديدة يوميًا، مما رفع إجمالى الحالات ل6.7 مليون منذ أن ضرب الوباء البلاد فى مارس 2020. 2