مدرسة الكاريكاتير.. إيهاب الفنان الشامل.. صاحب «شمسة ودانة»

أسعدنى الحظ بمقابلة الأستاذ إيهاب شاكر (1933-2019) رسام الكاريكاتير الفذ والفنان التشكيلى العظيم فى افتتاح معرض مشترك بينى وبين صديقى رسام الكاريكاتير المتميز مخلوف عام 2008، وفوجئت بفنان ودود إلى أبعد حد، غاية فى التواضع والبساطة والرقى الإنسانى، يتعامل وكأننا زملاؤه بمحبة وبساطة شديدة وهو الأستاذ الكبير الذى ننظر إلى أعماله بإعجاب وولع شديد..
الفنان إيهاب شاكر هو واحد من أهم رموز الفن التشكيلى المعاصر والذى أبدع فى شتى المجالات الفنية من الكاريكاتير والرسم الصحفى ورسوم الأطفال والرسوم المصاحبة للكتابة الأدبية والأغلفة والتصوير والرسوم المتحركة وحقق فى كل منها قدرا كبيرا من التميز والتفرد والإتقان.
عرفت الفنان الكبير إيهاب شاكر وأنا طفل صغير كرسام للأطفال من خلال متابعة رسومه أسبوعيا فى مجلة ماجد الإماراتية التى صدرت لأول مرة عام 1979 عن شركة أبوظبى للإعلام، تلك المجلة التى احترمت عقل الطفل العربى وساهمت فى تشكيل وعيه وتنمية خياله من خلال شخصياتها الشهيرة مثل «كسلان جدا وأخوه نشيط» و«فريق البحث الجنائى وهم النقيب خلفان والمساعد فهمان» و«موزة الحبوبة وشقيقها رشود» و«فضولى»، وكان إيهاب يشكل ثنائيا فنيا رائعا مع زوجته الكاتبة الصحفية الكبيرة سميرة شفيق نتج عنه ألمع شخصيات مجلة ماجد وأبرزها؛ «شمسة ودانة» الثنائى المدهش وهما من أشهر شخصيات القصص المصورة العربية التى تركت أثرا كبيرا وإيجابيا فى نفوس جيل كبير من الأطفال وهما من أكثر الشخصيات التى لا تزال محفورة فى أذهان هذا الجيل من محبى مجلة ماجد.. «شمسة ودانة» فتاتان تعيشان فى جزيرة بعيدا عن صخب المدينة وتعيش معهما السلحفاة سلمى التى كانت ترافقهما دائما بالإضافة إلى مجموعة من الحيوانات الأليفة.
بدأ الفنان الكبير العمل فى الصحافة فى الخمسينيات وهو طالب بكلية الفنون الجميلة ورسم الكاريكاتير اليومى بجريدة الجمهورية (1954-1957) ثم التحق بمؤسسة روزاليوسف وعمل بمجلة صباح الخير منذ نشأتها عام 1956 مع كوكبة من أهم رسامى الكاريكاتير فى مصر مثل چاهين وحجازى وبهجت وچورچ واللباد والليثى وناجى ورجائي، وتولى رسم غلاف مجلة روزاليوسف بالكاريكاتير السياسى وذلك بالتناوب مع الرائع چورچ البهجوري، كما عمل مستشارا فنيا لمجلة صباح الخير واستمر عمله بالصحافة لأكثر من 60 عاما..
فى الستينيات، كان الفنان إيهاب شاكر يرسم بابا أسبوعيا فى مجلة صباح الخير بعنوان «جيل تلفزيونجى» وناقش من خلاله تأثير التليفزيون على الأطفال وقتها، وفى السبعينيات ابتكر الفنان الكبير شخصية كاريكاتيرية تسمى «فرقع لوز» ظهرت على صفحات روزاليوسف وتحمل نقدا قاسيا للمسئولين وقتها وتناقش العديد من القضايا والمشاكل الاجتماعية والسياسية بشكل ساخر ولاذع.
إيهاب شاكر تجربة فنية مكتملة وملهمة للعديد من الفنانين وعشاق الكاريكاتير والقصص المصورة والفنون التشكيلية.
2
3
4