تحت شعار «بالوعى مصر بتتغير للأفضل»، قامت وزارة التضامن الاجتماعى بالتعاون مع الأزهر الشريف والجامعات بحملات توعية عن خطورة الزواج المبكر على البنت والأسرة والمجتمع كله تحت شعار «جوازها قبل 18 يضيّع حقوقها»، من خلال مسابقة يومية عبر منصتها التفاعلية الرقمية تمنح لفائز واحد يوميًا وتنشر عبر الصفحة أسئلة المسابقة حول المَخاطر الصحية والتعليمية والاجتماعية والقانونية لزواج الأطفال.. فى هذا الشأن أطلقت الوزارة فيديوهات وأنفوجرافات وتنويهات للتوعية بأخطار زواج الأطفال عبر موقعها على الفيسبوك بهدف فتح حوار مجتمعى حول أسباب هذه المشكلة وكيفية القضاء عليها، وتشمل الحملة شهادات واقعية لفتيات وسيدات يروين ما تعرضن له وأطفالهن من مشكلات صحية وقانونية ومدنية واجتماعية. وهذا ما دفعنا إلى طرح هذه القضية التى تمثل غاية فى الخطورة وهو زواج البنت قبل 18 سنة، الذى يسبب لها مشاكل صحية قد تصل إلى الوفاة، كما يؤثر عليها نفسيًا ولا تستطيع أن تكوّن أسرة سليمة بالمجتمع؛ بل لا تستطيع تربية الابناء وتمتلئ ساحات المحاكم بقضايا النسَب والطلاق والنفقة مما يمثل عبئًا على القضاء وعلى الدولة، ناهيك عن تشرد أطفال كثيرين وعدم عملهم بشكل سليم فى المجتمع وعدم تعليمهم بسبب عدم وجود شهادات ميلاد لهم مما يجعلهم عرضة إلى التسول والإجرام، وكما قيل إن الوقاية خيرٌ من العلاج فبداية الوقاية هى الوعى، نعم الوعى قضيتنا وأكثر مشاكلنا أساسها الوعى كما قال سيادة الرئيس «الوعى» أولاً الوعى بالمشكلة وبما ينتج عنها، وبالتالى كيفية التصدى لها وعدم الوقوع بها. رصدت «روزاليوسف» إحدى الندوات التى نظمتها وزارة التضامن الاجتماعى عن هذه القضية بمحافظة الإسماعيلية وقامت بعمل عدة لقاءات لرصد خطورة هذه الظاهرة ومدى تأثيرها على أبناء المحافظة. شيخ البلد تقول لنا سحر محمود النجار التى تعمل رائدة اجتماعية بمدينة التل الكبير قرية الظاهرية محافظة الإسماعيلية، وهى من الرائدات المتميزات فى عملهن والتى تلقى شعبية وحبًا من أهالى القرية: إننا نعمل بكل أمانة وثقة مع الأهالى ونحظى بحبهم، ويلجأ لنا الأهالى؛ خصوصا السيدات عند تعرضهم لأى مشكلة، فنحاول أن نساعدهم على حل مشكلاتهم وإيصال صوتهم للمسئولين إذا تطلب الأمر، فقد يتطلب الأمر أن نلجأ إلى رئيس القرية أو شيخ البلد أو العمدة الموجود بالقرية ونعمل معًا حتى نستطيع التغلب على المشكلة، الشائع بالأرياف أن البنت بمجرد أن أنهت الدراسة بالصف الثالث الإعدادى أصبحت عروسة فيبدأ يتقدم لها من يطلب يدها، هناك أهالى عقولهم متفتحة ولديهم استيعاب لمَخاطر ذلك فيرفضون، والبعض الآخر مع الأسف يوافقون وتبدأ المأساة.. ولدينا العديد من الحالات والقصص المأساوية. «مش عايزنها» وتروى «النجار»: لدينا أسرة الآن كل يوم بالمحاكم لإثبات نَسَب الطفل، فتبدأ القصة منذ تقدم شاب لخطبة فتاة من نفس القرية، فهو يعمل بالإمارات والبنت بالصف الثالث الإعدادى، العريس رجع من الإمارات أبهر الأسرة بالمادة وأبهرهم بالفلوس وخدعهم بالمَظاهر فوافق الأهل على خطبة البنت التى تبلغ من العمر 16 عامًا وبعد 4 شهور من الخطبة تم الزواج بشكل عُرفى، وقضى معها شهرين حملت خلالهما ثم سافر الإمارات وتركها مع والده ووالدته، لكن حدثت مشكلة لأن البنت عقلها طفولى لا يستوعب الأمور مما أدى إلى ضرب والد الزوج لها فغضبت وذهبت إلى أهلها وكانت حاملاً، فانتظر أهلها أن يتم الصلح من جانب الزوج أو أهله ولكن لم يحدث فذهب والدها إلى والد الزوج ليحل المشكلة ففوجئ به يقول: «إحنا مش عايزنها وابنى مش عايزها وليس لها أى حقوق فلا توجد قسيمة أمّا الورقة العُرفى ملهاش لازمة.. بلوها واشربوا مايتها».. فاشتكوا فى المحكمة ولكن الزوج غير متواجد لأنه فى الإمارات، وبعد فترة مريرة فكر الزوج الرجوع لمصر فخاف والده أن يتم ضبطه بالمطار فقام بكَتْب الكتاب، وكانت البنت قد بلغت 18عامًا والطفل يبلغ سنة وشهرين، وفى نفس اليوم الذى تم فيه كَتْب الكتاب تم الطلاق أيضًا، والآن هى مطلقة ولكن يبقى الطفل يحتاج شهادة ميلاد بها اسم الوالد، فرفض الأب أن يكتب الولد باسمه ولجأوا مرة أخرى للمحاكم لإثبات النسب وتدخل العمدة وشيخ القرية لحل المشكلة ولكن أهل الزوج رفضوا ويبقى الموضوع للقضاء. والآن بعد التوعية بدأ الأهالى يستوعبون خطورة الأمر فيتجنبون زواج بناتهم فى سن مبكرة. فقدت حقوقها وتضيف منى مصطفى زكى، وهى رائدة ريفية بوحدة أبو عطوة التابعة لمحافظة الإسماعيلية وتعمل رائدة منذ 25 عامًا: أعمل فى أبحاث معاشات «تكافل وكرامة» وبفصول محو الأمية وأعمل توعية وندوات لأهالى القرية عن الكثير من الموضوعات ومنها مشكلة الزواج المبكر وما ينتج عنها من سلبيات، فبدأنا هذه الحملة من أول يونيو وتم عمل أكثر من ندوة فى أكثر من مكان، منهم مضيفة الجزلية ومضيفة الجبلاوى وجمعية رواد العمل بعزبة على عيد التابعة ل أبو عطوة، والندوة تدور حول عدم الزواج قبل 18 عامًا لخطورة ذلك على صحتهن، فالبنت لم تكن قد نضجت كما أن أعضاء جسمها تكون غير مكتملة مما يعرضها للأذى، كما أن الزواج لا يكون بشكل رسمى مما يفقدها حقوقها، كما أن الأبناء لا ينسبون للأب الحقيقى بعد ذلك، فقد ينسب للجد أو للعم، وبعض الحالات تتزوج عند بلوغها 15 عامًا وتطلق وهى تبلغ 18 عامًا ولديها أطفال لا تستطيع تربيتهم ولا الإنفاق عليهم. وأكدت «زكى» على ضرورة حفاظ الأسرة على بناتها وتعليمها وتوعيتها لأن الأبناء أمانة فى يد الأهل، وعند التقدم لخطبتها لا بُدّ من السؤال جيدًا عن العريس وأسرته وهل يستطيع الإنفاق عليها وتأمينها ومراعاة أسرته أمْ لا. تعرضت للموت وتروى لنا إحدى الأمهات وهى تبكى قصة معاناة ابنتها فتقول: بنتى تزوجت وعمرها 14 عامًا من شاب عمره 28 عامًا بسبب والدها جعلها تترك المدرسة من الصف الثانى الإعدادى لتتزوج وحملت بعد الزواج مباشرة وبعدين راحت تلعب بالمرجيحة فوقعت وتم الإجهاض وتعرضت للموت، وحملت مرة أخرى فأنجبت طفلة والبنت لديها 6 سنوات الآن والأم عندها 20 سنة وهى لا تجيد التعامل معها ولا تربيتها، فنحن من نقوم بتربيتها كما تعانى من الكثير من المشاكل النفسية وعدم التوافق مع الزوج فهو لا يستطيع استيعابها وهى لا تستطيع التفاهم معه. وأشعر بالندم الشديد تجاهها فقد حاولت إقناع زوجى أن يصبر عليها ولكنه رفض وأصر على زواجها بل وهددنى إذا عارضته سيتم طلاقى ويزوجها.
الطب الشرعى وأيضًا تحكى لنا أ.م قصة زواجها المؤسفة فتقول: أبى توفى وخرجت من المدرسة فى ثانية إعدادى وتزوجت أمى وتركتنى مع جدتى، فزوجتنى جدتى وعمرى 15 سنة، قعدت 4 شهور وحملت وبعد الولادة حدثت مشاكل فتركنى الزوج ولم يوافق على إثبات نسب الطفل ولا تطليقى ولكنى رفعت قضية خلع وتم تطليقى وبعد ذلك وجدته رفع قضية بيقول إن الولد مش ابنه ورحت الطب الشرعى 3 مرات وهو لم يحضر؛ حيث دعته المحكمة وسقطت القضية وبعدها رفعت قضية رد شرف حتى أثبت حقى.. وتتوالى القضايا. نواجه العنف ضد المرأة بكل أشكاله يقول المستشار أحمد بشير رئيس جمعية الخلفاء الراشدين بالواصفية: نحن نواجه العنف ضد المرأة بكل أشكاله كما تولى الدولة اهتمامًا كبيرًا بهذا الموضوع؛ خصوصًا وزارة التضامن تعمل حملات كثيرة للتوعية والتثقيف، من خلال الندوات واللقاءات مع الكثير من الأهالى. التشريع الإسلامى هدفه رعاية مصالح الأمّة أمّا الدكتور حسنين السعيد أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس فيقول: تشريع الدين الإسلامى الهدف منه رعاية مصالح الأمة ورعاية مصلحة الفرد، رعاية مصلحة الأسرة، رعاية مصلحة المرأة فى جميع مراحل حياتها، فالدين الإسلامى أنصف المرأة ولكن المشكلة تكمن فى من يتعامل فى فهم الدين الإسلامى، ففجأة نجد الرجل يزوج ابنتة ولديها 10 سنوات ولا تفهم، ونجد قضايا اجتماعية خطيرة تفاجئ المجتمع صادرة من الرجل ضد المرأة وسببها سوء الفهم وبالتالى سوء التطبيق، فمسألة الاعتداء على المرأة والتقليل من شأنها هو ناتج عن سوء فهم للتشريع الإسلامى، لا أدّعى لو قلت نحن الآن نقدم صورة سيئة للدين الإسلامى من أسوأ الصور على مدار التاريخ، وقد يفهم البعض ولا يطبق التعليم السليم للدين، فالمجتمع الإسلامى لو قام على الحب والتعاون والتسامح والمودة لا نجد مشاكل ولا بغضاء ولكن اليوم نجد المَحاكم مليئة بالقضايا مما يدل على أن الكراهية عمت قلوب الناس وأسودت قلوبهم وتغيرت، ولكن لو حل محلها الحب ما كان هناك حاجة إلى العدل. السوشيال ميديا أدت إلى غياب الأم الواعية ومن جانبها، تقول الدكتورة فاطمة صقر أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس: السبب الأقوى فى كل الأزمات التى نواجهها اليوم والتى تهدد المجتمع هو غياب الأم الواعية، فزواج البنات قبل 18 سنة أو الزواج العُرفى أو ختان الإناث هى جرائم فى حق الطفلة وهى تندرج تحت حقوق الأطفال، ولكن السبب الرئيسى هو الأم، فالأم تترك الأبناء للسوشيال ميديا بل وتنساق هى الأخرى لها فأصبح لدينا التقليد الأعمى لكل ما هو غربى دون تفكير، هل هذه التطورات لا تتوافق مع العادات والتقاليد للمجتمع المصرى أو المجتمع العربى، فضرب الثقافة هو ضرب الهوية وضرب الهوية هو هدم للمجتمع الإسلامى بأكمله، فالسبب هو غياب الأم المربية، الأم المعلمة، المجتمع أصبح يتكلم عن تمكين المرأة، فالمرأة الآن أصبحت وزيرة وطبيبة ومهندسة ولكن يبقى الدور الأكبر لهذه المرأة وهو الأم، حتى أنا أصبحت أستاذة جامعية ولكن ليس ذلك هو دورى الأساسى ولكن دورى الأساسى تربية أبنائى كى أقدم للمجتمع نماذج صالحة ومشرفة، فما الفائدة أن أكون وزيرة وأقدّم للمجتمع نماذج فاسدة تساعد على هدم المجتمع، لا بُدّ من إعادة النظر لدور الأم مرّة أخرى، فهى التى تقدم للمجتمع نماذج مشرفة ونافعة، وللأسف نجد كثيرًا من الأمهات الآن يشجعن بناتهن على الطلاق لأنها لا تفهم الأمومة، نتحدث الآن عن تعليم المرأة وحقوق المرأة ونسينا جميعًا أن جدتى لم تكن متعلمة ولكنها أخرجت للمجتمع نماذج صالحة ومشرفة، ليس الجهل هو جهل التعليم ولكن الجهل هو جهل الفكر، فكل مجتمع له عادات وتقاليد هى جزء من ثقافة هذا المجتمع، والمجتمع الغربى أيضًا له عادات وتقاليد لا تتناسب مع المجتمع العربى.
الذمة المالية وأضافت «صقر»: لذا لا بُدّ من وجود الأم الواعية والأم الصالحة، فنجد البنت توافق على الزواج لمجرد أن تُقام لها حفلة فقط ولكن يتم الطلاق بعد ذلك، والصورة أصبحت عكسية الآن فنجد كثيرًا من الزوجات هن اللاتى تطاولن على الرجل وليس العكس فأين حقوق هذا الزوج؟! وأيضًا تراعى ظروف هذا الزوج، فقد يكون يكافح ويعمل ليوفر لها حياة كريمة ولكنها تتمرد وتقول هذا لا يكفى، وإن خرجت المرأة للعمل تقول الإسلام أباح للمرأة الذمة المالية المنفصلة، ولكن الإسلام أباح لها ذلك فى حالات معينة فقط؛ فإن خرجت المرأة للعمل الآن لا بُدّ أن تساهم فى بيتها لأنها قصّرت فى حق بيتها حين خرجت للعمل، أخذت من وقت الأبناء وأخذت من وقت الزوج وأخذت من وقت هذا البيت.. إذن هناك فهمٌ خاطئ لمقاصد الشريعة الإسلامية والفهم الخاطئ لنصوص التشريع الإسلامى، غياب الأمّ الواعية، التقليد الأعمى لما يأتى من الغرب وعدم مراعاة العادات والتقاليد والأعراف، كيف ننفصل عن هذه الأعراف؟ والعُرف هو مصدر من مصادر التشريع الإسلامى، لا بُد من العودة سريعًا لعادات المجتمع العربى وللتقاليد العربية وتجديد الخطاب الدينى والنظر للنصوص، فالنص الإسلامى صالح لكل زمان ومكان، النص الإسلامى له كل الصلاحية وإنما الخطأ فينا وفى الأسرة، وواجب المسئولين والإعلام الذى يقدّم نماذج خاطئة تكون قدوة لأبنائنا، فلا بُدّ من إعادة النظر للإعلام وما يقدمه من نماذج صحيحة ومشرفة لأبنائنا. ضرب الزوجة هو جهل بكتاب الله يقول الشيخ محمد جمال بلجنة الفتوى بالأزهر الشريف: أصبحنا الآن فى عصرنا هذا نقدس أشياء لا بُدّ ألا نقدسها ونقول أقوالاً تخالف الشريعة الإسلامية وتخالف جميع الشرائع السماوية، فحين نتحدث عن المرأة لا بُد أن نذكر أن الله تعالى هو الذى أكرَم المرأة والإسلام لم يظلم المرأة بل أكرمها فى جميع شئونها وجميع حياتها بل ووضع لها سورة كاملة بالقرآن اسمها سورة النساء؛ دلالة على أن الله أكرَم المرأة، فالمرأة قوام المجتمع؛ فهى التى تخرج النبتة الصالحة التى يشرق بها المجتمع وتضىء بها المجتمعات، ونجد رجلاً جاهلاً يتعدى على زوجته بالضرب المبرح فهذا ليس من الإسلام بل هذا جهل بكتاب الله وشريعة الإسلام. المجتمع ليس ذكوريًا فقط أمّا الدكتورة كوثر عبدالحميد محمد مدير الثقافة الصحية بمديرية الشئون الصحية بالإسماعيلية وإخصائية النساء والتوليد فتقول: هناك صعوبة بالأخلاق هذه الأيام فيها إهانة للمرأة، فالبنت عندما تتزوج ولا تعرف معنى الأسرة فهى لا تعلم معنى البيت والزوج والأسرة، فهى لم تنضج بعد ولم تكتمل تربيتها هى أساسًا فكيف تربى أو تنشئ أسرة، ومجتمعنا ليس ذكوريًا وإنما المجتمع به الرجل والمرأة ولا بُدّ من الأسرة عدم المفاضلة بين الاثنين وعدم التشجيع للولد بضرب أخته بالبيت لأنه يضرب أخته وغدًا يضرب أمّه ثم زوجته. احترام المرأة يبدأ بالتربية من داخل البيت، لا بُد أن تنضج البنت أولاً قبل الزواج ويكون لديها القدرة على التعامل مع زوجها وأن تعرف كيف تبنى أسرتها بشكل صحيح. لا بُد من التنمية الفكرية لهم أولاً وتوعية الأسرة بأن تشترط الأخلاق رقم (1) عند اختيار شريك الحياة للبنت وعدم الزواج قبل 22 سنة. اللجوء للشرطة وفى السياق نفسه تقول الدكتورة مها على الحفناوى وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بالإسماعيلية: زواج البنت قبل 18 عامًا جريمة يحاسب عليها القانون؛ لأنها نوع من الاتجار بالبشر، أتاجر بها لأول شخص يطلبها للتخلص منها، أو لأن الأب ظروفه الاقتصادية صعبة فيزوج البنت ليخلص من واحد وهو معاه 5 أو 6 أولاد آخرين، والسؤال هنا: لمّا حضرتك عارف ظروفك صعبة لماذا تنجب كل هؤلاء الأطفال ولا تستطيع تربيتهم والإنفاق عليهم فتتاجر بهم، وأنت تتخيل أنك تتخلص منها وبعد سنة أو اثنتين بالكثير ترجع لك ومعاها أطفال يعنى تخرج واحدة ترجعلك اثنين أو ثلاثة، لا بُد أن نربى بناتنا الآن ونعلمهن ونشبعهن بالحب والرعاية حتى يتم نضوجهن بشكل كامل وأمكنهن اقتصاديًا أيضًا لو استطعت ثم أفكر فى زواجهن.. وتحكى لنا «حفناوى» قصة بنت سلمت نفسَها فى قسم الشرطة تطلب الحماية وعندها 15 سنة، الأب زوجها مرتين ويريد أن يزوجها مرة ثالثة وكله عُرفى، مرة واحد كبير فى السّن ومرة واحد معاه فلوس، ولأن ذلك جريمة أخدنا البنت ووضعناها فى مكان آمن للعلاج النفسى وتتم الآن محاسبة الأب والأم المسئولين. وهناك للأسف آباء تفكر «العريس هيدفعلى كام عشان يأخدها فأصبحت تجارة. وتؤكد «حفناوى» على ضرورة تعليم البنت وتمكينها اقتصاديا بتعليمها مهنة أو حرفة تستطيع أن تصبح بها قوية وتدافع عن حقوقها. 2 3 4