بدأت رحلته مع فن الأركت وعمره 12 عامًا، بدأ بعمل قطع بسيطة تتمثل فى ميداليات أو أشكال صغيرة الحجم، تعلَم الهدوء والاتزان والصبر وتطورت موهبته رويدًا رويدًا، إلى أن صنع تابلوه أركت نقش عليه خطه، وكان حريصًا على الحفاظ على جماليات الخط العربى من الزاويا للدورانات والتنفيذ بدقة لا تنكسر. حصل «كريم مسعد الفيشاوى» 30 عامًا، على بكالوريوس خطوط وزخارف وكان الأول على دفعته طيلة الأربع سنوات، ثم حصل على دبلومة تخصص لمدة سنتين وكان الأول أيضًا على دفعته، يقول: «أكتر قطعة صممتها كانت ساعة أركت بندول تصميم كلاسيكى خدت منى مجهود كبير فى التصميم والتفريغ كان فيها أكتر من 750 تفريغ، مكونة من دورين، الدور الأول باب بيفتح لحركة البندول والدور الثانى من بلكون للساعة تصميمها مميز ودى أكتر قطعة مميزة بالنسبالى»، مؤكدًا أن الأركت هو فن تفريغ طبقًا للأشكال المطلوبة بالرسومات التى يتم تصميمها وبالمقاييس المحددة لإخراجها فى شكل فنى جميل يلائم المكان الذى توضع فيه، ويتم استخدامه فى ديكورات المنازل والمكاتب وغرف الأطفال والمجسمات. تبدأ مراحل التصميم وفقًا ل«كريم» بتخيُّل الشكل المراد تنفيذ قطعة خاصة به من حيث الأبعاد والزوايا وطرق التعشيق فى الخشب، ثم تتم طباعته على الخشب ثم التقطيع وصنفرة الخشب وتجمعيه، إلى أن تأتى المرحلة الأخيرة وهى الدهان: «الأدوات اللى بستخدمها، منشار أركت يدوى مع سنون الأركت اليدوى وغراء وخشب ابلكاج وشنيور أو مسامير وزراديه ورق وأقلام للتصميم، بالنسبة للدهان صبغات أخشاب ألوان وورنيش أخشاب وفرشاه». عن الصعوبات التى واجهته منذ بداية عمله يقول إنها تمثلت فى عدم استيعاب الناس لأهمية وقيمة العمل اليدوى ومقارنته بالعمل الصينى المستورد: «زى ما بنقول عقدة الخواجة، وده خد وقت ومجهود كبير لحد ما أثبت إن المنتج المصرى اليدوى أفضل من الصينى من الخامة والسعر ومع الوقت الناس أدركت قيمة الشغل اليدوى واتجهت ليه». يؤكد الشاب الثلاثينى أن والده ساعده كثيرًا خلال مشواره، وكان شديد الإيمان بموهبته لذا قدَّم له كل الدعم حيث اكتسب منه الخبرة والإتقان، مشيرًا إلى أنه حقق العديد من الإنجازات فى مجاله قائلًا: «حصلت على المركز الأول فى مسابقة «المبدعون العرب» على مستوى الوطن العربى،وشاركت بالعديد من المعارض، حصلت على شهادة الإبداع والتميز، حصلت على شهادة من ملتقى الفنانين العرب الدولى، وشهادة بدرجة سفير الإبداع من المغرب، رئيس لجنة تحكيم مسابقة الإبداع الدولية للهاند ميد». وعن تصميم السلطان قابوس يوضح أنه عبارة صورة خشب؛ حيث قام بتحويل الصورة لقطع خشب ثم تقطيعها وتجميعها إلى أن أخرج التصميم بشكل إبداعي: «اللى بيميز الصورة إن كل ما تقرب منها تبان قطعة خشب ولما تبعد تبان صورة، ولما وصلت الصورة للسلطان قابوس كانت فكرتها مختلفة ودى سبب سفرى لسلطنة عمان ولما سافرت كان فيه ترحيب كبير جدًا من الشعب العمانى،ذهبت للمدارس وجمعيات المرأة العمانية لنشر فن الأركت وتعريف الأطفال والكبار به»، يتمنى «كريم» أن يكون لديه مصنع كبير لتتاح فرص عمل للشباب من خلاله، ويضيف: «نفسى أعلم جيلا جديدا من الأطفال الحرف اليدوية، وأن يتم تكريم فناني الحرف اليدوية من رئيس الجمهورية وعمل مدينة للحرف اليديوية يتجمع فيها كل المصممين والصانعين وإن شغلى يبقى عالمى».