موسم الحج لهذا العام موسم ليس له مثيل من قبل، فهو يتم تحت إجراءات صحيّة بالغة التعقيد للمحافظة على صحة الحجيج والعاملين على راحة الحجيج ضد فيروس كورونا «كوفيد- 19».. وقد كانت المملكة العربية السعودية قد فكرت فى إلغاء موسم الحج لهذا العام لأول مرة منذ تأسيس المملكة فى عام 1932.. وكان عدد من الدول الإسلامية قد قرر عدم السماح لمواطنيه بالذهاب لأداء موسم الحج لهذا العام مثل إندونيسيا وماليزيا.. ولكن المملكة عادت وسمحت بأداء مناسك الحج للمقيمين فى السعودية على أن تكون نسبة الحجاج من الجنسيات الأجنبية المقيمة بالسعودية 70 % ومن السعوديين 30 %. ويؤدى المناسك عدد محدود من الحجيج فى ظل إجراءات مشددة، منها ضرورة لبس الكمامة والتباعد بين المصلين واصطحاب سجادة صلاة خاصة بكل حاج.. كما لن يتمكن الحاج من لمس الكعبة المشرفة أو تقبيل الحجر الأسود؛ حيث سيتم وضع سياج حولهما ومنع الاقتراب منهما.. وسيتم تفويج الحجاج للطواف وفق جدول يسمح بوجود مسافة متر ونصف المتر بين كل الطائفين.. وبعد انتهاء كل فوج من الطواف سيتم تطهير المطاف استعدادًا لاستقبال فوج آخر.. وسيتم تنفيذ هذه الإجراءات أيضًا فى المسعى بين الصفا والمروة من التطهير بين كل فوج وآخر. وإذا أتينا إلى رمى الجمرات سنجد أن المملكة ستوفر للحجاج جمرات معقمة فى أكياس وسوف يسمح بدخول 50 حاجًا لرمى الجمرات فى كل دور من أدوار منشأة الجمرات.. وهكذا فى كل أماكن أداء المناسك ستكون هناك مسافات متباعدة بين الحجيج سواء فى الخيام بحيث لا يزيد عدد الحجيج على 10 أشخاص فى مساحة 50 مترًا مربعًا .. وفى الأتوبيسات التى لن تزيد طاقتها الاستيعابية على 50 %.. كل هذا بجانب نقاط الفحص الموجودة سواء عند مداخل الحرم المكى أو السكن أو موقف تجمع الحافلات لقياس درجة الحرارة والتعرف على وجود أى أعراض غريبة. فهنيئًا لحجاج بيت الله الحرام لهذا العام التمتع بعدم الازدحام أو التدافع.. ولكنهم سيخضعون لإجراءات متشددة.. وسيذكرون دائماً أنهم كانوا أحد وفود الرحمن التى لم تحدث من قبل.. تقبل الله منا ومنهم وغفر لنا ولهم ويسر لنا الحج فى الأعوام القادمة.