جامعات الكبار فى اختبار «التعليم عن بعد»

كشفت أزمة فيروس كورونا مدى فشل وضعف بعض الجامعات المصرية وفى المقدمة منها الجامعات الخاصة؛ لتؤكد أن تلك الإمبراطوريات ما هى إلا عروش خاوية لم تنجح فى أول اختبار لإثبات أحقيتها فى هذا الكم من المصروفات واستنزاف أموال الأسر المصرية، حيث وصلت أرباح إحدى الجامعات منذ 3 سنوات إلى مليار و200 مليون جنيه، وعلى الرغم من ذلك كانت فى مقدمة الجامعات التى رفضت إجراء اختبارات الطلاب عبر شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت» طبقًا لقرار المجلس الأعلى الذى أقرّ منتصف الشهر الماضى إجراء اختبارات النقل عن طريق الأبحاث أو عبر الشبكة العنكبوتية.

تراجعت غالبية الجامعات الحكومية عن إجراء الاختبارات عبر الإنترنت، ولديها أسبابها حيث إنه لا يعقل أن يتم إجراء اختبار لقرابة 4 ملايين طالب عبر الشبكة العنكبوتية، أما بالنسبة للجامعات الخاصة التى تستعرض دائما قدرتها التكنولوجية وحجم شبكتها لتتراجع هى الأخرى، عن إجراء الاختبارات، وتكتفى بأبحاث عن كل مادة.

اختبارات النقل إلكترونيًا: «معارضة»

وكشف مصدر مسئول بوزارة التعليم العالى، ل«روز اليوسف» أن مجلس الجامعات الخاصة شهد تأييدًا ضعيفًا لإجراء الاختبارات لسنوات النقل عبر الإنترنت، خشية اختراق حسابات تلك الجامعات حيث إنّ غالبية الطلاب دفعوا مصروفاتهم عبر حسابات بنكيّة، إضافة إلى العديد من أسرار كل جامعة على حدة، كل ذلك جعل خيار إجراء الاختبارات تكنولوجيا ضعيفا، والغريب فى الأمر أن أولى الجامعات التى رفضت كانت الجامعة الألمانية التى تحوى أكبر وأغلى كلية هندسة فى مصر (مصروفاتها 215 ألف جنيه سنويًا)، وأولى الجامعات التى لديها شبكة معلوماتية وتكنولوجية متميزة، لكن كانت أحد أهم أسباب الرفض هو استغلال إجراء الاختبارات ودخول «هكر» إلى حسابات الجامعة واختراق قاعدتها المعلوماتية.

أضاف: إن جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا رفضت أيضًا، لكن لعدم قدرتها على إجراء اختبارات لكل الطلاب بهذه الطريقة، وكان للجامعة اليابانية الأهلية صوت مختلف حيث أكدت أنها على استعداد لإجراء هذه العملية، نظرًا لقلة كثافة الطلاب الملتحقين بها.

جامعة المنصورة: IP لتعطيل «الهكر»

المصدر أشار إلى أن جامعة المنصورة كانت فى صدارة الجامعات الحكومية التى أكدت استعدادها لإجراء الاختبارات والتى قامت بالفعل بعمل «IP» لطلاب الجامعة لمنع اختراق حسابات الجامعة أو الداتا الخاصة بأعضاء هيئة التدريس أو الطلاب أنفسهم، لكنها ستجرى بعض الاختبارات عن طريق مشروعات بحثية أيضًا.

وقال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إن مجلس الجامعة أقرّ بإجراء اختبارات سنوات النقل عن طريق تقديم موضوع بحثى، لافتًا إلى أنه مسموح اشتراك أكثر من طالب فى البحث بحد أقصى 5 طلاب، أو أن يقوم الطالب بكتابة البحث بمفرده.

أضاف الخشت أن الجامعة أعدّت نموذجًا استرشاديًا لتعليم الطلاب إعداد البحوث، وأنه فى حالة عدم قبول البحث تتاح للطالب فرصة تقديمه مرة أخرى، مع ذكر المصحح سبب الرفض، على أن يقوم الطالب بتسليم الأبحاث إلكترونيًا أو بوسيلة تحددها الكليات.

أعذار الطلاب تحسم: «معندناش نت»

وقال الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بنى سويف، إنه تم الانتهاء من بث 90 ٪ من المحاضرات المقررة بالجامعة على أن تتم مواصلة عملية البث خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن الجامعة ستكتفى بإجراء الاختبارات بطريقة الأبحاث وليس عبر شبكة الإنترنت رغم قدرة الجامعة على ذلك، لكن هناك العديد من الطلاب لا تمتلك الخدمة أو جهاز لاب توب لإجراء الاختبار عليه، لذلك تم الاتفاق بالإجماع مع مجلس الجامعة بأن يتقدم الطلاب بالأبحاث.

وأكد الدكتور عبدالرازق الدسوقى، رئيس جامعة كفر الشيخ، أن مجلس الجامعة أقرّ الاكتفاء بتقديم الطلاب للأبحاث، وعدم إجراء الاختبارات تكنولوجيًا؛ لأن هناك طلبة من القرى والكفور النائية ليس لديهم شبكات إنترنت، ولا بدّ من مراعاة ظروف طلابنا، نافيًا ما يتردد بأن تراجع بعض الجامعات من إجراء الاختبارات عبر الإنترنت خوفًا من دخول هكر للشبكة الخاصة بكل جامعة، حيث إن الاختبارات كان مقررًا أن تكون عبر المنصات الخاصة بكل جامعة، وهى مُؤمّنة بشكل كبير من قبل المجلس الأعلى للجامعات، والتى تحوى منصات الجامعات المصرية بالكامل.

وأوضح أن الجامعة قامت ببث المحاضرات عبر المنصة الرسمية لها، وتستعد الجامعة أيضًا، لإجراء اختبارات الليسانس والبكالوريوس فى حالة رفع الحظر فورًا على أن تترك الجامعة مدة أسبوعين للطلاب لمراجعة جميع المواد بشكل جيد.

فيما قال الدكتور عبد الفتاح سعود، نائب رئيس جامعة عين شمس لشؤون التعليم والطلاب: إن الجامعة ستقوم بإجراء اختبار عبر شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) بأحد البرامج بكلية الطب، حيث إن عددهم لا يتعدى ال60 طالبًا وطالبة، موضحًا أن عدم إجراء اختبارات عبر الإنترنت ليس تخوفًا من وجود (هكر) يقتحم معلومات كل جامعة أو حساباتها الخاصة فقط، لكن التخوف من عدم ضمانة أن يؤدى الطالب الاختبار بمفرده وعدم لجوئه للغش الجماعى، أو أن يكون والده أستاذا جامعيا يساعده، الأمر الذى يجعل إجراء الاختبارات إلكترونيًا غير مُنصف نهائيًا.

الاقتباس يقود للرسوب: «احذر»

وأكد أن الجامعة قامت ببث المقررات كاملة، ويصل حجم التردد على منصّة الجامعة 85 ٪ وهى نسبة مرضية وتم عمل فيديوهات تعريفية من قبل العمداء لتعريف الطلاب كيفية عمل تلك الأبحاث بشكل مرضٍ، كما استعانت الجامعة بجهاز للتعرف على حجم التشابه بين الأبحاث المقدمة لكشف الاقتباس من الأبحاث الخارجية، وفى حالة وجود اقتباس يتعدى ال 25 ٪ لن يتم قبول البحث ويعتبر الطالب راسبا فى تلك المادة.

وقال الدكتور شمس الدين شاهين، رئيس جامعة بورسعيد، إنه تم بث 3 آلاف محاضرة عبر منصة الجامعة، ووصلت نسبة مشاركة الطلاب ل75 ٪، مؤكدًا أن مجلس الجامعة قرر بالإجماع أن تجرى اختبارات سنوات النقل بطريقة البحث، لمنع اختراق النظام المعلوماتى للجامعة، ولوقف سيل شكاوى الطلاب من أنه ليس لديهم شبكات إنترنت فى بعض القرى والنجوع، موضحًا أنه بالنسبة لطلبة الكليات العملية سيؤجّل الاختبار لحين عودة الدراسة مرة أخرى.

فيما انفردت جامعة أسوان بإجراء الاختبارات إلكترونيًا لطلبة القطاع الطبى، وأكد الدكتور أحمد غلاب رئيس الجامعة أن إجراء الاختبارات الإلكترونية ستتم ل 3 كليات هي: الطب البيطرى والبشرى وقسم هندسة الطاقة، على أن تستكمل بقية الكليات بالنظام البحثى.

غلاب أكد أنه تم تدشين 24 ألفا و500 حساب إلكترونى لطلبة الجامعة بالكامل، كما أنشئ أيضًا 1300 حساب إلكترونى لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، موضحًا أنه تم تأمين منصّة الجامعة بشكل كبير؛ لإجراء الاختبارات عليها كما تم ضخ أكثر من 100 سؤال لكل مادة لن تخرج عنهم أسئلة الامتحان عبر الإنترنت.

جامعة المنيا: «الغش كده وكده»

وقال الدكتور مصطفى عبدالرحمن، رئيس جامعة المنيا، إن قرار إجراء الاختبارات بالنظام البحثى جاء من منطلق تكافؤ الفرص، حيث إن هناك العديد من الطلاب سيشتكون من عدم توافر إنترنت أو جهاز كمبيوتر لديهم، وهنا لا نستطيع إجبارهم على التحرك للمدينة للبحث عن شبكة إنترنت أو شراء جهاز لإجراء الاختبار، لذلك كان إتاحة الفرصة للطلاب بأن يكون الاختبار بالنظام البحثى هو الأفضل، مشيرًا إلى أن اقتباس الطلاب من بعضهم البعض سيعرّضهم للرسوب، لكن الاقتباس من بعض المراجع لا يحاسب عليه.

وقال الدكتور عادل مبارك، رئيس جامعة المنوفية، إنه تم رفع جميع محاضرات الطلاب عبر منصة الجامعة، بينما وصلت نسبة الطلاب المترددين على المنصة ل95 ٪، مشيرًا إلى أن أزمة فيروس كورونا جاءت للوقوف على أهم متطلبات الجامعات وهو الاهتمام بالبنية التحتية المعلوماتية والتكنولوجية للجامعات المصرية جميع.