خلال 30 يوما.. إلزام ملاك العقارات بإخطار الضرائب حال استغلالها    تداول 11 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    الفلاشا.. نموذج ازدواج معايير الدولة العبرية    الوعي التكنولوجي.. وسيلة الأمان في العالم الرقمي    القاتل الأبيض.. 10 ألاف ضحية له يومياً في أوروبا    استقرار سعر الدولار في مصر مقابل الجنيه اليوم    محافظ جنوب سيناء يبحث دعم مستثمري الإنتاج الحيواني مع رئيس البنك الزراعي    «العمل»: «سلامتك تهمنا» لنشر ثقافة الصحة المهنية بمنشآت الوادي الجديد    رابط نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024.. الموعد وكيفية حساب الدرجات    رئيس تايوان يؤكد رغبته في العمل مع الصين    حافلات مان سيتي جاهزة للاحتفال بالدوري الإنجليزي فى شوارع مانشستر.. صور    دبلوماسية استثمار الأزمة.. مصر عززت ثوابت فلسطين من رحم العدوان على غزة.. الاعتراف الثلاثى بالدولة امتداد ل"ثلاثيات" القاهرة خلال 10 سنوات.. والقضاء الدولى آلية تعزيز الشرعية وإعادة الاتزان لنظام عالمى مختل    الصحف الأوروبية صباح اليوم.. كيكر: كومباني يقترب من تدريب بايرن وريليفو توضح أزمة أراوخو في برشلونة    تشكيل الإسماعيلي المتوقع لمواجهة البنك الأهلي اليوم في دوري نايل    "أطفال وقائد".. 4 اختلافات بين مراسم تتويج الأهلي بكأس أفريقيا والزمالك بالكونفدرالية (صور وفيديوهات)    الترجي التونسي: لنا ضربة جزاء لم تحتسب.. والحكم أثر على نتيجة المباراة    متى تقام مباراة لاتسيو ضد ساسولو في الكالتشيو اليوم الأحد ؟    نائب رئيس حامعة بنها يتفقد سير امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكلية التربية    غدًا.. أرقام جلوس امتحانات الثانوية العامة 2024 بالمديريات    فلكيًا.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك وعدد أيام الإجازة    حكم نهائي في قضية زوج المذيعة أميرة شنب (تفاصيل)    قوافل بالمحافظات.. استخراج 7388 بطاقة رقم قومي و21 ألف "مصدر مميكن"    تسليم ملابس الحج إلى 46 فائزًا بقرعة الجمعيات الأهلية في جنوب سيناء    المشدد 5 سنوات ل3 متهمين بالتعدي على عامل وإصابته بعاهة مستديمة بمصر القديمة    ل أصحاب أبراج السرطان والحوت والعقرب.. مَن الأكثر عاطفة وتعرضًا للإصابة بالأمراض النفسية؟    الليلة.. "الأيام المخمورة" و"الكلب النائم" بالسامر ضمن مهرجان نوادي المسرح    زكى القاضى: الرئيس السيسى تصدى لإتمام مشروع توشكى وانحاز للوطن والمواطن    أحدث أفلام عمرو يوسف يقفز بإيراداته إلى 73.5 مليون جنيه.. تعرف على تفاصيله وقصته    جولات متنوعة لأتوبيس الفن الجميل بعدد من المتاحف هذا الأسبوع    فيولا ديفيس وجوي كينج يزينان السجادة الحمراء لحفل ختام مهرجان كان.. صور    اعرف قبل الحج.. الركن الثاني الوقوف بعرفة: متى يبدأ والمستحب فعله    وزير الأوقاف للأئمة والواعظات المرافقين لبعثة الحج: مهمتكم خدمة ضيوف الرحمن    برامج بيت الزكاة والصدقات تغطي احتياجات 800 أسرة بقريتين بالشرقية    وزير الري: تحسين أداء منشآت الري في مصر من خلال تنفيذ برامج لتأهيلها    قافلة طبية مجانية بقرية العلامية مركز بيلا    العمل: استمرار نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية في المنشآت بالمنيا    وزير الأوقاف: التعامل مع الفضاء الإلكتروني بأدواته ضرورة ملحة ومصلحة معتبرة    نقابة الصحفيين بالإسكندرية تكرم الفائزين بالمسابقتين الثقافية والدينية (صور)    البورصة تصعد 1% منتصف تداولات اليوم    مكتبة الإسكندرية تشارك في "المهرجان الدولي للطبول " في دورته ال 11    منتخب المصارعة الحرة يدخل معسكرا مغلقا بالمجر استعدادا للأولمبياد    تقلبات الطقس: عودة الأجواء الشتوية ونصائح للتعامل معها    أبوالغيط يدعو إلى تكاتف الجهود للنهوض بالشراكة العربية الإفريقية نحو آفاق أوسع    وزير قطاع الأعمال يتابع تنفيذ اشتراطات التصنيع الجيد بشركة القاهرة للأدوية    محافظ الجيزة يكلف عفاف عبد الحارس مديراً لمديرية الإسكان    وزير الصحة يبحث مع نظيره العراقي سبل التعاون في تصدير وتسجيل الأدوية (تفاصيل)    ضبط قضايا إتجار بالعملات الأجنبية بقيمة 8 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    مواجهة عربية محتملة.. كيف يتم تحديد منافسي الأهلي في كأس إنتركونتيننتال للأندية؟    استفزاز خطير.. كوريا الشمالية تتهم سيئول وواشنطن بالتجسس عليها    سعر الريال السعودى اليوم الأحد 26-5-2024 أمام الجنيه المصرى    دراسة: الغربان يمكنها التخطيط لعدد نواعقها مسبقا    وزيرة الهجرة تستقبل اثنين من المستثمرين المصريين بالولايات المتحدة الأمريكية    أدعية الطواف السبعة حول الكعبة وحكم مس البيت.. «الإفتاء» توضح    أنطونوف: بايدن يهين الشعب الروسي بهجماته على بوتين وهذا أمر غير مقبول    موعد عيد الأضحى ووقفة عرفات 2024.. ومواعيد الإجازات الرسمية لشهر يونيو    للقارة كبير واحد.. تركى آل الشيخ يحتفل بفوز الأهلى ببطولة أفريقيا    زاهي حواس: إقامة الأفراح في الأهرامات "إهانة"    الرئيس التونسى يقيل وزير الداخلية ضمن تعديل وزارى محدود    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كشف حساب


إقرار الذمة الصحفية والسياسية والمالية
أكتب الآن ظهيرة يوم الخميس 3 مارس . بعد نحو ساعة من إعلان استقالة الدكتور أحمد شفيق رئيس الوزراء وتكليف الدكتور عصام شرف بتشكيل الحكومة.
قد لاينشر هذا المقال . وقد يكون مقالي الأخير كرئيس لتحرير روزاليوسف - نهاية العمل كرئيس تحرير لاتعني توقفي عن الكتابة - وقد أكتب مجددا في الأسبوع القادم .. ذلك أنني اتخذت قرارا معلنا بألا أنسحب من مهمتي المكلف بها (شرعيا) من مؤسسة الدولة في يونيو 2005 إلا حين تطلب مني الدولة نفسها ذلك . وتختار من تريد لكي يخلفني في موقعي .. ويأتي بعدي ليواصل مسيرة إصدار روزاليوسف التي صدر العدد الأول منها في أكتوبر 1925 .. أي قبل أن أولد بأربعين سنة.
هذا موقف مبدئي . قد يكون خاطئا . ولكني مقتنع به . وأعلنته في لقاء عام أمام رئيس الوزراء المستقيل. وبحضور أكثر من خمسين كاتبا ورئيس تحرير ومذيعا . وقلته في برامج تليفزيونية .. وقد واصلت عملي بعد 11 فبراير الماضي بطريقة ملتزمة ودقيقة .. وانطلاقا من المسئولية والإحساس بها .. لا انسحاب .. الاستقالة تساوي الانسحاب.
بدل زملاء مواقفهم السياسية والصحفية حتي قبل أن يتخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن موقعه . نقضوا ما كانوا يكتبونه عنه في أول فبراير .. بينما الرئيس السابق لم يترك صلاحياته إلا في 11 فبراير . فعلوا ذلك إما رضوخا لضغوط .. أو بطريقة التحول المثير والمدهش من تلقاء أنفسهم . لعل هذا يبقيهم . لكن تحولاتهم لم تشفع لهم . وكان بينهم أول من لم يحتمل التاليات واستقال .. فالتناقضات لاتحمي أحدا .. ولاتصنع شرفا . وقد غضب منهم من كانوا يؤيدونهم .. ومن حاولوا التقرب منهم .. ولم يرض عنهم في كل الأحوال كل القراء .
لم أسع إلي الحفاظ علي إعجاب أحد . لا الذي فات ولا الذي جاء . التزامي بموقفي له أكثر من سبب . في الصدارة منه أنني أحترم نفسي . وأني لم أتخذ موقفا سياسيا لأسباب وظيفية .. وإنما عن قناعة .. وبناء علي موقف فكري . هو ناتج عن مبادئ .. حتي لو كان خاطئا . وحتي لو كان اختياري قد أعلن فشله سياسيا بعد 25 يناير وصولا إلي 11 فبراير .
لم أخف انتمائي إلي الحزب الوطني . أعلنت ذلك بصراحة . هذا حق للقارئ علي . الالتباسات السياسية ضد الشفافية . وكنت عضوا في الحزب قبل أن أكون رئيسا للتحرير .بينما بعض الزملاء دخلوا إليه بعد أن أصبحوا مسئولين عن مواقع صحفية . دعيت إلي عضويته .. وانضممت إلي أمانة السياسات في لجنة الشباب .. ثم أصبحت عضوا في أمانة الإعلام .. وعضوا في هيئة مكتبها . وبخلاف الانتماء الفكري والسياسي فإن هذا أتاح لي أن أتعرف علي معلومات ورؤي .. أو أن أؤثر فيها .. وكنت أستفيد من ذلك وأنقله إلي قاريء روزاليوسف .. كنت متخللا لنسيج الحياة السياسية .. وأدعي أنه كانت لي مصادر موثوقة في كل موقع تقريبا.
لقد كان هذا عيبا وقيدا في أحيان كثيرة . فالثقة التي اكتسبتها من حيث كوني سياسيا كانت تفرض طوقا علي الصحفي .. وكم من مرة كنت أعرف الخبر قبل إعلانه بشهر .. ولايمكنني احتراما لأمانات المجالس أن أنشر . عموما وفر لي هذا رغم خسائره مستوي مختلفا من الفهم والمتابعة والأسبقية.
ست سنوات رئيسا لتحرير روزاليوسف مدة ليست بالقليلة . لقد سعيت إلي ذلك المنصب ربما من العام الثالث لالتحاقي متدربا بالمجلة العريقة . جئتها في عام 1985 .. وكنت وقتها طالبا في كلية الإعلام . فيما بعد علمت زملائي الشباب أن أي صحفي لابد أن يكون هدفه من اليوم الأول أن يصل إلي أعلي نقطة في المسار المهني .. ليس أقل .. وإلا فإنه سوف يفتقد الحافز .
عليه أن يحلم من اليوم الأول بمنصب رئيس التحرير ويعمل من أجل ذلك . كنت أقول ذلك علنا . فيما مضي كان مجرد الإعلان عن هذه الرغبة يقصف مسار الصحفي . وقد تمكنت من غرس الجرأة في بعض المتدربين فقال لي أحدهم في اجتماع عام إنه سوف يصبح رئيسا لتحرير روزاليوسف بعد 13 سنة .. ولكنه للأسف غادر المكان .. ولم يحتمل متاعب العمل في مهنة صعبة وتنافس طاحن. عملت علي نفسي سنوات طويلة . وأكرمني ربي . وآمنت دائما أن لكل مجتهد نصيبا . اشتغلت علي ذاتي . حصنتها بما أعتقد أنه ثقافة . ودعمتها بما أظن أنه فكر . وساعدني القدر في أن أكتشف قدراتي . وأهم ما فيها هو المثابرة . ورثت هذا عن أبي رحمه الله . ودأبت علي تطوير لغتي ورؤيتي ومهنتي وبقيت حتي وأنا رئيس تحرير أتواصل مع كل مصادر الأخبار طيلة الليل والنهار . كنت (أون لاين ) طوال الوقت . أفتح بريدي في أي ساعة .. وأتصفح الأخبار كل دقيقة . ولم يكن هاتفي يغلق أبدا . لدرجة أن إغلاقه كان تعني بالنسبة لمن يتصل بي أنني إما في رحلة طيران .. أو ألمّ بي شيء ما . خصوصا حين أصبح لي رقمان .. فحتي حين كنت أكون في اجتماع ما كان سائقي يرد علي الاتصال فأعود لمن اتصل .. ولو كنت في اجتماع بحضور الرئيس .
استلمت روزاليوسف مجلة أسبوعية . يراودني حلم أن أحولها إلي جريدة يومية بدون الاستغناء عن كونها مجلة أسبوعية عريقة . وفي غضون أسابيع كان أن أتيحت لي الفرصة .. وفي أغسطس 2005 منحت روزاليوسف ترخيص الإصدار اليومي .. فترقي وضعها المهني والسياسي إلي مصاف المؤسسات التي تصدر صحفا يومية .. وكانت من قبل في مرتبة أقل .. وتصنف علي أنها من مؤسسات الجنوب.
طلبت من الأستاذ محمد عبدالمنعم رئيس التحرير الذي أتشرف بأني كنت تاليا له في موقعه أن نصدر جريدة يومية . أكثر من مرة . كنت أقدم له أفكاري علي ورق أصفر .. قبل أن أتعلم الكتابة علي الكومبيوتر . بالمناسبة ربما كنت أول رئيس تحرير مصري له صفحاته الإلكترونية الخاصة .. موقع .. ومدونات .. وصفحات علي فيس بوك وتويتر .. حتي ظن بعض الشباب الثائر أنني مكلف حزبيا بذلك .. لكي أنشر أفكار الدولة بين من يوصفون بأنهم العقول والنخبة.
كانت قناعات الأستاذ محمد عبدالمنعم أن إمكانيات المؤسسة لاتتحمل . ولكنني تناقشت في اجتماع طويل مع الدكتور ممدوح البلتاجي وزير الإعلام الأسبق مساه الله بالخير .. وبحضور شخص آخر .. سوف أكشفه فيما بعد .. حول وجوب إصدار جريدة يومية.. حتي لو لم تكن من روزاليوسف .. وكان هذا قبل أن أعين رئيسا للتحرير بأشهر .. ومن المفارقات أن البلتاجي الذي كن لي تقديرا كبيرا كان من بين ضحايا قلمي .. فقد نشرت حملة موسعة استمرت أسابيع ضد طريقته في تخصيص الأراضي في قطاع السياحة .. انتهت بأن أطاح رئيس الوزراء برئيس هيئة التنمية السياحية المسئولة عن التخصيص .. لكن الوزير البلتاجي تجاوز هذا حين أصبح وزيرا للإعلام لسبب يسأل هو عنه.
خلال هذه الحملة تلقيت أكبر عرض رشوة في حياتي . سيارة مرسيدس . قال لي مندوب (مالك أحد المشروعات) كيف أكتب كل هذا وأتكلم فيما يخص المليارات ولا تكون لدي سيارة . وقتها في عام 1999 لم تكن لدي بالفعل واحدة . اشتريت سيارتي الأولي ماركة سيتروين إكسارا .. صناعة مصرية ب 55 ألف جنيه .. بالتقسيط عن طريق مؤسسة روزاليوسف . دفعت عشرين ألفا .. وبقيت أسدد البقية سنوات بدأت عام 2000 . لم أشتر شيئا في حياتي إلا بالتقسيط . وانضلعت في إصلاحها ب 16 ألف جنيه حين صدمها سائق في منطقة الزاوية الحمراء .. فأنا لا أقود السيارات .. ولم أتعلم ذلك حتي اليوم .
قبل أن أصبح رئيسا لتحرير روزاليوسف بنحو شهر علمت بأني سأحقق حلمي المهني الكبير . أن أكون أول رئيس تحرير لصحيفة (قومية) في هذا العمر (39 سنة) . نقل إلي مصدر بالغ الأهمية أن الرئيس في رحلة إلي ليبيا عرضت عليه مسألة التغيير في الصحافة القومية .. وأن أسمي كرئيس تحرير لروزاليوسف كان (مرشحا وحيدا) . في حين كانت هناك ترشيحات متعددة لصحف أخري . وقتها لم أجر اتصالا واحدا بصفوت الشريف رئيس مجلس الشوري لكي أطلب منه تعييني في موقع رئيس تحرير روزاليوسف . كان يتلقي عشرات الاتصالات من زملاء في مختلف الصحف في كل مناسبة مماثلة .. وقد شكا لي ذات مرة من أن بعضهم كان يلاحقه يوميا ويتصل به عشرات المرات.. ثم حين أصبحوا في مواقعهم لم يعودوا يفعلون.
أنا شخصيا طالبت وأنا مساعد لرئيس تحرير روزاليوسف بإغلاق وزارة الإعلام . قبل أن يتركها صفوت الشريف . الأرشيف موجود . كتبت مقالا قلت فيه هذا . وقد اتصل بي السيد صفوت الشريف بعد نشر مقالي هذا وقال: كما لو أنك كنت معنا في مجلس الوزراء .. أنا قلت هذا وطالبت بأن يتم إغلاق الوزارة . وكانت تلك مناورة مفهومة منه .. بعدها أصبح رئيسا لمجلس الشوري.
في اليوم الأول لتولي مهمتي في روزاليوسف أحدثت تعديلا فوريا في التبويب .. وأضفت بابا شهيرا اسمه (الشارع السياسي) تعبيرا عن الحراك الجديد في المجتمع.. ذلك الذي كان قد بدأ بإعلان الرئيس السابق عن تعديل الدستور وطريقة انتخاب الرئيس . وقال لي بعض الزملاء : كما لو أنك كنت تعرف وكما لو أنك كنت مستعدا . كنت عمليا أعرف وكنت مستعدا . لكنني واقعيا كنت ممتلئا بمشروع تطوير المجلة .. وأيضا تحويلها إلي جريدة يومية قبل أن أعين بكثير. وكان لدي مشروع متكامل سرعان ما بدا علي الصفحات .
دخلت روزاليوسف بداية كمتدرب وهي في مرحلة من مراحل كبواتها . وعملت فيها وهي تثير جدلا مهولا لا ينافسها غيرها في التسعينيات .. وللأسف تحولت في غضون ذلك إلي مجلة تعني بالجنس والفضائح بفعل ورؤية وتنفيذ وإصرار أحد أبنائها .. ومن ثم جاء الأستاذ محمد عبدالمنعم وأعاد إليها وقارها وأخلاها من الجنس والفضائح .. وتمكن من إعادتها للتوزيع في أسواق الخليج .. وكان مشروعي يقوم علي أن تصبح كما هي أصلا مجلة سياسية مؤثرة .. وصاحبة رؤية ونافذة .. ولها تأثير إقليمي .
تضمنت رؤيتي التحريرية أن تكون روزاليوسف كما كتبت وقلت دائما (بيت تفكير) . تؤثر في الحكم أكثر من كونها تتأثر به . تقدم صيغة مختلفة للمطبوعة القومية.. تحرص علي دورها التنويري ونضالها العتيد ضد التطرف في مصر والمنطقة العربية . وقد أكملت روزاليوسف الجريدة هذا الدور .. وتمكنت منه خصوصا حين أصبح لها بعد (جهد جهيد) موقع إلكتروني مختلف عما كانت عليه الأمور لسنوات . لقد ناضلت من أجل الموقع .. وبدون أن أجد سندا من الدولة التي يقولون إنها كانت تفعل الكثير من أجل روزاليوسف .
ما يجب قوله هنا أن السنوات الخمس الماضية كانت مختلفة الأطوار في العلاقة بين الدولة والصحافة القومية. الجميع كان يعتقد أن هناك توجيهات وإملاءات . من جانبي في روزاليوسف كانت المطبوعة تتحرك في سياق الدولة وباعتبارها من أدوات المجتمع.. وتبادر دون أن تنتظر .. لم نكن صحافة (صدي الصوت) .. ولهذا فإن الكثيرين كانوا يندهشون حين يقرأون ما نكتب أحيانا .. ويعتقدون أن هذا ناتج عن اختلافات الأجنحة .. ويتصورون أنه بسبب تضارب الرؤي . مرات كثيرة كان وزير الإعلام يتصل بي ليسألني ما هي مرجعيتك فيما كتبت فأقول له: إنه هو نفسه رئيس تحرير روزاليوسف . ومن ثم فإنه حين كانت تندلع بيني وبينه الخلافات ويذهب إليه بعض رؤساء تحرير الصحافة الخاصة يشكون إليه من روزاليوسف فإنه كان يقول لهم إنه يتصرف من عند نفسه .. افعلوا ماتشاءون . وكانوا يفعلون الكثير بتحريض منه. في منتصف يوليو، وبمناسبة انتخابات الرئاسة في عام 2005 - حصلت علي موافقة سياسية بأن تتحول روزاليوسف إلي جريدة يومية . طلبت أنا ورئيس مجلس الإدارة في اجتماع عام للمجلس الأعلي للصحافة ترخيصا بذلك .. فوافق المجلس في جلسة علنية.
كانت فكرة الفصل بين منصبي مجلس الإدارة ورئيس التحرير نابعة من السيد صفوت الشريف . وإن نسبها إلي الرئيس السابق . ومنهجه في هذا ألا تؤدي الأوضاع الجديدة بعد التغييرات في 2005 إلي تحول المسئولين عن الصحف إلي شخصيات علي وزن الأساتذة الذين سبقونا . وكان يمكن أن يكون هذا سليما .. من الناحية العملية.. لو كان رئيس مجلس إدارة أي مؤسسة اقتصاديا معنيا بشئونها المختلفة غير الصحفية .. لكن تعيين الزملاء الصحفيين في مناصب رؤساء مجالس الإدارة جعل منها ساحات صراع طاحنة معروفة ومعلنة .. وبإصرار شديد من صفوت الشريف .. وبدون أي تدخل حاسم . فرئيس مجلس الإدارة - أي شخص - لابد يري أنه الأعلي تراتبيا لكن الواقع يقول إن رئيس التحرير هو المسئول السياسي والتحريري. ما علينا . سوف يحين وقت التفاصيل . وبالتأكيد لدي أكثر من مشروع كتاب . ولا أعتقد أن هناك صحفيا يمكنه أن يروي الكثير عن الحقبة الماضية صحفيا وحزبيا وحكوميا بقدر ما أتيح لي من معلومات .. مع كامل الالتزام بقواعد الدولة .
أصدرت الجريدة من نقطة الحركة . بدون عدد تجريبي . تعلمنا الصدور اليومي عمليا وبالتدريج . أول عدد ذهب إلي المطبعة في الساعة الثانية فجرا .. في حين أنه كان علينا أن نرسله إلي مطبعة الأهرام في حدود الساعة الخامسة مساء أي قبل ذلك بتسع ساعات. لم نكن قد تدربنا بعد علي طريقة التنظيم اليومية . ولم يكن لدينا عدد كافٍ من المحررين . واستعنت وقتها بعدد لا بأس به من محرري المجلة .. وعلي الرغم من كل المصاعب إلا أن الجريدة تمكنت من الحصول في أول أكتوبر 2005 علي أول حوار أجريته مع رئيس الدولة .. ولم تكن روزاليوسف بكل ما لها من تاريخ قد أجرت حوارا معه حوارا كاملا من قبل إلا مرة واحدة في الثمانينيات. واتصالا تليفونيا نشره الأستاذ محمد عبدالمنعم فيما بعد عام 2000 . وكان هذا الحوار معي هو الأول مع الرئيس مبارك قبل أن يقسم اليمين وبعد أن أعلن رئيسا منتخبا .. بموجب التعديل الدستوري.
لقد أحدث صدور الجريدة دويا منذ البداية .. لأسباب مختلفة .. سوف يأتي وقتها .. وقيل في إطار الحملة عليها أنها من تمويل أحمد عز أمين التنظيم في الحزب الوطني . ولم يكن هذا صحيحا . وأستطيع أن أقول إن روزاليوسف منذ منتصف 2006 لم تتلق إعلانات من شركات أحمد عز اللهم إلا إعلانات الميزانيات التي تنشر في مختلف الصحف . وكان تمويلها من البداية يعتمد علي إعلانات مختلفة .. منها شركات الاتصالات وشركات الأغذية والسيراميك والبنوك .. وإعلانات حكومية تصل إلي مختلف الصحف .. والصفحات معلنة .. وكشوف الحساب ليست خافية علي أحد . وقد تمكنت المؤسسة قبل الأزمة الاقتصادية من تحقيق ريع إعلاني لم تبلغه في تاريخها بفضل صناعة الجريدة .. إذ سجلت 17 مليون جنيه .. قبل أن تنخفض العائدات لأسباب كثيرة.
علي الهامش هنا أقول : عرض علينا مرتين من وكالتين مختلفتين شراء حقوق الإعلان . مرة في عام 2005 ب 15 مليون جنيه .. قبل أن نصدر بأيام .. ورفض كرم جبر - ومعه حق - لأنه لم يثق في صاحب العرض وأنه سوف يدفع .. ومرة في عام 2008 من وكالة أخري بعشرين مليون جنيه .. لكن رئيس الوكالة طلب منا أن يعتمد أيضا علي علاقتي .. وهو ما لم أكن مستعدا له لأسباب مختلفة .
هذا لاينفي أنه كانت لي علاقة وطيدة مع أمين التنظيم . علاقة سياسية وإنسانية . وهو كان واحدا من أهم مصادر الأخبار في الحزب الوطني .. بحكم موقعه . وعلي الرغم من هذه العلاقة الوطيدة فإنه كان يؤثر نشر كثير من الأمور في صحف أخري .. منها جريدة المصري اليوم ومنها جريدة الأهرام . وقد كانت المصري اليوم هي من دعته إلي حوار مطول جدا في عام 2009 وكانت الأهرام هي من نشرت له المقالات الثلاث الشهيرة حول الانتخابات الأخيرة . وقد أجري مع روزاليوسف حوارا واحدا مطولا في 2009 .. اشترط لنشره أن يتلو حواره مع المصري اليوم .. هذا كان اتفاقه معهم.
أعرف صحفيين يهاجمونه الآن كانوا يقضون وقتا طويلا في مكتبه ويتقربون منه .. ومنهم من بدل ما كتبه حول انتخابات نقابة المحامين في يوم واحد .. بعد لقاء جري بينه وبين أحمد عز في مكتبه بالحزب الوطني . . وكم بالساحة الآن من مفارقات غير مدهشة ممن يقولون إنهم من أنصار الثورة.
كانت أمامي معضلتان . الأولي هي الحفاظ علي مشروع إصدار الصحيفة واستقرار أوضاعها في ظل ظروف غير مواتية إطلاقا .. وبما في ذلك الطعن المستمر من معسكري الصحفي والسياسي . والثانية هي التمييز بين أساليب التحرير في المجلة والجريدة .. خصوصا بعد أن اشتد عضد المحررين الصاعدين في الجريدة.
في ظل الرياح العاتية التي ضربت الذوق الصحفي في مصر، تمكنا في روزاليوسف من أن نجعل المجلة مطبوعة متعمقة، ذات موقف سياسي واضح، ولديها رؤية شاملة، قلت فيها المساحات الإخبارية، وركزت علي التحقيق المطول والتحليل المدقق .. ورفعنا لها شعار (المجلة السياسية الأولي باللغة العربية).. بينما تفرغت الجريدة لمهامها اليومية .. وهو أمر تم بكثير من الصعوبة .. في ظل أن صناعة المجلات نفسها في العالم كله تواجه مشكلات عويصة .. وخير دليل علي ذلك عملية بيع مجلة نيوزويك الأشهر .. بعد تراجع توزيعها وطحنها في أتون الأزمة الاقتصادية الدولية .. علي الرغم من أنها أجرت عمليات تطوير متنوعة علي الشكل والمضمون.
في بداية عام 2006 أجريت الحوار المطول و الوحيد في الصحف العربية والمصرية مع جمال مبارك . وقد نشر الحوار علي ثلاث حلقات .. وبقدر ما كان سبقا صحفيا بقدر ما سبب لي مشكلات مع الزملاء المجايلين والصحف الأخري لفترة طويلة من الوقت.
عموما إذا كانت هناك صحف الآن تقول إن روزاليوسف كانت مقربة من أمانة السياسات وأمينها .. فإن المؤكد أن هناك أرشيفا ضخما يتضمن مقالات من زملاء في صحف عديدة خاصة وقومية كانوا يكتبون مقالات هدفها المعلن والصريح الوقيعة بين روزاليوسف وأمين السياسات . وكتب زملاء مقالات بعنوان (متي ينقلب عبدالله كمال علي جمال مبارك ) وتقمص أحدهم شخصية جمال مبارك وكتب باسمه مقالات نسب فيها إليه أنه لايريد مني أن أعبر عنه.. وهو ما لم أدعه في حياتي . والأرشيف موجود . وفيه كذلك من كان يحاول أن يوقع بيني وبين الرئيس السابق .. فأخرج من أرشيفي كتابا اسمه (التجسس الأمريكي علي عصر مبارك) لكي يقول إنني كنت أنتقد الرئيس وأمتدح المشير المرحوم عبدالحليم أبو غزالة .. نصف هذه المقالات علي الأقل كان يقف خلفه أنس الفقي وزير الإعلام .
إن لدي معلومات تفصيلية عن لقاءات واجتماعات وتزلفات كان فيها هؤلاء الذين يقولون إنهم من أنصار ثوره 25 يناير يحاولون التقرب من مراكز الحكم السابق ويؤكدون أنهم أجدر بالتعبير عن الدولة وعن مشروع جمال مبارك .. ولكن الوقت سوف يحين فيما بعد . ليست بطولة الآن أن أعلن أنني كنت أواجه عنتا حكوميا هائلا، رغم علاقات الجريدة والمجلة وعلاقاتي الوثيقة بالدولة .. ولن يكون فخرا أن أقول إن الدكتور أحمد نظيف نفسه ضحك ملء شدقيه حين قلت له أمام عدد من وزرائه في شرم الشيخ أنه وجه بمنع الإعلانات عن روزاليوسف لأنني كتبت مجموعة مقالات شهيرة بعنوان (حكومة الأيدي الناعمة) .. لقد حجبت عن روزاليوسف فترة طويلة إعلانات وزارة المالية التي أغرقت الأسواق ترضية لتوجيه من نظيف.
ولن يضيف إلي السجل أن أقول إنني كنت أتعرض لترويعات من رئيس ديوان رئيس الجمهورية الدكتور زكريا عزمي تبدأ من عند صراخه لأن اسمه نشر بدون أن يسبقه حرف (د) المعبر عن شهادته العلمية.. ولاسيما حين يعتقد أنه قد اقترب الوقت الذي يمكن أن ينتقده فيه باب شهير اسمه (ستة في ستة) وكنت أكتبه تحت اسم (جدول الضرب) .. كان يقول : (ولا هتكتب عني في جدول الضرب) .. ولن يكون ذخرا الآن أن أقول إنني تعرضت للكثير جدا بسبب معركتي المطولة ضد وزير الإعلام أنس الفقي .. وغير ذلك كثير.
لقد كان في هذه المرحلة الكثير مما مثل لي متاعب .. ولكني أيضا تحصلت علي الكثير مما يمكن اعتباره مزايا . وعلي قدر صراعات الحكم فإن أهم ما تمكنت من تحقيقه هو الوصول إلي المعلومات المدققة عن الدولة .. قبل أن تحدث وهي حتي قيد التفكير في بعض الأحيان .. وهو ما أعطي روزاليوسف ميزة وأفضلية صحفية وسياسية .. وجعلها محط الأنظار الإقليمية .. خصوصا مع اشتباكها مع ملفات ذات أهمية خاصة وعلي رأسها الملفات الخليجية والإيرانية والفلسطينية واللبنانية .. وأزعم بكل ثقة أن مقالات وأخبار روزاليوسف كانت تخضع لتحليل مدقق ورصد مستمر من عشر عواصم عربية وأجنبية علي الأقل.
علي سبيل المثال كان لروزاليوسف موقف واضح جدا في حرب غزة 2009 . وكانت افتتاحيات الجريدة والمجلة طيلة ما لايقل عن 25 يوما (هي زمن الحرب) محط الأنظار .. رؤية وخبرا .. وبجانب كونه مكسبا فإن لهذا وجها آخر .. إذ جعل المطبوعة قيد الهجوم الحاد من فريق إقليمي واسع له تابعوه في مصر . ولاشك أن كثيرا من المعارك التي خضتها شخصيا علي المستوي الصحفي كان لها علاقة بذلك .. بدءا من الانتقادات الموثقة للكاتب محمد حسنين هيكل وحتي أمور أخري كثيرة .. إن هيكل نموذج مرفوض بالنسبة لي صحفيا وسياسيا .. وقد أثبت بحواره الأخير في التليفزيون المصري ما يؤكد ذلك .. وبدا محرضا متشفيا .. يتكلم عن رؤوس الأموال دون أن يقترب بحرف من أعمال أولاده .. أضخم الأباطرة في السوق.
واذا كان الشيء بالشيء يذكر، وإذا كنت قد جنيت متاعب .. وجنيت إيجابيات .. فلابد أن أذكر إن الرئيس السابق عينني عضوا في مجلس الشوري . ضمن الكوتة المخصصة للصحفيين بين من يعينهم في المجلس .. وكانت هذه هي المرة الأولي التي يتم التفكير فيها في روزاليوسف في ذلك الموقع .. فالمعتاد أن التفكير كان يركز علي مؤسستي أخبار اليوم والأهرام .. وقد سبب لي هذا الموقع الذي أفتخر به وكان علامة في سجلي الكثير من المتاعب.
أولا لأن الناس العاديين بدأوا يتعاملون معي علي أني نائب لديه القدرة علي أداء الخدمات التي يقوم بها بقية النواب في مجلسي الشعب والشوري . وهو ما لم أكن أقوم به .. لأنني لا أريد من السادة الوزراء أن يدينوني بفضل يمنعني من انتقادهم في أي وقت . وثانيا لأن بعض الزملاء رأي أنه أحق مني بعضوية الشوري . وثالثا لأن هذا احتاج مني أن أوفر وقتا إضافيا لأعباء القيام بمهمتي كنائب في مجلس الشوري .. وقد مثل هذا ضغطا حميدا .. علي حساب وقتي الخاص .
كنائب في مجلس الشوري تحصلت قربا إضافيا من مصادر القرار وظفته للصحافة من صناعة القرار . كما ساهمت مكافآتي في المجلس في أن تحسن في دخلي .. وهي علي كل حال مقيدة ضمن مصادر الدخل في إقرار الذمة المالية إلي جانب مرتبي ومكافآتي من روزاليوسف وراتبي من عملي مستشارا لمجموعة الراي الكويتية في القاهرة ومكافأة من المجلس الأعلي للصحافة .. كل هذا بإجماله لايصل إلي الرقم الذي يتحصل عليه رئيس تحرير صحيفة يومية خاصة من عمله فقط كرئيس تحرير .. ولايقارن أبدا برواتب بعض الزملاء .. لكنه والحمد لله يسر لي أن أشتري سيارة جديدة في عام 2007 من نوع نيسان إكس تراي .. أقساطها مستمرة إلي نهاية العام الحالي كما دونت في إقرار الذمة المالية. لماذا أتحدث عن مصادر دخلي ؟ لأكثر من سبب . ذلك أن بعض ما ينشر في صحف زميلة تعرفني جيدا جدا يثير شائعات مهولة حول ما يقولون إنه ثروتي . الحمد لله مستورة . والبنوك موجودة .. وفيها يجد من يشاء أقساط الديون .. بما في ذلك قرض لم يزل يخصم من راتبي في مجلة روزاليوسف اقترضته منذ سنوات بقيمه 30 ألف جنيه . وضمن ذمتي المالية دخل زوجتي من كتابة سيناريو مسلسل روزاليوسف وقد قبضت الدفعة الأولي فقط . وفيها أيضا ما تحصلت عليه من تعويض من قناة الحياة التي كانت ستنتج برنامجا لي في الصيف الماضي بعنوان مقالي هذا (بالمصري) ثم خضعت لضغوط من الدكتور زكريا عزمي .. وفقا لمعلوماتي .. وفشل مشروع البرنامج .. وتكرم الدكتور السيد البدوي صاحب المحطة بأن دفع التعويض لي ولزملائي في فريق الإعداد.
ليس هذا كشف حساب صحفيا وسياسيا وماليا تفصيليا . ولكنه بالتأكيد عجالة تتلوها تفاصيل عديدة سوف يحين وقتها بكل تأكيد .. كما أن هذا ليس خطاب استقالة .. أنا مستمر في عملي حتي تقرر الدولة ما تريد من خلال المجلس العسكري الأعلي .. ومن ثم قد يكون هذا مقالا أخيرا كرئيس تحرير روزاليوسف .. وقد لا يكون .. فالأمور كلها قيد الانتظار .. ولكني لا يمكن أن أختتم هذا المقال إلا بعد أن أسجل ثلاث ملاحظات:
- هناك فرق جوهري بين استيعاب طبيعة المتغيرات التي تجري في المجتمع وبين الانقلاب علي أفكار ورؤي معلنة . كما أن هناك فرقا جوهريا آخر بين مراجعة الرؤي وإعلان التراجع عنها أو نقضها برمتها . وكما أكرر دائما فإنه سوف يحين وقت المراجعات لا التراجعات . ولابد لأي عاقل أن يعيد تقييم مواقفه وما أعتقد فيه .. وما الذي كان فيه صحيحا وما الذي كان فيه خاطئا.
- أعتز للغاية بأنني قدمت جيلا كاملا من الشباب الصحفيين إلي مدرسة روزاليوسف . استقبلت غالبيتهم وهم في يومهم الأول بعد التخرج في الجامعة . وبعضهم لم يكتب الخبر إلا حين تعلم ذلك في روزاليوسف .. ومنهم الآن كتاب واعدون وصاعدون .. وصحفيون مميزون .. في الجريدة وفي المجلة . هؤلاء أقدرهم شابا شابا .. فهم المستقبل التالي لروزاليوسف . وبينهم كما كتبت من قبل بعض من الذين شاركوا في فعاليات ميدان التحرير من اليوم الأول.
- لايمكنني أن أدون هنا أسماء عديد من الزملاء الذين قاموا بأدوار مختلفة ومؤثرة في مرحلة الست سنوات الماضية في روزاليوسف .. كل منهم له دوره .. والكثيرون منهم كانوا يطلبون في اجتماعات عامة أن يشاركوا في معاركي وكنت أؤكد لهم أن هذا لايعنيهم وأن عليهم ألا يتحملوا تبعاتي .. وإنني كما أعاني فإنهم لن يقاسموني ما أحقق من فوائد.. وإنني لا أريد من أي منهم أن يعتقد أنه يقوم بما يخالف قناعاته.
غير أنني لايمكن أن أختتم المقال بدون أن أعلن تقديري العميق والمستمر للزميل والصديق الأستاذ الكاتب والتليفزيوني المرموق محمد هاني مدير تحرير روزاليوسف . الصحيح أنه لم يكن يشاركني كثيرا من عناصر رؤيتي السياسية .. لكنه صحفي عظيم .. مثل عضدا محوريا للمطبوعة والحفاظ علي كيانها .. بمهنية عالية وأخلاق رفيعة .. ولم يزل يفعل .. وهو قيمة بالغة الأهمية في العشرين عاما الأخيرة في روزاليوسف .. أقول هذا بكل موضوعية وبدون أي مجاملة.
عبد الله كمال
يمكنكم مناقشة الكاتب وطرح الآراء المتنوعة على موقعه الشخصى
www.abkamal.net
أو موقع روزاليوسف:
www.rosaonline.net
أو على المدونتين فى العنوانين التاليين:
http//alsiasy.blospot.com
http//:abouzina.maktoobblog.com
أو للمتابعة على موقع تويتر:
twitter.com/abkamal
Email:[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.