عند الحديث عن أى عمل غنائى ناجح دائمًا ما ينسب النجاح لكل الأفراد المشاركين فى صناعته، ولكن فى أحيان كثيرة يكون هناك عنصر هو الأكثر أهمية والسبب الرئيسى فى نجاح العمل. وفى أغنية (مامى كوسا) التى قدمها «أحمد سعد» مع «كنكا» عضو فريق «المدفعجية»، فينسب نجاحها إلى الموزع الموسيقى «حسن الشافعى»، لأن الموسيقى هى العنصر الأبرز فى هذا العمل، وفى الوطن العربى هذا أمر ربما يكون غريبًا عنا، فنحن دائمًا ما نهتم بالنجم «المغنى» على حساب الشعراء والملحنين والموزعين. بشكل أو بآخر «حسن الشافعى» أصبح واحدًا من نجوم صناعة الموسيقى فى مصر، ساهم فى ذلك تواجده بموسيقاه فى الحملات الإعلانية لشركات المياه الغازية وأيضًا ظهوره كعضو لجنة تحكيم فى برامج اكتشاف المواهب التى تحظى بنسب مشاهدات مرتفعة. ولكن نجومية «حسن الشافعى» فى (مامى كوسا) ليست بسبب ظهوره فى الكليب كعضو فعًال فى القصة المصورة، ولكن ما أقصده هو قدرته على صناعة توزيع موسيقى فريد ربما يكون هو الأول من نوعه داخل حدود الوطن العربى. «الشافعى» قدم توزيعًا موسيقيًا معتمدًا على مزج موسيقى ال«Latin» مع ال«trap»، وهو ما يتماشى مع الموضة الموسيقية العالمية التى حققت نجاحًا كبيرًا فى مختلف دول العالم، فهناك العديد من الأغانى التى اعتمدت على هذا الشكل الموسيقى وحققت مليارات المشاهدات مثل (I like it) للنجمة الأمريكية «كاردى بى» والتى قدمتها مع «باد بانى» نجم بورتوريكو، والكولومبى «جى بالفين»، وكذلك أغنية (Love Me Olé) للموسيقى الأمريكى «ميجر» بمشاركة الرابر «Kas»، وهناك العديد من الأغانى التى اعتمدت على هذه التوليفة الموسيقية وحققت نجاحًا كبيرًا فى البلاد الأجنبية. ولكن المختلف فى (مامى كوسا)، ليس فى تقديم موسيقى ال«trap» فهذا الشكل الموسيقى تم تقديمه فى مصر وحقق نجاحًا كبيرًا مع الرابر «مروان بابالو»، والرابر «ويجز»، ولكن أزمة من قدموا هذا الشكل الموسيقى فى مصر هى تعاملهم معه بالشكل الغربى دون مراعاة ثقافة البلد المستهدفة جماهيريًا من هذه الأغانى، فكانت النتيجة وكأننا نستمع إلى أغانى أجنبية «مدبلجة» بالعربية وبطريقة غريبة لنطق العامية المصرية تجعل الكلام غير مفهوم، أما فى (مامى كوسا) فقام «الشافعى» بمزج موسيقى ال«Salsa»، مع ال«trap»، وال«oriental» المصرى وتقديم ال«راب» بطريقة المهرجانات المصرية فى الأجزاء التى قام بغنائها «كنكا» عضو فريق «المدفعجية»، بالإضافة إلى طريقة غناء «أحمد سعد» وأدائه الصوتى الشرقى، وهو ما جعل للأغنية حالة خصوصية متماشية مع ثقافتنا وهويتنا المصرية حتى وإن كان الاعتماد الرئيسى فى تنفيذ الأغنية معتمدًا على ال«Latin» مع ال«trap». أما على مستوى الكلمات فالأغنية اعتمدت على أسلوب المهرجانات فى انتقاد الاهتمام بالمظهر على حساب الجوهر والمضمون، وهذه هى الفكرة الرئيسية لموضوع الأغنية التى كتبتها «منة عدلى القيعى» مع «إسلام كنكا»، ولحنها «أحمد سعد» مع «خالد عصام الدين» و«إسلام كنكا»، وتم التعبير عن ذلك أيضًا فى طريقة تصويرها بطريقة الفيديو كليب داخل «بار» والتركيز على المظاهر السلبية المتواجدة داخل بعض شرائح المجتمع. ولكن يبقى اجتماع الثلاثى «أحمد سعد» وهو واحد من أهم الأصوات الشعبية الموجودة على الساحة المصرية، مع «كنكا» عضو أنجح فريق موسيقى يقدم «المهرجانات» ألا وهو «المدفعجية» مع الموزع الموسيقى الأكثر تطورًا فى الوطن العربى «حسن الشافعى» والذى اكتشفه «عمرو دياب»، هذه الخلطة الموسيقية والتى ساهمت فى تجميع شرائح جماهيرية مختلفة فى أغنية واحدة، وهو ما ساهم فى قدرة العمل على تخطى حاجز الثلاثة ملايين مشاهدة على موقع الفيديوهات «يوتيوب» فى أقل من 4 أيام فقط.