نزول 15 جنيها في أسعار الفراخ اليوم 4 يونيو.. شوف البانيه بكام    للراغبين في الشراء.. تعرف على سعر الذهب اليوم    الولايات المتحدة تدعم مقترح إنهاء الحرب في غزة    حرائق الغابات تشتعل في شمال إسرائيل جراء صواريخ حزب الله    واشنطن تفرض عقوبات على شخص و4 كيانات في إيران    موجة حارة تضرب مصر: تفاصيل حالة الطقس اليوم    فضل العشر الأوائل من ذي الحجة وأحكام الأضحية في الإسلام    تراجع أسعار النفط الثلاثاء 4 يونيو 2024    اليوم.. طلاب الأدبي بالثانوية الأزهرية يؤدون امتحان القرآن الكريم    كريم عبد العزيز يحيي ذكرى ميلاد والده: عيد ميلادك في الجنة    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 4 يونيو 2024    رابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2024، "مبروك" طلاب مطروح.. الخطوات    تراجع مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    عمرو أديب: إمام عاشور هو اللي كسر أحمد فتوح.. أنا مش هسكت    ملف يلا كورة.. مشروع القرن ينتظر الأهلي.. استدعاء عمر كمال.. وإصابة فتوح    سيف جعفر يتحدث عن سرقة العقود من الزمالك.. ماذا قال؟    عمرو عرفة يروج لفيلم أهل الكهف    الدماطي: الأهلي أول نادي أرسل الدعم لأهلنا في فلسطين.. وتعاقدات الرعاية من قبل أحداث غزة    6 شروط لأداء الحج ومعنى الاستطاعة.. أحكام مهمة يوضحها علي جمعة    متى ينتهي وقت ذبح الأضحية؟.. الأزهر للفتوى يوضح    زوجى ماله حرام وعاوزة اطلق.. ورد صادم من أمين الفتوى    مصرع وإصابة 21 شخصا في المغرب تناولوا مادة كحولية    طبيبة تحذر الحجاج من المشروبات الغازية على عرفات: تزيد العطش    إيران: تسجيل 80 مرشحا لخوض الانتخابات الرئاسية    طاعات على المسلم فعلها تعادل ثواب الحج والعمرة يومياً.. تعرف عليها    عمرو أديب يكشف مفاجأة بشأن زيادة مدة انقطاع الكهرباء    "في حد باع أرقامنا".. عمرو أديب معلقاً على رسائل شراء العقارات عبر الهاتف    نفاذ تذاكر مباراة مصر وبوركينا فاسو    أمير هشام: جنش يرغب في العودة للزمالك والأبيض لا يفكر في الأمر    حاكم كورسك: إسقاط 20 طائرة مسيرة أوكرانية خلال يوم    4 يوليو المقبل.. تامر عاشور يحيي حفلا غنائيُا في الإسكندرية    مقتل صاحب كشك على يد عامل بسبب خلافات مالية    وفاة 11 شخصا جراء تسرب للغاز في منجم بمقاطعة بلوشستان الباكستانية    انطلاق تدريبات جوية لقوات الناتو فوق شمال ألمانيا    الأرصاد تعلن عن موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد في هذا الموعد    مصطفى بكري: الرئيس حدد مواصفات الحكومة الجديدة بالتفصيل    عبد الحفيظ: مرحلة مدير الكرة انتهت بالنسبة لي.. وبيبو يسير بشكل جيد مع الأهلي    نقابة الصحفيين تكرم الزميل محمد كمال لحصوله على درجة الدكتوراه| فيديو    رفضت ترجعله.. تفاصيل التحقيق في إضرام نجار النيران بجسده بالبنزين في كرداسة    سيد عبد الحفيظ يعتذر من خالد الغندور لهذا السبب    مجدى البدوي يشكر حكومة مدبولي: «قامت بواجبها الوطني»    مجهولون يطلقون النار على المارة وإصابة مواطن في الأقصر    وكيل مديرية الصحة بالقليوبية يترأس اجتماع رؤساء أقسام الرعايات المركزة    عدلي القيعي يرد على تصريحات شيكابالا: قالي أنا عايز اجي الأهلي    وصلة ضحك بين تامر أمين وكريم حسن شحاتة على حلاقة محمد صلاح.. ما القصة؟ (فيديو)    مصرع شاب في حادث مروري بالوادي الجديد    بمرتبات مجزية.. توفير 211 فرصة عمل بالقطاع الخاص بالقليوبية    اليوم 240 .. آخر احصاءات الإبادة الجماعية في غزة: استشهاد 15438 طفلا و17000 يتيم    النائب العام يلتقي وفدًا من هيئة الادعاء بسلطنة عمان الشقيقة    «كلمة السر للمرحلة القادمة رضا المواطن».. لميس الحديدي عن استقالة الحكومة    مصطفى بسيط ينتهي من تصوير فيلم "عصابة الماكس"    صحة الفيوم تنظم تدريبا لتنمية مهارات العاملين بوحدات النفايات الخطرة    أكرم القصاص: حكومة مدبولي تحملت مرحلة صعبة منها الإصلاح الاقتصادي    بمشاركة 500 قيادة تنفيذية لكبريات المؤسسات.. انطلاق قمة "مصر للأفضل" بحضور وزيري المالية والتضامن الاجتماعي ورئيس المتحدة للخدمات الإعلامية    النائب العام يلتقي وفدًا رفيع المستوى من أعضاء هيئة الادعاء بسلطنة عمان الشقيقة    متربى على الغالى.. شاهد رقص الحصان "بطل" على أنغام المزمار البلدي بقنا (فيديو)    حضور جماهيري ضخم في فيلم " وش في وش" بمهرجان جمعية الفيلم    تقديم الخدمة الطبية ل 652 مواطنا خلال قوافل جامعة قناة السويس بقرية "جلبانة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحسنت.. مُخرجنا القدير

من (دائرة الانتقام) حتى (أوغسطينوس ابن دموعها).. رحلة استمرت لأربعين عامًا، صَنع خلالها المُخرجُ الراحل الكبير «سمير سيف» أفلامًا حقق بها المعادلة الصعبة ما بين النجاح الفنى والتجارى، نجح فى تقديم مختلف نوعيات السينما، أكشن، كوميدى، اجتماعى، رومانسى، استعراضى، سياسى. نجح فى تغيير جلد فنانين كبار، نجح فى إمتاع عقل وقلب المشاهدين. برحيل «سمير سيف» تفتقد السينما المصرية مُخرجًا متمكنًا من أدواته، واعيًا لمتطلبات الجمهور، مدركًا لقيمة طرح كل فكرة فى توقيتها الصحيح.
فى سينما الراحل «سمير سيف»، كثيرًا ما نرى رسائل ضمنية وقضايا اجتماعية هامة مَقدَّمه ضمْن الأحداث وفى خلفيتها، حتى إن العديد من هذه الأعمال، ومنها المسلسلات على وجه الخصوص، صُنفت بأنها أعمال سياسية، وعن هذا تحديدًا يقول الناقد «محمود عبدالشكور»: «إن «سيف» يهتم أساسًا وعمومًا بالدراما، وهى التى تجذبه، وارتباط أعماله بالسياسة جاء مشتركًا مع الكاتب «وحيد حامد» الذى قدّم معه مجموعة من أهم أفلامه على الإطلاق، مثل:(الراقصة والسياسى، معالى الوزير)، ومسلسلات (أوان الورد، سَفر الأحلام)، والأفلام المهمة جدّا (آخر الرجال المحترمين وديل السمكة) وأيضًا (الغول) الذى أثارت نهايته مشكلة سياسية كبيرة جدّا، فهذه الأعمال تحتفظ بقيمتها ولا يمكن تجاهلها عند ذكر الفن المصرى عمومًا وعند ذكر «وحيد حامد» أو «سمير سيف» الذى كان العامل الأساسى فى أعماله ليس تصنيفها بقدر اهتمامها بالدراما، فهو من المُخرجين القلائل الذين يفهمون ماذا تعنى الدراما، ويبدو أن «وحيد حامد» اكتشف هذا الأمْر فخصه بأهم كتاباته على الإطلاق». وأضاف «عبدالشكور»: «إن أهم ما يميز أفلام سمير سيف هو؛ أولًا الإحكام.. فلا يوجد أى زوائد بأعماله سواء بصريّا أو من حيث الكتابة، وثانيًا الانحيازات.. فانحيازاته كانت ضد الاستغلال وضد الفقر والظلم، وليس من خلال نظره أيديولوچية ضيقة وإنما من خلال نظرة سياسية عامة تنطلق أساسًا من انشغاله بالإنسان وبالبَشر، فهو أقرب ل«يوسف شاهين»، لذلك فأفلامه عاشت وستعيش طويلًا.. لقد فقدنا مُخرجًا مُهمّا، وللأسف يظلمه البعضُ عندما يتهمونه بتقليده للغرب، فهو ليس مقلدًا لا شكلًا ولا موضوعًا، فهذا الرجُل متأثر بالفيلم الأمريكى ويحبه ويفهمه وعندما يصنع فيلمًا مصريّا - ممصر- يقدمه برؤية وشخصية مصرية مُحكمة تتفوق على الفيلم الأمريكى نفسه، وهو يشبه بذلك ما كان يقدمه «نجيب الريحانى». الناقدة «علا الشافعى» تحدّثتْ عن طريقة تناوُل المُخرج «سمير سيف» للكوميديا، فقالت: «الكوميديا التى قدّمها المُخرج الراحل هى كوميديا اجتماعية مختلفة، فاعتمد «سمير سيف» على كوميديا الموقف المَدروسة والمُضحكة جدّا من دون استسهال، وليست الكوميديا الساذجة أو كوميديا الأفيهات التى انتشرت فى كثير من الأوقات، وأبرز أعماله التى تدل على ذلك كانت؛(الهلفوت) و(غريب فى بيتى) الذى أعتبره من أهم أعماله على الإطلاق، والكوميديا تحديدًا تكشف موهبة المُخرج الحقيقية، ف«سيف» يعى معنى الكوميديا تمامًا وليس كل مُخرج قادرًا على أن يقدم الكوميديا بهذا الشكل الرائع والصحيح، بالإضافة إلى أنه قدّمها من خلال ممثلين غير متخصصين مثل «سعاد حسنى ونور الشريف»، ومع ذلك أجادوا أدوارهم وقدموها بشكل رائع وهنا تكمُن المفارقة، وذلك؛ لأن البناء سليم ومَلامح الشخصيات واضحة تمامًا». وأضافت: «أفلامه تحكى عنه، فأنا كنت إحدى طالباته بمعهد السينما وحسّ الفكاهة والأكشن فى شخصيته لا يختلف عمّا يقدمه فى أعماله، فهو بالضبط يمتلك هذه التركيبة نفسها رُغم هذا الهدوء الظاهر على ملامحه وأدائه المنضبط جدّا، وكان يعمل من منطلق أن السيناريو هو الأهم، وكان لديه مقولة شهيرة جدّا وهى «أن المُخرج مَهما فعل لن يستطيع أن يُصلح سيناريو فاسدًا»، وأنا أرى أنه قامة فنية لا تعوَّض وأنظر حاليًا وكأن المشهد الفنى يُفرغ تمامًا بعد رحيله، وأرى أنه كمُخرج لم يأخذ حقه، فالبعضُ يصف أفلامه بأفلام الحركة فى حين أنها أفلام تقدم ألوانًا متباينة جدّا، وكل فيلم قدّمه كان يحمل روحًا خاصة، مثل فيلم (المتوحشة) ل«سعاد حسنى» الذى يُعتبر تجربة مختلفة تمامًا لها حتى إن إخراجه للأغانى التى قدّمتها كان لافتًا ونابهًا جدّا ولا يشبه غيره، حتى إننى أرى أن أعماله تستحق أن تجرَى عليها دراسات للبحث والتعلم». الناقد «رامى عبدالرازق» تحدّث إلينا فى البداية عن علاقة «سمير سيف» بالممثلين تحديدًا فقال: «كان لديه تجارُب مميزة مع الممثلين؛ ففى فيلم (آخر الرجال المحترمين) نرى دورًا من أحلى أدوار «على الشريف» على الإطلاق، بالإضافة إلى أنه قدّم «نور الشريف» فى دور أيقونى فى العمل نفسه، بجانب عدد كبير من الأدوار التى قدّمه فيها بشكل مختلف مثل (شوارع من نار) و(غريب فى بيتى) وغيرهما، بَيْدَ أنَّه ليس ممثلًا كوميديّا، وقدّم أيضًا الفنان «عادل إمام» بشكل مختلف؛ خصوصًا فى فيلم (الغول)، وهذا كله لا يعود إلّا لإمكانيات المُخرج، ف«سمير سيف» كان يمتلك قدرة على اكتشاف الجوانب الخفية من الممثلين وإظهارها للناس، بالإضافة إلى قدرته على العمل على الشخصيات بشكل ملفت جدّا، حتى إننا نتذكر جيدًا كل شخصيات (شمس الزناتى) بكل تفاصيلها، والغريب أنه توفى فى الأسبوع نفسه الذى تصدر فيه ترند «الشيخ عتمان» على السوشيال ميديا، وهذا يجعلنا نتوقف هنا ونقول إن هذا الرجُل استطاع أن يقدم أفلامًا عابرة للأجيال؛ فالجيل الذى شاهد (شمس الزناتى) فى السينما غير الجيل الذى شاهده فى التليفزيون غير الجيل الذى يجلس الآن خلف شاشات الهواتف وعلى السوشيال ميديا ويتشارك الكوميكس، ورُغم أن هذا الفيلم مقتبس عن الفيلم الأجنبى الشهير (العظماء السبعة)؛ فإن تمصيره بهذا الشكل وإعطاء كل الشخصيات فيه حقها رُغم وجود نجم بحجم «عادل إمام» فيما بينهم وفى الوقت نفسه اكتشاف «محمود حميدة» لأول مرّة والذى انطلق منذ ذلك الوقت ليصبح فنانًا عظيمًا». ثم يستكمل «رامى» حديثه عن ارتباط «سمير سيف» بسينما الأكشن قائلًا: «سمير سيف من المُخرجين الذين أخلصوا بشكل كبير جدّا للأكشن، والأكشن الكوميدى اللذين لم يكونا متطورين لدينا فى سينما الثمانينيات، وتعامل معهما أغلب المُخرجين فى هذا الوقت باستعلاء؛ لأنهم كانوا يتبعون النمط الأوروبى، إلّا أن «سمير سيف» استطاع أن يقدم أكشن كوميدى واضحًا جدّا بإخلاص ودقة ونعومة تكنيكية متفقة مع مزاج الجمهور المصرى، حتى إنه على مستوى التشويق قدّم تجارب ملفتة جدّا مثل (احترس من الخُط) وكان يمتلك القدرة على وضع ملامح الخفة داخل كل أفلامه مَهما كان نوعها». ويستكمل الناقد «أحمد شوقى» ما بدأه «رامى» فى الحديث عن سينما الأكشن عن «سمير سيف» قائلًا: «‏‏يُعتبر من المُخرجين القلائل الذين آمنوا ب(سينما النوع) ولم يَعتبرها تقليلًا من قَدَره كباقى المُخرجين الذين لا يحبون أن يتم تصنيف أفلامهم أو وصفها بنوعيات محددة مثل أفلام أكشن أو كوميديا أو جريمة فقط، وأنه عندما قدمت «جمعية نقاد السينما المصريين» حلقة بحث عن (سينما النوع) عام 2014م شارك فيها بورقة بحثية عن «أفلام الأكشن»؛ لأنه كان مؤمنًا بها ويركز عليها فى أعماله». وفى النهاية يلخص الناقد «أحمد شوقى» حديثنا عن سينما المُخرج الراحل «سمير سيف» قائلًا: «يُقال أنه كان دائمًا ما يبدأ محاضراته لدارسى الإخراج بقوله إن السينما هى الترفيه قبل كل شىء، ولم يخجل من ذلك أبدًا، فى حين أن أفلامه من الأفلام القليلة التى جمعت ما بين الاثنين؛ الترفيه والقيمة.. فكانت أفلامًا وسيطة ما بين الأعمال التجارية التى يشارك بها نجوم الصف الأول وتحقق الإيرادات الضخمة ويتفاعل معها الجمهور ويتذكر منها بعض الجُمل، وفى الوقت نفسه كانت أفلامًا هادفة ذات قيمة فنية عالية دخلت ذاكرة السينما المصرية وأصبحت من العلامات البارزة فيها، ف«سمير سيف» هو النوع الذى تحتاجه أى صناعة سينما فى كل زمان، فتجتمع معه القيمة الفنية والترفيه ويُرضى جميع الأذواق وتعيش من خلاله الصناعة، وحاليًا عندما ننظر إلى (الفيس بوك) نجد عددًا كبيرًا من الجُمل والتعليقات والمَشاهد المأخوذة عن أفلامه، تجعلنا نعرف كيف أنه ترك علامة كبيرة فى السينما المصرية.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.