السيسي يبحث تعزيز العلاقات المشتركة مع رئيس الوزراء اليوناني    وزير المالية: خفض زمن وتكلفة الإفراج الجمركي لتحفيز الاستثمار والصادرات    أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة 30 مايو 2025    ضبط 47.5 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    النائب العام ينعى المستشار باسل أشرف صلاح الدين    هل تلقت تعويضا؟.. ريهام سعيد تكشف كواليس الصلح مع طبيب التجميل نادر صعب    بدأت بهجوم وانتهت بتقبيل الرأس.. القصة الكاملة لخلاف آية سماحة ومشيرة إسماعيل    مفتي الجمهورية: التمسك بأحكام وحدود القرآن الكريم هو السبيل للحفاظ على الأمن الروحي والاجتماعي    ثلاثي بشتيل يقترب من الدوري الممتاز    محمد ممدوح وطه الدسوقي في فيلم "دافنينه سوا" بعد العيد    إكسترا نيوز تطلق تجربة جديدة.. مذيعات بالذكاء الاصطناعى عن مستقبل السينما    حماس: مستعدون لإطلاق سراح جميع الرهائن في حالة واحدة    اتحاد النحالين يقاضى صناع "العسل المغشوش".. ما القصة؟    مصرع شابين وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم دراجتين بخاريتين ببني سويف    وزير التعليم يبحث مع «جوجل» تعزيز دمج التكنولوجيا في تطوير المنظومة التعليمية    "قبل نهائي الأبطال".. تاريخ مواجهات إنتر ميلان وباريس سان جيرمان    13 لقبا في 35 ظهور.. ريال مدريد يعلن رحيل فاييخو    بتواجد ثلاثي ليفربول.. محمد صلاح يتصدر فريق الجماهير في الدوري الإنجليزي    من هو أحمد زعتر زوج أمينة خليل؟    تطرق أبواب السياسة بثقة :عصر ذهبى لتمكين المرأة فى مصر.. والدولة تفتح أبواب القيادة أمام النساء    العشر من ذى الحجة    باكستان ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع أفغانستان إلى مرتبة سفير    حسام موافي يحذر من أعراض الأنيميا.. وعلاجها بشكل فعّال    بالمجان| الكشف الطبى على 800 مواطنًا خلال قافلة طبية بعزبة 8 في دمياط    وزير الخارجية يلتقي بسفراء الدول الأوروبية المعتمدين في القاهرة    سوريا تُرحب بقرار اليابان رفع العقوبات وتجميد الأصول عن 4 مصارف    وفد من مسئولي برامج الحماية الاجتماعية يتفقد المشروعات المنفذة بحياة كريمة في الدقهلية    عالم بالأوقاف: كل لحظة في العشر الأوائل من ذي الحجة كنز لا يعوض    برنامج توعوي مخصص لحجاج السياحة يشمل ندوات دينية وتثقيفية يومية    حملة مكبرة لرفع الإشغالات بشارع 135 بحي غرب شبرا الخيمة - صور    4 مشاهدين فقط.. إيرادات فيلم "الصفا ثانوية بنات"    ألمانيا تربط تسلم أسلحة إسرائيل بتقييم الوضع الإنساني بغزة    شعبة مواد البناء: أسعار الأسمنت ارتفعت 100% رغم ضعف الطلب    سقوط المتهم بالنصب على المواطنين ب«الدجل والشعوذة»    الحدائق والشواطئ بالإسكندرية تتزين لاستقبال عيد الأضحى وموسم الصيف    هام بشأن نتيجة قرعة شقق الإسكان الاجتماعي 2025| استعلم عنها    محمد حمدي لاعب زد يخضع لجراحة ناجحة فى الكوع    الأحد.. مجلس الشيوخ يناقش الأثر التشريعي لقانون التأمين الصحي والضريبة على العقارات المبنية    فى ليلة ساحرة.. مروة ناجى تبدع وتستحضر روح أم كلثوم على خشبة مسرح أخر حفلاتها قبل 50 عام    خطيب المسجد الحرام: الحج بلا تصريح أذية للمسلمين والعشر الأوائل خير أيام العام    الأعلى للجامعات: فتح باب القبول بالدراسات العليا لضباط القوات المسلحة    حكم من شرب أو أكل ناسيا فى نهار عرفة؟.. دار الإفتاء تجيب    المصرى الديمقراطى يرحب بدعوة دول أوروبية منح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة    108 ساحة صلاة عيد الأضحى.. أوقاف الإسماعيلية تعلن عن الأماكن المخصصة للصلاة    أزمة تايوان تتفاقم.. واشنطن تعيد تشكيل الردع وبكين تلوّح بالرد    أسعار النفط تتجه لثاني خسارة أسبوعية قبيل قرار أوبك+    الرئيس اللبنانى يزور العراق الأحد المقبل    طهران: تقرير الاستخبارات النمساوية المشكك في سلمية برنامجنا النووي كاذب    ليلة في حب وردة وبليغ حمدي.. «الأوبرا» تحتفي بروائع زمن الفن الجميل    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد الشهيد بالقليوبية    طقس مائل للحرارة اليوم الجمعة 30 مايو 2025 بشمال سيناء    الزراعة: 670 ترخيص تشغيل لأنشطة ومشروعات الإنتاج الحيواني والداجني خلال مايو    ريا أبي راشد: أجريت مقابلة تلفزيونية مع مات ديمون بعد ولادة ابنتي بيومين فقط    حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن البحر الأحمر    موعد مباراة الاتحاد والقادسية في نهائي كأس خادم الحرمين والقنوات الناقلة    «اعتذرتله».. ياسر إبراهيم يكشف كواليس خناقته الشهيرة مع نجم الزمالك    فرنسا تحظر التدخين في الأماكن المفتوحة المخصصة للأطفال بدءًا من يوليو    إمام عاشور يكشف كواليس أزمته مع الشناوي ويؤكد: "تعلمت من الموقف كثيرًا"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شريف عرفة.. عاشق الفن وحبيب الفنانين

لا يمكن أن يحمل أى فيلم توقيع المُخرج «شريف عرفة» إلّا ويثق الجمهور بأنه عملٌ مميزٌ يحمل المتعة، والوعى. وهى المعادلة التى لم ينجح فيها معظم المُخرجين، فبعضهم يهتم بالفكر على حساب المتعة، والآخرون يهتمون بالمتعة على حساب الفكر، لكن «شريف عرفة» هذا الاستثنائى.. تمكّن على مدار مشواره الفنى الطويل من تحقيق المعادلة الصعبة فى كل أفلامه. من يعمل مع «عرفة» سواء أمام أو خلف الكاميرا، يُعتبر فنانًا محظوظا.
«شريف عرفة» الذى كرّمه مهرجان القاهرة قبل ساعات.. حاولنا الاقتراب منه ومعرفته أكثر من خلال عيون رفقائه فى رحلته الفنية.. فكانت هذه الشهادات.
ليلى علوى: العمل معه مثل الحلم
العمل مع «شريف عرفة» مثل الحلم. لقد قدّمت معه أربعة أفلام كانت جميعها مثل الأحلام؛ خصوصًا أنه مُخرج يتميز برؤية مختلفة وغير متكررة. فطوال مشواره الفنى كانت روح سينما «عرفة» مختلفة عن غيرها. واستشهد بذلك بتفاصيل «كادراته» المليئة بالدفء والصدق، واهتمامه بعمق المشهد فى كل تفصيلة به. بالإضافة إلى اهتمامه بكل ممثل متواجد معه وتوجيهاته القيّمة نحو كل شخصية فى العمل.
أول عمل جمعنى به كان فيلم (الأقزام قادمون)، وقد لمستُ من خلال هذا التعاون الأول أن حسّه الموسيقى- مثلًا- عالٍ ومميز ولديه شغف وجنون نحو الأفلام الموسيقية. حتى ولو كانت بشكل طريف، وهذا تأكد من خلال تجربتى الثانية فى العمل معه فى فيلم (سمع هُس).
«شريف»، شديد الإخلاص لممثليه، فهو يجعل كل شخصياته أبطالًا يستحقون منه الاهتمام المكثف والتركيز. وكل مشهد بالعمل يكون «ماستر سين» أو مشهد رئيسى يستحق الاهتمام والاستغراق ودقة التنفيذ.
أحمد رزق: يعيد اكتشاف الممثل
لا أريد أن أحسد نفسى على التعامل معه أكثر من مرّة؛ لأننى أعتبر نفسى من أكثر الفنانين حظا لترشيح مُخرج كبير مثل «شريف عرفة» لى فى العديد من الأدوار والأعمال المهمة، التى قدّمنى فيها كل مرّة بشكل مختلف. فهو مُخرج يعيد اكتشاف الخبايا داخل الممثل ليقدمه بشكل جديد ويُخرج منه شخصيات وأداءً مختلفًا فى كل مرّة.
منذ التعاون الأول مع «عرفة» فى فيلم (مافيا) أدركتُ أننى أعمل تحت إدارة مُخرج قدير، كما نشأت بيننا «كيمياء» خاصة أصبحنا من خلالها نفهم بعضنا وندرك متطلبات كل منّا من الآخر.
لقد ظهرتُ معه بأدوار مختلفة تحديتُ بها نفسى وغيرتُ فى مسار مشوارى الفنى. مثل دورى فى جزئَى فيلم (الكنز)؛ حيث قدمتُ دور رجل شاب ومُسن. وأيضًا مشاركتى معه فى فيلم (المَمَر).
كواليس التصوير معه تُعتبر حالة استثنائية بالنسبة لى، فعادة عندما أذهب إلى تصوير أى أعمال أخرى أكون مصابًا بحالة من الضيق، ولكن عندما أكون متعاقدًا على عمل مع «شريف عرفة» أكون ذاهبًا للتصوير بفرحة وحب؛ لأننى أعشق مشاهدته وهو يعمل. ومواقع تصوير أفلامه هى الوحيدة التى أذهب إليها منذ بداية اليوم حتى نهايته، رُغم أن كواليس أعماله لا تكون «مُرَفهة»، ولكنها مليئة بالمباريات التمثيلية التى يقدمها فى مشاهده، والتى تعود إلى قدرته على اكتشاف جوانب مختلفة من الممثلين فيصبحون أكثر إمتاعًا فى أدائهم فى أعماله.
مودى الإمام: يُغنى فى معظم أعماله
«شريف عرفة»، روح شابة دائمة، تنشر الألفة والمودة الصافية، ويخلق روح الفريق فى ثوانٍ معدودة بين كل أفراد أسرة الفيلم. فهو إنسان «بشوش» ذو أسلوب سلس، جميل البيان، يضحك فى وجه الصعاب ويحب الاجتهاد والصبر فى عمله، ويُقدر مجهود كل إنسان يعمل معه.
لذلك، نجومية «شريف عرفة»، نموذجية؛ لأنه الفنان المحبوب من الفنانين. وقد وجدت فيه المُخرج السينمائى المثالى، ذا الرؤية العميقة، والعناية الفائقة بالتفاصيل والحرص العظيم على راحة كل من يعمل معه، ولأنه مثقف جدًا، فهو يعرف جيدًا كيف يتعامل كرئيس مباشر فى العمل مع كل رؤساء الأقسام، مثل السيناريو، التصوير، الديكور، المونتاچ والموسيقى. وأجد أن حُبَّه الشديد لكل التخصصات فى أفلامه هو ما جَعله مُخرجًا قدوة ونموذجًا يُحتذَى به.
وبالنسبة لى فأنا أتمتع بحُرية إطلاق العنان تمامًا لخيالى كمؤلف موسيقى سينمائى محترف، فى كل الأعمال التى شاركت بها «عرفة»، فثقافته وثقته بى شجعتانى على تحرير خيالى ولغتى الموسيقية، وممارسة حُبى للتعبير بالصوت المستوحى من القصة والصورة والإخراج السينمائى والمونتاچ وأداء نجوم التمثيل جميعًا.
و«شريف» حريص كل الحرص على معرفة كل من يعمل معه بكل شىء عن القصة، وتفاصيل السيناريو، وعن خطته فى إخراج كل مشهد وكل لقطة فى الفيلم. أيضًا يتميز بحُبه الشديد جدًا للموسيقى، وتذوّقه غير المحدود لكل أنواعها. وهذا جعلنى أشعر بحُرية تامة فى التصرف والتعبير، خلال عملى معه فى السينما أو المسرح (مسرحية الزعيم). ولأننى أضمن أننى أعمل مع مُخرج يستوعب تمامًا لكل نوتة وكل إيقاع وكل نغمة وكل جملة.
يمكننى أن أصف جلسات العمل التى جمعتنى ب«عرفة» بال«ممتعة»؛ خصوصًا مرحلة الاستماع لشرحه لرؤيته وخطته بخصوص كل قصة، وكل مشهد؛ لأن هذا يساعدنى فى تحفيز خيالى وإبداعى.. كما أن «عرفة» قادر على خَلق حالة من الألفة بينه وبين زملائه داخل وخارج العمل.
والآن، سوف أحكى ل«روزاليوسف» بشكل خاص سرًّا قد لا يعرفه الكثيرون. «شريف عرفة» يحب الغناء، وقد شارك بصوته ضمن كل مجموعات الكورال، فى جميع الاستعراضات التى قمتُ بتأليف موسيقاها فى أفلامه. فالابتسامة الصافية المَرحة على وجه «شريف عرفة» وهو يغنى ألحانى فى كل تسجيلات مؤلفاتى التى قدمتها فى أعماله، هى ابتسامة قلب، وروح تحب الحياة والناس والعمل، ولا تفارقنى أبدًا. وفى داخل «عرفة» ممثل موهوب، ومؤلف قصة مثقف جدًا ومطور وجرىء جدًا، وموسيقى شاب، يعشق الموسيقى، ويحب الموسيقيين. ولكن اختياره أن يعيش كمُخرج سينمائى، أضاف ثراءً وعمقًا وتطورًا لا غِنَى عنها إلى كنوز السينما المصرية.
أيمن أبو المكارم: يرسم الفيلم فى عقله قبل التصوير
بصفتى مدير التصوير لمعظم أفلام «شريف عرفة» أود أن أكشف ل«روزاليوسف» بعض أسرار النجاح التى وصل إليها «عرفة» فى أعماله. فهو لا يُعتبر مثل أى مُخرج عادى؛ لأنه فاهم كل الأدوات والخطوات التى تتم من أجل خروج الفيلم للنور. خبرته بعلم التصوير من الزوايا وقياسات وعدسات خلقت بيننا «كيمياء» خاصة؛ لأنه يتعامل مع مدير التصوير بسلاسة ويفهمه بسرعة.
«عرفة» يكون راسمًا الفيلم فى ذهنه هو فقط ويراه مشهدًا مشهدًا، وهو مُخرج مرن وأبعد ما يكون عن الديكتاتورية؛ لأنه يسعى دائمًا للتعاون مع كل عناصر العمل لإخراج مشروعه على أكمل وجه فى النهاية، لذلك جرت العادة بيننا أن نجتمع قبل الفيلم وقبل تصوير كل مشهد لمدة 10 دقايق نتحدث عن أنواع العدسات والقياسات وغيرها. وأحيانًا أقترح عليه زاوية معينة وقد يقبل أو يرفض مع توضيح التفاصيل الفنية التى يرغب أن يكون هذا المشهد عليها. فهو يختار كل زوايا التصوير وأنا علىَّ التنفيذ. وقد وصلنا لمرحلة قيامى بتغيير العدسة للمقاس الذى يفكر به حتى قبل أن يطالب بذلك.
«عرفة» يتحدى نفسه بالزوايا والرؤية الجديدة. وأذكر أننى شاهدتُ هذا التحدى بنفسى فى قراره التصوير بأكثر من كاميرا وفتح زوايا عديدة لمشهد واحد أثناء تصوير فيلم (حليم)، وذلك رفقًا بالفنان «أحمد زكى»، الذى كان يعانى من المرض وقت التصوير وكانت أواخر أيامه. فلم يكن يستطيع تكرار تصوير المشهد بأكثر من زاوية، لذلك قررنا أن نفتح الزوايا كلها ونصور المشهد مرّة واحدة. ومنذ ذلك الوقت ونحن نتعامل مع الأعمال التالية ل(حليم) بالأسلوب نفسه.
أمّا عن الجانب الإنسانى فالعمل مع «عرفة» ممتع جدا لأنه يتمتع بحس فكاهى ومن يدخل التصوير يجد أجواء من الكوميديا والمرح تسيطر على موقع التصوير. وهو يحب عمله جدا ويكون الفيلم كاملا فى عقله من قبل التصوير، من موسيقى وأغانى وغيرها حتى أنه أحيانا يطالبه بالتصوير من زوايا معينة دون إعطاءى سبب محدد عن هدف تلك الزاوية، وقد حدث ذلك فى فيلم (الكنز) والذى لم أكن أعلم شكل القطعات الخاصة بالفيلم والأغانى التى ستصاحب المشاهد. فقط «عرفة» كان يعلم وكانت متواجدة بذهنه.. لذلك قمت بتنفيذ التصوير بأوامره وكما يريد.. فى النهاية «شريف عرفة» صداقتى به بدأت من قبل عملنا معا فى السينما. فهو من أقرب أصدقائى الذين يمكن أن أستشيرهم فى أمور الحياة وأثق فى تفكيره بشكل عقلانى ونصائحه القيمة.
فوزى العوامرى :
يهتم بالجانب الإنسانى
علاقتى ب «عرفة» بدأت منذ أيام معهد السينما حيث كان يكبرنى بدفعتين فقط وكانت تجمعنا علاقة طيبة وقتذاك، أما بداية تعاونى الفنى معه كانت من خلال تصميم الديكور الخاص بثلاثة كليبات للفنانة «أصالة». ويعتبر «شريف» من أكثر المُخرجين الذين يلمحون الإبداع والافكار الجيدة. فقام باختيارى بعدها للمشاركة معه فى فيلم (أضحك الصورة تطلع حلوة).. وكان هذا الفيلم نقطة فارقة فى مشوارى، لأننى والكاتب «وحيد حامد» والراحل «أحمد زكى» بطل العمل كنا من نفس المحافظة، الشرقية، التى كانت تأتى منها الأسرة فى الفيلم. فقمت باقتراح أن نعكس من خلال الديكور جمال الناس «الطيبين» وليس مجرد طرح بيت أسرة فقيرة والتركيز على أزماتهم المالية. ولأن «عرفة» يحب النقاش المجدى الذى يفيد العمل ويستمع للأفكار ويحاول تطويرها مع كل عناصر العمل. فقد أعجب بالإقتراح لأنه كان بالنسبة له فكرة براقة وتساعد فى عكس شخصيات العمل.
لقد عملت مع عرفة فى أكثر من مشروع سينمائى ناجح ومن أبرزها جزئى فيلم (الجزيرة) والذى أتذكر بعض اللقطات من الكواليس منها أنه أثناء تقديمنا الجزء الأول كان «عرفة» معترضا على فكرة أن يكون بيت «الكبير» الذى كان يسكنه «محمود ياسين» بارتفاع 17 متر، فقال لى أنه مبالغ فيه ولن يكون دورين فقط. ولكنى استعنت بذاكرتى بتجربتى الخاصة برؤية بيت جدى فى قريتى وكان شاهق الإرتفاع ولكنه دورين فقط. وكان مناسبا لأن يكون طرف فى النزاع والمعارك. أما فى (الجزيرة 2) فقد جلسنا معا نفكر فى المكان الذى سيسكنه «خالد صالح» وأتباعه حيث كان يريد أن تكون بيوتا أشبه ب»العشش» الصغيرة لأنهم يتخفون. فاقترحت عليه أن نقوم ببناء البيت تحت الأرض وقد كان. حيث أعجبته الفكرة كثيرا لأنه أشبه بجحر الضباع.
من يتأمل «عرفة» أثناء التصوير فى كواليس أعماله، سوف يرى أنها أجواء تسودها خفة الدم والجدية والانضباط، فهو مهذب ومنظم وإن كان لا يحب الحفلات والسهرات الفنية لأنه ملتزم بحياته ودينه كثيرا. كما أنه مهتم بشكل كبير بإبراز الجانب الإنسانى فى أعماله. فلو كان هناك مشهد يمكن أن نستخدم به تقنيات عالية قد تبهر المشاهد ولكن هذا الإبهار من الممكن أن يفتقد للإنسانية يرفض تقديمه ويقوم بتحويله لمشهد بسيط يعكس المشاعر الإنسانية بدلا من تقديم استعراضات تقنية كبيرة.
عبدالرحيم كمال: يهتم بالتفاصيل
رُغم أننى لم أجتمع مع «عرفة» سوى بعمل واحد مكوّن من جزئين، وهو فيلم (الكنز)؛ فإننى لا أعتبر هذا الفيلم عملا سينمائيّا عاديّا، بل مَلحمة تاريخية استعرضنا فيها تاريخ مصر فى خمسة عصور مختلفة.. الفكرة الأساسية كانت ل«عرفة» خاصة وأنه شغوف بتقديم أعمال مصرية تاريخية خالصة، غير مقتبسة من أعمال أجنبية. فكنا نعقد اجتماعًا يوميّا لمدة تجاوزت العام، وذلك للوقوف على تفاصيل العمل كاملة.. ولا أعتقد أنه كان من الممكن تقديم (الكنز) تحت إدارة أى مُخرج آخر. ف«عرفة» مؤمن بما يقدمه ويحاول البحث عن الجديد فى السينما بشكل مستمر. ودائمًا يتمتع فى أى فيلم يقدمه بحماسة العمل الأول؛ خصوصًا فى (الكنز)؛ لأن هذا الفيلم يُعتبر مختلفًا عمّا قدمه من قبل من أشكال سينمائية. وكان شغوفًا طوال الوقت بتحويل كل ما أكتبه لصورة لا يمل منها المشاهدون ولا تضيع تفاصيلها. وكانت صعوبة الأمر تكمُن فى عدم وجود عمل مشابه يمكن الاستعانة به كنموذج لمثل تلك النوعية السينمائية. فكان تحديًا كبيرًا أن نقدم عملا مصريّا خالصًا يليق بقصة العمل وقضيته.
«عرفة» من أكثر المُخرجين المهتمين بالتفاصيل، ومؤمن بأن الكاتب والمُخرج يكملان العمل معًا ولا يمكن فرض رؤية واحد منهما على الآخر. وقد استفدت منه كثيرًا فيما يخص الصورة السينمائية والملاحظات الخاصة به. وكانت كواليس كتابة العمل مثمرة وأشبه بالبحث التاريخى؛ حيث كنا نشاهد أفلامًا وثائقية كثيرة ونقرأ كتبًا تاريخية مختلفة وتدور بيننا حلقات نقاش حول كل مَشهد وشخصية تاريخية وكيفية الربط بينهما.
عايدة رياض: موهبة استثنائية
عندما قابلت المُخرج «شريف عرفة» للمرة الأولى من خلال فيلم (اللعب مع الكبار) الذى قدمته أمام الزعيم «عادل إمام» عام 1991 وكان وقتها «عرفة» لايزال مُخرجا صغيرا. وتعجبت كثيرا من حماس «إمام» له رغم مكانته كنجم مما أكد لى أنه مُخرج كبير رغم صغر عمره.. وبالفعل هو يمتلك رؤية وموهبة فى إدارة العمل وإخراج كل جديد من الممثلين. فموهبته الاستثنائية هى التى جعلت «عادل إمام» يتعاون معه فى العديد من الأعمال الناجحة التى قدمها بعد (اللعب مع الكبار).
وأتذكر كواليس (اللعب...) حيث وجدت «عرفة» كان يتسم بالتواضع وحسن القيادة، فكان يتعامل مع كل المتواجدين فى موقع التصوير بنفس الأسلوب بدءا من نجم بحجم «عادل إمام» وحتى أصغر عامل. مما أضفى على كواليس العمل الطابع الأسرى. ومع ذلك فإن شخصية «شريف»، قوية ولديه رؤية محددة فكان يتعامل بشكل طبيعى مع نجم الفيلم ويوجهه مثل بقية الممثلين.
فى النهاية أعتبر «شريف عرفة» مثال للمُخرج المتمكن (إبن الناس)، الذى يتعامل مع الجميع بدون أن يحرج أحد أو يقع فى مشكلة مع أحد. فمثلا إذا قدمت مشهد بشكل سيء. كان يقول لى أنه هائل وأدائى عظيم ولكنه يريدنى أن اقدمه بإحساس أكبر أو يطلب منى تغيير طريقة حديثى. فهو لا يريد إحراج الفنان الذى يقف أمامه.
وأتذكر مثلا تفاصيل تصوير المشهد الشهير بينى وبين الزعيم فى الفيلم، والذى كنا نتبادل به الضرب فى أحد الكازينوهات. لقد كان مشهد صعب وكان «عرفة» يريد أن يصوره فى لقطة واحدة دون توقف. لذلك قمنا بالتدريب عليه كثيرا حتى يظهر بهذا الشكل الذى جعله يعيش حتى الآن.
حجاج عبدالعظيم: يُُقدر كل ممثل يعمل معه
«عرفة» يقدر كل ممثل ويجعل من دوره بارزا حتى لو كانت مساحة الدور صغيرة جدا. لقد سعدت جدا بتقديم عدد كبير من الأدوار فى أفلام «شريف عرفة». أدوار متعددة ومختلفة وكل دور منهم ترك بصمة لدى الجمهور، رغم صغر حجم بعضها أو كونها أدوار غير رئيسية.
لقد كانت بداية تعاونى معه من خلال دور موظف المجمع فى فيلم (الإرهاب والكباب) وأتذكر أن التصوير طوال شهر رمضان، فكنا معا طوال الشهر وفى مكان واحد وكانت الكواليس كلها أسرية ومرحة. وميزة «عرفة» أنه لا يتعامل مع الممثل وفقا لدوره بمعنى أنه لا يتعامل مع الممثلين بإعتبارهم نجوم أو لا. وأنا قدمت معه أدوار مختلفة بعضها كان صغير والبعض الآخر له مساحة ومنهم دور السائق فى فيلم (المنسي) ومدير المسابقة المدرسية فى (الناظر) وغيرها. وحمدا لله كلها تركت بصمات فى قلب الجمهور.
أجواء التصوير مع «عرفة» تجعل الممثل يتعامل وكأنه بين أصدقاءه وأسرته فهى أجواء يملؤها الضحك والإبداع، وأعتقد أنه يجب على كل ممثل العمل مع «عرفة» حتى لو كان فى دور صغير لأنه يضيف الكثير للفنان الذى يتعامل معه ويهتم بكل عناصر العمل وتفاصيله حتى تكتمل اللوحة لفنية لديه. وأعتبره من أكثر المُخرجين الذين يستحقوا التكريم بالفعل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.