لو لم يحصل نتنياهو على الضوء الأخضر دائمًا من واشنطن وثقة كاملة من الصمت الدولى مع انشقاق عربى وضعف، لما أطلق آلاته العسكرية وتصريحاته الرعناء الغبية التى تتمادى كل يوم بغطرسة وتبجح وتعبر عن إفلاسه السياسى، ذلك بإعلانه ضم غور الأردن وجميع المستوطنات فى الضفة الغربيةالمحتلة إلى السيادة الصهيونية إذا ما تم انتخابه من جديد، تلك الوقاحة والتجرؤ ما كان نتنياهو يقدم عليها لولا تشجيع الحليف الأكبر له الرئيس الأمريكى «ترامب» كما حدث مع الجولان السورى المحتل وسبقه الاستيلاء على القدس بسيادته عليها ونقل السفارة الأمريكية إليها، تلك التصرفات التى لم تجد رد فعل حازما ضدها من المجتمع الدولى واقتصر الأمر على الشجب والتنديد ضد الخروقات الفادحة ضد الشعب الذى صار الوحيد بالعالم الذى تحتل أرضه وتزهق أرواح أهله بدم بارد وتنتهك مقدساته ويمنع من ممارسة عبادته وصلاته فى القدس الشريف، بل تمت هذه المذابح داخل الحرم أثناء الصلاة من الغلاة من الصهاينة متحدين جميع القرارات والمواثيق الدولية، فى تصريح نتنياهو الأخير، اقتصر الرد عليه من خلال منظمة التعاون الإسلامى بالرفض والشجب والتنديد والكارثة الكبرى هى العالم العربى الذى اتخذ نفس الموقف وهناك البعض منهم الذين يهرولون للتطبيع مع الكيان الصهيونى ولم تصبح هى العدو بل الصديق وجعل إيران هى العدو كما سوق لها ترامب والكيان الصهيونى. وأصبحت الزيارات الصهيونية إلى بعض الدول العربية علانية بعد أن كانت تمارس فى السر، خطورة تلك الزيارات أنها جاءت لفض الارتباط بين التوصل إلى تسوية سياسية للقضية الفلسطينية والتطبيع مع الكيان الصهيونى اقتصاديًا وعسكريًا واستخباراتيًا وهو الأمر الذى أعلنه نتنياهو نفسه بلا مواربة «واصفًا تلك التفاهات التى تجرى بأنها صحيحة ولم تكن متخيلة مع دول عربية رغم جميع الأمور الجارية فى الأراضى العربية المحتلة»، سؤال استنكارى نسأله لأنفسنا ما الذى يغرى إسرائيل بالتفاوض إذا ما كان هناك الحد الأقصى مما تطلبه تحصده بأقل تكلفة ممكنة؟!! ضم القدس والكتل الاستيطانية إلى الدولة العبرية وعزل غزة وفرض التمييز العنصرى ضد فلسطينيى 1948، ثم يكون بوسعها تطبيع العلاقات مع دول عربية مجانًا، الكارثة أن يحدث تطبيع أكبر يجيء ومخاطر أفدح تحل إذا ما انزلقنا إليه بالسيناريو الذى يحيكه الكيان الصهيونى وواشنطن لتأجيج الوضع فى المنطقة والمضى فى ترسيخ فكرة استبدال العدو لدينا إسرائيل بإيران حيث الاتهامات بلا سقف لاندلاع حرب بالوكالة عن الصهاينة ضد إيران، الأمر الذى يستنفد الثروات العربية والشعوب ويحقق الدمار حيث لن يبقى هناك خاسر ومنتصر بل الكل خاسر ومُدمر تمامًا لصالح الصهاينة وحلفائها.. تحيا مصر.