بدأت حالة التأهب والترقب بالبيوت المصرية تزامنًا مع دخول الموسم الدراسى الجديد.. المصاريف زادت، وقائمة المشتريات الجديدة على وشَك التهام الميزانية، لكن «جمعيات دخول المدارس» جاء وقتها ل«فك الزنقة»؛ خصوصًا مع رحلة شراء الأدوات والمستلزمات المدرسية المعتادة، بين الفجالة والمولات الكبرى، تتباين الطبقات، وتختلف الأسعار، فمن أراد شراء مستلزمات «على قد الإيد» يتردد على مناطق مثل معرض «أهلًا بالمدارس» المقام بمدينة نصر، أو منطقة الفجالة الأشهر برمسيس، ومن اعتادت على عالم «الهايبر» فإن ميزانيتها ستزداد، لكنها ستكون ميزانية لا يستهان بحجمها أبدًا، «روزاليوسف» أجرت جولتها بين عالم «الخمس نجوم» وعالم «الحاجة على قد الإيد» فى المستلزمات المدرسية. أهلاً مدارس داخل معرض «أهلًا مدارس» المقام بصالة المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر بأرض المعارض بمدينة نصر، انتشرت الأسر بصحبة أطفالهم، فى ظل التخفيضات والخصومات التى تتراوح ما بين %30 و50 % على الأدوات والمستلزمات الدراسية.. وهنا التقينا «محمد» أحد أولياء الأمور المتجولين بالمعرض؛ حيث أوضح أنه اعتاد المجىء كل عام لشراء مستلزمات العام كافة، قائلًا: «المعرض هذا العام أفضل من العام السابق، ويتوافر به جميع المستلزمات الدراسية، وبخامات جيدة، لذلك اشتريت لأبنائى الكراسات والأقلام وحقائب مدرسية وغيرها»، وتابع: «كنت واخد فلوس على قدى وفاكر إنها مش هتجيب حاجة لكن اشتريت حاجات كتير الصراحة». أمّا عن «ولاء» السيدة بعقدها الثالث فقالت: «أول مرّة آجى السنة دى المعرض، واكتشفت أنه حلو وأسعار الحاجات أقل من برّه، والخامات جيدة.. واشتريت حاجات كتير.. كتب وكمان حلويات».. استعدت «ولاء» لرحلتها هذه من خلال عقد «جمعية صغيرة» مع إخوانها؛ حيث اعتادت على ذلك كل عام لتتمكن من شراء الأدوات المدرسية بشهر 9 من كل عام، وهو ما فعلته هذا العام أيضًا، ولكن مع اختلاف بسيط فى التكلفة التى أنفقتها لشراء الأدوات. دنيا الفجالة الأمر لم يختلف كثيرًا بالفجالة، كانت الأسعار مرتفعة قليلة بالنسبة للأهالى، لكنهم بالنهاية يتمكنون من شرائها.. هبة محمد، وليّة أمر لطالب بالصف الثانى الابتدائى، وطالبة بالصف الأول الثانوى، قالت إنها تُحَضّر لذلك الشهر بالجمعيات مع الأصدقاء والأقارب لكى تستطيع أن تشترى مستلزمات المدارس.. وبسؤالها عن المكان الذى تشترى منه، قالت إنها تشترى من منطقة الفجالة لأنها أرخص من المكتبات كثيرًا، ورغم بُعد المسافة عليها من بيتها للفجالة، فإنه المكان الأنسب لها ولأطفالها الثلاثة باختلاف مراحلهم الدراسية واحتياجاتهم أيضًا». أمّا دنيا أمير، وليّة أمر طالبين بالصف الأول الثانوى، والثانى الإعدادى، فقالت إنها لسوء ظروفها المعيشية، وعقب وفاة زوجها، وعدم توافر أى دخل ثابت لها، أو لأولادها، ولعدم قدرتها على العمل؛ فإنها تنتظر فاعلى الخير كل عام لكى يعطوا لأولادها المستلزمات والحقائب المدرسية، وهى تحاول قدر المستطاع أن تُجملها لهم وتنظفها، لكى لا يشعروا أنها هبة أو منحة. «نهى سعد» ولية أمر طالب بالصف الأول الإعدادى فى إحدى المدارس الحكومية، تقول إنها لم تجد سبيلًا بعد ارتفاع الأسعار؛ حيث وصلت أسعار الحقائب المدرسية إلى 200 جنيه، وبالمولات الكبرى ذات الخامة النظيفة تصل ل500 جنيه، وهو ما تعجز عن توفيره، وتضيف: إن كل عام توجد زيادة غريبة فى الأسعار، يشعر بها من هم فى الطبقة العليا أيضًا، وعلى هذا قررت «نهى» شراء ما هو ضرورى جدّا فقط، وإعادة تدوير المستلزمات الصالحة من العام الماضى. أسعار الزى المدرسى أمّا عن الزى المدرسى، فالأسعار لم تشهد تغييرًا كبيرًا عن العام الماضى؛ حيث تتراوح أسعار القمصان بين 50 و70 جنيهًا و«الجيب» من 50 إلى 65 جنيهًا، فيما تراوحت أسعار البنطلون ما بين 110 و150 جنيهًا. وهو ما أوضحه محمد السيد، بائع بمحل ملابس جاهزة بوسط القاهرة؛ حيث إن الزى المدرسى لم يعد مقتصرًا على القميص التقليدى؛ حيث تعتمد بعض المدارس على اختيار أشكال معينة من ال«تى شيرت» لتكون زيّا رسميّا لطلابها. مشيرًا إلى أن أسعار ال«تى شيرت» تتراوح بين 65 و75 جنيهًا. وعلى الجانب الآخر، فضَّل عدد من أولياء الأمور تأجيل قرار الشراء إلى الأيام الأولى من شهر سبتمبر الجارى، أملًا فى الحصول على عروض مناسبة؛ حيث أوضحت «حسناء محمد» ربة منزل، أنها تُفضل النزول قبل بدء الدراسة بوقت كافٍ للبحث عن زى مدرسى مناسب لطفليها فى المرحلة الابتدائية، أملًا فى العثور على أنواع قد تكون أكثر جودة بسعر مناسب. واتفقت معها فى الرأى «أميرة حسام» ربة منزل، مبينة أن البحث عن زى لأطفالها ليس صعبًا بقدر ما يحتاج إلى المزيد من التأنى بسبب وجود بعض المنتجات التى قد تكون مناسبة من حيث الشكل ولكن بجودة ضعيفة، لا تتحمل الأطفال حتى نهاية العام الدراسى.. لافتة إلى أن الأسعار التى شاهدتها لم تختلف كثيرًا عن العام الماضى. من جانبه، قال أشرف السيد، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية، إن الأسعار هذا العام مستقرة عند نفس معدلات العام الماضى، بالإضافة إلى استقرار أسعار الملابس الجاهزة بشكل عام بعد الأوكازيون الصيفى الأخير. وأوضح فى تصريحات له، أن أسواق الملابس ليست المعيار الوحيد لتقدير حجم البيع؛ حيث إن العديد من المدارس أصبحت تتعاقد مع مصانع لتوفير زى ملائم لاشتراطاتها، وتقوم المدارس ببيعه مباشرة لطلابها. مشيرًا إلى أن أغلب المحال تعتمد على طلاب المدارس الحكومية بمختلف مسمياتها.