هل خرجت الإعلام من كليات القمة؟؟ سؤال تبادر إلى ذهن الكثيرين بعد إعلان نتيجة المرحلة الثانية لتنسيق الجامعات، الأسبوع الماضى، إذ انخفض الحد الأدنى للقبول بالكلية إلى 90 % لطلاب الثانوية العامة شعبة علمى علوم، و 87.9 % لطلاب شعبة علمى رياضة، بانخفاض يزيد على 5 % كاملة مقارنة بالعام الماضى. المثير فى نتيجة تنسيق إعلام القاهرة، التى كانت الرغبة الأولى فى الأعوام الماضية لطلاب الثانوية العامة، هو دخول العشرات من الكليات والمعاهد لتحتل مرتبة متقدمة عنها فى تفضيلات الطلاب، ومن بينها كليات التربية والآثار والمعاهد الصحية، وهو ما أرجعه البعض إلى الحملات التى انطلقت مع ظهور نتيجة الثانوية العامة، والتى تدعو الطلاب للابتعاد عن الإعلام بحجة تراجعه خلال الفترة الأخيرة. ردًا على الحملات التى تنصح بالابتعاد عن اختيار كليات الإعلام قال ضياء رشوان، نقيب الصحفيين على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، إنه من الطبيعى تدنى حالة الصحافة والإعلام فى مصر نظرًا لانحدار أوضاع الصحافة وكلياتها والإعلام أيضًا، مشيرًا إلى أنه لا يوافق على دعوات بعض الإعلاميين إلى منع الطلاب من دخول كلية الإعلام، لكنه مع تقليل الأعداد، ورفع مستوى الدراسة فى هذه الكليات، مع مراعاة الاهتمام بالأقسام المطلوبة فى سوق العمل. الدكتورة جيهان يسرى، العميد السابق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، قالت إن الكلية ليست السبب فيما يحدث الآن على الساحة وتفاقم الأزمة، بل على العكس تمامًا قد تكون هى أحد الحلول التى بإمكانها الحد مما يحدث، وأشارت إلى أن الأزمة تحتاج إلى تكاتف كبير من الجميع للحد منها وتصحيح المسار الإعلامى فى مصر، وليست قاصرة على تعطيل الطلاب عن الالتحاق بحلمهم داخل الكلية فليس من الإنصاف تحميل مسئولية مشاكل المؤسسات الإعلامية للكلية. وأكدت «يسرى» أن المهمة الأساسية لكليات الإعلام هى إعداد الإعلامى وتأهيله جيدًا؛ لتلبية احتياجات المجتمع من الكوادر البشرية المؤهلة للعمل الإعلامى، لافتة إلى أن الكلية تعد الإعلامى الممتلك لأدواته المعرفية والمهنية والمدرك لخطورة الكلمة وتأثيرها على الرأى العام بما يساعد على تفعيل الدور الإيجابى للإعلام فى المجتمع. من جانبه، قال الدكتور محمد المرسى، الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إنه بالنظر إلى سوق العمل بشكل عام سنجد أزمات عديدة تواجه الخريجين فى تخصصات عديدة وكثيرة سواء فى الطب أو الهندسة أو الحقوق أو التجارة، ولكن وجود تلك الأزمات لا يعنى أن نلغى الدراسات فى هذه المجالات. وأشار المرسى إلى أن سوق العمل الإعلامى رغم ضيقها الظاهرى بإغلاق العديد من الصحف والقنوات فهناك الكثير من الفرص المتاحة بشكل كبير من خلال مكاتب وشركات وهيئات إعلامية متعددة، لافتًا إلى أن الوسائل الإعلامية الإلكترونية تتيح فرصا كبيرة للعمل، وذلك بشرط اعتماد آلية تتيح الفرصة للموهوبين والدارسين والمؤهلين للعمل بديلا لآلية الواسطة.