الآراء لا يمكن اعتبارها حقائق مؤكدة، ولكن اسمحوا لى أن نستخدم صيغة التأكيد فى وصف كليب (انساى) ل«محمد رمضان وسعد لمجرد» بأنه جمع الفنانين الأكثر شهرة «حاليًا» فى الوطن العربى بأكمله.. الشهرة التى أؤكد عليها هنا تستند إلى أرقام لا يمكن تجاهلها بأى شكل من الأشكال. قناة «سعد لمجرد» منذ إنشائها على موقع الفيديوهات «يوتيوب» فى العام 2012م، ورُغم قِلة عدد الأغانى التى يصدرها على فترات متقطعه فإنه استطاع أن يصل إلى ما يقرب من «مليار مشاهدة»! وهذا رقم كبير للغاية؛ خصوصًا أن كثيرًا من المغنين الكبار فشلوا فى الوصول حتى إلى «نصفه»! أغنية «أنت معلم» حققت بمفردها أكثر من 750 مليون مشاهدة على «يوتيوب»!، وهى الأغنية الأنجح والأشهر رقميّا بلغة المشاهدات على «يوتيوب»، دون حسابات عدد مرّات التحميل من مواقع الإنترنت أو تتبع نتائج بحث «جوجل»! أمّا «محمد رمضان» فبلغة الأرقام يُعَد أكثر نجاحًا من «سعد لمجرد»، فقناته تم إصدارها فى 2014م، أى بعد «سعد» بسنتين، وبدأ الغناء منذ ما يقرب من عام، ورُغم ذلك وصل عدد المشاهدات على قناته إلى أكثر من مليار و800 مليون مشاهدة! ولكن هل انتصار «محمد رمضان» على «سعد لمجرد» بلغة الأرقام والمشاهدات تم التعبير عنه فى الكليب الجديد؟.. لا. ف«سعد لمجرد» كان أفضل من «رمضان» فى الأغنية لعدة أسباب، أهم هذه الأسباب أنه كان بطل «سينيو» الأغنية، والسينيو هو الجزء الذى يتكرر فى الأغنية، وفى الغالب هو أهم جزء فيها، فهو الذى يحمل عنوان العمل، فعلى سبيل المثال الجزء الذى غنّى فيه العندليب «سواح وأنا ماشى ليالى» هو الجزء الأهم فى العمل وهو الذى جاء منه أيضًا اسم الأغنية المتداول. الأمْرُ نفسه متطابق فى فئة أغانى الراب؛ خصوصًا عندما يستعين «الرابر» بمغنٍ ليقوم بأداء السينيو، فمثلًا فى أغنية Love The Way You Lie، سنجد أن الجزء الذى غنته «راينا» هو الأكثر تداولًا بين الجماهير، رُغم أن «إمينيم» هو الرابر الأول فى العالم وربما يكون هو الأفضل فى التاريخ، ولكن نظرًا لسرعة إلقاء الكلمات من الراب فيكون سينيو الأغنية أو «الكورس» هو الأكثر ألفة على آذان المستمعين؛ خصوصًا إذا كان من يقوم بأدائه مغنيًا وليس «رابر»، فنستمع إلى جملة لحنية خاطفة وتترك أثرًا إيجابيّا مع الجمهور، وهذا ما حدث مع «رمضان وسعد». أيضًا ليس هذا السبب الوحيد فى تفوُّق «لمجرد» على «رمضان» فى الأغنية، ف«رمضان» فى (انساى) تخلّى عن منهجه المتعارف عليه، الذى كان سببًا رئيسيّا فى شهرته فى مجال الأداء الغنائى ألا وهو استخدام الكلمات المتحدية للآخرين، فقدّم فى (انساى) كلمات عاطفية لا تناسب هويته المتعارف عليها مع الجمهور، عكس «لمجرد» الذى يقدم نفسه لنا منذ اللحظة الأولى كمغنٍ عاطفى ويتحدث عن طبيعة العلاقات مع الطرف الآخر بالإيفيه والجُمل الخفيفة، وهذا ما تحقق فى «سينيو» أغنية (انساى)، ولذلك تفوَّق «سعد» على «رمضان» فى هذه الأغنية. ولكن على المستوى الرقمى، ف«محمد رمضان» سيكون الأكثر استفادة من «سعد»؛ لأن الأغنية صدرت عبر قناة «رمضان» وحققت فى أسبوعها الأول ما يقرب من 36 مليون مشاهدة! وهذا ما ينذر بأن الأغنية ستحقق عشرات الملايين مع مرور الوقت، وبالتالى يزداد عدد مشاهدى «رمضان» عبر قناته ويضاف إلى جمهوره فئة أخرى من الجماهير التى تحب وتتابع «لمجرد» فى شمال إفريقيا وأوروبا.