كشف الدكتور إسلام عاصم، مدير جمعية التراث والفنون التقليدية بالإسكندرية والباحث فى مجال التراث تفاصيل العثور على خبيئة أثرية بالعهد السويدىبالإسكندرية، عبارة عن مجموعة من المقتنيات أقدمها يعود للعصر اليونانى الرومانى فى القرن الثالث قبل الميلاد وبعضها يعد مقتنيات خاصة بمؤسس المعهد والذى كان قنصلا عاما للسويد فى بداية القرن العشرين وهو «كارل فون جربر». وسلط عاصم الضوء على قصة تأسيس المعهد ومؤسسه «كارل فون جربر»، الذى كان يمثل قيمة كبيرة فى التاريخ السكندرى ولم يتحدث عنه أحد من قبل, ويعد شخصية غامضة لم يبحث عنها أحد رغم أنه عاش فى الإسكندر ية منذ عام 1906 حتى توفى فى 1959، وهو سويدى من أصول ألمانية أنشأ عدت مبانٍ فى مصر والإسكندرية منها مبنى مصنع سنة 1925 يقع بمنطقة الورديان يأخد شكل البرج وقام بمد خط سكة حديد لنقل الأخشاب مباشرة من الميناء إلى المصنع وحالياً هو هيئة لإدارة مصايد الأسماك بالورديان، كما أنشأ مبنى كبيرا أمام قصر رأس التين وهدم بفعل فاعل، كما أن له محلا لم نتمكن من تحديد مكانه وفى عام 1925 العام الذى أصبح فيه قنصلا عاما للسويد قرر شراء منزل كبير يقيم فيه، ويصبح مقرا للقنصلية بالإسكندر ية. وكارل من مواليد 1883 تعلم ما بين فى السويدوألمانيا وعمل فى التجارة ما بين مصر والسويد وكانت الشركات الألمانية هى المسيطرة على تجارة الخشب ما بين مصر والسويد فى تلك الفترة، وبعدها قرر أن يأتى لمصر ويستقر وهو الذى يتولى أمر التجارة ما بين مصر والسويد بصورة مباشرة. يقول الدكتور إسلام عاصم من ضمن المقتنيات التى وجدت لكارل ميدالياتان تذكريتان يخصان مدينة الإسكندرية واحدة كانت 1905 والأخرى 1906 كانت توزع من البلدية فى سباق الخيل على الشخصيات المهمة، وهناك مجموعتان واحدة عبارة عن ميداليات ونياشين وعملات ترجع للعصر اليونانى الرومانى، وبنظرة مبدئية على الآثار ترجع للقرن الثانى قبل الميلاد ولكن الجزء المهم من الخبيئة ليس الآثار لأن معظمها موجود مثله إنما المجموعة الخاصة بكارل فون التى حصلنا عليها كلها تصلح للعرض المتحفى وهى عبارة عن ميداليتين تذكاريتين ، إحداهما فضة مذهبة لسباق الخيل 1906 والأخرى 1905 ليس لهما مثيل بأى متحف فى مصر والجميل فيهما أن «الوش» صنعه فنان ألمانى والآخر فنان فرنسى، ومن القطع الأخرى الميداليات التى توزع بمناسبة مرور 40 عاما على البابا الخاص باليونان الأرثوذكس وكان يسمى سفرنيس الثانى أى واحدة بمناسبة مرور 40 عاما وواحدة 50 سنة، كما وجدنا صليبا أزرق «لمرمرقص» كان يهدى للشخصيات المهمة بالإسكندرية ولمن هم على علاقة جيدة ببطريرك الأرثوذكس، ووسام النيل للسلطان فؤاد وهو وسام نادر. وطالب عاصم وزارة الآثار بعمل ركن ل«كارل فون» ودعوة القنصل والسفير للافتتاح، حيث حصلنا على صورة قديمة من استديو «ريو» لكارل فون «ستعرض بالركن نسخة أصلية وتوضع فى المتحف وسنأخذ النظارات التى كان يقوم بتصنعها فى القاهرة، وهناك ميدالياتان واحدة برنز وأخرى ذهب والمنشة الخاصة به والتى يدها من العاج ومحفور عليها اسمه والطقية الرسمية الخاصة بالزى الرسمى للقنصل. ويقول عاصم: عندما قرر «كارل فون» الاستقرار عام 1907 بدأ يعمل شركة تجارة ما بين مصر والسويد و1908 أنشأ شركة تسمى بريمس خاصة بمصابيح الغاز وكان الوكيل الوحيد للشركة فى مصر والشرق الوسط وبعد ذلك أصبح له مصنع خشب واشترى منشارا آليا واشترى المصنع الخاص وبعد ذلك دخل السلك الدبلوماسى بالقنصلية وأصبح قنصلا مساعدا وفى عام 1925أصبح قنصلا عاما. وفى تلك الفترة القنصليات كانت مكاتب، ولكن وهو قرر أن يصنع صرحا كبيرا على غرار القنصلية الإيطالية والفرنسية فى تلك الفترة فقام بشراء أرض من الحكومة المصرية وأنشأ من خلال مهندس أرمن يدعى «أوننينج ميراس» المبنى «المعهدالسويدى»، وكان يسمى قصر السويد لأنه كبير، وكتب عليه الحروف الأولى لاسمه من كل ناحية ولم يتم تغيير تراثه حتى إن به مصعد من عمر المبنى من ماركة graham brother . الدور الأول كان القنصلية التى يدير منها أعماله والثانى يمثل السكن الخاص به والثالث كان به الخدم وأنشأ به مدرسة خاصة بتعليم المكفوفات وكان يحضر لهم المشايخ من المرسى أبو العباس ويكفلهم أى كان شخصية فريدة من نوعها رجل سويدى اختار أن يستقر فى مصر وكان رجلا دبلوماسيا ومن رجل دبلوماسى أصبح رجل آثار وإنشاء مبنى لبلده وعلاقته بالمصريين كانت جيدة جدا وكان راعيا لكل الأجانب الموجودين فى مصر أثناء الحرب، وعلاقته بالإنجليز كانت جيدة وعلاقته بالدولة كانت جيدة، وكان بيته مفتوحا فى الحرب العالمية الثانية ويقوم بتوزيع كتاب كفاحى لهتلر وكان علم ألمانيا مع علم السويد فى نفس المبنى.