طالب الدكتور حمدى عرفة أستاذ الإدارة المحلية بضرورة إنشاء 1411 وحدة للسموم تتبع الوحدات الصحية فى القرى، فضلا عن إنشاء مراكز الأقسام للسموم فى 184 مركزًا و92 حيًا و214 مدينة، وذلك لمواجهة ظاهرة هجوم الزواحف والثعابين على بعض المنازل بالمحافظات. وأوضح أنه يمكن لمدة محددة أن يقوم القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى بالمشاركة فى إنشاء هذه المراكز، نظرًا لعدم قدرة الموازنة العامة للدولة على تكلفتها، فضلا عن أنه يجب تخصيص المحافظين لجزء من أموال المحافظة الموجودة فى الصناديق الخاصة فى كل محافظة بالتعاون مع مخصصات وزارة الصحة لحل هذه الأزمة. جاءت مطالبات عرفة بعد حالة الذعر التى شهدها عدد من محافظات الدلتا، خاصة البحيرةوالمنوفيةوالقليوبية والشرقية، بعد تكرار حالات الوفاة والإصابة بسبب لدغات الثعابين. البداية كانت فى محافظة البحيرة، التى شهدت ظهورًا لافتًا للثعابين، بأعداد وأحجام كبيرة، خاصة فى قرية «منية السعيد» مركز المحمودة محافظة البحيرة، ما أدى لوفاة شخص وإصابة 3 آخرين. شكلت المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، لجنة فنية متخصصة من الطب البيطرى والصحة والزراعة، لمواجهة المشكلة، التى انتهت إلى شراء نحو 5 آلاف بيضة وحقنها بمادة سامة، وتوزيعها على الأوكار التى تختبئ بها تلك الثعابين بعد المسح الشامل للأماكن المرجح تواجدها بها، لكن الإجراء الذى اتخذته المحافظة باء بالفشل، وظلت المشكلة قائمة، وسط مطالب من الأهالى بضرورة تطهير المصارف والحشائش من بيض الثعابين المنتشرة منذ سنوات. الأمر نفسه امتد إلى محافظة المنوفية، وشهدت قرية شبرا بخوم بمركز قويسنا وفاة اثنين من أهالى القرية وإصابة 7 آخرين بلدغات ثعابين. وامتد الأمر إلى قرى فى محافظتى القليوبية والشرقية، ما ينذر بخطر على الأهالى خلال الأيام القادمة، خاصة مع الارتفاع المتوقع لدرجات الحرارة خلال شهر أغسطس القادم. ويرى المتابعون من وزارة الزراعة والبيئة أن ظهور الثعابين بهذا الشكل اللافت فى محافظات الدلتا يعود لارتفاع درجات الحرارة، وهو ما دفع الثعابين للخروج من مخابئها، ومع الارتفاع المتوقع لدرجات الحرارة فى شهر أغسطس القادم، قد نشهد مزيدًا من خروج تلك الأفاعى من جحورها إلى الأماكن القريبة من مياه الترع والمستنقعات. كما أن محافظات الدلتا تتميز أراضيها بانتشار نبات «الخوص» الذى تنتشر فيه الفئران والحشرات والثعابين، بعكس محافظات الصعيد، التى يعتبر المكان المثالى للثعابين فيها الجبال والكهوف. ويشير الدكتور حمدى عرفة إلى أن مدة إسعاف المريض بعد لدغ الثعبان تتراوح ما بين 30 دقيقة إلى ساعتين، وبعدها يتوفى المريض إن لم يتم إسعافه وتوفير الأمصال اللازمة لعلاجه.