يقال إن رجل دين خرج على الناس يبيعهم أراضى فى الجنة، فتكالب الناس على الشراء حتى الكفار منهم طمعًا فى الجنة، سيمًا أن «مولانا» كان يعطى كل مشترٍ صكًا بقطعته الخاصة من أراضى الجنة ومواصفاتها أيضًا، فلما ذاع صيت الرجل وبلغ الجميع أن بإمكانهم ضمان مكان فى الجنة باع الفقراء كل ما يملكون لشراء حصصهم. ذات يوم جاء رجل إلى «مولانا» وطلب منه أن يشترى «النار»، فاندهش «رجل الدين» جدًا لهذا الطلب، غير أن المشترى أصر، مؤكدًا أنه ليس له غرض فى الجنة وأنه «غاوى جهنم»، وأمام إصرار الرجل أكد مولانا أنه طالما يستطيع بيع الجنة فبإمكانه أيضًا أن يبيع النار، على الرغم من أن سعرها أغلى بكثير، فدفع الرجل وحصل على صك ملكية النار، وانطلق للناس يبشرهم بأنه بوصفه المالك الجديد لجهنم فهو يضمن لهم إغلاقها بحيث لن يدخلها أحد، وبهذا فلم يعد هناك داع لشراء أراضٍ بالجنة بعد ذلك! الحكاية التى تبدو أقرب لنكتة ليست غريبة عن بدع كثيرة يبتدعها رجال الدين باسم الرب من آن لآخر، فقبل أيام نشر عدد من الصحف العالمية خبرا يفيد بأن شرطة زيمبابوى ألقت القبض على القس «تيتو واتس» لأنه طلب من رعيته أموالًا مقابل منحهم «تذاكر فتح أبواب الجنة»! ألزم القس رعيته ومن يسميهم الخطاة، بدفع حوالى 500 دولار للحصول على تصريح لجنّة «عدن»، وهو سعر مكلف للغاية، بالنسبة لأعضاء جماعة القس التى يبلغ فيها متوسط الراتب للفرد حوالى 2 دولار فى اليوم، أى ما يعادل 60 دولارا شهريًا، ومع ذلك، وثق الآلاف فى هذا القس وزوجته. خلال استجوابه قال «تيتو»، إنه لا يهمه ما يقوله الناس، أو الشرطة عنه، وادعى أنه اجتمع مع «السيد المسيح» شخصيًا، وهو من أعطاه تلك التذاكر الذهبية، التى تضمن للمؤمنين خلاصهم، قائلًا: «ظهر لى «المسيح»، وأعطانى التذاكر المصنوعة من الذهب الخالص، حتى أتمكن من بيعها إلى الناس، الذين يريدون الخلاص». الغريب أن الآلاف احتجوا بعد القبض على القس المحتال مطالبين بإطلاق سراحه ومؤكدين أنه ليس من الصواب اعتقال القس، وأنهم استخدموا أموالهم الخاصة بإرادتهم لشراء الخلاص. يبدو أن دولة «زيمبابوى» تتمتع بتاريخ دجل حافل فى هذا النوع من الوقائع، وكان آخرها، تلك التى حدثت العام الماضى، بعدما انتشر فيديو للقس «بول سانيانجور» بمدينة «هرارى»، يتحدث فيه على الهاتف المحمول مخاطبًا «Papa God»، أى «بابا الرب» أمام أتباعه، الذين كانوا فى حالة خشوع، وفرحة عارمة! أوضح الفيديو، أن «سانياجور» كان يدعى أنه نُقل إليه من السماء، ما يقوله المؤمنون عن جمال «الجنة».. حيث بدأ الفيديو بالقس، قائلًا: «آلو.. هل هذه الجنة؟!»، ومن ثم بدأ الناس بالتهليل! كما ادعى قبلها على موقع «فيس بوك» أيضًا –وفقًا لما نشره موقع مجلة «بارى ماتش»- أنه سار على الماء.. الغريب أن هذا القسيس ما زال ينظم دورات التعميد، وجلسات «الخلاص» لأعضاء جماعته فى «كنيسة النصر العالمية للكنائس». واقعة أخرى بطلها «رجل دين» أمريكى طلب من أتباع كنيسته التى أسسها بولاية لويزيانا التبرع لشراء طائرة موديل «داسو فالكون إكس سفن» التى يفوق ثمنها الخمسين مليون دولار. أبونا «جيبسى دوبلانتيس» أصلًا يمتلك ثلاث طائرات خاصة يدعى أنها كلها من ماله»، فيما ترددت أنباء بين مرتادى الكنيسة أنها ربما كانت حصيلة تبرعات مادية وعينية قدموها على سبيل هبات كنسية، دوبلانتيس فى عظاته دأب على الادعاء بأنه يتلقى صلات رسولية» متقطعة من قبل المسيح الذى حظى بلقاء قدسى شخصى معه مؤخرًا أفاض فيه الرب فى ذكر المواصفات الفنية والمميزات الفائقة للطائرة التى سماها المسيح بالاسم طالبًا من «أبونا» أن يسعى جديًا فى الحصول عليها لأنها سوف تقربه أكثر حرفيًا ومجازيًا من الرب. فى «إفريقيا» حيث عادة ما يجرى شرعنة الفقر باسم الدين - الوضع لا يختلف كثيرًا، فالقسيس «موبورد» «أسرى» به إلى البوابات السماوية ذات يوم عيد فصح، لكن استطاع تصوير الجنة بل وتمكن من التقاط «سيلفى» فيها بواسطة الهاتف الجلاكسى الذى يمتلكه حيث قرر مباركة المؤمنين الغلابة بإرسال هذه الصور إلى هواتفهم.. حسب ما قاله المتحدث الرسمى باسمه السيد «بكونا» الذى أكد أن هذه البركة السماوية متاحة للتحميل المجانى «عبر تطبيق الواتس آب» مقابل خمسة آلاف دولار جنوب أفريقى، الصورة متاحة على حساب مولانا الفيسبوكى الذى لم يجر تحديثه منذ عام 2015، لكنها غير قابلة للتحميل المجانى أبو 500 دولار، كما أطلق «موبورد» موقعا إلكترونيا خاصًا غير مفعل أكد أنه سينشر عليه صورا خاصة وحصرية لزوجة الرب المثيرة التى شاهدها بعينيه فى السماء، بحسب تصريحات المتحدث الخاص باسمه! بركة صور «موبورد» للحق لا تشمل حقوق التحميل الحصرية، كما أن مجانية هبته لا تتعارض فى اعتقاد أبونا مع تلقى مقابل مادى نظير تداولها للحصول على البركة! مسألة المجانية المزدوجة أو «المجانية غير المجانية» تعد سمة عامة مشتركة بين كل عمليات التجارة فى «أملاك ربنا» التى عادة ما تبدأ مجانا وتنتهى ببيع جميع الممتلكات لمن يتاجرون باسمه، مثلا الأب «بيتر يوياف» أصلا تخصص فى أمور «الوعظ المالى»؛ حيث خصص عظاته للحديث عن عطايا الله لعباده التى لا تقدر بالمال مما يجعل المؤمنين مدينين للرب بأموال لا تعد ولا تحصى لكنه يطالبهم بهذا الدين الثقيل لفرط رحمته، بحسب «يوياف» فإن مهمته كوكيل لله هو تحصيل هذا الدين من خلال نشر العظات المجانية والتبشير بتعاليم الرب بلا مقابل ونشر الرسائل الإيمانية الخيرية، الحق أن كل هذه التعابير التى تتبرأ من تلقى أى عائد مادى لا تنفى أن يطالب «يوياف» الصالحين بثمن هذه الرسائل والعظات فى شكل تبرعات، تنقطع خدماته بإقناع المؤمنين عن تقديمها. المسألة وسعت مع أبونا «يوياف» فعندما بدأ الوعظ من عقود مضت لم يكن الأمر سهلا كما هو الآن، فما من شك أن التطور التكنولوجى «خدم» مهمته جدا، «يوياف» يستخدم الإيميل والرسائل النصية الهاتفية فى نشر عظاته المخصصة جدا فى الشئون المادية والمالية، لكنه طور خدماته التى حصرها خصيصا على القوائم التربوية لذوى الثقة من مريديه الذين يحصل على أرقام الضمان الاجتماعى الخاصة بهم، وكذا أرقام حساباتهم البنكية، حيث يقوم بالتلاعب فيها وإسقاط ديون القروض أو تعديل قيمتها ولكن بثمن بأمر الرب طبعا! فى «ناميبيا» أقنع رجل دين دجال مواطنة «امرأة» تريد بيع منزلها والتبرع بثمنه بدعوى أنه مسكون وأن الرب سيتجلى بنفسه لحرق الشياطين بشرط أن يحصل الدجال على ثمن المنزل كقربان، الدجال لم يترك للسيدة سوى قيمة تسجيل عقد البيع والرسوم الحكومية قبل أن يفر عائدا إلى بلده «الكونجو» لمتابعة أمور الكنيسة ومداواة المرضى هناك! حالات المس والشفاء من الأمراض التى يستعرضها الوعاظ فى الدروس الجماعية لا تقتصر على دول «إفريقيا» الفقيرة، وإنما هى ظاهرة معروفة حتى فى دول العالم المتقدم حتى إن هناك مواقع إلكترونية تخصصت فى كشف خدعها وألاعيب هؤلاء الوعاظ ونشر اعترافات الحالات المزعوم علاجها التى تشابهت كثيرا فيما بينها، أما أن هذه الحالات هى «جوقة» تصاحب الواعظ منذ بدء الإعلان عن معجزاته الكاذبة فى حلقات القداس العلنى،حيث يعرف الواعظ هذه المجموعة جيدا والتى بدورها تنتقى بعناية «وجوها جديدة» من آن لآخر ففى النهاية يحصل الجميع على حصة من التبرعات التى يقدمها الحاضرون أو مرتادو الكنيسة. منذ سنوات أعلن مجموعة من القساوسة عن خدمة فريدة أثارت جدلا وقتها، حيث قدموا للمؤمنين المنشغلين عن العبادة فرضا بأداء الصلوات والصيامات عنهم بمقابل مادى حتى الآن لا تزال الخدعة متداولة ومتكررة حتى وقتنا هذا، حتى إن بعض أثرياء المسلمين استفتوا كبار المشايخ ودور الفتوى فى أرجاء المنطقة العربية بشأن جواز استئجار من ينوب عنهم فى أداء بعض الفرائض بشرط التقوى والحصول على مقابل مادى، ولكن هؤلاء القساوسة تجاوزوا المسألة إلى التأكيد على تلقى المؤمن الرد الفورى من الرب بقبول أداء هذه الفريضة، لكن مع تسعيرة أعلى بكثير من تسعيرة أداء الفريضة على طريقة ركوب الجمل بجنيه والنزول من عليه بألف. الخدمة التى لم يصدر الفاتيكان فتوى بشأنها كما لم يحرمها أيضا أو يجرمها حتى، متاحة بكثرة أون لاين على مواقع عديدة وفى أكثر من دولة وبأكثر من لغة، لكنها تؤكد قدرة وعاظه على استطلاع رأى ربنا فى أداء الفرائض التى أنابوا فيها عن المستخدمين وإرسال إيميل للعميل المؤمن بموقف الله منه، لكن الغريب أنه ما من موقع يضمن لك حق استرداد نقودك لو أن الرب لم يتقبل. موقع «وورلد وايد نيوز» نشر فى مارس من العام 2015 خبر القبض على «تيتو، وأماندا واتس» لبيعهما «تذاكر ذهبية» تؤدى إلى «الجنة» لمئات من الناس. وادعى الزوجان اللذان باعا التذاكر فى شوارع مدينة «جاكسونفيل» بولاية «فلوريدا»، مقابل مائة دولار للتذكرة الواحدة، أن التذاكر مصنوعة من الذهب الخالص، وأن كل تذكرة تحفظ للمشترى حقه، فى الحصول على مكان خاص فى «الجنة»، وأن كل ما على المشترى فعله، هو تقديم التذكرة على «البوابات اللؤلؤية» فى نهاية المطاف! كما قال الدجال الأمريكى فى بيان الشرطة: «لا يهمنى ما تقول الشرطة. التذاكر ذهبية صلبة، وكان السيد «المسيح»، هو الذى أعطانى إياها، خلف أحد مطاعم الدجاج الشهيرة، مشددًا على ضرورة قيامى ببيعها، حتى يستطيع جمع المال للسفر خارج الفضاء! بينما قالت زوجته «أماندا» فى بيان الشرطة: «أردنا فقط مغادرة الأرض، والذهاب إلى الفضاء، وتدخين الكوكايين، وأنا لم أفعل شيئًا، «تيتو» فقط هو من باع التذاكر الذهبية إلى الجنة، أما أنا فقط شاهدت ما حدث». أما فى عام 2015، فكانت هناك قصة أخرى فى «جنوب إفريقيا»، حول القس «مانجونى»، الملقب ب «باستور الثعبان»، الذى ترأس الكنيسة المسيحية الإنجيلية، المعروفة باسم «كنيسة نهاية الزمن» والموجود فى أحد الأحياء الفقيرة فى مدينة «بريتوريا». أصبح «مانجونى» مشهورًا بحفلاته الخاصة، المليئة بالثعابين، والفئران، التى اضطر أتباعه إلى ابتلاعها على قيد الحياة، معتقدين أنها تتحول إلى شيكولاتة خاصة بمجرد ابتلاعها! ! كان القس الزائف، الذى أطلق على نفسه اسم «النبى»، نظرًا لقدراته الفائقة فى التواصل مع السماء، قد ألقى القبض عليه، ولكن أطلق سراحه بكفالة. واستمرت نشاطاته على شبكات مواقع التواصل الاجتماعى المتنوعة.. حيث يتبعه ما يقرب من 15000 شخص. كما يستضيف أيضًا مؤتمرات فى «جنوب إفريقيا»، و«نيجيريا» حيث يحظى فيها أيضًا بمجتمع كبير من الأتباع.