تحرص جميع الأمهات على إشراك أطفالهن فى جميع الأعمال المنزلية، من أجل تعويدهم على تحمّل المسئولية وحب العمل الجماعى، إلا أن العمل داخل المطبخ له سحر خاص فى اكتشاف ميول ومواهب وإبداعات الأنامل الصغيرة فى إعداد وتجهيز الطعام. تلجأ الكثير من الأسَر إلى إرسال أطفالهم إلى الحضَانات الخاصة من أجل تأهيل الصغار لدخول المدارس، وكذلك ثقل مهاراتهم المعرفية وإكسابهم العديد من المهارات، خصوصًا فى ظل عدم التفرغ الكامل للأم، لذا نجد تفاوتًا كبيرًا بين مستويات الحضَانات بحسب المستوى الاجتماعى للمشتركين والمناطق الجغرافية. وصل أمر حضانات الأطفال إلى تحوّلها إلى حضانات خمس نجوم، فهى ليست مجرد مكان لاستضافة الأطفال واللعب بشكل عشوائى وتعليم الأبجدية، كما يحدث فى معظم الحضانات بل مؤسسات تقدم خدمات تعليمية وترفيهية كاملة وتهتم بالأنشطة الفنية والموسيقى ونشاطات أخرى كالأيروبكس واللياقة البدنية وفنون الطبخ وكورسات التنمية البشرية وفنون الإتيكيت والموضة والعناية الشخصية إلى جانب الاهتمام بالصحة النفسية وبناء شخصية الطفل، ويصل اشتراكاتها الشهرية ما بين 1000 إلى 5000 جنيه، وهو ما يفوق أسعار المدارس الخاصة والإنترناشونال، وتنتشر بشكل كبير فى المدن الجديدة والأحياء الراقية. تقول ريم حامد- مُدرسة فى إحدى حضانات الخمس نجوم بمنطقة المهندسين: «نعامل الأطفال بشكل خاص ونساعدهم على التفوق وإبراز مواهبهم التى تظهر عادة مع بداية تعلّم القراءة والكتابة وإحداث توازن بين موهبة الطفل والدراسة، من خلال عدة أنشطة متعددة داخل الحضَانة، فمعظم الأطفال فى البداية يهتمون بالنشاطات الحركية كالجمباز والباليه ولكن مع متابعة الطفل يمكننا اكتشاف موهبته الحقيقية والعمل على تنميتها». وتضيف: نخصص أيامًا للرياضة يقوم فيها الأطفال بممارسة معظم الرياضات الآمنة ويومًا للطبخ، كل طفل يقوم بتجهيز أكله بنفسه وأنواع الأكلات الصحية، ويومًا للعمل نُعلّم الأطفال أهمية كل مهنة، وكل طفل يتقمص دور العامل ويبدأ فى تعلّم أشياء جديدة، ويومًا للموسيقى نُعلّم كل طفل العزف على الآلة التى يحبها لاكتشاف مواهب الأطفال، وفى الوقت نفسه نرقّى سلوك الأطفال إلى جانب ألعاب الذكاء، ويومًا للسباحة الأسبوعية وغيره. وينافس حضَانات الخمس نجوم، حضَانات الراهبات فى جميع المحافظات ليس فقط بالقاهرة والإسكندرية، لاهتمامها بتقديم العديد من الأنشطة الترفيهية والتعليمية، إلى جانب اهتمامها بالجانب الإنسانى للأطفال والنفسى والتربوى. تقول أسماء حسين: «كنتُ حريصة على اختيار حضانة مثالية لابنتى وسألت كثيرًا ولم أجد أفضل أو أرقَى من حضانات الراهبات، حيث إنهن يهتممن بغرس القيم والأخلاق والتسامح داخل نفوس الأطفال قبل تعليمهم مبادئ القراءة والكتابة». وتضيف: «فى البداية كنت مندهشة من الإقبال الشديد من السيدات المسلمات على تلك الحضانات وتخطيطهن لإلحاق أبنائهن فى مدارس الراهبات فيما بعد، ولكن بعد ذلك تفهَّمت الأمر بعد أن رأيت تغييرًا ملحوظا فى سلوكيات ابنتى فأصبحتْ تتحدث بلباقة ورقى وتسامح شديد وذلك بسبب اهتمام تلك الحضانات بتعليم الأطفال مبادئ التسامح والمشاركة إلى جانب اهتمامهم بتعليمهم الإتيكيت بداية من طريقة التحدث مع الآخرين إلى إتيكيت الطعام وغيره من النشاطات الإنسانية التى تغفلها معظم الحضانات الأخرى. وتضيف منال فايز- إحدى أولياء الأمور: ألحقت ابنتى بحضانة راهبات رُغم أننى فى بداية الأمر كنت مترددة ولكن والدها صمم أن يرسل ابنته إلى حضانة راهبات بعد أن سمع من زملائه أن حضانات الراهبات أفضل من الحضانات التى تديرها ربات البيوت والعاطلون والتى هدفها الأساسى جنى المال فقط إلى جانب أنها تقدم خدمات تعليمية غير معتمدة وأحيانًا تغرز فيهم أفكارًا ومعتقدات غريبة وشاذة عن مجتمعنا بالإضافة إلى أنها غير معترف بها من قبل وزارة التربية والتعليم.