حالة من الجدل وموجة من الخلافات ضربت جماعة الإخوان الإرهابية بسبب الحفل الذى نظمه مطاريد الجماعة فى تركيا، فى الأول من أبريل الجارى بمناسبة مرور 90 عامًا. شبت الخلافات بسبب إصرار قيادات الجماعة برعاية أمين عام التنظيم الدولى ونائب المرشد إبراهيم منير على عقد الحفل رغم الأزمات التى تضرب التنظيم بمصر ووجود عدد كبير من عناصره فى السجون ووجود أعداد أخرى ما بين هارب ومطارد بخلاف أسر الذين ماتوا بسبب الإخوان، ومن ثم إقامة الحفل تكون استفزازًا لهم. تم تكليف القيادى الإخوانى مدحت إبراهيم بتنظيم الحفل فى أحد الفنادق فى تركيا، وكانت أولى الأزمات هى الدعوات المقدمة للحضور، حيث منعت الجماعة، عددًا كبيرًًا من قيادات الإخوان فى تركيا من حضور هذا الحفل بحجة معارضتهم للمرشد المؤقت، ومُنع أى إخوانى لا يحمل دعوة من الدخول للقاعة المُخصصة للاحتفال. شهدت قائمة الممنوعين من حضور الحفلة الإخوانية أسماء كبرى فى الجماعة مثل جمال حشمت، رئيس برلمان الإخوان فى تركيا، عمرو دراج، مسئول المكتب السياسى للجماعة بعد ثورة 30 يونيو، أشرف عبدالغفار، عضو مجلس شورى الجماعة، ومجدى شلش، نائب رئيس اللجنة الإدارية العليا فى مصر قبل هروبه، وعلى بطيخ، عضو مكتب إرشاد الجماعة. وممن رفضوا الحضور، يوسف القرضاوى، القطب الإخوانى البارز الذى تم توجيه الدعوة له فى مقر إقامته فى قطر إلا أنه رفض الحضور، وتحجج بمرضه بخلاف الحقيقة، حيث إن مصادر مقربة منه أكدت أن رفضه الحضور كان لعدم إيمانه بتنظيم الحفل من الأساس، بالإضافة إلى تضامنه مع الممنوعين من الوجود فى الحفل. أشهر الحضور فى هذا الحفل الإخوانى قائد حركة حماس السابق خالد مشعل والذى ظل بجوار إبراهيم منير لفترات طويلة يتبادلان الحديث والابتسامات رغم الخلافات الكبيرة التى كانت بينهما فى السابق والتى يبدو أنها ما زالت مؤخرًا، كما كان من ضمن الحضور أيضا همام سعيد مراقب جماعة الإخوان الإرهابية بالأردن والذى ألقى كلمة فى الحفل. ثانى الأزمات التى شهدتها الاحتفالية الإخوانية هى القبض على الشاب محمد يعقوب الذى تم منعه من الدخول لحضور الاحتفال من قبل قيادات الجماعة، ليس هذا فحسب بل قام منظمو الحفل بإبلاغ الأمن التركى عنه بعد وقوفه بلافتة هاجم فيها الجماعة للاحتفال فى تركيا ونسيان أعضائهم المحبوسين فى مصر، وتم القبض عليه، والتحقيق معه فى الشرطة التركية، وتم الإفراج عنه بعد ترجمة اللافتة التى كان يرفعها والتأكد من أنها لم تحتو على أى إساءة. اعترف محمد يعقوب بعد خروجه من سجنه أن الجماعة هى من أبلغت الشرطة التركية عنه لحمله لافتة يعبر فيها عن وجهة نظره دون أى إساءة لأحد. وشن عدد من قيادات الإخوان هجوما شرسا على منظمى الحفل خاصة إبراهيم منير نائب المرشد وأمين عام التنظيم الدولى والذى كان من مقدمى الحفل قادمًا من لندن. ضحى بديع، ابنة المرشد محمد بديع أكثر من هاجموا الجماعة على تنظيم هذا الحفل، والتى كشفت على صفحتها ب«فيس بوك» رفض والدها من سجنه تصرفات قيادات الجماعة الحالية والمرشد المؤقت محمود عزت ونائبه إبراهيم منير، واستغربت ضحى بديع من قدرة الجماعة على إقامة حفل بهذه التكلفة فى ظل وجود أزمات مالية طاحنة يمر بها أعضاء الجماعة فى مصر بخلاف الآلام النفسية والأحزان التى تعمقها عدم تقدير قيادات الجماعة تضحيات تلك الأسر من أجل المعزول محمد مرسى. علياء مهدى عاكف ابنة مرشد الإخوان الأسبق مهدى عاكف شاركت ضحى بديع فى هجومها، وأعلنت دعمها لكلامها على صفحتها الرسمية ب«فيس بوك». وزعت الجماعة أثناء هذا الحفل كتيبا يختصر حياة التنظيم، وأبدى عدد كبير من قيادات التنظيم استياءهم من هذا الكتيب الذى وقع فى 98 صفحة من النوع الصغير والذى اعتبروه إهانة للجماعة وتاريخها الممتد على مدار 90 سنة والذى يحتاج إلى مجلدات وليس كتيبا صغيرا –على حد زعمهم. محتوى الكتاب أثار الجدل أيضا، حيث كشف عن وجود مخططات إخوانية كبرى وضعها حسن البنا لاختراق عقول البسطاء، وضمهم للتنظيم، كما كشف أيضا عن خطط البنا الجهنمية لاختراق الجامعات والمدارس الثانوية لحشد الطلاب، كما شهد الكتاب اعترافا بتأسيس النظام الخاص، والمتهم بارتكاب أعمال عنف فى مصر، وجاء فى الكتاب هجوم شرس على ثورة 30 يونيو المجيدة التى كانت سببا فى إسقاط الجماعة دون رجعة من حكم مصر. استفز إبراهيم منير أثناء الحفل جبهة شباب الإخوان المعارضة للمرشد المؤقت وذلك من خلال تجهيزه مجموعة من الشباب الإخوانى المرضى عنهم وقدمهم فى الحفل على أنهم الجيل الجديد للجماعة وأنهم هم من سيتسلمون القيادة من الجيل الحالى. وكانت هذه الكلمة من ضمن الرسائل التى وجهها نائب المرشد لجبهة شباب الإخوان ردًا على تأكيدهم على تمسكه بكرسيه فى الجماعة حتى وفاته مما دفعه لاستغلال بعض الشباب لينفى هذا الكلام ويؤكد أن المستقبل سيكون للشباب ولكن ليس للشباب المعارض للمرشد المؤقت محمود عزت والذى خرج عن المبدأ الأهم فى الجماعة وهو السمع والطاعة. «منير» بعد انتهاء الاحتفال ظهر مع الإعلامى الإخوانى محمد ناصر، وكان اللقاء مليئًا بالسقطات، حيث بيّن جهل نائب المرشد بعدد كبير من الأحداث التاريخية داخل الجماعة على سبيل المثال لا الحصر قصة مقتل القيادى الإخوانى السيد فايز الذى قتله النظام الخاص بالجماعة لا الدولة كما كان يعتقد نائب المرشد، هذا بخلاف زعمه أن الإخوان هى من أسست الصحوة الإسلامية فى الجامعات المصرية فى السبعينيات مع العلم أن الإخوان كانوا كلهم فى السجون فى تلك الفترة، وأن الجماعة الإسلامية هى من قادت الحركة الإسلامية فى الجامعات. محيى عيسى القيادى الإخوانى استنكر وقوع «منير» فى أخطاء فى تاريخ الجماعة.