فى مدينة الموهبة (روزاليوسف) لا ينطفئ بريق النجوم.. بل يصبح أكثر بريقًا كلما مرت الأيام والأعوام.. ومن بين «نجوم» مدينة الموهبة؛ كان «فتحى غانم» هو الأكثر وهجًا فى عالم الأدب. كان «غانم» (الأديب / الصحفى) صاحب مدرسة من نوع خاص.. يحاكم الصحافة بلغة الأدب.. ويتعامل مع الأدب بعين الصحفى المحترف. «روزاليوسف» فى هذا الملف تحتفل بعيد ميلاد «فتحى غانم» ال94 (ولد فى 24 مارس 1924م).. وترسم ملامح مشواره ومعاركه وإبداعاته ما بين بلاط صاحبة الجلالة وعالم الأدب والرواية.. نشطب على محاولات تهميشه ونرصد ما أثرى به الأدب والرواية وصدقه فى نقل صورة عصره ومشكلاته على مستويات رأسية وأفقية.. فمن يقرأ رواياته من السهل عليه أن يعثر بسهولة على الصحفى بداخله بعباراته السهلة وسرده المحكم وأسلوبه الواضح دون استعراض أو تزييف بذكاء واقتدار.. فى رباعياته وثلاثياته وقصصه القصيرة والطويلة. «فتحى غانم» أحد أعمدة الإبداع فى مصر عمل فى «روزاليوسف» التى نشرت له أولى رواياته «الجبل»، وكانت أول رواية تنشر مسلسلة فى «روزاليوسف»، ثم انتقل إلى «دار التحرير» رئيسًا لمجلس إدارة وتحرير «الجمهورية»، ثم عاد لبيته رئيسًا لتحرير «صباح الخير» و«روزاليوسف» حتى وفاته فى عام 1999. جلس «غانم» على عرش الصحافة والأدب، فمن الصعب أن تمر على عالم الأدب دونما التوقف على كتالوجه الروائى، ومن المستحيل أن تعبر بلاط صاحبة الجلالة دون أن تتوقف عند مقالاته التى نجحت فى توسيع دائرة قراءة الأدب حينما استطاع أن يحول تحقيقًا صحفيًا إلى رواية، وهى «الجبل» حتى أطلقوا عليه «جورنالجى الرواية». فى هذا الملف أيضا نستعرض مشواره ومعاركه الصحفية والأدبية، وننشر مقالاً لفتحى غانم يتحدث فيه عن نفسه صحفيًا وأديبًا وإنسانًا.. ونكشف معركته مع السلطة بعد نشر روايته «الساخن والبارد» وكيف حاكم غانم الصحافة فى رواياته.. إنه الرمز الكبير الذى لم ولن يفقد ظله.