تحول شهر مارس من كل عام إلى عبء جديد على الأسر المصرية فى ظل الأحوال الاقتصادية المتردية، فمع بداية الشهر، تبدأ حيرة الأم للاستقرار على الهدية المناسبة لمدرسات أطفالها، بعد أن تحول عيد الأم ليوم فرض إتاوات على أولياء الأمور، تذهب لجيوب المدرسات، فالأم بدلًا من الجلوس مكرمة فى منزلها تنتظر هدية عيدها، تدّخر من مصروف منزلها من أجل «هدية الميس». تقول حنان عبدالصبور، أم لطفلين بمدرسة بورسعيد الخاصة بالزمالك، الأول بمرحلة الابتدائى والآخر بالإعدادية، إن الهدايا تختلف من مدرسة لأخرى، حسب عمرها ومكانتها بالمدرسة؛ إن كانت مدرسة مسئولة عن الامتحانات أو مدرسة أولى بمادة معينة، موضحة أن المدرسات الأصغر سنًا نشترى لهن إما هدية انسيال فضة، أو شنطة من جراند، أما الأكبر فى السن ولهن مكانتهن بالمدرسة فهديتهن أعلى، وهناك أمهات يشترين هدايا أعلى قيمة، وهناك أمهات يفضلن شراء أشكال فضة مختلفة للمدرسات كطبق فضة ممكن يصل ثمنه ل10 آلاف جينه، أو مصحف فضة، أو أطقم كريستال. وتضيف: هناك أمهات يشترين علبة شيكولاتة يصل سعرها من 3000 إلى 5000 جنيه، موضحة أن العام الماضى طلبت إحدى المدرسات هدية عيد الأم (خاتم ذهب)، بحجة أن الفضة تسبب لها حساسية فى الجلد، موضحة أن كل واحد من أبنائها له 5 مدرسات، إضافة إلى مشرفة الأتوبيس، بالتالى الهدية لا تقل عن 500 جينه، وهناك هدايا تصل ل1500 جنيه، فكل عام نخصص مبلغًا معينًا لهدايا عيد الأم يقدر بنحول 5000 لكل طفل. وتقول إحدى أولياء الأمور بمدرسة إنترناشونال فى مصر الجديدة، إن مدرسات المدرسة يفرضن على الطلاب داخل كل فصل، تجميع مبالغ مالية مع بعضهم البعض لشراء هدية واحدة ذات قيمة، ويصل عدد مدرسات كل فصل نحو 6 مدرسات. وتضيف ألفت حسين - لديها ثلاثة أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة : «أنا بدفع لأبنائى فى هدايا عيد الأم كل عام مبلغًا يتراوح بين 4000 و6000 جينه، والأطفال أحيانًا يتفقون على جمع مبلغ من 200 إلى 300 من كل طالب، كهدية للمدرسة الواحدة، وفى الغالب تكون هدايا ثمينة، فمرة أسورة ذهب، أو طقم كريستال، موضحة أن المعلمات هن من يخترن الهدايا، فكل معلمة قبل عيد الأم تخبر الأطفال بالهدية التى ترغب بها. وأوضحت أن إدارة المدرسة بدلًا من تكريم الأمهات تقوم بتحصيل مبالغ مالية 500 جنيه لطلاب الابتدائى و700 للإعدادي، من أجل تنظيم حفل عيد الأم، والذى غالبًا يكون خارج المدرسة، تقوم الإدارة بحجز مسرح ويتم عليه عرض مسرحي، ويحضر كل الطلاب وأولياء الأمور. فى إحدى مدارس اللغات بالهرم، قالت إحدى أولياء الأمور -لديها طفلان بالمدرسة- إنها خصصت 1400 جنيه من ميزانية البيت لهدايا عيد الأم للمعلمات، موضحة أن معلمات المدرسة هن من يخترن نوع الهدايا، ومع قرب عيد الأم من كل عام، تخبر المدرسات الطلاب بنوع الهدايا، وفى هذا العام طالبت المعلمات الطلاب بعدم شراء الورد والعطور والأشياء غير الاستهلاكية، وبدلًا منها إحضار أدوات منزلية. وكشفت أن مدير مدرسة طلب من الطلاب عدم إحضار هدايا عيد الأم للمعلمات هذا العام، ولكن خوفًا على أبنائنا قررنا إعطاء المعلمات الهدايا فى أماكن بالقرب من المدرسة أو فى منازلهن حتى لا يعلم مدير المدرسة. الأمر لا يختلف كثيرًا فى المدارس الحكومية، والتى يعتبر عيد الأم عند الكثير من أولياء الأمور يوم عبء، تقول إيمان حسين -أم 5 أطفال فى مراحل دراسية مختلفة جميعهم بمدراس حكومية : أصبح عيد الأم يوما مكروهًا فى البيت، لم نفق بعد من المصروفات المدرسية ومصاريف الدروس الخصوصية لتأتى إلينا مصاريف هدايا عيد المعلمات، موضحة أن كل طفل من أبنائها الخمسة مضطر لشراء 4 هدايا على الأقل لمدرسات الفصل، ليكون المطلوب 20 هدية، والهدية لا تقل عن 200 جينه وفى ظل ارتفاع الأسعار يمثل ذلك كارثة لكل أسرة على ميزانية البيت. وأوضحت أن أغلب الهدايا تكون عبارة عن أدوات منزلية، مفارش، كاسات، طقم توابل، وكذلك كشكول تحضير أو أجندة، مشيرة إلى أن المعلمات يطالبن طلاب المدرسة بعدم تقديم الهدايا فى يوم واحد، حتى لا يكون ذلك عبئًا عليها فى نقله إلى منزلها فالفصل الواحد به 60 طالبًا، يعنى أن هناك 60 هدية من الفصل الواحد، والمدرسة أحيانًا تكون مسئولة عن 3 ، بالتالى كل مدرسة تحتاج عربية نقل لتحمل الهدايا .