حظرت إدارة الاتصالات والتطوير الإعلامى فى سنغافورة، يناير الماضى، عرض فيلم وثائقى يصور الاشتباكات الدائرة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى، فى مهرجان السينما بسنغافورة. جاء ذلك فى بيان صادر عن إدارة الاتصالات والتطوير الإعلامى، التى قالت إن فيلم «إشعاع المقاومة» لن يتم عرضه فى المهرجان ووصفت الفيلم ب«التحريضى الذى يشجع المقاومين»، لذا لا يمكن عرضه فى البلاد. ويروى الفيلم الوثائقى قصة فتاتين صغيرتين، نشأتا فى بلدة «النبى صالح» فى الضفة الغربية، ووجهة نظرهما تجاه تلك الاشتباكات. وكان من المقرر عرض فيلم «إشعاع المقاومة» والذى أخرجه الأمريكى جيسى روبرتس خلال شهر يناير، ضمن فعاليات مهرجان السينما فى سنغافورة لكن تم حظره بشكل أثار مشاعر الأقلية المسلمة فى البلاد. دوافع حظر الفيلم ترجع للعلاقة الوثيقة بين حكومة سنغافورة وتل أبيب، رغم إعلان سنغافورة تأييدها لفكرة حل الدولتين وتصويتها الإيجابى لصالح القرار المتعلق بالقدس وانتقادها لقرار ترامب الأخير الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. يرى النظام فى سنغافورة أن تل أبيب حليف قوى لبلادهم، بل ويتباهى بذلك علنًا وأن العلاقات الأمنية والعسكرية بين البلدين ظلت سرًا إلى ما يقرب من 40 عامًا، حتى كشف عنها مؤسس دولة سنغافورة ورئيس حكومتها الأول «لى كوان يو» الذى توفيّ فى مارس 2015، وأنه حكى السر الأكبر بين بلاده وإسرائيل، وبأن الجيش الإسرائيلى هو الذى أسس الجيش السنغافورى. وقال الرئيس السنغافورى أيضًا إن هوية القادة الإسرائيليين أخفيت عن السنغافوريين، وقد لقبوا هناك ب«المكسيكيين». وجاء إخفاء هوية القادة العسكريين الإسرائيليين خوفًا من أن يثير وجودهم غضب المسلمين من السنغافوريين، أو دول الجوار المسلمة التى تحيط بالدولة، كماليزيا وإندونيسيا.