وكأن ميشيل أوباما حين شاركت هيلارى كلينتون حملتها الانتخابية ضد ترامب منذ عام مضى كمتحدثة باسم الحملة.. فبدت كامرأة قوية الشكيمة بهية المظهر ذات حضور آسر وخطاب لبق.. وكأنها كانت «تفرش» لنفسها سجادة حريرية مزركشة تمدها فوق أميال من الطريق الوعر إلى البيت الأبيض بواشنطن DC كى تصبح سيدته المحتملة ويكون باراك زوج الرئيسة القادمة لأمريكا. فهل كانت تخطط لها ميشيل التى شاركت زوجها الرئيس أمور الحكم من قبل؟ فكل النداءات السرية والعلنية منذ تولى ترامب الرئاسة وحتى اللحظة لمطالبة زوجة أوباما بالترشح فى انتخابات 2020 تفتح زكائب من أسرار قديمة لتنهى عاما من حكم حاكم تطاله الأقاويل والأفاعيل الغريبة والمستهجنة أخلاقيا وسياسيًا واجتماعيًا. فى الحقيقة ليست ميشيل وحدها سيدة الموقف الأمريكى الحرج الآن.. تظهر فى الصورة معها عدة نسوة يتحضرن لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية فى يناير 2020 هذا لو أكمل ترامب مدته، ولم يجبر على التنحى. فى المشهد الغريب الجديد المربك تبدو جاهزة له وبقوة هيلارى كلينتون بأحلامها القديمة والحديثة فى المنصب بكل الحيل والألاعيب المشهورة بها ستنزل هيلارى المعترك وستلعب ضدّ من ينافسها، ولو كان من داخل حزبها.. ولو كانت صديقتها المشهد الجلى يشى بأن الأمريكان لن يمنحوها فرصة الفوز.. أو لم يسقطوها من قبل فى مجابهة كوميديان معتوه؟ ستخوض هيلارى انتخابات الرئاسة القادمة دون إرادة الشعب الأمريكى بلا نصير قوى سوى زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون.. سيرد لها الجميل حين ناصرته وانتصرت له رئيسًا وزوجًا خائنًا فى فضيحة جنسية شهيرة هزت عرشه فى البيت الأبيض.. لكنها، هيلارى زوجته كذبت على الشعب فى البداية حين أرادت أن تبرئ زوجها من علاقته بمونيكا إحدى متدربات البيت الأبيض والتى تحدت هيلارى وأخرجت لها دليل الإدانة.. إدانة خيانة بيل كلينتون لزوجته ولشعبه.. فهيلارى هنا كانت تبيع ضميرها وكبرياءها لتشترى لنفسها كرسيها الرئاسى فى البيت الأبيض.. هيلارى 100 /100 وبخطط غير شريفة كانت وما تزال تخطط للحكم.. كانت تشترى وتبيع بلادنا - العراق وليبيا - منذ أن كانت وزيرة الخارجية من 2009 حتى 2013 منذ احتفالية ال(Golden Globes) التى ساقتها الأقدار للممثلة والإعلامية والناشطة الحقوقية الأشهر أوبرا وينفرى كى تعتلى مشهد الحكم هى الأخري.. أوبرا التى سرقت مشاعر وقلوب ملايين الأمريكان بخطابها القوى الواضح الصريح - فى 8 دقائق فقط - ضد هنات وخطايا الرئيس الشرعى المنتخب فى يناير العام الماضى ورجل الأعمال الملياردير دونالد ترامب. خطاب أوبرا وينفرى جاء على خلفية انفجار مجتمعى استيقظ عليه الأمريكان يحكى عن مئات حالات التحرش والاغتصاب قام بها رجال مشاهير متنفذون داخل المجتمع الأمريكى الحر، ممارسين قوتهم وأمراضهم على نساء - هن فى الحقيقة - هؤلاء الضحايا المنتهكات من مشاهير ذات البلد.. وقد قبلن الخضوع لابتزازات مهينة من أجل العمل والمال والشهرة.. تقريبًا كل نساء هوليوود فيما عدا - جوليا روبرتس - حتى الآن. وقفت أوبرا وينفرى على خشبة مسرح الجولدن جلوبز بداية هذا الشهر لتدافع عن نساء أمريكا المضطهدات وتقول لهن: Me Too.. فكان أن خرجت عشرات المطالبات لها بالترشح لرئاسة أمريكا من خلال كبريات الصحف والقنوات الأمريكية. نحنُ أمام 3 نساء من الوزن والعيار الثقيل.. امرأة منهن بيضاء اللون أمريكية من مواليد شيكاغو.. واثنتان ذوات جذور إفريقية ولون أسود.. نحن الآن أمام 3 نساء ينتمين للحزب الديمقراطى.. نحن أمام 3 نساء اشتغلن بطريقة أو بأخرى فى حملات المرشح الذى كان محتملا باراك أوباما حتى صار رئيسًا لولايتين. نحنُ أمام انقلاب فى المزاج الأمريكى بالمعنى الحرفى. قبل أن نخمن أو نؤكد مَنْ مِنْ النسوة الثلاث ستصبح سيدة ورئيسة أمريكا فى الانتخابات الرئاسية القادمة 2020.. هناك من يؤكد أن دونالد ترامب لن يكمل هذا العام كرئيس.. وإن لم يترك الكرسى بمزاجه هناك من سيجبره على تركه مرغما.. هكذا تحدث الناشر الملياردير الشهير والشريك التجارى لترامب «تونى سكورتيز» أن ترامب لن يكمل مدته الرئاسية.. وأنه سيتنازل عن الرئاسة فى الخريف القادم. إلى أية امرأة سيتجه المزاج الأمريكى بعد ترامب؟ لاحظ أن أسماء المرشحين الرجال حتى الآن مختفية وغائبة عن المشهد؟؟ الإجابة هى: ميشيل أوباما، وبامتياز. خرج أوباما من الحكم دون أن يكرهه أحد بل بكاه الكثيرون وكلما كان ترامب يوغل فى جنونه وشطحه كانت الأصوات تطالب بعودة باراك للبيت الأبيض.. هذهِ امرأته الأكثر منه قوة وشكيمة وكاريزما تتقدم الصفوف، تتقدمه هو شخصيا وبخطوات عديدة.. درست ميشيل الحقوق فى جامعة هارفارد نفس الجامعة والكلية التى تخرج فيها باراك أوباما.. لكن لاحظ هنا أن خبير القانون الدولى والبروفيسور بجامعة هارفارد والذى درس لميشيل وأوباما يقول: أنه يتوقع فوز ميشيل لو خاضت الانتخابات القادمة.. كان باراك طالبا جيدا لكنها كانت أفضل.. he was great but she was better. يقيناً كانت مسيرات النساء الأمريكيات الأسبوع الماضى فى مجمل أنحاء أمريكا وبعض عواصم أوروبا فى ذكرى عام على تولى ترامب الرئاسة وذكرى عام على مظاهرات مليونية شبيهة ضدّ توليه الرئاسة.. يقينًا هى مسيرات فاصلة فى شوارع وأحلام وقرارات الأمريكان.. مسيرات وضعت المرأة على رأس المجتمع بينما توارى الرجال بتحرشاتهم وفضائحهم.. وفى الذاكرة هناك رئيسان متحرشان بيل كلينتون ودونالد ترامب. ناهيك عن صفوة رجالات أمريكا بفضائحهم المروعة. النساء قادمات؟ نعم.. وليس فى أمريكا وحدها، ولسوف نرى.