فى مشهد إنسانى مؤثر بكى الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء تسليمه وسام الجمهورية لنجلة أحد شهداء الشرطة فى سيناء، واحتضن الفتاة الصغيرة التى انهمرت فى البكاء وقام بتقبيلها ومسح دموعها قبل أن يسلمها وسام الجمهورية. بكى الرئيس مشاركا، كرجل يشعر ويحنو ويدرك وجيعة أبناء وزوجات الأبطال الشهداء. كما منح الرئيس أنواط الامتياز ل14 من ضباط الشرطة لتميز أدائهم وتفانيهم فى العمل، إضافة إلى منح وسام الجمهورية لمجموعة من شهداء الشرطة تعبيرا عن التقدير لتضحياتهم الغالية من أجل الوطن. وصرح السفير بسام راضى بأن الرئيس قام فور وصوله لمقر أكاديمية الشرطة بوضوع إكليل من الزهور على النصب التذكارى لشهداء الشرطة، ثم عقد اجتماعا مع أعضاء المجلس الأعلى للشرطة، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان، واللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية. كما استمع الرئيس إلى كلمة السيد وزير الداخلية التى أشاد فيها ببطولات رجال الشرطة وتضحياتهم من أجل الوطن، مؤكدا أن التحديات الكبيرة تزيد عزيمة رجال الشرطة على مواصلة القيام بواجبهم الوطنى فى التصدى للإرهاب، وللعناصر الإرهابية التى تحاول الفرار من بؤر الصراعات وإيجاد موطئ قدم فى مناطق ودول أخرى، وشدد عبدالغفار على عزم رجال الشرطة على الاستمرار فى حماية أمن الوطن والمواطنين والزود عن مقدراته. وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة، وجه خلالها التحية للشهداء، ولأسرهم وعائلاتهم، مؤكدا أنه لا توجد كلمات أو تكريم يفى بحق الشهداء، الذين قدموا حياتهم الغالية من أجل أن يعيش 100 مليون مصرى فى سلام وأمان. كما وجه السيسى التحية لرجال الشرطة مشيدا بجهودهم لتحقيق الأمن فى مصر، وأوضح السيد الرئيس أن هناك الكثير من الأخطار تحيط بالوطن، مؤكدا أهمية الحفاظ على الوحدة والهدف، وعدم السماح بتغيير بوصلة العمل الوطنى وتقويض الجهود التى تتم لحماية الوطن من الأخطار، مشيرا إلى أن هناك من يريدون النيل من مصر وتغيير اتجاهها من العمل والبناء والتنمية والتعمير، مشددا فى الوقت ذاته على أنه لن يمكن النيل من مصر طالما ظل هناك اصطفاف وطنى ووحدة فى صفوف الشعب. وخلال العيد 66 للشرطة كرم الرئيس السيسى 14 من رجال الشرطة الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن وجاء على رأس المكرمين اللواء شريف فتحى واللواء إسماعيل شراكى من الحماية المدنية بشمال سيناء، واللواء علاء فاروق من قطاع الأمن العام والعميد نبيل سليم من مديرية أمن القاهرة. وبدوره، قال اللواء إسماعيل شراكى من الحماية المدنية بشمال سيناء، تكريمى ليس بمجهود فردى، ولكن بجهد جماعى، وذلك بسبب الضربات الاستباقية التى نوجهها للإرهابيين على أرض الفيروز. وكل يوم نقدم بطلاً وعلى أرض سيناء يوجد خيرة شباب سيناء. كما كرم الرئيس عبدالفتاح السيسى 29 أسرة شهيد وحرصوا على التقاط الصور التذكارية. وقالت أسماء مجدى زوجة الشهيد الرائد حازم أسامة، زوجى ضحى بنفسه من أجل الوطن، وشرف لى تكريمى من الرئيس عبدالفتاح السيسى. وتابعت، زوجى تلقى تدريبات قوية من وزارة الداخلية وحصل على فرق تأهيلية، وكان قبل استشهاده يطلب منى الدعوة لحصوله على الشهادة، حتى استشهد فى كمين النقب بمحافظة الوادى الجديد. وأضافت زوجة الشهيد، كنت أتمنى له الخير كله لكن الأعمار بيد الله، وكان يوصينى بالاهتمام بالأولاد، وأنا فخورة به، وأتمنى التحاق ابنى (مهند) بكلية الشرطة. وأضافت زوجة الشهيد، استقبلت خبر استشهاد زوجى بقولى: (إنا لله وإنا إليه راجعون.. والحمد لله على كل شىء)، مضيفة، وزارة الداخلية تعطى كل الاهتمام بأسر الشهداء ويتواصلون معنا باستمرار، وابنى يعرف أن والده فى الجنة، وأحاول ترسيخ حب الوطن فى قلبه وعقله ووجدانه.. وفى نفس السياق قال محمد حلمى مشهور والد الشهيد إسلام مشهور، شرف كبير نقدمه لبلدنا التى أعطتنا كثيرًا باستشهاد ابنى، وشرف كبير أن يمنحنا الرئيس هذا التكريم، وتحية لرجال الشرطة والقوات المسلحة. وأن ابنى شرفنى فى حياته بشهامته والآن يكرمنى أمام الجميع، فهو أول شهيد فى ملحمة الواحات وهو من رجال العمليات الخاصة. ووجه حديثه لرجال الشرطة، فى عيدهم، أنتم رجال الأمن ونعيش فى أمان بفضلكم، واستمروا على شجاعتكم، ومصر سوف تزدهر بوجود الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى نبايعه لفترة رئاسية أخرى. ويؤكد والد الشهيد كريم محمد، أنه فخر لنا هذا التكريم، فابنى استشهد دفاعا عن وطنه، والشهادة ذكرت فى القرآن الكريم، فلا شىء يساوى فضلها. وفى حالة مماثلة للشهيد البطل أحمد المنسى وابنه حمزة شهيد القوات المسلحة يأتى عمر نجل الشهيد فتحى جعفر شهيد سيناء، الذى قال بأنه غير حزين لاستشهاد والده، وأنه يتمنى أن يدخل الشرطة للدفاع عن مصر، كما أعطى التحية العسكرية للرئيس، ومسح السيسى دموع نجلة شهيد لدى استلامها للدرع. وتستكمل زوجة الشهيد عماد الركايبى، كنا مستعدين فى أى وقت لاستقبال خبر استشهاد زوجى، (وربنا يقدرنا ونكمل المسيرة بعده). وأضافت، أن (يوسف) ابنى يحدثنى عن فضل الشهادة وقصة سيدنا (حمزة)، ونفسه يلتحق بكلية الشرطة، مضيفة: وزارة الداخلية لا تتأخر عنا، وتكريم اسم الشهيد يزيد من فرحة أولادى. وإن ابنتى (ملك) لديها رغبة فى الالتحاق بالضباط المتخصصين لاستكمال مسيرة والدها. أما زوجة الشهيد العقيد تامر العشماوى فتقول إن السنة التى مرت على رحيل زوجى كأنها الدهر وأن زوجها كان ضمن تأمين مدينة العريش إلا أن مجموعة من العناصر الإرهابية أمطرتهم بالرصاص مما أسفر عن استشهاده وستة من زملائه، ورغم الإيمان بقدر الله إلا أن الفرحة غابت عن حياتنا ولم يتبق سوى ذكرياتنا مع الشهيد الذى ترك ولدين هما سيف الله 13 عاما وفارس 10 سنوات والمصادفة أن أولادى مواليد شهر يناير مثل والدهم، والمثير أنهما نفس الشهر الذى رحل فيه ومازالا سيف وفارس يبحثان عن والدهما فى كل مكان يذكرهما به. وبقوة وصلابة الأم المصرية تقول والدة العميد أحمد على فهمى رئيس وحدة مرور المنيب الذى اغتالته الجماعة الإرهابية عام 2016 عندما كان متوجها إلى عمله ولم يرحل بمفرده بل قتلوا المجند الذى كان معه بالسيارة ومن جرمهم أنهم حرقوا السيارة ولازوا بالفرار.. مازالت الأم تتذكر الذكريات الحزينة وتحبس دموعها التى تغالبها وتتساقط لفقد ابنها الوحيد الذى كان يحافظ على الصلاة بشهادة الجميع وحسن خلقه لكن الإرهاب الأسود يريد النيل من قوتنا وعزيمتنا، لكنه لم ولن يستطيع، وكعادته قبل ذهابه إلى العمل اتصل وطمن قلبى عليه وبعدها بدقائق عرفت خبر استشهاده ومازال والده ينتظر عودة ابنه الوحيد ويبكى على عدم تصديق فراق على.. ويستمر نهر العطاء والصمود من أسر شهداء ومصابى الثورة من رجال الشرطة البواسل وهو ما قاله حافظ أبوشوشة والد الشهيد أحمد أصغر ضابط استشهد فى حادث الواحات الأخير. وهو الملازم أحمد وبكل قوة وفخر ودموع يؤكد الأب الذى فقد ابنه، وهو فى زهرة شبابه بأنه لو عنده عشرة أولاد لقدمهم فداء لمصر وترابها الغالى لأن مصر أعظم بلاد العالم. وببراءة الأطفال تقول ملك -10 سنوات - ابنة الشهيد العقيد محمد سويلم رئيس مباحث القسم الجنائى بمحافظة السويس والذى استشهد أثناء تأدية عمله على يد الإرهابيين.. إنها تريد أن تصبح ضابطة شرطة وأموت شهيدة مثل والدى وألحق به فى الجنة، وتضيف ابنته الصغرى (لينا) بأنها حزينة لأن والدها مش معاها وكل الأطفال عندهم آباء لكنها سعيدة لأن والدها شهيد، وسوف يدخل الجنة. وحسب آخر إحصائيات وزارة الداخلية قرابة ألف شهيد و20 ألف مصاب بإصابات مختلفة من أجل فداء وحماية الوطن والحفاظ على الأرض والعرض وروت دماء الشهداء ثمار تنمية الوطن حيث ضحى 225 ضابطا بأرواحهم و311 مجندا و446 فرد شرطة و35 خفيرا و6 موظفين.
