أكد دياب اللوح سفير فلسطينبالقاهرة ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية أن العام المقبل 2018 سيشهد اكتمال كيان الدولة الفلسطينية بإتمام المصالحة برعاية مصرية، وإجراء الانتخابات التشريعية، موضحًا أن قرار اعتبار القدس عاصمة للكيان الإسرائيلى، وحد العالم كله لنصرة القضية الفلسطينية ضد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. وكشف اللوح فى حواره ل«روزاليوسف»، تفاصيل التحديات التى تواجه تحقيق المصالحة فى قطاع غزة، مؤكدًا الدور المصرى لدعم القضية الفلسطينية، كاشفًا عن عدد الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال منذ قرار ترامب، رافضًا أى دور مستقبلى للإدارة الأمريكية فى تسوية النزاع «الفلسطينى - الإسرائيلى»، بعد أن تحولت واشنطن لوسيط غير نزيه لحل الأزمة. إلى نص الحوار: كيف عادت القضية الفلسطينية إلى المشهد فى عام 2017؟ - مازالت القضية الفلسطينية تحتل مكانة مركزية لدى الأمة العربية، وتصدرت الاهتمامات خلال2017 بفضل القدس، بعد قرار الرئيس الأمريكى ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل،ف«شكرًا» ترامب لأنك وحدت الموقف الدولى تجاه المكانة التاريخية والسياسية والقانونية للقدس باعتبارها مدينة فلسطينية عربية إسلامية محتلة من قبل الكيان الصهيونى، والقرارات الدولية أكدت أنها جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية التى احتلت عام 1967، ولا يجوز تغير جغرافى أو ديموغرافى فيها أو إنشاء أو نقل بعثات دبلوماسية لها أو فيها. هل يعد 2017 عام لم الشمل الفلسطينى؟ - عام 2017 برعاية مصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى استطعنا أن نعود من حالة الانقسام إلى الوحدة، بإطلاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وعام 2018 سيكون عام الوحدة والدولة الفلسطينية، فنحن فى طريقنا لاستكمال المصالحة، فعشر سنوات من الانقسام تركت أعباء كثيرة على الكاهل الفلسطينى والخروج من هذه الأعباء يحتاج إلى جهد ووقت، فنقل السلطات والصلاحيات إلى حكومة الوفاق الوطنى يحتاج لوقت، وسوف نستكمل خطوات المصالحة مطلع 2018 لتوحيد فلسطين جغرافيًا وسياسيًا تحت قيادة الرئيس محمود عباس، وهناك اتفاق على برنامج سياسى أو «برنامج الحد الأدنى» نسعى من خلاله لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة فلسطينية كاملة على الأراضى التى احتلت عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. ما موقف الفصائل الفلسطينية من هذا الاتفاق؟ - هناك إجماع وطنى من الفصائل فى فلسطين، فنحن ذاهبون لتسوية الصراع والمفاوضات على أساس حل الدولتين وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، والمبادرة العربية للسلام، فنحن لن نتجزأ، وقبول أو رفض إسرائيل وأمريكا للمصالحة لا نقبل به، فالأمر شأن فلسطينى خاص برعاية مصرية فقط، مصر هى صاحبة الحق فى التدخل لأنها تتدخل بشكل إيجابى لصالح المصالحة ولصالح فلسطين وشعبها، فمصر شريك وليست وسيطًا وراعيًا فقط، والشريك من حقه أن يتدخل، فقد أرسلت مصر وفدًا إلى غزة لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه فى القاهرة، وتقييم ما يجرى، فإذا كانت هناك عقبات فهى مستعدة لتذليلها من طريق المصالحة، لذلك دائمًا ما تسعى مصر فى الخير لشعبنا. ما التحديات التى تواجه المصالحة؟ - هناك العديد من التحديات التى تراكمت على مدار 10 سنوات، فحركة حماس كانت تحكم قطاع غزة، وهناك موظفون تابعون للحركة قائمون على تلك الحكومة، ونقل الصلاحيات من هؤلاء المسئولين والموظفين إلى حكومة الوفاق الوطنى الفلسطينى يحتاج إلى مجهود وتعاون مشترك بين فتح وحماس. كم يبلغ عدد موظفى حماس فى غزة.. وكيف سيتم التعامل معه فى إطار المصالحة؟ - عدد الموظفين الذين عملوا فى خلال السنوات العشر من قبل حركة حماس 40 ألف موظف ونحن حاليًا فى حاجة لإعادة هيكلة لهم، بالإضافة إلى أن هناك موظفين سابقين تابعين للسلطة الفلسطينية منهم من هم جالسون فى منازلهم منذ بداية الانقسام، ومنهم من تقاعد ومنهم من توفى وبقى عدد منهم، قد يعود من تحتاجه الحكومة الجديدة للعمل، ومن هنا تشكلت لجنة قانونية من فتح وحماس لبحث وضع الموظفين الحاليين والسابقين والعمل على إعادة هيكلتهم واستيعابهم حسب القانون الأساسى للسلطة الفلسطينية على قاعدة «لا إقصاء لأحد»، ومن المقرر أن تستكمل اللجنة دراستها فى شهر فبراير المقبل، ومن المتوقع دمج الموظفين بشكل عام. ولكن ألا يوجد حلفاء لفلسطين على الصعيد الدولي؟ - لدينا دول حلفاء على الصعيد الدولى مثل الاتحاد الأوروبى بمجمله وفى مقدمته فرنسا، التى غيرت موقفها تجاه قضيتنا عن السابق، وهو ما أدى إلى تغير نوعى فى موقف الاتحاد الأوروبى، حتى بريطانيا رفضت قرار ترامب واعتبرته يتناقض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقدس والقضية الفلسطينية، كما أننا نتشاور مع روسيا والصين واليابان، ونستمد قوة دولية من خلال هؤلاء الأصدقاء، فروسيا عضو داعم لقضيتنا فى مجلس الأمن ودولة صديقة تقف إلى جانبنا وهو ما تفعله أيضًا دول شرق أوروبا. ما الأوراق التى تمتلكها روسيا للوقوف كحليف للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولى؟ - روسيا تمتلك الكثير كقوة دولية تدعم فلسطين ونحن دائمًا نتشاور مع الأصدقاء فى روسيا. ملف الانتخابات الرئاسية الفلسطينية إلى أين وصل؟ - الانتخابات من قضايا المصالحة الفلسطينية، والتى ستمر عبر عدة مراحل، المرحلة الأولى: تمكين حكومة الوفاق الوطنى من تولى سلطاتها فى قطاع غزة، والثانية: تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تتولى الإشراف على انتخابات تشريعية رئاسية ومجلس وطنى فلسطينى فى الداخل والخارج، فعندما نتحدث عن انتخابات رئاسية تشريعية فهى داخل فلسطين فقط، إنما المجلس الوطنى الفلسطينى فهو فى الداخل والخارج، وتم الاتفاق مبدئيًا على أن تجرى الانتخابات حيثما أمكن بالتوافق بين المكونات السياسية الفلسطينية، وحسب قانون الانتخابات يعلن الرئيس الفلسطينى أن تتم الانتخابات الرئاسية الفلسطينية. هل متوقع حدوث انتفاضة ثالثة تجاه الاحتلال فى حالة التعسف حول قرار ترامب؟ - من حق الشعب الفلسطينى والشعوب الأخرى أن تعبر عن رفضها قرار ترامب غير الصائب، ولا أحد يستطيع أن يمنع الشعوب أن تعبر عما فى داخلها، والفلسطينيون لا أحد يستطيع تكميم أفواههم، فالشعب الفلسطينى عبر عن رفضه بشكل سلمى وشعبى وحضارى وليس بشكل عنيف، والذى قمع الشعب الفلسطينى الحقيقى هو الاحتلال الإسرائيلى، فهم من استخدموا الرصاص الحى، فالفلسطينيون خرجوا عُزَّلًدا رافعين الرايات التى ترفض وتهاجم قرارات ترامب، إلا أن الشرطة الإسرائيلية أطلقت النار وقنابل الغاز والرصاص المطاطى وأوقعت من بينهم عددًا من الشهداء والجرحى. هل هناك حصر بأعداد المعتقلين من أبناء فلسطين بعد قرار ترامب ؟ - الاعتقالات تحدث يوميًا فى القدس والضفة الغربية من قبل سلطات الاحتلال، ومن يخرج من غزة عبر معبر بيت حانون أو «إيرز» للسفر أو العلاج، فإسرائيل تلقى القبض عليه ولا يعود مرة أخرى، وعدد الأسرى فى سجون الاحتلال الإسرائيلى وصل إلى أكثر من 6000 أسير وفقًا لإحصائيات إدارة مصلحة السجون حتى 31 نوفمبر الماضى، كما اعتقلت إسرائيل 490 مواطنًا، بينهم 148 طفلاً، 163 فتاة قاصرً منذ اندلاع الاحتجاجات على إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، و95 % من المعتقلين الجدد فئة الشباب. هل يتم إطلاق سراحهم بعد ذلك أم يجرى محاكمتهم؟ - يجرى محاكمتهم بدون أى اتهامات، وتصدرت ضدهم العديد من الأحكام الباطلة، حيث صدرت أحكام بالسجن الفعلى تزيد على 10 سنوات لنحو «1228» أسيرًا، بينهم «481» أسيرًا صدرت بحقهم أحكام لأكثر من 20 سنة، و«452» أحكامهم تتراوح ما بين «15 إلي20» سنة، و«295» أسيرًا يقضون أحكامًا ما بين «10 إلى 15» سنة، هناك «1351» أسيرًا فلسطينيًا صدرت بحقهم أحكام بالسجن الفعلى للسنوات مختلفة تتراوح ما بين «1 إلى10» سنوات، وأن من بينهم «380» أسيرًا صدرت بحقهم أحكام تتراوح ما بين «5 إلي10» سنوات، بالإضافة إلى «971» يقضون أحكامًا بالسجن الفعلى ما بين «1 إلى 5» سنوات، وهناك 500 معتقل إدارى، وبالإجمالى فإن عدد الأسرى فى نهاية عام 2017 يقرب من 7 آلاف فلسطينى متنوعى الأعمار ما بين رجال ونساء وأطفال.