فى مباريات كرة القدم كل المُشجعين سواسية، لا فرق بين الرئيس والخفير، الجميع يجتمع ممسكًا بحبل واحد ألا وهو الانتماء للنادى. الساحرة المستديرة اللعبة الأكثر شعبية فى العالم، ويحرص رؤساء دول العالم على تشجيع فرقهم فى غرف مغلقة، حتى لا توجه إليهم اتهامات بالتحيز، أو محاباة فريق على حساب الآخر، فيما حرص أغلب الرؤساء على عدم الإعلان عن ميولهم الرياضية. الرئيس الروسى فلاديمير بوتين معروف عنه تشجيعه لنادى «زينيت سانت بطرسبرج»، بحكم مولده فى سانت بطرسبرج، إلا أنه قال: «ليس لديَّ حق الانتماء لفريق معين، لكننى أشجع اللعبة الحلوة». أما رئيس الوزراء الروسى «دميترى ميدفيديف»، فمن أكبر مشجعى فريق «زينيت»، وصرح أنه يحب هذا النادى بسبب نشأته فى سانت بطرسبرج، وحرص على تهنئة اللاعبين شخصيا بعد فوزهم باليويفا فى 2008 وحضر ميدفيديف مباراة زينيت سانت بطرسبرج أمام شاختار فى 2011 عندما كان يشغل منصب الرئيس الروسى مع زوجته مرتديا شعار ناديه. تعتبر إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا من أقدم الملوك المشجعين لنادى أرسنال، فقد استمرت فى تشجيع فريقها المفضل لأكثر من 60 عامًا، وكشفت عن حبها لهذا النادى فى فبراير 2007 باستقبالها فريق الأرسنال ومدربه أرسين فينجر، بقصر باكنجهام، ورغم أن رياضة الراجبى تستحوذ على الاهتمام الأكبر للأمير هارى، فإنه يتفق مع جدته إليزابيث فى حب وتشجيع نادى الأرسنال، ومؤخرًا تعرض «هاري» لموجة اعتراضات وغضب من متابعى الكرة الإنجليزية بعد إعلان قصر «كنسينجتون» أن حفل زفافه على الممثلة الأمريكية «ميجان ماركل» سيعقد فى 19 مايو 2018، وهو نفس يوم مباراة نهائى كأس اتحاد كرة القدم الإنجليزية، وهو ما يعنى أن الكل سينشغل بحفل زفاف الأمير أو الذهاب للمشاركة. الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم أعلن أنه لن يغير موعد المباراة، إلا أن قصر كنسينجتون يعمل مع الأمير ويليام على تغيير موعد المباراة ليتمكن دوق كامبريدج من الاستمتاع بالأمرين، مشاهدة المباراة وحفل الزفاف. معروف عن الأمير ويليام، دوق كامبريدج تشجيعه لناديه المفضل أستون فيلا الإنجليزى، رغم انتشار مقولة أن غالبية العائلة الملكية فى بريطانيا تشجع نادى الأرسنال، ويرجع تفضيله لهذا النادى صاحب التاريخ العظيم إلى رغبته فى أن يكون مختلفًا عن أصدقائه فى المدرسة لأن كل أصدقاء الأمير كانوا يشجعون ناديين فقط وهما مانشستر يونايتد أو تشيلى حسبما ذكر فى حواره مع (BBC) عام 2015. دوق كامبريدج قال فى عام 2006، إن لديه رغبة أن يصبح الأميران الصغيران «جورج» و«تشارلوت» مثله من مشجعى نادى أستون فيلا، وبالفعل كل منهما له قميص يحمل اسمه، حيث قدم فريق إنجلترا لكرة القدم سيدات للأمير ويليام قميصًا صغيرًا يحمل اسم الأميرة «تشارلوت». «كيت ميدلتون» دوقة كامبريدج تشجع نادى أستون فيلا أيضًا، مثل زوجها، لكنها كشفت لطفل 8 سنوات أثناء زيارتها لمركز الصحة العقلية الخيرى للأطفال بشمال لندن أنها من مشجعى نادى تشيلسى مثله وكان الطفل سعيدا بذلك لتشجيعهما نفس النادى. ويختلف الأمير «تشارلز» معهم حيث يشجع نادى بيرنلى بينما الأمير «آندرو»، دوق يورك والابن الثانى للملكة إليزابيث الثانية، يتابع نادى نورويتش سيتى، فيما يفضل الأمير «كارل فيليب» أمير السويد تشجيع نادى يوجوردنيس السويدى، ويشجع أمير موناكو «ألبير» الثانى نادى موناكو. ويأتى ملك إسبانيا فليب الخامس ضمن عشاق نادى أتليتكو مدريد منذ الصغر، وفى 2016 حضر الملك برفقة ابنته الأميرة «إلينور» مباراة نصف نهائى دورى أبطال أوروبا بين ناديه المفضل أتليتكو مدريد وبايرن ميونخ التى أقيمت على ملعب فيسنتى كالديرون. ورغم أن رئيس الوزراء الإسبانى الحالى «ماريانو راخوي» ولد فى «جاليسيا»، فإنه يشجع نادى ريال مدريد، ولم يخف حبه لهذا النادى بحضوره مباريات لفريقه المفضل، إضافة إلى تصريحاته التى جاءت على لسانه منها قبل المباراة التى جمعت أتليتكو مدريد بمنافسه الشرس النادى الملكى فى نهائى دورى أبطال أوروبا فى موسم 2013 «علينا أن نرفع القبعة لأتليتكو مدريد على كل ما قدمه حتى الآن، لكننى أتمنى فوز النادى الملكى بالدورى». وإذا قورن «راخوي» برئيس الوزراء الإسبانى السابق «خوسيه لويس ثباتيرو» من حيث تشجيع وحب فريقه المفضل نجد أن «ثباتيرو» اشتهر بتعصبه لنادى برشلونة بدءًا بحضوره مبارياته وحتى إطلاقه تصريحات مستفزة للنادى الملكى المنافس له. بينما عرفت الجماهير العاشقة للكرة الهولندية أن «فيليم ألكساندر» ملك هولندا يشجع نادى أياكس أمستردام، وحصل فى عام 1995، على أول قميص لنادى أياكس من أحد المواطنين عندما كان يحتفل مع والده بإحدى المناسبات الوطنية، ذلك بعد الزيارة التى قام بها مدرب نادى زفوله رون يانز، ل«فيليم» وإعلانه لوسائل الإعلام أن الملك من مشجعى نادى أياكس، هذا إلى جانب أن العائلة الملكية الهولندية تعيش حالة من التنافس الكروى بسبب تشجيع الملكة «ماكسيما» زوجة فيليم للنادى المنافس «فينورد». وبالانتقال إلى كوريا الشمالية كشف السيناتور الإيطالى (Antonio Razzi) أن الزعيم الكورى كيم كونج أون بحكم علاقة الصداقة التى تجمعهما صرح له فى محادثة خاصة بحبه لنادى مانشستر يونايتد وأنه يشجعه ومُعجب بأدائه، وذكر السيناتور أيضًا أن كيم لم يغب عن أى بطولة كرة قدم كبرى، حيث أصبح مهووسا باللعبة أثناء دراسته فى سان سيرو بسويسرا. وعلى المستوى العربى فهناك أيضًا أكثر من رئيس وملك عربى اجتمعوا على تشجيع وتفضيل فريق واحد مثل برشلونة، فقبل اندلاع الثورة السورية ذكر الرئيس السورى بشار الأسد أثناء حوار له مع صحيفة تركية أنه يفضل مشاهدة الأندية الأوروبية مع ابنه، وأكد أنه يحب الأندية الإسبانية بشكل عام بينما يفضل ابنه فريق برشلونة. ويشجع عبدالله الثانى ملك الأردن نادى ريال مدريد، إلا أن ولى العهد الأمير حسين بن عبدالله الثانى من مشجعى برشلونة، واصطحب الملك الأردنى زوجته الملكة رانيا والأميرة إيمان وولى العهد لمشاهدة مباراة برشلونة وفياريال التى أقيمت على استاد الكامب نو، كما سبق وشاهد مباريات النادى الملكى على ملعب سناتياجو برنابيو. وفى مصر بداية من عصر الملك فاروق كان للزعماء انتماءات كروية، البعض كان يفضل الأهلى فى حين كان الآخر يشجع الزمالك، ففى عام 1944، كان الملك فاروق سببا فى تغيير اسم نادى الزمالك من المختلط إلى نادى فاروق ذلك بعد إعلانه فرحته بفوز الزمالك على الأهلى بسداسية مقابل لا شيء فى نهائى الكأس، حينها قرر المسئولون عن النادى تغيير اسمه ليتحول إلى نادى فاروق. أما الرئيس جمال عبدالناصر فلم يخف حبه وتشجيعه للنادى الأهلى بل كان مهتمًا بإبراز اهتمامه وانتمائه للنادى، كما أنه قبل رئاسة النادى الشرفية تقديرا للدور الوطنى الذى قدمه الأهلى فى مساندة الثورة، وفى المقابل كان المشير عبدالحكيم عامر يشجع نادى الزمالك وتولى رئاسة اتحاد الكرة. وعلى العكس تماما لم يشجع الرئيس أنور السادات النادى الأهلى بشكل واضح ومعلن، إلا أنه سبق أن أعلن ابنه جمال السادات خلال حفل أقيم لتوقيع عقد الرعاية بين شركة اتصالات والنادى الأهلى منذ 7 سنوات أن «السادات» كان مشجعا قويا للنادى الأهلى، رغم عدم إعلانه عن هذا. ورغم أن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك لم يكشف عن انتمائه الكروى لناد معين فإن هناك شواهد تؤكد أنه يشجع الأهلى مثل حضوره لبعض المباريات المهمة للأهلى كان آخرها الاحتفال بمئوية الأهلى أمام نادى برشلونة وكان برفقته حفيده محمد علاء مبارك لكن انتشرت تصريحات لرياضيين أكدت أن «مبارك» ينتمى للزمالك. الرئيس عبدالفتاح السيسى فضل البقاء على الحياد ورفض إعلان تشجيعه أو انتمائه، لنادٍ معين، ورد السيسى على سؤال الإعلامى إبراهيم عيسى «إنت زملكاوى ولا أهلاوي»؟ قائلا: «أحب كل ما يحبه المصريون..الرياضة وكرة القدم أمن قومى، سأهتم بها».