سريعة هى وتيرة التغيرات فى مجال ألعاب الخوف والمغامرة والتى لاقت انتشاراً واسعًا بين الشباب فى الآونة الأخيرة إذ يعتبرونها محاكاة لأفلام الرعب والإثارة الأجنبية التى ينتظرون عرضها سنويا فى دور العرض، وتختلف الألعاب التى شاعت مؤخرا فى كثير من مناطق القاهرة عن مثيلتها التى كانت موجودة فى فترة التسعينيات والتى كانت تعتمد بشكل أساسى على أصوات بشرية وصراخ وأقنعة لكائنات مشوهة يرتديها أشخاص يخرجون من جوانب الغرفة بين الحين والآخر. تعتمد الأنماط الجديدة من ألعاب الرعب والتى استطاعت فى فترة قصيرة أن تجتذب جمهورا كبيرا يسعى للخروج عن المألوف على جرعة زائدة من الرعب، من خلال المؤثرات الصوتية والمجسمات ثلاثية الأبعاد المرعبة والخطط والألغاز الصعبة، مما ساعدها على الانتشار بشكل كبير فى العديد من المراكز التجارية وسرعان ما أصبح وجودها غير قاصر على القاهرة وامتد إلى كثير من المحافظات. «بريك أوت إيجبت» المكان عبارة عن بيت به عدة غرف يقوم فيه أشخاص بخطفك ووضعك فى غرفة من الغرف «مرحاض عام قبر ملعون أو سجن» وعليك أن تحاول فى 60 دقيقة الخروج من الغرفة وإلا ستزيد درجة الرعب أكثر حتى تفقد التركيز وقد تصل للغيبوبة، وتعتبر غرفة السجن الأكثر رعبا وإثارة، حيث إنها مصممة على غرار السجن ويبقى اللاعب بداخلها مقيدا حتى يستطيع فك بعض الرموز الموجودة فى الغرفة التى يوجد فيها المفتاح. أحمد هاشم طالب جامعى جرب تلك اللعبة ويقول: أنا من المهووسين بألعاب الرعب كنت قد سمعت عنها كثيرا فى أوروبا وأمريكا ولم أتخيل أنها أصبحت موجودة فى مصر لقد عشت مع أصدقائى 60دقيقة من الإثارة الحقيقية وكأنى أحد أبطال أفلام الرعب الأجنبية كنت أستمع إلى دقات قلبى التى كانت تتسارع كلما مر الوقت ولم نخرج وتخيلت للحظات أننا فعلا ينتظرنا موت محقق إن لم نسرع فى الخروج من هذا المكان، ويضيف: إن ألعاب الرعب أصبحت مخيفة إلى أبعد الحدود بسبب التقنيات المستخدمة والتكنولوجيا مما جعل اللعبة أقرب إلى الحقيقة ولا يمكن للعقل أن يصدق وقتها أنها مجرد لعبة ستنتهى بعد عدة دقائق، ولكن الأمر الوحيد المطمئن أن معظم ألعاب الرعب جماعية، والفريق الواحد لا يزيد عدد أفراده على 5 أشخاص. «بيت رعب 2018» مختلف كليًا يختلف تماما عن تلك الصورة العالقة فى أذهان الكثيرين، حيث صمم ليحاكى بيوت الرعب العالمية، حوائطه من الخارج عبارة عن جثث ملتصقة على الجدران ومن الداخل عبارة عن مكان مظلم تماما، الدخول إليه سيرا على الأقدام فى اتجاه واحد مما يجعل اللاعب يمر على كل غرف البيت بما فيها من مفاجآت مخيفة تظهر من جميع الاتجاهات. للبيت قصة وضعها القائمون عليه تتلخص فى ثلاث شقيقات يعشن به ولكنهن لسن بنات طبيعيات، فالأولى لديها مرض الفصام فتتغير شخصيتها فجأة وتتحول إلى إنسان متوحش تصعب السيطرة عليها، والثانية لديها حب جنونى للون الأحمر ومنظر الدماء، والثالثة كانت متزوجة وقتلت زوجها بسبب الخيانة وأصبحت لديها الرغبة فى الانتقام من كل البشر، فأصابت اللعنة البيت وعند محاولة أى شخص اقتحامه يتحول إلى ضحية لهؤلاء الأخوات لتمر السنين ويتحول هذا البيت إلى مقبرة كبيرة لجثث وأرواح هؤلاء الضحايا. على اللاعب أن يتحدى الرعب ويثبت لهؤلاء الأخوات شجاعته وجرأته فى دخول بيتهن ويعتبر الأقل سعرا والأكثر شهرة بين ألعاب الرعب فى مصر، حيث يبلغ سعر تذكرة الدخول وخوض التجربة 100 جنيه تتراوح أعمار المقبلين عليه ما بين 20 و40، كما أن هناك قائمة بها بعض التحذيرات والمحظور عليهم خوض التجربة مثل مرضى القلب وكبار السن لأن هناك ألعابًا تحتاج إلى الركض فى بعض الأحيان داخل البيت ورغم ذلك سجل بيت الرعب تعرض أكثر من حالة إلى الإصابة بالهلع بنوبات عصبية. الاختفاء الملعون مكان مغلق والمطلوب منك هو البحث عن أصدقائك عن طريق حل اللغز والفكرة الأساسية للعبة مأخوذة من سلسلة أفلام الرعب الأمريكية Saw وتعتمدescapology فى فكرتها على غرف كثيرة تختار أحداها لتدخلها وتحل ألغازها ثم يظهر لك لغز جديد وهكذا، إلى أن تجد مفتاح الخروج خلال ساعة واحدة فقط من بدء دخول الغرفة، ويوجد بها عدة مستويات، ومن الممكن الصعود إلى مستوى أصعب من أجل الحصول على المزيد من التشويق فى غرفة اللغز الصعب المعروفة باسم الغرفة المهجورة رقم 13، كما توجد بها غرف خاصة لأصحاب المهارات الأعلى ذوى الجرأة العالية والتى تسمى بغرفة هتلر ويوجد بها اللغز الأصعب على الإطلاق الذى يصعب فك رموزه وتعتمد هذه الألعاب فى الأساس على المهارات العقلية والذكاء وسرعة بديهة اللاعبين. وتقول ميرهان حسن إنها من محبى البحث عن الاستمتاع خاصة فى الألعاب وتهوى ألعاب المتاهات وتجد متعة كبيرة فى حل الألغاز، وتضيف إن هذه اللعبة مختلفة، حيث تتطلب مستوى معينًا من التدقيق والتركيز من بداية دخول الغرفة و،تصف تجربتها بالمشوقة بسبب حبكة اللغز ودقته التى وصلت إلى حد أن معظم المجموعات يخرجون بعد انقضاء الوقت دون أن يتمكنوا من حل اللغز مما يدفعهم لتكرار التجربة أكثر من مرة. على العكس يقول صديقها سامح إنه لم يتحمل البقاء فى تلك الأجواء المرعبة أكثر من ثلاث دقائق وخرج من مجموعته قبل أن يفكر من الأساس فى حل اللغز بسبب المؤثرات الصوتية التى كادت أن تصيبه بصدمة عصبية، ففضل الانسحاب.. وأضاف: لم أجد أى متعة أو إثارة فى مثل هذه الألعاب لكن الفضول هو ما قادنى إلى هنا. تخلص من انفعالاتك بالتكسير تحرر أو «فش غلك» كما يطلق عليه المترددون، وهو مكان غريب ربما لا يستهدف هؤلاء الباحثين عن الاستماع والإثارة بل يستهدف أشخاصًا آخرين راغبين فى التنفيس عن غضبهم عن طريق تكسير أشياء وتدمير أجهزة إلكترونية وغيرها، والغريب أنه من قوانين المكان أن يصور الشخص وهو غاضب حامل لوحة معدنية تحمل اسم المكان وتحتها عبارة «ارقد فى سلام» والصورة تشبه كثيرًا تلك التى تلتقط للمساجين المحكوم عليهم، ويصف مؤسسو المكان الأخوان أحمد ومازن نصرت أن المكان ليس للتسلية وإنما هو مخصص ليخرج الناس فيه ضيقهم وكبتهم عن طريق تحطيم بعض الأجهزة والأشياء، ويقومون بارتداء «بدلة وخوذة» لحماية الزائر من بقايا التكسير والزجاج. تتوافر أمام زائر Unleashed أربعة عروض يبدأ الأول ب150 جنيهًا وفيه يحطم 6 أجهزة، و200 جنيه إذا أراد تحطيم 8 أجهزة، و300 جنيه للزائر شديد الغضب، ويستطيع بها تحطيم 14 جهازًا والحد الأقصى هو 400 جنيه لتحطيم 16 جهازًا ما بين أوان مصنوعة من الفخار وكراس خشبية وأجهزة كومبيوتر وتليفزيونات وزجاجات، بالإضافة إلى تصوير فيلم قصير للزائر وهو بقمة غضبه يقوم بتكسير الأشياء، ويعتبر هذا المكان الأكثر مشاركة بين مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، حيث ينصح الأصدقاء بعضهم البعض بالذهاب إليه وتفريغ الشحنات السلبية والضغوط التى يتعرضون لها خلال اليوم فى تحطيم الأشياء. خطورة هذه الأماكن تنبع من أن الإقدام على العنف يؤدى إلى تدفق هرمونى الأدرينالين والدوبامين فى الدم مما قد يسبب ردة فعل معاكسة قد تصل إلى حد الإصابة بنوبات صرع وتوليد المزيد من السلوكيات العدوانية وأحيانا تؤدى للإصابة بأمراض القلب، والإنسان إذا اعتاد على استخدام العنف فإنه يكتسب تصرفات قد تؤثر فى علاقاته بمن حوله من حيث القسوة الزائدة وسرعة استخدام اليد فى أى نقاش. ألعاب رعب ثلاثية الأبعاد إحدى ألعاب الرعب ثلاثية الأبعاد التى تلقى رواجا بين مجموعات الشباب الذين يريدون أن يعيشوا فى فيلم رعب بكل تفاصيله، والمكان يوجد به أكثر من 50 لعبة أكشن ورعب وزومبى والمكان عبارة عن 5 غرف كل غرفة لشخص واحد حتى يتمكن من التحرك بحرية ويوجد بالغرفة نظارة ثلاثية الأبعاد يتم عرض الفيلم من خلالها عن طريق الآليات التكنولوجية الحديثة وسماعة يستطيع من خلالها اللاعب التواصل مع أصدقائه فى الغرف المجاورة، أجواء المكان مثيرة جدًا الإضاءة والألوان والجو العام للمكان. ويقول آدم أحد اللاعبين أنا أحب المغامرات وأفلام الرعب ولكن التجربة كانت صعبة لأننى كنت بمفردى، وبمجرد البدء شعرت بخوف شديد من الأصوات والفيلم، وارتجفت، حتى إننى خلعت النظارة بعد عدة ثوان ولم أستطع أن أكمل رغم أننى من اقترحت فكرة الذهاب إلى هذا المكان على أصدقائى، ولكنى لم أكن أعلم أن كلاً منا يكون فى مكان منفصل ولهذا السبب انسحبت، ولكن أخبرنى أصدقائى أن التجربة كانت ممتعة للغاية وأنهم أحبوا فكرة أنهم يكونون جزءًا من فيلم رعب أما أنا لا أنصح أحدًا أن يجرب تلك الألعاب إلا إذا كان يملك قلبًا شجاعًا، وأضاف أن هناك ألعابًا كثيرة أفضل وغير مخيفة بهذه الطريقة مثل ألعاب الفيديو التى لا يكون بها مؤثرات صوتية مخيفة، أو أجواء مرعبة حتى لا يتعرض أحد إلى صدمة عصبية. ألعاب الصاعقة بالمقطم لعبة خطيرة تصنف من ألعاب الحرب، وهى عبارة عن معايشة حقيقية لتدريبات شبيهة بتدريبات قوات الصاعقة من تسلق الجبال من خلال سلالم حبال والقفز من جبل لجبل عن طريق الحبال أيضا، بالإضافة إلى القفز من فوق النيران وصعود المبانى الخالية والقفز من فوقها والطيران مسافة 200 متر تعتبر أيضا من ألعاب المجموعات التى لا يقل عدد لاعبيها عن 20 فردًا، ويؤكد المسئولون عن هذا المكان عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى أن جميع وسائل الأمان متوفرة من المكان من سيارات إسعاف فى حال أصيب أى من اللاعبين بأى إصابة أو بالفزع أو فقد السيطرة.