كشفت دراسة حديثة أن الغالبية العظمى من الأزواج المصريين يرفضون وضع دبلة الزواج فى أصابعهم. وأن 94 % من السيدات والفتيات المصريات أكدن على ضرورة وضع الزوج أو الخطيب هذه الدبلة فى يدة لما لها من رمزية للارتباط وقدسية العلاقة وأن %6 فقط منهن يرين عكس ذلك. فى المقابل كشف أحد الإحصاءات البريطانية أن 1 % من حالات الطلاق فى العالم يحدث بسبب عدم وضع أحد الزوجين لخاتم الخطوبة فى إصبعه وأن أكثر من 5 % من المشاجرات الزوجية نتيجة لهذا السبب.
إياد على شاب ثلاثينى متزوج، قال لنا: بالفعل ظاهرة تخلى الرجال المتزوجين عن «دبلة» الزواج موجودة بشكل بارز بين صفوف الشباب فهى ظاهرة شبابية، لأن والدى مازال يرتدى دبلة والدتى وأيضا شريحة الكبار فى السن من المقربين يحترمون رباط الدبلة لأنه يعبر عن علاقته الزوجية وتمسكه بزوجته. ومن جلسات أصدقائى المتعددة للحديث فى ذلك الأمر ورفض البعض منهم العودة بشكل قاطع ونهائى لارتدائها بعد الجواز بشهور قليلة يرون أن الرجل هو الطرف الأكثر احتمالية للتخلى عن «الدبلة»، نظرا لكونه الأقوى فى العلاقة عند بعض المجتمعات الذكورية، كما أنه فى العادة لا يرتدى الحلى أو الزينة، على عكس المرأة. بالإضافة إلى أن الرجل سريع فى التعبير عن غضبه، تجاه المرأة ويعلن ذلك فى موقف رفضه لارتداء «الدبلة»، وبعض الشباب يريدون دائما الهروب من كونهم متزوجين، وسوف تغيب عنهم شمس المعجبات أو أنهم يستطيعون التعامل مع فتاة أخرى حتى وإن كانوا متزوجين، وهنا الأمر يرجع لإخلاص الزوج لزوجته. والأمر يغضب الزوجة للغاية ويؤثر على الحياة الزوجية، والطريف فى الأمر أن الرجل يكون فى بداية العلاقة مرحبا بارتداء الدبلة ويحرص على اختيار الموديل، لكن تختلف تلك الحالة بعد أول سنة جواز. وتقول حياة محمد فتاة عشرينية: أنا مخطوبة، والدبلة شعار مهم فى حياة الخطيبة والزوجة، فهى بالفعل تعبر عن الترابط ولا يجب على كل طرف التخلى عنها، والتفسير الوحيد لدى الفتيات والمجتمع كله من تهرب الرجل لارتدائها فى بعض الأحيان أن «عينه زايغة» وحدثت أمامى مشاجرات زوجية بسبب تخلى الزوج عن الدبلة جعلت صديقتى فقدت الثقة فى حبه لها وإيمانها بالعلاقة حتى إنها طلبت الطلاق وتدخل الكبار فى الأمر وعاد الزوج للدبلة. وتقل حدة تلك الأزمة بين المخطوبين، فالرجال حريصون فى تلك الفترة على ارتدائها، والعيش من خلالها أجمل لحظات العمر، ويلمعونها كل فترة للتأكيد على أهميتها ويتمنون نقلها لليد الأخرى لإعلان الزواج لتتويج العلاقة. وأوضحت سمر شريف سيدة خمسينية، أن زوجها حريص على ارتداء الدبلة لأنها تتويج لعشرة العمر، وأقصى الأوقات التى خلعها فيها كان أثناء دخوله لإجراء عملية جراحية حساسة، أو وقت الاستحمام ويرتديها بشكل سريع حفاظا على مشاعري، ومن النادر أن نرى سيدة لا ترتدى دبلة وهى متزوجة فيعيب عليها المجتمع ويرفض تلك الظاهرة بين النساء لذلك هى ليست موجودة، وهناك البعض من النساء لا يرتدينها بسبب ظروف اقتصادية دفعتهن لخلعها لبيعها لأنها ذهب وتساند فى مصاريف الحياة القاسية. وكلمة خاتم فى اللغات الشرقية القديمة هى الدائرة وهى رمز للارتباط المتواصل بين الزوجين حتى نهاية العمر. ويعتقد البعض أن وضع الخاتم فى الإصبع الرابع من اليد اليسرى يعود للقدماء اليونان الذين كانوا يعتقدون أن هناك عصبا خاصا يمر فى هذا المكان إلى القلب مباشرة، وهذا دليل على أسر القلب أو امتلاكه من قبل شخص ما. د.سمير الطباح مستشار نفسى وتربوى قام بدراسة عن لماذا لا يرتدى الرجل دبلة الزواج ولماذا بعض الزوجات يخلعن أيضا هذه الدبلة. الدراسة كشفت أن البعض يرى أن هناك علاقة قوية بين الخاتم والخيانات الزوجية، وهناك رجال ذوو العلاقات النسائية المتعددة يقومون بخلع خاتم الزواج فى محاولة لخداع النساء، فى المقابل تقوم بعض النساء بخلع خاتم الزواج أيضا لكن له دلالة أخرى غير الخيانة وهى أن مشاعرهن تجاه صاحب الخاتم قد تغيرت أو ربما انتهت تماما من حياتهن. كما كشفت الدراسة أن البعض ينظر إلى دبلة الزواج على أنها سلاسل وقيود وحجر للحرية خاصة عندما يجبر أحد الطرفين الطرف الآخر على الالتزام بها طوال الوقت. وأكدت الدراسة أن المرأة لاتستغنى عن هذه الدبلة لمجرد خلاف بينها وبين زوجها لأنها تعتبرها قطعة مقدسة، والدليل على ذلك أن معظم النساء يعشن على ذكرى أزواجهن بعد الوفاة بل يرتدين خاتمه الخاص به إلى جانب خاتمها. الدراسة انتهت مطالبة الزوجات بحسن الظن فى أزواجهن حال عدم ارتداء الدبلة لأنه قد يكون أسباب عدم ارتدائه لها عديدة غير الخيانة أو عدم الحب. فمثلا قد يمارس الزوج أعمالا يدوية خارج المنزل وهذا يحتاج لخلعه الدبلة، كما أنه قد يعانى من حساسية الذهب أو الفضة فلا يستطيع ارتداءها باستمرار. هذا بالإضافة إلى أن المرأة اعتادت على ارتداء دبلة الزواج أثناء قيامها بالأعمال المنزلية، أما الرجل فقد يضطر لخلع الدبلة خارج المنزل ليغسل يده وقد ينسى ارتداءها مرة أخري. كما أن بعض الرجال يفضلون أشياء أخرى للتعبير عن إخلاصهم بدلا من خاتم الزواج كارتداء ساعة ثمينة اشترتها له زوجته أو وضع نوع معين من العطر تحبه زوجته. وأعطت الدراسة للزوجات بعض النصائح لاستمرار الزوج فى ارتداء دبلة الزواج وهى إشعار الزوج بسعادة الزوجة عندما يرتدى خاتم الزوجة ووضع دبلة فى مكان واضح مع الأدوات التى يرتديها باستمرار مثل الساعة. وشراء خاتم بديل فى حال فقد الزوج خاتم الزوجية وإشعاره بأن ارتداء الدبلة عبارة عن تبادل مشاعر وجدانية وليس إلزاميا أو فرضا والتباهى أمامه بسعادتك بخاتم الزوجية الذى يرتديه فى كل مكان. وفسرت رغدة السعيد مدربة المهارات البشرية هذه الظاهرة وقالت: هناك أسباب تدفع الرجل لخلع الدبلة وهى أن يكون الرجل قد أخذ بمذهب فقهى يحرم «لبس الدبلة للرجال» فبعض الفقهاء يحرمون ارتداءها، بالإضافة إلى أن يكون الرجل لا يحب ارتداء الحلى بأى شكل. وهذان السببان قد يكونان جليين منذ البداية وتعرف بهما الزوجة. أما عن السبب الطبى فقد يصاب الرجل بالحساسية جراء ارتداء «الدبلة»، وفى هذه الحالة ستكون المرأة مضطرة لقبول الأمر الواقع الذى لا بد للرجل فيه، السبب الأخير هو أخطرها وأكثرها رعبا بالنسبة للمرأة، فهناك رجال يخعلون «الدبلة» من أجل إيهام نساء أخريات بأنه غير مرتبط بأى امرأة، ليكون الدافع وراء الإقدام على هذه الخطوة هو «الخيانة» وفى هذه الحالة نكون أمام نموذجين من الرجال، أحدهما يخلع «الدبلة» من الأساس فلا يرتديها أبدا، والثانى يخلع خاتم الزواج فى المواقف التى يتعامل فيها مع نساء أخريات، وهذا هو النموذج الأكثر دهاء. وهذا الأمر له تأثير نفسى بارز على الزوجة وقد يؤثر على الحياة الأسرية نفسها.