حالة من التوجس والترقب والخوف يعيشها الشارع العربى، ذلك بتصاعد التصريحات والتصريحات المضادة لبعض القادة العرب بشأن إيران وحزب الله، تصعيد يوشك أن يخلق أزمة جديدة فى ظل محاولات لإطفاء الحرائق المشتعلة بالمنطقة من حرب ضد داعش فى سوريا والعراق، ولم تنته ذيولها بعد حتى تفجرت أزمة جديدة مركبة، أزمة «سعودية - لبنانية» فى الظاهر، وأزمة «سعودية - إيرانية» فى الأساس. ففى الوقت الذى نقترب فيه من إنهاء الأزمة السورية، يبدو أن الغرب وأمريكا يقومان باستدراجنا لحرب جديدة لن تكون نزهة، وإنما ستستمر حتى القضاء على بقية الدول التى مازالت متماسكة - إسرائيل وأمريكا وبريطانيا يسعون لاستدراجنا للحرب بالوكالة مرة أخرى، نهزم فيها دولنا وحياتنا بأيدينا متصورين أن أمريكا وإسرائيل والغرب يحمون مصالحنا الاستراتيجية بالسير وراءهم فى مغامرة غير محسوبة بالعقل والمنطق، لأن تحمل مواجهة جديدة بين إيران ودولة عربية لن يصب إلا فى مصلحة الكيان الصهيونى. السؤال: لماذا نحن نصر دائما على دور الحرب بالوكالة عن الآخرين وكأننا لم نع الدرس بعد، ولا ندرك ما يحاك لنا ولا نرى حجم ما يحيط بنا ولا ما هو بنا من أزمات تفكيك مؤسسات وانهيار جيوش وتراخى حدود، ليجرونا إلى معركة استنزاف طويلة يخسر فيها الطرفان المتحاربان ومعهما كل الأمة العربية والإسلامية. تاريخ أمريكا حافل فى هذا الصدد، هى ومعها بعض دول الخليج زينت للعراق الدخول فى حرب مع إيران عام 1980، انتهت بخسارة البلدين لملايين الشهداء والجرحى والخراب والدمار لكليهما، هناك إصرار غريب على ألا تفيق المنطقة من الصدامات والاشتباكات والحروب لنظل سوقا رائجة للأسلحة الغربية، وإلهاء العرب والمسلمين فى دوامة العنف والتطرف والفقر والجهل، الأزمات التى تشهدها المنطقة ليست وليدة اليوم ولا بالمصادفة، الغريب أن صانع الأزمات معروف وعلينا أن نعى الدرس حتى لا نقع فى الهاوية التى أوصلونا إلى حافتها، موقف مصر من الاستمساك بالحلول السياسية للأزمات وتجنب الحرب موقف ثابت وأصيل فى جميع الشئون الدولية، والعرب يعرفون جيدا أن الدور المصرى لا غنى عنه ولابد منه لأنه صمام الأمان. البيان المصرى الذى خرج يوم الجمعة قبل الماضية يحوى مساعيها الدبلوماسية لنزع فتيل نشوب حرب فى المنطقة وتصريحات السيد الرئيس السيسى جاءت هادئة بتوجهات صريحة للأخذ بالحلول السياسية ورفض الحل العسكرى لأى أزمة والأخذ بالحوار لإيجاد مخرج للأزمات، علينا أن نفيق، المنطقة بها ما يكفيها من اضطرابات وأزمات، أى حرب سيكون لها ثمن باهظ سوف ندفعه جميعا لسنوات طويلة تؤدى إلى نفاد المال والنفط والضياع. تحيا مصر.