تسبب زوج الأم «أحمد.م» 28 سنة نجار مسلح، بإحداث إصابات خطيرة فى الطفل - ابن زوجته - واعترف فى محضر رسمى بأنه كان يقصد تأديبه لأنه كثير الحركة والشغب، وتسبب فى تعكير صفو العلاقة الحميمية بينه وبين زوجته، مما دفعه للانتقام من الطفل نتيجة فشله فى إقامة علاقة جيدة(!) ربما تكون الحكاية السابقة ليست الأولى ولا الأخيرة التى تتردد على مسامعنا.. لكن الخطير فى الأمر هو أن القانون المصرى لا يحتوى على مواد تحمى الأطفال، وتوقع عقوبات رادعة على منتهكى حقوقهم. أحمد مصيلحي، المحامى ورئيس شبكة الدفاع عن الأطفال. كشف أنه لا توجد مادة فى القانون تتعلق بتعذيب الأطفال.. وقضايا ضرب وتعذيب الأطفال، تتحول إلى جنحة قد لا يتجاوز الحكم فيها 3 سنوات، وإذا تسبب الضرب فى عاهة مستديمة فقد تصل العقوبة إلى 5 سنوات سجنًا، وبالتالى ليس هناك وجوب لحبس المتهم أو المتهمة احتياطيا، ويجرى إخلاء سبيله. يتابع: «قانون الطفل لعام 96 تم تعديله عام 2008 ليشمل مادة الاستغلال الجنسي، بعد أن زادت تلك الظاهرة فى مجتمعنا، وعلى القانون أن يتطور طوال الوقت مع انتشار الجريمة فى المجتمع، وحاليا جريمة ضرب وتعذيب الأطفال أصبحت نمطا سائدا فى كثير من البيوت ودور الرعاية وغيرها». ويشير مصيلحى إلى أنه تم ضبط ربة منزل بالبحيرة لتعذيبها ابنة شقيقتها بمياه النار وحبسها بدورة المياه وقص شعرها. الحكاية المرعبة حدثت فى قرية كوم البركة التابعة لمركز كفر الدوار. أهالى فى القرية عثروا على الطفلة «حبيبة» بدورة مياه وبها آثار تعذيب وقص شعرها. أحد الشباب قام بتصوير فيديو للبنت وأرسله للمباحث فتم القبض على خالة البنت المسكينة. الخالة اسمها «سناء مرسي» ربة منزل، وقامت باستلام الطفلة حبيبة هى وشقيقها الطفل كريم المختفى حتى الآن، بموجب محضر تعهدت بالحفاظ عليهما. ويتساءل مصيلحى: ماذا لسناء بعد القبض عليها؟ ويجيب: «ولا أى حاجة».. بالقانون سناء ستخرج من النيابة، ولن تعاقب على فعلتها الشنعاء!! حبيبة ليست وحيدة فى طابور تعذيب الملائكة الصغار، حبيبة لها أقارب بعدد شعر رأسها المقصوص عنوة. مثل الطفل «محمود» البالغ من العمر 5 سنوات، والمقيم ب «عرب العيايدة» بمحافظة القليوبية. محمود تعرض لكمية تعذيب فوق مستوى العقل والاحتمال، من الأم وزوجها الجديد، حيث تعرض للكى بالنار فى عضوه الذكري، وخلع أظافره، وإطفاء السجائر فى وجهه وصدره. ومن الخانكة كمنطقة شعبية إلى القاهرة الجديدة حيث يعيش الناس «الهاي».. زوجة الأب القاضى الذى من المفترض أن يحكم بين الناس بالعدل، لم تراع ضميرها، اعتدت على ابن زوجها بالضرب وعذبته داخل غرفة بالمنزل، واكتشفت الحكاية الإخصائية الاجتماعية بمدرسة للغات فنقلت الطفل إلى المستشفي، بعد اكتشافها إصابته بالعديد من الكدمات والجروح بالجسم. كما ألقت الأجهزة الأمنية بالقاهرة، القبض على ربة منزل أقامت حفلة تعذيب لنجلتها بالحرق؛ بسبب قيامها بالتبول على نفسها فى السلام. شرطة النجدة، تلقت بلاغا من عزة سيد، ربة منزل، بتضررها من جارتها رنا يحيي، ربة منزل؛ لتعديها عليها بالسب لدى معاتبتها على ضربها لنجلتها الطفلة «جودي»، 4 سنوات وحرقها بالمكواة، وإحداث إصابتها، ونقل الطفلة المصابة إلى المستشفى. تم ضبط المتهمة، وبمواجهتها، اعترفت بارتكاب الواقعة، وحرق نجلتها، بسبب التبول على نفسها. وفى منشأة ناصر تعدى أب على ابنه بالضرب حتى سقط ميتا وقال فى التحقيقات: «أنا صعيدى والغضب عمانى كنت بضرب مراتى لأنها لم تسمع كلامى وخرجت واختلطت بالجيران لكنها هربت منى فطلعت غضبى كله فى ابنى الصغير». ومن الماء البارد إلى الماء المغلي، تجردت أم وزوجها من المشاعر الإنسانية، بعد أن تركت زوجها يعذب ابنتها، بإلقاء الماء المغلى عليها، وقص شعرها دون أن تحرك ساكنا. الطفلة تدعى «ريتاج» 5 سنوات وقامت والدتها وتدعى حميدة، 28 عاما، ربة منزل «مطلقة من والد الطفلة» ومتزوجة من «رضا. م.خ» 27 عاماً، بتعذيب الطفلة بهذه الطريقة البشعة. ويؤكد مصيلحى أن ما يظهر من انتهاكات للعلن لا يمثل شيئا ومازالت الحوادث التى لم تعلن تمثل فوق %90 تبدأ من ضرب وتعذيب للأطفال وتنتهى باستخدام الأطفال فى تجارة المخدرات والدعارة وأحيانا بيع الأطفال أنفسهم. الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس قال إن هناك العديد من أساليب التربية المعروفة وأسوأها أسلوب القهر، وهو الأسلوب الذى يؤثر على الأطفال بشكل كبير فى سلامتهم النفسية بعد ذلك. وأضاف: مثل هؤلاء الآباء، والأمهات عانوا حرمانًا عاطفيًا وعدم اهتمام وتربيتهم كانت قاسية، مشيرا إلى أن الأطفال الضحايا لهذه التربية سيصابون بالانطوائية الشديدة والعدوانية. وتابع: هؤلاء الآباء والأمهات يعتبرون شخصيات سيكوباتية لعدوانهم الشديد واضطراباتهم النفسية وأن علاجهم شبه مستحيل لأنهم لا يمتلكون تأنيب الضمير ولا توجد لديهم مشاعر توجههم. ويشير إلى أن أول 5 سنوات فى حياة الطفل هى أهم خمس سنوات فى حياته، إذ تتشكل خلالها كل السمات الأساسية للشخصية، إضافة إلى أن الحياة التى يعيشها الطفل لابد أن تحتوى على أمرين أساسيين كى ينمو نموًا سويًا أول أمر الحب واللعب، والأمر الثانى التغذية المناسبة. وأشار إلى أن الآثار السلبية لهذا العنف والقسوة كثيرة جدا خاصة أن افتقاد الطفل للحب يكون بداخله نزعات مضادة للمجتمع ويظهر ذلك فى الاضطراب النفسى لدى الأطفال الذين يقومون بتعذيب القطط والكلاب على سبيل المثال أو يقومون بسرقة زملائهم ويشربون السجائر فى سن صغيرة والاضطراب هنا يعرف ب«جنوح السلوك». وتابع: إن من الآثار السلبية أيضا تكوّن الشخصية العدوانية داخل الطفل وهى على سبيل المثال أن يقوم الطفل بضرب آخر دون الإحساس بوخز الضمير. وشدد على ضرورة أن يذهب الأطفال الذين تعرضوا للعنف للعلاج النفسى وإلا سيكون لدينا مشروع مجرم يتلذذ بإيذاء الآخرين فيصبح لامانع عنده من التعذيب مع الضرب وليس الضرب فقط، حيث يتلذذ الطفل بالمعنى المعتاد «بشفى غليلي» وهذه الشخصية تعرف بالشخصية السيكوباتية. وأشار إلى أن الحالة تستدعى تأهيلا حتى نقلل من حدة كونه إنسانا مضادا للمجتمع.