أذاعت قناة «نور الشام» خطبة صلاة يوم الجمعة 25 أغسطس 2017، والتى قال فيها خطيب الجامع الأموى الكبير بدمشق: «من فاته أن يحج إلى بيت الله الحرام فليقف على قاسيون»، وجبل قاسيون كان متنزهاً لسكان دمشق، ويسمى بجبل العشاق. ومع سخافة الدعوة، إلا أن بعض المسلمين يقومون فعلاً بتأدية شعائر الحج فى أماكن أخرى غير مكة مثل الأضرحة، مستندين لخرافات تدعى أن زيارة تلك الأضرحة تساوى الحج إلى مكة. ومن هؤلاء من يقفون على جبل «حميثرة» بالبحر الأحمر فى مصر، ويذبحون الأضاحي، ويقضون عيد الأضحى فى ساحة أبوالحسن الشاذلى غرب مرسى علم. ويتوجه الشيعة لقبر الحسين بكربلاء فى العراق، ويقولون: «إن الله يبدأ بالنظر لزوار قبر الحسين عشية عرفة قبل نظره لأهل الموقف بعرفة». وفى حضرموت باليمن حددوا موعداً سنوياً لزيارة قبر النبى هود عليه السلام، وأداء المناسك عنده. وفى مدينة «أسفي» بالمغرب يزور عدد كبير ضريح «سيدى أشقال»، لأداء المناسك من طواف ووقوف بالجبل وتقديم الأضاحي، ويسمونه حج الفقراء. وفى مدينة «توبة» شمال شرق السنغال، وتعرف باسم «مكة الإفريقية»، يجتمع أكثر من مليون مسلم من كل أنحاء العالم لتأدية المناسك. هؤلاء وغيرهم يحققون رغبة «أبرهة الحبشي» ملك اليمن عندما بنى معبداً ليصرف الناس عن الحج للكعبة، وبعدها ذهب لمكة ليهدم الكعبة فى عام الفيل. فى الجاهلية كان العرب يقدسون قبور الأولياء «الأنصاب»، ويعبدون تماثيل للأولياء «الأصنام»، ويزعمون أنها تقربهم لله: (..وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَي..) الزمر 3. والقرآن الكريم يأمرنا باجتناب الأصنام: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) الحج 30، واجتناب الأنصاب: (..إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ..) المائدة 90. والاجتناب يعنى أن تبقى التماثيل والأضرحة قائمة ولكن بدون تقديس، والمشكلة ليست فى الأصنام والأنصاب، المشكلة فى العقلية التى تصنعهما ثم تعبدهما، والقرآن الكريم يحض على أن يعقل الناس حتى يتركوا عبادة الأصنام والأضرحة، وينتهى تقديسهما ويصبحان مجرد تماثيل وقبور.