استهلت مصر فى الآونة الأخيرة عودتها للريادة واستعادة دورها الإقليمى والدولى بعدد من المؤشرات التى لا تدع مجالا للشك بأنها دولة قادرة على تخطى الصعاب بعظمة شعبها الذى تصدى بإرادة الأبطال لجميع محاولات إسقاط الدولة وإفشالها من قبل أجهزة مخابرات دول استخدمت عملاءها وجماعات التطرف كأدوات فى تحقيق مخططها الشيطانى. إلا أن مصر تتعافى وتفضح المؤامرة لتعود لدورها الإقليمى ومسئولياتها التاريخية فى المنطقة والعالم، فتخطو بنجاح خطوات جادة لتقليم أظافر الإرهاب والدول التى تدعمه وتتصدى لمحاولات تمويله، وتجلى ذلك فى تكاتفها مع أشقائها العرب فى تحجيم وفضح دويلة «قطر»، التى خرجت بلا عودة عن الإجماع العربى واختارت أن ترتمى فى أحضان عباءة ملالى إيران والأغا التركى لتسقط عنها عروبتها بيدها وينكشف وجهها الحقيقى كداعم رئيسى وممول للعمليات الإرهابية فى المنطقة بالشراكة مع أجهزة مخابرات عالمية تسعى لتدمير الدول العربية وتفتيت منطقة الشرق الأوسط. وفى إطار حكمة السياسة الخارجية لمصر والحفاظ على العمق الاستراتيجى تسعى وبقوة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فى ليبيا وسوريا وانتشالهما من مستنقع الإرهاب والتطرف من خلال تقريب وجهات النظر بين جميع الفرقاء والالتفاف حول مائدة حوار إيمانا منها بدورها وضرورة الحفاظ على هذه الدول الشقيقة وحفظ دماء الأبرياء فتمكنت من خلال مساعيها من وقف القتال فى عدد من المدن السورية وإدخال المساعدات الإنسانية لآلاف الأسر من الأطفال والنساء والعجائز الذين يتربص بهم الموت فى كل لحظة وتتجه فى الوقت نفسه الأوضاع فى ليبيا إلى مسار صحيح وبداية طريق الاستقرار ومؤخرا تمكنت مصر فى بداية توليها لرئاسة مجلس الأمن من استصدار قرار بوقف تمويل الإرهاب بالسلاح لحقن دماء الأبرياء فى مناطق مختلفة من العالم خاصة منطقة الشرق الأوسط. وعلى المستوى الداخلى توجه ضربات متلاحقة للإرهاب فى سيناء رغم سقوط شهداء من زهرة شبابها الذين عاهدوا الله على حماية الوطن. الدماء غالية إلا أنها ثمن لتبقى الأغلى مصر.