رسائل دعم من الرئيس اليوناني للسيسي    إصابة ضباط وجنود إسرائيليين في كمين محكم نفذته المقاومة داخل رفح الفلسطينية    الزمالك يعلن فسخ التعاقد مع المدرب البرتغالي بيسيرو بالتراضي    مدرب برشلونة يفتح النار على التحكيم بعد الخروج الأوروبي    التايكوندو يتوجه للإمارات للمشاركة في بطولة العالم تحت 14 عام    مديرية العمل بالإسماعيلية تعقد ندوة فى المنطقة الصناعية عن مخاطر الإدمان    النيابة تعاين مدرسة المعلم المتهم بالاعتداء على 3 طالبات في الإسكندرية    ضبط المتهمين في واقعة تعذيب وسحل شاب بالدقهلية    إطلاق قافلة مائية مجانية لخدمة أهالي قرية أبو الشقوق بالشرقية    طلعت مصطفى تحقق 160 مليار جنيه مبيعات خلال 126 يومًا    «تموين القاهرة»: سحب 30 عينة عشوائية من المواد البترولية لتحليلها    جدول امتحانات الصف السادس الابتدائي 2025 الترم الثاني بمحافظة القاهرة    بدء اجتماع "محلية النواب" لمناقشة عدد من طلبات الإحاطة    كيف يتم انتخاب البابا الجديد؟    مصرع تاجري مخدرات في حملة أمنية بقنا    ب6 سيارات إطفاء.. السيطرة على حريق مصنع بلاستيك بالقناطر الخيرية    قبل «دم على نهد».. مسلسلات ل«هند صبري» مستوحاه من روايات    «الصحة» تستقدم خبيراً مصرياً عالمياً في زراعة الأعضاء    المستشار الألماني الجديد يبدأ أول جولة خارجية بزيارة فرنسا    البابا تواضروس: الأم تريزا ومجدي يعقوب شخصيات بنت جسور المحبة بالفعل وليس الكلام    «مستقبل التربية واعداد المعلم» في مؤتمر بجامعة جنوب الوادي    وزير العمل يُعلن بدء التقديم في مِنح مجانية للتدريب على 28 مِهنة بشهادات دولية    «طالبوا ببيعه».. جماهير برشلونة تنتقد أداء نجم الفريق أمام إنتر في دوري أبطال أوروبا    تقارير: بايرن ميونخ يرغب في التعاقد مع باتريك شيك    انخفاض أسعار «البامية والبطاطس والبطيخ» بأسواق المنيا اليوم الأربعاء 7 مايو    زيادة قدرتها الاستيعابية.. رئيس "صرف الإسكندرية يتفقد محطة العامرية- صور    صعود جماعي لمؤشرات البورصة ببداية جلسة اليوم    وزير التعليم العالي يستقبل وزير خارجية جمهورية القمر المتحدة.. تفاصيل    عمال مصر .. أيادٍ كريمة وإرادة لا تعرف المستحيل    قرار هام من المحكمة بشأن المنتجة سارة خليفة وآخرين في قضية تصنيع المخدرات    الداخلية: ضبط 507 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    ضبط 49.2 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    وزير الري: توظيف أحدث التكنولوجيات للتعامل مع تحديات المياه    رغم مرور 22 عاما على عرضه، فيلم "سهر الليالي" يرفع شعار "كامل العدد" بالسينما اليوم    غداً.. صناع فيلم «نجوم الساحل» ضيوف منى الشاذلي    روجينا تهنئ رنا رئيس بزفافها: "أحلى عروسة وأحلى أم عروسة"    مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يفتح باب التقديم لمشاريع "ملتقى القاهرة السينمائي"    مخرج «لام شمسية» يكشف السبب وراء اختلاف أسماء الحلقة 14 وتأخر عرض الأخيرة    وائل غنيم يعتذر لتركي آل الشيخ ويعلن توبته: «ظلمت نفسي وسأعيد الحقوق لأصحابها»    هل انكشاف أسفل الظهر وجزء من العورة يبطل الصلاة؟.. الإفتاء توضح    شقيقي عاجز عن دفع مصاريف مدارس أولاده فهل يجوز دفعها من زكاة مالي؟.. عالم أزهري يجيب    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    جامعة بنها: توقيع الكشف الطبي على 80 حالة بمدرسة المكفوفين    صندوق مكافحة وعلاج الإدمان يعلن عن وظائف شاغرة    أحمد سليمان: هناك محاولات ودية لحسم ملف زيزو.. وقد نراه يلعب خارج مصر    الأسباب والأعراض    حظك اليوم.. مواليد هذه الأبراج «شباب دائم» لا تظهر عليهم الشيخوخة هل أنت من بينهم؟    كندة علوش: تكشف «رد فعلها في حال تعرضها لموقف خيانة في الواقع»    قانون الإيجار القديم أمام البرلمان.. الحكم الدستوري لا يحرر العلاقة بل ينظمها بعد عقود من الظلم    أسامة ربيع: توفير الإمكانيات لتجهيز مقرات «الرعاية الصحية» بمواقع قناة السويس    الأزهر يصدر دليلًا إرشاديًا حول الأضحية.. 16 معلومة شرعية لا غنى عنها في عيد الأضحى    مصيرهم مش بإيديهم| موقف منتخب مصر للشباب من التأهل لربع نهائي أمم أفريقيا    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    بيدري منتقدا الحكم بعد توديع الأبطال: ليست المرة الأولى!    ما حكم إخراج المزكى زكاته على مَن ينفق عليهم؟.. دار الإفتاء تجيب    ترامب: لا يمكن لإيران أن تمتلك أسلحة نووية ولن يبقى أمامنا خيار إذا سارت في طريق آخر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا تبقّى من القومية العربية؟

بعد انتهاء الحقبة الناصرية وتراجع مشروع القومية العربية بعض الشيء، ظهرت مطامع استعمارية لتقسيم المنطقة وهنا فُرضت مطامع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير والذى بمقتضاه يُعاد تقسيم الأقطار العربية.
بدأت المخططات بسقوط العراق وبعدها التكالب على سوريا وهنا خاضت أمريكا الحرب بالوكالة بأن اعتمدت الجماعة الدينية المتطرفة كالإخوان فى تنفيذ مخططاتها وإحلال الفوضى فى البلاد، ولم تقتصر مشروعات التقسيم على سوريا وحدها، بل امتدت لليبيا وتونس وغيرهما.
لم تجد أمريكا الفرصة سانحة للهجوم على هذه الدول سواء بالنموذج الذى اتبعته فى العراق، أو الحرب بالوكالة كالذى حدث فى سوريا، إلا عندما تراجعت القومية العربية بعض الشيء.
المفكر القومى والسياسى أحمد الجمال قال: إن القومية العربية فكرة إنسانية والأفكار الإنسانية لا تنتهى ولا تفقد صلاحيتها بمرور الزمن، وخاصة إذا كانت الظروف التى أوجدتها لازالت قائمة، والمشروع القومى كان نتيجة لظروف سياسية واقتصادية واجتماعية وحضارية وثقافية أدت إلى ظهوره وازدهاره فى عهد عبدالناصر، ونستطيع أن نقرأ هذه الظواهر كما نقرأ الخطوط البيانية التى لها مسارات صعود وانحدار، مثل الفترة التى نعيشها الآن.
وأضاف «الجمال»: إن الحل الحقيقى للخروج من الأزمات السياسية الموجودة حاليًا وعلى رأسها الإرهاب هو القومية العربية، فهناك تقليد لفكرة القومية فى التحالف المصرى السعودى الإماراتى البحرينى لمواجهة الإرهاب، والتحديات المفروضة على الأمة العربية لا زالت قائمة ولا يمكن مواجهتها إلا عبر مشروع قومى.
موضحا: إن أى دولة لا تستطيع تحقيق أمن المنطقة ككل بمفردها، ومن الضرورة الأمنية والثقافية والاجتماعية توفير المشاريع الفكرية والسياسية لمواجهة المؤامرات.
والمخرج الوحيد من المأزق الذى يمر به العرب هو الاعتماد على شقين هما الوطنية والقومية، والعالم كله يسير فى نفس الاتجاه، فالفكرة القومية لم تنتف من العالم، لكن يجب أن تقوم على أساس وطنى فيتماسك الوطن من داخله.
ورغم أن التاريخ لا يعرف المؤامرة، إلا أن محو القومية العربية أمر مستهدف من كثيرين، فقد ارتبطت بعض الدول العربية بأمريكا وإسرائيل ونتيجة تحقيق مصالحها تخلت عن القومية العربية، والفئات التى تحارب القومية العربية هى أمريكا والمشروع الصهيونى والإرهاب والإخوان، وستعود القومية العربية بتماسك الأوطان وأن يتم بناء حركة وطنية سليمة بكل قطر عربى تعرف الأولويات والأهداف وكيفية الوصول لهذه الأهداف.
الكاتب عبدالله السناوى أكد أن القومية العربية ليست اختراعاً لجمال عبدالناصر وليست ناصرية فهى فكرة تمثل العرب جميعًا، وهى تصل بهم للتحرر من تجزئة الهوية العربية والتحرر من الاستعمار والاحتلالات ومواجهة الكيان الصهيونى، فهى قضية نشأت وتطورت فى ظل الحاجة إليها، موضحًا: لا أحد ينكر أن عبدالناصر أعطى للقومية العربية دفعة قوية لتطبيقها على أرض الواقع من الاتحاد بين سوريا ومصر، كنقطة بداية للوحدة العربية، ورغم إخفاق التجربة بعد ثلاث سنين ونصف نتيجة تعرضها لمؤامرات، والتى أدت للقضاء على تلك الوحدة حتى لا ينشأ من خلالها دولة كبرى، إلا أنها مازالت ملهمة للعرب بضرورة اتحادهم والوقوف كيد واحدة، وأحيانًا تتضح قيمة الأشياء بعد زوالها، واليوم نحن فى ظروف مختلفة، فالعالم العربى يواجه التفتيت الذى طال السودان وسوريا والعراق وقد يمتد لدول عربية أخرى بلا استثناء، وفكرة الجامعة العربية أصبحت هامشية وتصدر قراراتها لصالح دول إقليمية كتركيا وإيران وأثيوبيا، فنحن الآن نحتاج لرد اعتبار العروبة والوحدة العربية وإثبات هويتنا الثقافية ورد اعتبار فكرة أن هناك مصالح مشتركة بين الدول العربية، وأن هناك أمة عربية واحدة تتعرض لمخاطر واحدة، ولنا فيما يحدث بسوريا والعراق عبرة.
وتابع: نحن نحكم على الأمة العربية بنهايات مأساوية إن استمررنا فى التخلى بالتمسك بالقومية العربية، الظروف الحالية مشمولة بانقسامات كبيرة بين الدول العربية نتيجة تمسك كل منهم بمصلحته الشخصية وتجاهله للمصلحة العامة للوطن العربى، ويجب التأكيد أن الأفكار لن تموت مهما حاول الأعداء محوها والثقافة العامة لدى الكثير من العرب أن نقطة التحول الرئيسية هى هزيمة 1948، وبعدها بدأت إسرائيل منذ ذلك الحين بتقسيم العالم العربى، لكن هناك عشرات الوثائق تؤكد أن إسرائيل كانت تسعى لإنشاء الدولة العبرية منذ عام 1948، لكن مع بروز الدور المصرى منذ 1956 بقرار التأميم جعل مصر من أهم دول العالم، وأدى لدفع مصر بقوة للأمام وبرز مشروع الوحدة العربية، وفكرة الوحدة والمصير العربى.
وأضاف «السناوى»: هناك صراع سياسى بين الاشتراكية العربية أم تطبيق عربى للاشتراكية، مصر رأت بعهد عبدالناصر ضرورة توفر الاشتراكية العربية بمعنى ضرورة المشاركة بين الدول العربية فى ثرواتهم، وفيما يتعلق بالوحدة العربية كان ترتيب الشعار محور الصراع، حرية واشتراكية ووحدة فكان ناصر يرى أنه يجب أن تتحرر الشعوب ثم تتشارك فى الثروات ثم تتحد من خلال الوحدة العربية، وكان حزب البعث يرى أن يجب أن نصل للوحدة العربية ثم نحرر الشعوب ثم نتشارك فى الثروات، وهو أمر غير منطقى فكيف تتحقق الوحدة ونحن مستعمرون، وبالتالى فالصراع الأيديولوجى كان موجوداً، لذلك فكرة الوحدة العربية كانت قوية جدًا، لكن الاختلاف فى التفاصيل كثير جدًا، وضرب الوحدة العربية كان أحد مقدمات هزيمة 1967 وتعبير عبدالناصر بأن أول دبابة تحركت فى الانفصال بين مصر وسوريا هى أول دبابة دخلت سيناء، ونأتى بعد 1973 تحدث توفيق الحكيم عن ضرورة حياد مصر وبدأ الإعلام والدعاية التحدث أننا لا شأن لنا بالقضية الفلسطينية، وهذا الكلام كان المدفعية الثقيلة أمام الوحدة العربية، وخطوات تراجع متسارعة مخططة بعد الترابط العربى الذى حدث بحرب 1973، والتى كانت متصلة بها كل الوحدات العسكرية بكل الدول العربية، وفكرة تجزئة العالم العربى وإضعافه والتشكيك فى هويته هو أحد المحركات الكبرى لما وصلنا إليه من انهيارات وعدم تجديد فكرى أو سياسى، ورغم عدم موت الأفكار إلا أنها تضعف فى فترات من الزمن، وللأسف الجامعة العربية تكريس للتجزئة وليست مشروعاً للوحدة.
الوحدة العربية والقومية العربية ليست شعارات، لكنها فكرة يمكن تطبيقها، فمحاولة تكوين دولة كبرى من كل الدول العربية، فقد ترأس عبدالناصر سوريا قبل أن تطأ قدمه دمشق، فهناك أجيال ضحت بحياتها دفاعًا عن هذه الفكرة وهناك أجيال اعتقلت دفاعًا عن هذه الفكرة، وهناك انقلابات عسكرية تمت باسم الوحدة العربية، بحجة الوصول للهدف الأعلى والأسمى وهو تأسيس اتحاد عربى تشارك فيه كل الدول العربية.
القيادى الناصرى وعضو البرلمان السابق أمين إسكندر قال: إن مشروع القومية العربية تعرض لضربات جسيمة من أعدائه وهم الحركة الصهيونية، وخصومه وهم أصحاب المشروعات الأخرى سواء أصحاب القوميات الدينية الذين تعاونوا مع الاستعمار فى الوقوف أمام تطبيق مشروع القومية العربية أو من ينادون بتنفيذ مشروع التجزئة «الإقليميين القطريين»، لكن على أرض الواقع عادت القواعد العسكرية الأجنبية إلى معظم الأقطار العربية بعدما تم تحريرها واستقلالها، فقد قام عبدالناصر بدور عظيم فى تحقيق الاستقلال لكل الدول العربية فمصر رائدة القومية العربية، لكن مع توقيع اتفاقية مع دولة الكيان الصهيونى، وأيضا مشروع الإسلام السياسى الذى جاء محمولاً على ظهر الاستعمار ومتفاهمًا ومتناغمًا مع الكيان الصهيونى، وقدم له أبناؤه الإسلاميون ليعاونوه فى مشروعات تفتيت المنطقة العربية بالكامل، وتحويلها إلى طوائف متضادة، كما يحدث الآن فى العراق وسوريا واليمن ومصر حينما تولى الإخوان السلطة.
وأكد أن بزوغ مشروع الإسلام السياسى جاء على انهيار جسد مشروع القومية العربية، وساهم المثقفون فى توجيه تلك الضربات للقومية العربية إما عن وعى أو جهل، فمن ربط بين القومية العربية والإسلام ساهم فى تلك الضربات، والذى تفاهم مع تجزئة البلدان العربية وقبل فيها ساهم فى توجيه تلك الضربات، والذى وافق على وجود قواعد عسكرية أجنبية ببلدان العربية.
وفكرة القومية العربية لم تمت ولازالت هى المنقذ مما نحن فيه اليوم، فالعرب بلا قومية عربية يصبحون مجزئين ولا يشاركون سوى فى أدوار تضرهم أكثر مما تنفعهم، والأمر واضح وبين بكل البلدان العربية من خلال الشتات والانقسام بين أبناء الشعب الواحد، مواجهة ضربات المتأسلمين بالعصر الحديث لم تتم إلا من خلال رفع شعار القومية العربية والعروبة، ومما لا شك فيه أن المؤمنين بشعار القومية العربية لابد أن يتكتلوا ويجتمعوا لإحياء هذا المشروع.
وأضاف أن المعاناة التى تعانيها الأقطار العربية تحدث نتيجة تخليها عن فكرة القومية العربية، والشيء الملفت للنظر أن مصر تخلت عن دورها القيادى فى القومية العربية، بعد أن كانت أول من نادت به من خلال جمال عبدالناصر، وإن لم نكن قوميين سنصبح طائفيين مجزئين، وستنقسم الشعوب بين سنة وشيعة أو مسلمين ومسيحيين أو أى فئتين من فئات الشعب.
مشيرًا إلى أن نظام عبدالناصر وفهمه لفكرة الأمن القومى العربى والقومية العربية فى مواجهة التجزئة كان داعمًا قوياً لفكرة القومية العربية وحينما خرجت مصر عن دورها العربى باتفاقية كامب ديفيد التى وقع عليها السادات ظهر الجانب الإسلامى، وظهر من نادوا بضرورة وجود قواعد عسكرية أجنبية بالبلدان العربية، وظهر الصراع الداخلى بين المذاهب المختلفة والفرق، لأن الشعار الذى كان يجمع الأمة العربية اختفى، وبعدها تراجع فكرة العروبة لصالح المشروع الطائفى والتقسيمى ظهر من يقول نحن وحدنا ولا علاقة لنا بما يحدث بباقى الدول العربية، بل واتهم البعض الفلسطينيين أنهم باعوا أرضهم، والجميع تخلى عن القضية الفلسطينية التى كانت القضية المجمع للعرب بالسابق، وحدث انتصار للثورة الإيرانية ونتج عن ذلك بروز لما يسمى المشروع الإسلامى السياسى، وتبين بعد ذلك أن صعود هذه التيارات جاء برضا بل تدبير الكيان الصهيونى.
وظهرت الدول العربية التى بحثت عن أمنها الخاص من خلال العدو الصهيونى أو التى بحثت عن حمايتها من خلال العدو الصهيونى.
لم يبق سوى تقديم المشروع القومى العربى فى إطار فهم قضيتين بشكل عصرى الأولى هى قضية الديمقراطية وتداول السلطة، فالعروبة قدمت إحدى الفترات بمنطق الانقلاب العسكرى والتغيير الثورى، وأرى أن العروبة لا يمكن أن تنفصل عن الديمقراطية وتداول السلطة، والثانية هو التراكم من أجل أن يحدث التغيير الحقيقى، وليس التغيير قفزًا على معدلات الواقع، ويجب إحداث تهيئة للناس من خلال تكوين شبكة من المشروعات التى تساعد القائمين على فكرة الوحدة العربية بكل الدول العربية على إحيائها بمعنى توفير شبكة مواصلات عربية أو شبكة طرق عربية أو مشروعات اقتصادية مشتركة أو توحيد المناهج التعليمية.
المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى قال إن الخلفية التاريخية للقومية العربية بدأت من أواخر القرن التاسع عشر، كوسيلة للاستقلال عن الدولة العثمانية التى كانت تحتل البلاد العربية جميعها من القرن السادس عشر، وتشكلت جمعيات كثيرة، وظهرت صحف ومجلات تتحدث عن الرابطة العربية والقومية العربية، وتم إنشاء جامعة الدول العربية عام 1945 كمدخل لتحقيق الوحدة العربية، لكن الإنجليز الذين كانوا وراء فكرة الجامعة العربية لم يكن هدفهم إقامة دولة عربية واحدة، لكن كانت تهدف للسيطرة على البلدان العربية كاملة من خلال منظمة واحدة، ومع قيام ثورة يوليو الذى أعطت للقومية العربية بعدًا تطبيقيًا وحياتيًا حينما تبناها الرئيس جمال عبدالناصر ودعا إلى الوحدة العربية وتم تحقيقها بشكل جزئى من خلال الوحدة بين مصر وسوريا 1958، وتمت محاربتها من القوى الغربية التى ترفض إقامة دولة عربية واحدة، لأن هذا يؤدى إلى تعطيل مصالح الإمبريالية العالمية فى منطقة الشرق الأوسط التى تتمتع بجغرافية مدارية تتميز بتنوع الغلات، فالغرب وإنجلترا كانوا يريدون منطقة الشرق الأوسط سوقًا لتسويق الغلات، ووسيلة تحقيق هذا هو الإبقاء على التخلف الاقتصادى وعدم تحقيق وحدة وطنية بين البلدان العربية، ولذلك تآمروا على هذه الوحدة حتى انتهت 1961، ومع ذلك كان جمال عبدالناصر ينادى أنه لا يهم وحدة الصف، لكن الأهم وحدة الأهداف، فحينما يتحد الهدف سنصل لكوننا جميعًا صفا واحدا مع مرور الوقت، مثل أوروبا وأمريكا اللذين لهما هدف واحد يظهرهم كأنهم دولة واحدة، وتلك الأمور لم يعبأ بها كثير من الدول العربية نتيجة دعم إنجلترا وأوروبا وأمريكا لتفتيت العلاقات بين الدول العربية لمحو القومية العربية من الوجود، حتى تحتفظ كل بلد بثروتها بدون التقارب من البلدان العربية الأخرى، فإنشاء الولايات العربية المتحدة بالنسبة لهم يمثل خطرًا كبيرًا على المصالح الأوروبية، والزعماء العرب فى الأردن والمغرب وتونس أضعفوا الوحدة العربية وجعلوها فى حكم العدم، القومية العربية لا يوجد سياسات تقترب من تحقيقها لأن الغرب يحول دون تحقيقها، فأمريكا حينما احتلت العراق صدر دستور العراق ينص على أن العراق دولة فيدرالية، والعرب أحد مكونات هذه الدولة فلا ينبغى أن تقول العراق العربى، وبالأزمة السورية يريدون وضع دستور لسوريا باسم الجمهورية السورية فقط بدون ذكر كلمة عربية، وليبيا يتم إعادتها إلى عزلتها الأولى، والعرب لا يدرون من أمرهم شيئًا، ولا يدركون ما وراء السطور ولا ما وراء الكلام، فمشروع القومية العربية رغم انهياره إلا أنه لم يختف، فلا زال هناك ما يتحدث عن العروبة، وستعود القومية العربية بوجود قيادات عربية تتحرر من التبعية للغرب الإمبريالى سواء أمريكا أو إنجلترا أو أوروبا، فما يحدث اليوم هو تفكيك كل الدول العربية إلى جزيئات حتى تنعدم فكرة القومية العربية.
فاروق العشرى عضو منظمة الشباب والطليعة والاتحاد الاشتراكى فى عهد عبدالناصر قال إن القومية العربية هى الانتماء بالوجدان واللغة والمصالح المشتركة والتاريخ المشترك الذى يربط بين الفرد والبقعة الجغرافية التى ينتمى إليها.
والعرب حاليًا يتم تفتيتهم ويجب أن نضع أيدينا بأيد بعض حتى ندافع عن أنفسنا مجتمعين، لأن الغرب يريدون لمنطقة الشرق الأوسط أن تفقد هويتها العربية، وهيمنة الكيان الصهيونى على مفاصلها.
وتابع: القومية العربية تتضمن ثقافة وفكرا وعقيدة وأدوات الدفاع عن النفس والجذور التى تربط الشخص بالمنطقة العربية، فى مواجهة الصراع مع القوى الصهيونية العالمية التى تريد أن تسيطر على المنطقة العربية بأثرها.
وأطماع الآخريين والنظام الرأسمالى المدمر والعولمة التى تريد أن تزيد من الهوية الثقافية العربية، لكن لم ينجح أحد فى كسر جماح القومية العربية، رغم أن البلدان العربية تمر بمرحلة ضعف وفقدان للانتماء الحقيقى للوطنية والقومية وذلك يحدث نتيجة الضغوط الاستعمارية، فالبلاد العربية أصبحت تحتمى بالاستعمار، سواء كانت بريطانيا أو أمريكا، ومشيرا أن فكرة القومية العربية لم تمت، وهناك الكثير من التجمعات الوطنية تتحرك فى إطار إحياء القومية العربية مرة أخرى، فيوجد هيئات التجمع العربى والإسلامى لدعم المقاومة ضد الظلم والاستغلال والهيمنة وسيطرة الولايات المتحدة وإسرائيل على العالم، وللملتقى العربى لمواجهة الصهيونية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.