ليس ما ينادى به المجددون غريبا. لا من السابقين.. ولا من الذين سيظهرون بأفكار جديدة فى العقيدة الإسلامية مستقبلاً.. الدين مستمر وتطور المجتمعات مستمر أيضا.. نزل الإسلام فى عصر مضى.. وتغير، فهم المسلمون الأوائل الدين بطريقة، وفى عصورنا مفترض أن تتغير وتختلف وتتطور تلك الطريقة أيضا. ألف باء تجديد خطاب دينى، يعنى إعادة النظر فى المسلمات الدينية. ألف باء تجديد محاولة إعادة صياغة فهم مستحدث للدين وأحكامه، وطرق استنباط تلك الأحكام. إذا كانت عصورنا مختلفة عن عصور الخلفاء الراشدين، وعصور التابعين، وتابعى التابعين، مرورا بعصور الأئمة الأربعة.. فالأكيد أن هناك دائما ما يحتاج إعادة فهم.. وإعادة تقييم.. ومؤكد هناك ما يحتاج إعادة نظر. تجديد الخطاب الدينى، يعنى إعادة الفحص لرفع كل مشكوك فيه، فى العقيدة، وفى السنة وتنقية كلما ارتبط بالدين، بحكم الزمن، وبحكم الفهم الشعبى، وبحكم تحول الفهم الشعبى لمعلوم من الدين بالضرورة. هنا مربط الفرس، وهنا أُس الأزمة.. هنا أساس الخلاف بين المشايخ وبين دعاة التجديد. أساس الخلاف هو الصراع على التراث. إسلام البحيرى مثلا دخل السجن بتهمة الدعوة إلى تنقية التراث. حبسوه لما طالب بإعادة تقييم النظرة الدينية إلى كتاب البخارى. حبسوه لأنه تكلم عن أفكار خرافية، هلامية، وقصص ليست حقيقية، وتهويمات دخلت الدين، وأصبحت جزءًا منه، واعتبرناها بمرور الوقت معلوما منه بالضرورة. أفكار حطمت عقلية المسلم، وجعلته يساوى بين الغيب وقصص الأشباح، وبين الأوامر الإلهية، وحبكات أفلام الكارتون؟ القرآن كلام الله لا جدال، لكن فهم الأوائل لكتاب الله.. تراث. اجتهادات أبوبكر، وعمر وعلى بن أبى طالب (رضى الله عنهم جميعا)، وما استخرجوه من أحكام وعقائد حسب فهمهم لكتاب الله.. تراث أيضا. ما اشتهر عن النبى (صلى الله عليه وسلم) وورد إلينا من أحاديث، منقولة عبر الزمن، أحلت، ونظمت، وحرمت، ومنعت وأباحت، كلها تراث أيضا. تراث لأننا لم نتأكد من صحتها، ولأنه ثابت لدينا أن هناك موضوعا، ومنقطعا، ومعضلا، تماهى مع الصحيح، فلم تثبت صحته، ولا تيقنا من ثبوته. الشجرة وشق الصدر الأزمة أن التراث، باستمراره، يصنع عقيدة جديدة، ودينا جديدا، وسلوكيات، وأحكاما جديدة، كثيرا لا تتطابق مع الأصل، وربما تخالفه، وتتناقض معه. تشتعل الأزمة بين المشايخ والمجددين، كلما ظهرت محاولات لإعادة النظر للتراث.. بحثا وتحريا، مع أن إعادة النظر فى التراث أصبحت فريضة. هناك قصص كثيرة ومثيرة يجب أن تخضع لإعادة الدراسة والتأصيل. مثلا: حديث جذع الشجرة الذى تكلم لما أزاح النبى (صلى الله عليه وسلم) يده عنه. جذع شجرة يتكلم ليست من أشكال التفكير الإسلامى. قصة شق الملائكة صدر النبى (صلى الله عليه وسلم) طفلا فى حاجة إلى إعادة تأويل وبحث هى الأخرى.. مثلها مثل تفسيراتنا لكثير من القصص القرآنى. لاحظ أنها ليست مجرد قصص عادية تمر، إنما هى طريقة تفكير تضع مبادئ ومسلمات دينية وأساليب للتفكير الإسلامى. لو آمن المسلمون بجذع شجرة يتكلم، لابد أن يؤمنوا بمعجزات الأولياء وكرامات أصحاب الخطوة.. وأقطاب الصوفية ومجاذيب أضرحة «يخاوون الجن»، ويكلمون الملائكة بقدرة الله! إعادة تحرى التراث يعنى إعادة النظر فى الحديث النبوى.. والصحاح، وكتب المسانيد، على اختلافها، لاستبعاد كثير مما يتعارض مع الفهم السليم للدين، والفهم السليم للعقيدة. فى البخارى، مثلا، هناك حديث أن الشمس عندما تغرب، تذهب وتسجد تحت عرش الرحمن، فتطلب أن يؤذن لها بأن تشرق، فلا تجاب، فتعيد الطلب، فلا يؤذن لها، وتعيده.. حتى يؤذن لها فتشرق من جديد. فى عصور البخارى آمنوا بالحديث، واعتقدوا فيه، لكن فى عصورنا، لم يكن الحديث منطقيا، ولا علميا، ولا متصورا. فى زماننا عرفنا أن الشمس لا تذهب تحت عرش الرحمن، لكنها تغرب من هنا وتشرق هنا.. وأن الأرض دائرية، وأنه لا علاقة بميكانيكية الغروب والشروق بما أخرجه البخارى فى صحيحه! فتنة الحديث النبوى ولد الإمام البخارى فى العام 194ه، وولد الإمام مسلم ما بين 204 و206 ه، بينما ولد الترمذى وأبوداود وابن ماجة والدرامى بعد عام 209 ه.. كلهم من الجيل الأول لأرقى ما وصلنا من كتب الحديث.. لا أحد فيهم شاهد النبى.. ولا سمع منه.. ولا حتى سمع مباشرة من الصحابة أو التابعين. الإمام البخارى رغم اجتهاده فى الرواية لم يتخط الشرط الأول من شروط «الجرح والتعديل»، أو شروط الرواية. علم الحديث فرعان. «علم الحديث دراية».. وعلم الحديث رواية. يدرس الأول شروط صحة الرواية وظروف الراوى ما إذا كان ثقة ومتمكنا من عدمه، بينما يدرس الثانى متن الحديث. يعنى الأول علم فاحص.. والثانى مجرد حفظ. من شروط علم «الحديث دراية»، ألا يعتد برواية إلا ممن سمع مباشرة من النبى، أو سمع ممن سمع مباشرة من النبى. والإمام البخارى، نقل بالسماع بعد جيلين من جيل النبى (صلى الله عليه وسلم). لم يسمع مباشرة منه (صلى الله عليه وسلم)، ولا روى مباشرة عمن سمع منه (صلى الله عليه وسلم) مباشرة. البخارى، فى الوقت نفسه، كما يرى كثير من الباحثين، خالف نهى النبى عن كتابة السنة. يعنى روى سنة، بالمخالفة للسنة. فقد ثبت بالسنة نهى النبى (صلى الله عليه وسلم) عن كتابة سنته، وحفظها.. وكان أن وقع المتمسكون بصحيح البخارى فيما حذر منه رسول الله (صلى الله عليه وسلم). لماذا خاف النبى (صلى الله عليه وسلم) من تدوين المسلمين أحاديثه؟! خاف أن يكتبوها، فيجمعوها، ويحفظوها، ثم يتداولونها فيظهر مع الزمن كتب غير كتاب الله؛ يقدسونها ويعظمونها تعظيم القرآن. لو العبرة بالسنة، فنهى النبى (صلى الله عليه وسلم) عن كتابة حديثه.. ثابت بالسنة. تكلم عنه أبوهريرة، وعبد الله بن عمر، وزيد بن ثابت وعبد الله ابن مسعود وأبوسعيد الخدرى. فى مسند الإمام أحمد، روى أبوهريرة خروج رسول الله عليهم وهم يكتبون أحاديثه؛ فسألهم عن الذى يفعلون، فقالوا إنهم يكتبون بعض حديثه ، فغضب (صلى الله عليه وسلم) وقال : «أكتاب غير كتاب الله»؟.. قال أبوهريرة: «فجمعنا ما كتبناه وأحرقناه بالنار». لدى الإمام الذهبى، عن السيدة عائشة بنت أبى بكر (رضى الله عنها ) قالت: «جمع أبى الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكانوا خمسمائة حديث؛ فبات يتقلب كثيرًا؛ فلما أصبح قال: أى بنية هلمى بالأحاديث التى عندك فدعا بنار فأحرقها». وروى عن أبى هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد بلغه أن أناسًا قد كتبوا أحاديثه؛ فصعد المنبر وقال: «ما هذه الكتب التى بلغنى أنكم قد كتبتم.. إنما أنا بشر، فمن كان عنده شيء منها فليأتنى بها».. وأحرقها بالنار. روى أبوهريرة أيضا عن النبى قال: قال (صلى الله عليه وسلم): «لا تكتبوا عنى غير القرآن ومن كتب عنى غير القرآن فليمحه». وفى المسند عن أبى سعيد الخدرى قال: استأذنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن أكتب حديثة فأبى أن يأذن لى». يروى الذهبى فى تذكرة الحفاظ عن عبد الله بن عمر قال: «خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومًا كالمودع، وقال إذا ذهب بى فعليكم بعدى بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه». السؤال: إذا كان رسول الله نفسه (صلى الله عليه وسلم) فى زمانه رفض كتابة أحاديثه؟! إذا كان (صلى الله عليه وسلم) خاف افتتان المسلمين.. خاف تقديسهم كتابا غير كتاب الله.. أو تسليمهم بأحاديث غير صحيحة، أفلا تعتبر المطالبات الحالية بإعادة فحص ما نقل إلينا منسوبا له (صلى الله عليه وسلم).. بعد كل هذه السنوات مشروعة؟! ألا يعتبر حرص دعاة التجديد فى محله؟! ألا يعتبر حرصهم على تنقية الشريعة من التراث، ومن المفاهيم الشعبية والحكايات الخرافية، بعدما اختلطت السياسة بالدين، وغيرت الأزمان كثيرا من مفاهيم الإسلام، ومعالم العقيدة، والغرض منها.. واجبا ومقبولا؟! إذا لم يكن هذا هو التجديد، فدعنا كما نحن، نسعى لإخراج العفاريت من أجسادنا فى الموالد بآيات القرآن، ونفسر الأحلام على الفضائيات بسنة رسوله، ونلقى فى الأضرحة بخطابات مكتوبة للأولياء.. طلبا للرزق والصحة والنجاح.. والذرية الصالحة. معلوم بالضرورة لماذا نحن فى حاجة إلى تجديد دينى حقيقى وسريع وبحق وحقيقي؟ لأن الإرهاب خرج من الفهم الدينى التراثى غير الصحيح. لأن الكراهية والعنصرية لغير العرب وغير المسلمين تمركزت فى الخطاب الدينى القديم، وأصبح الخطأ فى تفسير النص وظروفه، والأخذ بما يقال إنه حديث نبوى على علاته تحول إلى معلوم من الدين بالضرورة، فالنتيجة أن كثيرا قُتلوا وأحُرقوا بالنار فى سجون داعش، ومعسكرات الجهاديين المسلمين.. تقربا إلى الله، وحبا فى دين الله! التجديد ليس مجرد إعادة فهم لأحكام الكتب المقدسة، ولا هو فقط حسن التعاطى معها. والتجديد ليس مجرد إعادة تأويل النص بما يتناسب مع العصر. لا.. التجديد هو وجوب استيعاب المتغيرات العلمية العصرية، والتفكر فيها، واعتمادها حتى ولو خالفت مسلمات الكتب المقدسة.. وآراء الأولين. خذ مثالا: كثير من أبحاث «علم الأجناس»، السنوات العشر الأخيرة، أكدت ما قاله شارلز داروين. داروين قال إن طفرة حدثت، فحولت المخلوقات من «بشر» لا يفكرون ولا يتكلمون، إلى «إنسان» يعى ويفكر، ويتكلم، ويدفن الموتى من بنى جنسه فى التراب. العلم فى صف داروين، لكن كلما تأتى سيرته، يتشنج المشايخ، فيقومون ويقعدون، كأنهم يتقلبون على جمر أو يتمرمغون فى لهب. يقولك نظرية داروين حرام.. لأنه قال إن الإنسان أصله قرد. عام 2015 اكتشفت بعثة علمية فى جنوب إفريقيا بقايا عظام كائن وسط، بين الإنسان، وبين الفصيلة القردية. قالت جريدة النيويورك الأمريكية إن العاملين فى البعثة أطلقوا على النوع البشرى المكتشف اسم «هومو ناليندى». عاش «الهومو ناليندى» على الأرض قبل ما يزيد على مليون سنة. كان وسطا.. لا هو إنسان، ولا هو قرد. لم يكن «الهومو ناليندى» يفكر، أو كان تفكيره «مشوشا».. لكنه كان أذكى، مقارنة بمخلوقات تشبهه عاشت قبله وعاصرته. كان الهوموناليندى أشبه بالقرود، ولم يكن منتصب القامة. علماء «الأجناس» قالوا إن «الهومو ناليندى»، مرحلة ما من مراحل تطور الإنسان قبل أن يصل إلى صورته الحالية. ودفن «الهومو ناليندى» الموتى فى التراب، بينما كانت المخلوقات الشبيهة التى عاشت قبله ومعه تترك موتاها للصقور والحيوانات المفترسة. لم يقل داروين أن الإنسان أصله قرد، لكن توصل إلى أنه فى بداية الحياة على الأرض.. ظهر كائن يشبه الإنسان، لم يتكلم، ولا كان يفكر. وبعد ملايين السنين، ولسبب قال داروين إنه لا يعرفه، بدأ هذا الكائن فى التفكير، قبل أن تنتصب قامته، ثم استطاع أن يسير على قدميه دون أن يمد يده إلى الأرض ليساعد رجليه. لا يعلم أحد، لماذا تُحفز تلك النظرية هياج أعصاب المشايخ مع أن كل الاكتشافات الجديدة فى صفها؟ القرآن نفسه يقول: «هو الذى خلقك، فسواك، فعدلك». علماء اللغة قالوا إن حرف الفاء فى الآية الكريمة، يفيد الزمن الطويل بين مرحلة وأخرى. يعنى فترة زمنية بين «خلقك» ثم «سواك»، ثم فترة أخرى حتى «عدلك»، فجعل قامة الإنسان منتصبة كما نحن الآن. لكن مشايخنا يقولون إن الكتب السماوية تؤكد أن الله خلق الكون فى ستة أيام، ثم خلق الإنسان على صورته الحالية فى ساعات، بينما أغلب الحقائق العلمية تحمل «أيام الخلق الستة» على المجاز.. لا الحقيقة. تقول الاكتشافات الحديثة إن ما قاله داروين هو الأقرب للواقع. الواقع لن يتغير، إنما الذى يجب أن يتغير هو تأويلنا لآيات الكتب المقدسة.. وآراء المشايخ.. فى إطار التجديد!! دراسات حديثة قالت إن النايندرتال انقرض قبل 40 ألف سنة .. وبعد 20 ألف سنة من محاولات التعايش مع بنى الإنسان الذى تلاه، أو المرحلة الأرقى التى تلته، فى قنبلة لابد أن تنسف ما تعلمناه فى المدارس وفى كتب الدين. قنبلة تنسف مسلمات كثيرة آن الأوان لإعادة البحث فيها.. وتأويلها. قنبلة تشير إلى أن كل مسلماتنا مهما كانت، خاضعة للتفكير وإعادة التأويل وإعادة النظر أيضا. حسب الدراسة الإنجليزية، النايندرتال كان أقل عقلا من الإنسان، لكنه جنس أعلى من القردة. والنايندرتال بدائى، بدأ جنسه فى الظهور على كوكب الأرض، منحنى الظهر، طويل الذراعين، غزير الشعر قبل ظهور الإنسان الأكثر رقيا. لا علم ولا غيره على صفحات «روزاليوسف» الجريدة قبل عامين، كتبت عن «الهوماليندى»، فتلقيت عتابا شديد القسوة.. من الدكتور سالم عبدالجليل وكيل الأوقاف الأسبق. كتب الدكتور سالم غاضبا، لكنه آثر أن يقول لى قولا بليغا. التمس الدكتور سالم العذر، لداروين الذى لجأ لعقله فى بحث أصل الإنسان. لكن لم يلتمس لى عذرا، كما قال أيضا، لأن الله وهبنى قرآناً لم يهبه لداروين وكان مفترضا أن يوفر الكتاب الكريم علىَّ جهدًا ربما احتجته فى أشياء أخرى مفيدة كما قال الدكتور سالم مرة ثالثة. لم يخل رد الدكتور سالم من سخرية، من كلام العلماء، ومما نشره الأجانب وما احتفت به صحف العالم ووكالات أنباء العالم.. وفضائيات الدنيا. قال الدكتور سالم إن ما فى آيات القرآن الكريم الكفاية لحسم قضية الخلق. لكن إذا كان كلام العلم يتفق مع ما قاله داروين، ولا يتفق مع فهم المشايخ لقصة الخلق. وإذا كان يتماشى مع الاكتشافات الحديثة والحفريات، ونتائج المعامل وتحاليل العينات.. فما الذى يجب علينا أن نفعله؟ هل نصدق ما يتمسك به المشايخ «عميانى»؟ أم أن علينا أن نتدخل، ونعيد التفكير، ونعيد الاستدلال، ثم نعيد تأويل النص الدينى.. بما يتفق مع ما يقوله العلم الحديث؟ من رسالة الدكتور سالم عبدالجليل، بدا أنه يريدها «عميانى». يريدها كما هى. يريد النص كما توارثنا فهمه عن الأوائل، حتى لو كنا فى حاجة لإعادة تأويله بما يماشى العقل والعلوم. حتى لو كنا فى حاجة لإعادة تفسير مسلماتنا بما يتفق مع اتساع المنطق وأدواته فيما نسميه «تجديد الخطاب الدينى». بالمناسبة، الدكتور سالم عبدالجليل نفسه واحد من المشايخ المدمنين للكلام عن التجديد.. وسمات التجديد.. وضرورة التجديد فى كل مناسبة، ومع كل حادث إرهابى. لكن كثرة الكلام عن التجديد لن تفيد، خصوصا أن بعض المشايخ يريدون الإنسان «حمارا». يرفضون نظرية داروين، مع أن داروين أراده «قردا» فقط. يرفضونه قردا فى الماضى.. ويريدونه حمارا فى الحاضر؟! غريبة .. غريبة جدا ؟!