نظم للحديث دروساً وحلقات وشهد له أهل النقل الثقات بأنه من الحفاظ الأثبات. تعرض لحملة ضارية في حياته وأيضا في القرون التالية مرة للنيل من شخصه وأخري لمحاربة السنة النبوية. قال ابن عمر رضي الله عنهما: "أبو هريرة خير مني. وأعلم بما يحدث". وقال الإمام الشافعي: "أبوهريرة احفظ من روي الحديث في دهره". وقال الإمام البخاري: "كان أبوهريرة من أحفظ أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم". وقال عنه الإمام ابن حجر العسقلاني صاحب فتح الباري بشرح صحيح البخاري: "أبوهريرة أحفظ الناس للأحاديث النبوية في عصره". ووصفه الإمام الذهبي بأنه "الفقيه المجتهد الحافظ صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو سيد الحفاظ الاثبات". شكك المغرضون في علمه وحفظه وادعي بعضهم أنه مريض مصروع والحقيقة أنه كان يسقط علي الأرض من شدة الجوع وليس من علة أو مرض. استدعوه في صدر الدولة الأموية. وطلبوا منه أن يحدث عن النبي صلي الله عليه وسلم وأجلسوا خلف مقعده رجلاً يكتب ما يقول "دون أن يدري" وبعد عام كامل استدعوه وطلبوا منه أن يعيد نفس الأحاديث. فأعادها كاملة. سليمة صحيحة. لم يتغير منها حرف أو كلمة. كان كبار الصحابة يسألون أبا هريرة في الحديث ومن بينهم عمر وعثمان وعلي وطلحة وغيرهم رضي الله عنهم. ومن الصحابة الذين حدثوا عن النبي صلي الله عليه وسلم عبدالله بن عباس وابن عمر وجابر بن عبدالله وأنس بن مالك وغيرهم وكان بعض الصحابة يتردد في الرواية عن النبي صلي الله عليه وسلم خشية النسيان. والصحابي كما عرفه الحافظ بن حجر هو الذي رأي النبي صلي الله عليه وسلم وعاش معه وتعلم منه وتشرف بصحبته ومات علي الإيمان. أدرك أبوهريرة رضي الله عنه انه حمل أمانة وعليه أن يبلغها للناس وكان بيته مقصداً لأهل العلم من طلاب الحديث يسألونه فيحدثهم أو يجيب عن أسئلتهم. قال أبوهريرة: لولا آية من كتاب الله ما حدثت. "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدي من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون" "البقرة: 159". عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث".