الكراهية.. بكل لغات العالم

اعتكف النبى محمد فسمع صحابته يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: «ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضًا، ولا يرفع بعضكم على بعض بالقراءة»، لم يكن الرسول الكريم يقصد بذلك الموقف قراءة القرآن فقط بالمسجد، وهناك مقولة غربية شهيرة تقول «أنت حر ما لم تضر»، لكن كيف نقيس ذلك الضرر وكيف نعرف حدود حريتنا وحريات الآخرين.
الأزهر قدم منذ أيام مشروع قانون لمكافحة الكراهية، والحقيقة أن هناك نماذج عالمية لقانون مكافحة الكراهية، لكن معظمها اختلف عن مشروع قانون الأزهر فى أنه محدد التوجه والرؤية.
 «سنغافورة»: على أرض سنغافورة الصغيرة التى لا تتجاوز مساحتها مساحة القاهرة تسكن أربعة أعراق؛ صينيون وملويون وهنود وأوروآسويين ولكل منهم تقاليده وأفكاره وأديانه ويذكر ليك واى يونغ مؤسس سنغافورة الحديثة أن فى فترة الستينيات كثرة النبرات العرقية والتناحر بينهم وبعد انفصالها عن ماليزيا زاد الفقر.
ويعتبر قانون «الحفاظ على الانسجام الدينى» مثالا على هذا التشريع. ويجرم القانون الجنائى الترويج المتعمد من جانب شخص للعداء أو الكراهية أو وحدة البلد بين مختلف المجموعات العرقية والدينية على أساس العرق أو الدين. كما يجرم أى شخص يعمد إلى تعريض المشاعر الدينية أو العرقية لأى شخص بغرامات مادية كبيرة أو السجن وفى بعض الأحيان الجلد ولتوضيح أكثر امتدت تفاصيل تلك القوانين لأبسط الأمور اليومية مثلاً فالخروج من الحمام دون ضغط فلش التواليت عقوبته غرامة 300 دولار، البصق حتى ولو كان بالشارع بشكل عفوى وعادى عقوبته غرامة 300 دولار، عقوبة إتلاف الممتلكات العامة أو الخاصة السجن والجلد مع دفع التعويضات.
 روسيا وفقا للمادة 282 من القانون الجنائى الروسى، «رفع الكراهية أو العداء، أو الإهانة على قدم المساواة لكرامة الإنسان»، يعاقب بغرامة تتراوح بين 000 300 و 000 500 روبل أو الراتب أو دخل آخر لفترة تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات، أو خدمة مجتمعية فترة تتراوح بين سنة واحدة وأربع سنوات، مع عدم الأهلية لشغل وظائف معينة أو ممارسة أنشطة معينة لمدة تصل إلى 3 سنوات، أو السجن لمدة تتراوح بين سنتين وخمس سنوات.
 «صربيا»: يضمن الدستور الصربى حرية التعبير بعد معاناة طويلة مع أنظمة ديكتاتورية عديدة توالت على البلد، ولكنه يقيده فى بعض الحالات لحماية حقوق الآخرين. وتندرج التهمة الجنائية المتمثلة فى «إثارة العداوة والتعصب العرقى والدينى» بالسجن لمدة لا تقل عن ستة أشهر وبحد أقصى عشر سنوات.
 «السويد»: تحظر خطاب الكراهية، وتعرفه على أنه تصريحات علنية تهدد أو تعبر عن عدم احترام مجموعة إثنية أو مجموعة مماثلة فيما يتعلق بعنصرها أو لونها أو أصلها القومى أو الإثنى أو عقيدتها أو ميولها الجنسية. الجريمة لا تحظر مناقشة ذات صلة ومسئولة «إن ساكليغ أوش فيدرهافتيغ ديسكوسيون»، ولا بيانات فى مجال خاص تماما.
سويسرا، يعاقب على التمييز العام أو التذرع بالاحتجاج ضد أشخاص أو مجموعة من الأشخاص بسبب عرقهم أو أصلهم، بالسجن لمدة ثلاث سنوات أو أكثر. وفى عام 1934 قامت سلطات مقاطعة بازل - ستادت بتوجيه تهمة نشر خطاب الكراهية المعادية لليهود ضد جماعة وصحيفة مؤيدة للنازية، صحيفة فولكسبوند.
 سويسرا: يكفى أن نقول أن بسويسرا قامت احتجاجات كبيرة لأن البلدية أرادت قطع شجرة لتوسعة الطريق فاعترض الناس لذلك لأن فى نظرهم الشجرة والكائنات التى تسكنها لها حقوق، كل مطارات سويسرا تغلق حتى لا تزعج السكان بصوت ضجيج الطائرات من بعد الساعة الثانية عشرة حتى الساعة السادسة صباحاً، ويمنع منعاً باتاً استخدام الآلات الكهربائية ذات الصوت المرتفع كالمكنسة الكهربائية أو أدوات البناء من بعد التاسعة مساء، أو تحريك الأثاث من بعد التاسعة مساء حتى السابعة صباحاً، وفى حالة إقامة حفلة لابد من أخذ إذن من الجيران بميعاد ووقت الحفلة وإذا لم يلتزم الشخص بدرجة الصوت ووقت الحفلة يتم إبلاغ الشرطة ولو تكرر الأمر أكثر من مرتين يتم سجن الشخص وإقامة دعوى قضائية ليدفع تعويض يصل لأكثر من 100000 دولار أمريكى.