جاءت كلمة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى افتتاح مؤتمر الأزهر العالمى للسلام برداً وسلاما على قلوب المسلمين فى جميع أرجاء العالم، خاصة بعد الحملة الشعواء التى يتعرض لها الإسلام وإلصاق كلمة التطرف والإرهاب به حتى أصبح بعض رؤساء العالم يطالبون بالقضاء على الإرهاب الإسلامى بصفة خاصة لاصقين تلك الصفة الذميمة بالدين الإسلامى الحنيف الذى يدعو إلى السلام .. وكانت دعوة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لحضور هذا المؤتمر من أنجح الخطوات التى أدت إلى جذب انتباه العالم له والاهتمام به وبكلمة شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان. وجاءت كلمة شيخ الأزهر لتوضح أن السلام الضائع الذى تبحث عنه شعوب وبلاد وبؤساء وهائمون على وجوههم وفارون من أوطانهم وجثث على شواطئ البحار.. فى مأساة إنسانية لم يشهد لها التاريخ مثيلا من قبل إنما يرجع إلى تجارة السلاح وتسويقه وضمان تشغيل مصانع الموت والإثراء الفاحش من صفقات مريبة تسبقها قرارات دولية طائشة.. وكل تلك الأزمات تأتى فى القرن الواحد والعشرين قرن التحضر والرقى وحقوق الإنسان والمساواة المطلقة والفلسفات الإنسانية والحداثة اللا دينية وما بعد الحداثة.. وتساءل: كيف فى ظل كل هذه الإنجازات أصبح السلام العالمى هو الفردوس المفقود الآن؟.. وكانت الإجابة أن السبب يرجع إلى تجاهل الحضارة الحديثة للأديان الإلهية وقيمها الخلقية الراسخة التى لا تتبدل بتبدل المصالح والأغراض والنزوات والشهوات.. وقال أنه لا حل كما يؤكد عقلاء المفكرين فى الشرق والغرب إلا فى إعادة الوعى برسالات السماء وإن الترياق لا يوجد إلا فى صيدلية الدين والدين وحده.. وأضاف أنه يعتقد أن الأرض أصبحت الآن ممهدة لأن تأخذ الأديان دورها فى إبراز قيمة «السلام» وقيمة العدل والمساواة واحترام الإنسان أياً كان دينه ولونه وعرقه ولغته. واختتم كلمته بضرورة تنقية الأديان من المفاهيم المغلوطة التى تستغلها قلة عابثة من المؤمنين بهذا الدين أو ذاك.. وألا نحاكم الأديان بسبب تصرفات هذه القلة.. فالإسلام ليس دين إرهاب.. وليست المسيحية دين إرهاب بسبب أن بعض المؤمنين بها حملوا الصليب وراحوا يحصدون الأرواح لا يفرقون بين رجل وامرأة وطفل وأسير ومقاتل.. وليست اليهودية دين إرهاب بسبب توظيف تعاليم موسى عليه السلام - وحاشاه - لاحتلال أراضٍ راح ضحيته الملايين من أصحاب الحقوق من شعب فلسطين.. وليست الحضارة الأوروبية حضارة إرهاب بسبب حربين عالميتين راح ضحيتهما الملايين.. وليست الحضارة الأمريكية حضارة إرهاب بسبب ما اقترفته من تدمير البشر والحجر فى هيروشيما ونجازاكى.. لكن كل هذه الممارسات هى انحرافات عن نهج الأديان وعن منطق الحضارات وإذا تم فتح باب الاتهامات كما هو مفتوح على الإسلام الآن فلن يسلم دين ولا حضارة، بل لا تاريخ من تهمة العنف والإرهاب.. تحية لشيخ الأزهر إمام أكبر مؤسسة إسلامية تعليمية وسطية فى العالم الإسلامى.