العالم يعرف نجيب محفوظ وقيمته، إلا أن المصريين لديهم إصرار على الزج باسمه فى كل المعارك التى يفتعلونها بسبب وبغير سبب، تعرض لمحاولات تشويه فى حياته، واغتيال أيضًا، بل ذهب البعض إلى حد تكفيره. بعد مرور 11 عامًا على وفاة أديب نوبل هناك من يريد العبث بتاريخه، نائب يصف أدبه بأنه يستحق المحاكمة لأنه «قليل الأدب»، وهناك من يزج باسم زوجته بأنها استخدمت حقها فى منع تحويل رواية «أولاد حارتنا» إلى عمل فنى، وبعد وفاة زوجته نُقلت دفة التشويه إلى كريمتيه باعتبارهما صاحبتى الحق فى ذلك بعد وفاة الزوجة. البعض افترى على بنتى نجيب محفوظ لدرجة أنه وضعهما فى مرتبة فكرية واحدة مع السلفيين والمتشددين والمتطرفين وادعى أنهما حرمتا «أولاد حارتنا» ومنعتا تحويلها إلى عملٍ سينمائيٍ، وقد كان رأى المتطرفين فى الرواية أنها تطاولٌ على الله، والتى سبق أن أفتت الجماعة الإسلامية بأن أحلت دمه ليتعرض لمحاولة الاغتيال الشهيرة فى 1994 والتى نجا منها بمعجزة. من تقوّلوا على بنتى نجيب محفوظ لا يختلفون كثيرًا عن المُجرم محمد ناجى، المُتهم الأول فى محاولة الاغتيال، فالمُجرم قال فى المحكمة إنه لم يقرأ الرواية، لكن عمر عبدالرحمن مفتى الجماعة الإسلامية الأسبق هو الذى أفتى بحرمانيتها وأنها تجرأت حسب وصفهم على الدين الإسلامى. رغم ما قاله المفكر أحمد كمال أبوالمجد عن الرواية فإن هناك من لايزال يعبث فى هذا الشأن، رغم أن بنتى نجيب محفوظ لم تقولا أى شيء فى هذا الإطار. السيناريست وحيد حامد عرض مليون جنيه لشراء حق تحويل «أولاد حارتنا» إلى مسلسل تليفزيونى، وحصل على موافقة زوجته السيدة «عطية الله» قبل وفاتها، وقت أن كانت صاحبة القرار، وعندما أصبح الأمر فى يد بنتى أديب نوبل اختلف الأمر، لكن الأمر فى حقيقته اختلف لأسباب قانونية وليس لأسباب دينية. فيما نفت هدى نجيب محفوظ، ابنة الأديب العالمى، ما أشيع حول رفضها وأختها تحويل رواية «أولاد حارتنا» لفيلم سينمائى، مؤكدة أن تلك الأخبار غير حقيقية، ومجرد شائعات لا أساس لصحتها. وأضافت: إن الكاتب وحيد حامد كان قد بدأ مشروعًا مع والدها لتحويل رواية «أولاد حارتنا» إلى فيلم سينمائى، لكنها لا تعلم لماذا توقف ذلك المشروع، مؤكدة أنها لا تستطيع الآن بيع روايات والدها لتحويلها إلى أعمال سينمائية لأنها بالفعل بيعت من خلال الجامعة الأمريكية لشركات أجنبية لتحويلها إلى أفلام أجنبية، مؤكدة أنها لا تستطيع بيع ما قد تم بيعه بالفعل، و«أولاد حارتنا» باعتها الجامعة الأمريكية بجميع اللغات الأجنبية إلى جهة أجنبية، ولديها نسخة من هذا العقد، لذلك لا يحق لها قانونًا أن تبيع حقوق الرواية مرتين. أما عن المتحف فقد قالت هدى إنه منذ رحيل والدها، أصدر فاروق حسنى، وزير الثقافة آنذاك، قرارًا بتشكيل لجنة، برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وقتها د.جابر عصفور، للإشراف على تنفيذ القرار، وجرى اختيار وكالة «محمد أبوالدهب» الأثرية القريبة من الحى، الذى نشأ فيه نجيب محفوظ وتربى وكتب، وقدمت أسرته 198 قطعة من مقتنياته لوضعها فى المتحف، من بينها شهادة نوبل فى الآداب، ومكتبه الخشبى الذى كتب عليه أغلب رواياته ومبسم سجائره وماكينة حلاقته وروبه المنزلى وساعته الشخصية وعدسة قراءته المكبرة. واعترضت ابنتا أديب نوبل، على نقل رفاته وحاول البعض الزج بهذا الأمر بأنه السبب فى عدم إقامة المتحف، دون البحث عن الروتين والبيروقراطية التى منعت إقامة عشرات المتاحف من قبل. كان يجب احترام مشاعر بنتى «محفوظ» بأنهما لم يهن عليهما فتح قبر أبيهما، انطلاقًا من المشاعر الأبوية، وهذا حق لهما. ابنتا الأديب العالمى كانتا قد اتهمتا فى وقت سابق الكاتب محمد سلماوى بأنه وراء بعض المغالطات حول تاريخ «محفوظ»، وقالتا فى حوارٍ لهما: «قام محمد سلماوى ببعض التصرفات التى تسيء إلى نجيب محفوظ تنوعت ما بين التصريحات والحوارات فى حياته وادعى أن والدنا قال بعض الأشياء وهى لم تحدث، ورفض نجيب محفوظ أن يكذبه خوفاً على مستقبله لأن الراحل كان متسامحاً، كما أن سلماوى لم يكن يظهر العداوة فى حياة والدنا، وقد ظهرت فى سلماوى بعض صفات الغدر فى حياة الراحل، فمثلاً فى أحد الأيام نقل سلماوى على لسان والدنا أنه مؤيد لحرب الاستنزاف وأن أحد كبار الجيش وضح لمحفوظ فائدة الحرب، فعدل محفوظ عن رأيه المعارض لها وهذا لم يحدث لأن الراحل كان معارضاً للحرب ولم يغير رأيه أبدًا، وعندما عاتبه والدنا على هذا التصرف رد سلماوى بأن ما نشره «ريح ناس كتير»، وأوضحت ابنتاه من قبل أنه لم يعرض عليهما أحد إنتاج مسلسل يلخص حياته وأن صاحب هذا الكلام هو محمد سلماوى، رغم أنه أعلن أننا رفضنا هذا العمل، وذلك لم يحدث. هناك من ينشغل بأشياء لم تحدث من نجيب محفوظ أو من أحد أفراد عائلته، تاركًا تسلل من حاول اغتياله ومن قتل فرج فودة بافتعال معارك من لا شيء وترك معركة أساسية، فقد مر عليه نعى حزب البناء والتنمية الذى كفر رجاله «محفوظ» لقاتل فرج فودة مرور الكرام.