جدول مواعيد امتحانات الشهادة الإعدادية العامة 2024 في محافظة البحيرة (الترم الثاني)    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية التجارة    عاجل: سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024 في محلات الصاغة    رئيس دمنهور يتفقد المركز التكنولوجي مع بدء تلقي طلبات التصالح.. صور    اسعار الاسماك اليوم الثلاثاء 7 -5-2024 في الدقهلية    وزير الري يتابع تدبير الأراضي لتنفيذ مشروعات خدمية بمراكز المبادرة الرئاسية حياة كريمة    1.6 مليار دولار حجم الصادرات الغذائية المصرية خلال الربع الأول من 2024    الشيخ: الإعلان عن قيد شركة تندرج تحت قطاع المقاولات ببورصة النيل خلال الأسبوع المقبل    «معلومات الوزراء»: توقعات بنمو الطلب العالمي على الصلب بنسبة 1.7% عام 2024    رئيس البورصة: النظام الإلكتروني لشهادات الإيداع الدولية متكامل وآمن لتسجيل العمليات    استشهاد 34789 فلسطينيًا في قطاع غزة منذ بداية الحرب    وزير الخارجية الإسرائيلي: دخول الجيش إلى رفح يعزز الهدفين الرئيسيين للحرب وهما إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس    اليوم.. تنصيب بوتين رئيساً لروسيا للمرة الخامسة    باحثة سياسية: الدور المصري له أثر كبير في دعم القضية الفلسطينية    نجم المغرب السابق: الزمالك يلعب كرة قدم حديثة.. ومهمة بركان لن تكون سهلة    "أمور خفية والنفوس شايلة".. كريم شحاتة يكشف عن أزمة البنك الأهلي في الدوري    دويدار: معلول سيجدد تعاقده مع الأهلي    العد التنازلي.. كم متبقي على ميعاد عيد الأضحى 2024؟    ماس كهربائي.. نشوب حريق داخل شقة دون إصابات في العمرانية    العد التنازلي يبدأ.. موعد امتحانات الثانوية العامة 2024 علمي وأدبي    طقس الفيوم اليوم الثلاثاء.. مائل للحرارة نهارا والعظمى 31°    أسرة الطفلة السودانية "جنيت" تحضر أولى جلسات محاكمة قاتلها    إصابة 3 أشخاص إثر حادث تصادم سيارة ملاكي وموتوسيكل في الدقهلية    مدير حدائق الحيوان ب«الزراعة»: استقبلنا 35 ألف زائر في المحافظات احتفالا بشم النسيم    رئيس جامعة حلوان يشهد احتفالية أعياد شم النسيم بكلية السياحة والفنادق    المتحف القومي للحضارة المصرية يحتفل بعيد شم النسيم    ياسمين عبد العزيز: «كان نفسي أكون ضابط شرطة»    لقاح سحري يقاوم 8 فيروسات تاجية خطيرة.. وإجراء التجارب السريرية بحلول 2025    لا تأكل هذه الأطعمة في اليوم التالي.. الصحة تقدم نصائح قبل وبعد تناول الفسيخ    مدحت شلبي يعلق علي رفض الشناوي بديلًا لمصطفى شوبير    رويترز: جيش الإحتلال الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح الفلسطيني    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    مصرع سيدة أربعينية أسفل عجلات قطار المنيا    Bad Bunny وSTRAY KIDS، أفضل 10 إطلالات للنجوم بحفل الميت جالا    لاعب نهضة بركان السابق: نريد تعويض خسارة لقب الكونفدرالية أمام الزمالك    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-5-2024    إصابة الملك تشارلز بالسرطان تخيم على الذكرى الأولى لتوليه عرش بريطانيا| صور    اليوم.. مجلس النواب يناقش حساب ختامي موازنة 2022/2023    ياسمين عبد العزيز:" عملت عملية علشان أقدر أحمل من العوضي"    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«خناقة طائفية» بين وزير الشباب ومطران بورسعيد
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 04 - 03 - 2017

أزمة أقباط العريش استغلتها جهات عديدة لإحراج الدولة، وإظهارها فى صورة المتفرج الرافع يده عن حماية أبنائه، لتصدر للعالم أن العريش قد أصبحت الموصل، وأقباطها قد صاروا مسيحيى العراق الذى دمرته أمريكا مع صنيعتها «داعش» وأفرغته من مكوناته السكانية والحضارية، لكننا هنا فى أرض مصر لسنا العراق ولسنا سوريا، وأبناء مصر لن يكونوا يوما مهجرين من ديارهم، وإنما هى أزمة الإرهاب الذى استهدف الجيش والشرطة وأخيرا الأقباط هناك.
الذين بمجرد مغادرتهم العريش استقبلتهم بورسعيد استقبالا يليق بشريك الوطن وليس مهاجرا كما يدعى أعداء مصر. وتفاصيل استقبال الأقباط فى بورسعيد عايشتها (روزاليوسف) لحظة بلحظة، لتكشف من خلال متابعتها فى بورسعيد عن مفاجآت من العيار الثقيل والتى يأتى فى مقدمتها دور الكنيسة الإنجيلية المريب فى الأزمة، وكيف استغلت الكنيسة الإنجيلية أقباط العريش لعمل «شو إعلامي» تتصدر به المشهد لجلب تمويل خارجى، ثم رمت بهؤلاء المكلومين إلى الكنيسة القبطية بالإسماعيلية باعتبارهم رعاياها، لتدخل الدولة وبقوة وعلى أعلى مستوى لتفسد مخطط المتاجرة برعاياها من أقباط العريش، ورغم أن خطة احتواء أقباط العريش يتابعها الرئيس السيسى بنفسه وتتحمل الدولة كل نفقاتها، إلا أن التنفيذ فى المحليات لم يكن على المستوى المطلوب، حيث تم خداع محافظ بورسعيد عند تسكين الفوج الأول من الأقباط، كما نكشف النقاب عن حقيقة الخلاف بين خالد عبد العزيز وزير الشباب وبعض قيادات الكنيسة فى بورسعيد لولا تدخل الدكتورة سوسن حبيش مدير عام التضامن ببورسعيد والنائب محمود حسين فى احتواء الخلاف فى حينه، كما أن محافظة الإسماعيلية قد توقفت عن استقبال أقباط من العريش وكذلك الحال فى بورسعيد ولم يتم الإعلان بعد عما إذا كانت محافظة السويس سوف تفتح أبوابها لهؤلاء الأقباط فى ظل توارد أنباء عن استعداد المزيد من أقباط العريش لترك المدينة، ورغم السلبيات إلا أن الدولة أثبتت بجدارة قدرتها على رعاية مواطنيها فى أى مكان على أرضها، كما أن التلاحم الشعبى فى بورسعيد واستقبال أهل المدينة لأقباط العريش لا يمكن وصفه وتجلت عبقرية المواطن البورسعيدى فى الكثير من المواقف كان أبرزها تكوين لجنة خدمات شعبية من الأهالى لتقديم العون لمن جاءوا من العريش. (روزاليوسف) حققت الحدث على أرض الواقع وتابعت لحظة بلحظة تطور الأحداث ووقفنا على الحقيقة الكاملة، وبصعوبة شديدة من أقباط العريش فالخوف يسيطر عليهم ويرفضون ذكر أسمائهم إعلامياً والكثير منهم رفض التصوير معنا فاحترمنا رغبتهم وعذرنا خوفهم وسطرنا الحقيقة من كلماتهم.
الكنيسة الإنجيلية
بدأت الأحداث بأن أعلن القس الإنجيلى الدكتور سامح موريس راعى الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة فى إحدى عظاته عن استعداد الكنيسة لاستقبال أقباط العريش، بعد تعرض البعض منهم لأحداث عنف وصل الى القتل، كما أعلن موريس عن استعداد الكنيسة الإنجيلية لتحمل نفقات إعالة وإعاشة هؤلاء حيث تم الإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعى عن استعداد الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية لاستقبال أقباط العريش لمن يرغب عن طريق رقم تليفون يتم التنسيق من خلاله لتجميع أفواج فى العريش من الأقباط تمهيدا لنقلهم إلى الكنيسة الإنجيلية فى الإسماعلية لتقديم الإغاثة اللازمة لهم وتسكينهم على نفقة الكنيسة وبالفعل تم تجميع تلك الأفواج واستعد من بها للانتقال إلى الإسماعيلية وطلب من تلك الأفواج عدم اصطحاب أى متعلقات فسيتم تدبر الأمر فى الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية.
شو إعلامى
حددت الكنيسة الإنجيلية موعداً لقدوم الأفواج وقبل قدوم أول فوج أعلنت الكنيسة لكل وسائل الإعلام عن قدوم أفواج من أقباط العريش إلى الكنيسة فراراً من العنف الذى يتعرضون له على أيدى بعض الجماعات المتطرفة فهرعت كل وسائل الإعلام إلى هناك لتغطية الحدث وهنا صدرت تعليمات الكنيسة الإنجيلية إلى الأفواج بالعريش للتحرك, وعند وصول الأقباط من العريش كان فى انتظارهم حشد كبير من الإعلاميين ورجال الصحافة المحلية والعالمية لتتصدر الكنيسة الإنجيلية مشهد إغاثة المنكوبين فى العريش ويتم الترويج للمشهد على أنه تهجير للأقباط من العريش لتنطلق فى المهجر حملات واسعة النطاق لجمع تبرعات من الأفراد والمؤسسات الدولية لدعم الأقباط المهجرين من العريش، تلك الحملة التى قادتها الكنيسة الإنجيلية بالولايات المتحدة عن طريق مؤسسة (بيلى جرهام)، ومن الغريب أنه على الرغم من أن القس الإنجيلى سامح موريس هو صاحب مبادرة استقبال الكنيسة الإنجيلية لأقباط العريش إلا أنه لم يظهر فى مشهد الاستقبال بالإسماعيلية.
التخلى عن الوافدين
ما إن أتمت الكنيسة الإنجيلية الشو الإعلامى الذى أعدت له ونفذته بحرفية عالية وتأكدت من أن هذا الشو قد أتى ثماره وأن التبرعات المادية قد بدأت فى التدفق من الخارج حتى نفضت يديها من أقباط العريش. ويقول لنا رضا قدرى: (انتقلنا من العريش متوجهين إلى الكنيسة الإنجيلية بعد أن تواصلنا من خلال رقم تليفون نشر على مواقع التواصل الاجتماعى لإحدى خادمات الكنيسة التى وعدتنا بتوفير كل احتياجاتنا من مسكن ومأكل وملبس وبالفعل توجهنا إلى هناك، وكان هناك العديد من القنوات الفضائية ورجال الصحافة فى استقبالنا وحرص الجميع على إجراء حوارات صحفية معنا وشيئاً فشيء اختفى رجال الإعلام ومكثنا حوالى يومين فى فناء الكنيسة فى انتظار توفير سكن مناسب لنا ولأطفالنا ولكننا وجدنا القائمين على الكنيسة يخبروننا بأنهم قاموا بالاتصال بأبونا يوسف راعى كنيسة الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس وأنه يتوجب علينا الذهاب إلى تلك الكنيسة حيث إن جميعنا من الأرثوذكس ولا نتبع الكنيسة الإنجيلية وأن الكنيسة الإنجيلية ليس لديها الإمكانيات لتوفير احتياجات الأسر التى أتت من العريش، وبالفعل توجهنا إلى كنيسة الأنبا أنطونيوس بالإسماعيلية وهناك الوضع كان مختلفاً حيث تم تسكين حوالى 100 أسرة عن طريق محافظة الإسماعيلية فى المدينة الشبابية وقرية المستقبل وبعض الأسر تم تخصيص مسكن لها فى مدينة القنطرة شرق ولا نعرف حتى الآن لماذا اتفقت الكنيسة الإنجيلية معنا على تدبير أمورنا وتخلت عنا فجأة وبدون سبب، وهل الكنيسة الإنجيلية لم تكن تعلم أننا أرثوذكس عندما وجهت لنا الدعوة للمجىء إلى الإسماعيلية؟)
اختفاء قزمان
الأنبا قزمان هو أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذى تقع العريش ضمن نطاق رعايته ويفترض أن أقباط العريش الذين يخرجون من المدينة ينسقون مع الأنبا قزمان الأب الروحى لهم فكيف سمح الأسقف أن تستقبل الكنيسة الإنجيلية أبناءه؟ ولماذا لم يرسلهم الى أخيه الأنبا سارافيم أسقف الإسماعيلية مباشرة؟! طرحنا تساؤلنا على بعض أقباط العريش وكانت المفاجأة أن الأنبا قزمان لا يعيش فى المدينة وتركها منذ فترة ويظهر بين الحين والآخر على فترات طويلة بحجة أنه مستهدف من الجماعات المتطرفة ولا توجد أى وسيلة ليتواصل معه أهل المدينة.
وبين اختفاء أسقف المدينة واستغلال الكنيسة الإنجيلية تكون الدولة هى الملاذ والمأوى للجميع دون تفرقة أو تمييز.
خداع محافظ بورسعيد
اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد يتمتع بشعبية كبيرة وسط أقباط المدينة وتربطه بمطران بورسعيد علاقات ود على المستوى الشخصى تعدت المهام الرسمية للرجلين فدائما ما يحرص المحافظ والمطران على تبادل زيارات المحبة فيما بينهما، وما أن أعلن عن أن مدينة الإسماعيلية لم يعد متوافر لديها أماكن لتسكين المزيد من أقباط العريش حتى رحب المحافظ بقدوم أهل العريش إلى المدينة وأصدر أوامره إلى كل الجهات التنفيذية بالمدينة لتوفير كل سبل الدعم والرعاية لأبناء الوطن من أقباط العريش على أن يتم التنسيق بين المحافظة والكنيسة فى بورسعيد متمثلة فى الأنبا تادرس المطران، وحرصاً من المحافظ على راحة القادمين طلب من المسئولين عن تسكين الوافدين من العريش أن يعاين الأماكن التى سوف يتم تسكينهم فيها قبل وصولهم الى المدينة ليتأكد بنفسه من أن تلك الأماكن تليق باستقبال أبناء الوطن من أقباط العريش.
المحافظ يعاين
قرر المسئولون بالمحافظة تسكين الفوج الأول من أقباط العريش القادم إلى المدينة والذى يبلغ عددهم 12 أسرة فى نزل الشباب الدولى بالمدينة وهو المكان المخصص لمعسكرات فرق الكشافة المختلفة والمجهز بعدد من الغرف بداخل كل منها دورة مياه مستقلة وبالفعل ذهب المحافظ واصطحب المسئولين فى جولة لعدد من غرف النزل التى تم تجهيزها على أعلى مستوى حيث أشاد المحافظ بتلك الغرف وأصدر تعليماته بتسكين الفوج القادم بها وتوفير ثلاث وجبات غذائية على مدار اليوم، كما أصدر تعليماته إلى مديريات التربية والتعليم والتضامن والصحة والرعاية المتكاملة لأقباط العريش الذين يحلون ضيوفاً مكرمين على المدينة الباسلة وبالفعل كان فى استقبال الفوج الأول كل المسئولين لتوفير الخدمات ككل.
وفى مساء يوم الاثنين الماضى حضر الفوج الأول وكان فى انتظاره مطران بورسعيد ومسئولو المحافظة حيث قام قساوسة الكنيسة بمعاونة المسئولين فى تسجيل بيانات أفراد الفوج وتم تحديد الطلاب فى الفوج وصدرت أوامر بقيدهم فى المدارس المختلفة وتسليمهم الكتب الدراسية اللازمة، كما تم الكشف الطبى على الجميع وتوفير الأدوية اللازمة لمرضى السكر والضغط والقلب وقامت مديرية التضامن الاجتماعى بعمل بحوث اجتماعية فورية لتحديد احتياجات كل أسرة ووضع نزل الشباب تحت تصرف الكنيسة فى بورسعيد حيث تم فتح قاعة المؤتمرات فى النزل وقام مطران بورسعيد بعمل لقاء مع أعضاء الفوج، حيث بدأ المطران اللقاء بالصلاة ورحب بالوافدين وثمن دور الدولة فى رعايتهم وقال مخاطباُ أقباط العريش الذين تم تسكينهم فى النزل: (ابتسم أنت فى بورسعيد .. إحنا مقدرين معاناتكم ومخاوفكم لكن الكل هنا تحت أمركم والرئيس عبد الفتاح السيسى بيتابع بنفسه). وشكر محافظ بورسعيد على ما قدمه من خدمات ونقل للمتواجدين دعم وتحيات البابا تواضروس الثانى لهم وقام بتوزيع بعض الهدايا فى ختام اللقاء.
الصدمة
عدنا فى اليوم التالى لمتابعة الموقف حيث علمنا أن هناك فوجًا آخر سوف يأتى فى المساء وكنا فى الانتظار ولكننا فوجئنا بمن تم تسكينهم بالأمس يشتكون من سوء حالة الغرف التى تم تسكينهم بها وطلبوا منا معاينة تلك الغرف فصعدنا معهم إلى غرفهم ودخلنا أكثر من غرفة حيث تكسو (رطوبة) شديدة جدران الغرف وظهرت علاماتها واضحة على الجدران كما أن دورات المياه أصاب البعض منها الأعطال ولا يوجد مكان يمكن للمتواجدين أن يغسلوا فيه ثيابهم وقالت لنا إحدى السيدات: «إحنا معانا أطفال صغيرين والرطوبة اللى فى الغرف تتعب صدرهم وتجيب لهم الأمراض ودورة المياه السباكة فيها بايظة ومش عارفين نستعملها) بينما برر المسئولون عن النزل وجود (الرطوبة) بأن المبنى يقترب من شاطئ البحر واستغربنا من أن المحافظ قد وافق على التسكين فى مثل هذه الغرف ولكن أحد العاملين همس لنا قائلاً «يا أستاذ اللى شافه المحافظ (حمادة) واللى الناس سكنت فيه (حمادة) تانى خالص» فعرفنا أن الغرف التى رآها المحافظ ليست تلك التى تم التسكين بها!!
الوزير والمطران
الثلاثاء الماضى كان موعد وصول الفوج الثانى من أقباط العريش إلى بورسعيد حيث تقرر تسكين الفوج فى نزل الشباب مع الفوج الأول وهو ما رفضه مسئولو الكنيسة فى بورسعيد نظراً لأن الفوج الثانى به الكثير من الأطفال والرضع ولا تصلح غرف النزل لمعيشة الأطفال فتقرر فتح القرية الشبابية بالمدينة لتسكين الفوج الثانى.. والقرية الشبابية هى قريه سياحية بكل المقاييس وتم تجهيزها على غرار فنادق الخمس نجوم وهو ما رحب به الجميع وتوجهنا إلى هناك حيث كان فى استقبال الفوج مطران بورسعيد والمسئولون وعلى رأسهم المهندس كامل أبو زهرة سكرتير عام محافظة بورسعيد والنائب الدكتور محمود حسين، وبالفعل تم إنزال الفوج من الأتوبيس الخاص به ودخلوا إلى «استقبال» القرية تمهيداً لتسجيلهم وتسكينهم.
الاعتذار عن التسكين
فجأة أعلن مسئولو القرية عن اعتذارهم لاستقبال الفوج وأن هناك أوامر قد صدرت بذلك ليضطرب المشهد، فالوافدون فى حالة إعياء شديد وهناك أطفال تحتاج إلى الرعاية فأبلغ مطران بورسعيد النائب محمود حسين برفض القرية تسكين الفوج الثانى فسارع النائب بالاتصال التليفونى بوزير الشباب خالد عبد العزيز ظناً أن هناك خطأ قد حدث ولكن فوجئ النائب بأن الوزير يرفض استقبال الفوج فى القرية الشبابية وأن على الكنيسة تدبر الأمر، فأبلغ النائب الوزير أن مطران بورسعيد يقف بجانبه وطلب منه التحدث إلى المطران وقام النائب بفتح «سبيكر التليفون» حتى يستطيع الوزير والمطران والنائب التحدث مع بعضهم على مسمع من المتواجدين حيث طلب الوزير من المطران احتواء الفوج الثانى فحاول المطران أن يوضح له أن هذا الفوج من رعايا الدولة والدولة فى أعلى مستوياتها تهتم بهؤلاء إلا أن الوزير وفى عجرفة شديدة أبلغ المطران أن تلك أوامره وعليه تنفيذها، وهنا احتد المطران وقال للوزير «حضرتك ما تدنيش تعليمات أنا اللى يدينى تعليمات رئاستى متمثلة فى قداسة البابا وحضرتك لك رئاستك اللى بتاخد منها تعليمات لو مش عايزين تستقبلوا الناس قولوا لقداسة البابا وهو يدينى تعليماته» وانتهت المكالمة دون أن يصل الطرفان إلى حل.
سوسن حبيش
توترت الأحداث وأخرج المتواجدون كل منهم هاتفه المحمول محاولاً الاتصال بمن يكون له القدرة على احتواء المشهد وإصدار القرار ولكن أغلقت الهواتف وارتسمت علامات الإحباط على وجه الجميع لتظهر فجأة الدكتورة سوسن حبيش وكيل وزارة التضامن ببورسعيد والتى رافقت أقباط العريش منذ يومهم الأول بالمدينة لعمل البحوث الاجتماعية وتوفير ما يلزم لهم حيث عرضت حبيش على مطران بورسعيد استضافة الفوج فى (مبنى الإغاثة) الذى يتبع مديرية التضامن ببورسعيد ويقع بمنطقة شعبية داخل حى الزهور لتنفجر موجة من الاعتراضات فى وجه السيدة بالرفض وأن المكان سوف يكون غير مناسب وحاولت السيدة إقناع الجميع وأصرت على استضافة الفوج وأن مبنى الإغاثة مصمم على أعلى مستوى وفى النهاية وافق المتواجدون على الذهاب بالفوج إلى مبنى الإغاثة بصحبة رجال الكنيسة وعلى رأسهم المطران. «روزاليوسف» عاينت المبنى، حيث يحتوى المبنى على ثمانى غرف بكل منها سريران ودولاب والغرف وفرشها وأثاثها يبدو كأنه يستعمل للمرة الأولى ولكل 4 غرف مطبخ مجهز وحمام، وعاين مطران بورسعيد الغرف والحمامات والمطابخ وأثنى على مستوى المبنى وكان هناك فريق عمل من رجال وسيدات التضامن فى بورسعيد فى انتظار الوافدين وحتى الثالثة من فجر الأربعاء، وكانوا يقومون بإجراء البحوث الاجتماعية لتدبير احتياجات الوافدين وتنهال عبارات الشكر والثناء على الدكتورة سوسن حبيش ورجالها الذين نزعوا فتيل أزمة كادت أن تشتعل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.