صفية ممدوح مؤسسة الفرقة، وهى طالبة بكلية الحاسبات والمعلومات بإحدى الجامعات الخاصة تقول عن فرقتها: «إن فكرة الفرقة بدأت منذ 4 سنوات وكان هدفها فى البداية إشباع مواهبهن الفنية، حيث تضم الفرقة مطربة وعازفات وفتيات يهوين الرقص الاستعراضى إلى جانب الحصول على المال». مضيفة: أن كل عضوات الفرقة مازلن طالبات يدرسن بالجامعات، مشيرة إلى أن الناس بدأوا فى التعرف على الفرقة من خلال الفديوهات التى يقمن بنشرها على صفحتهن على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك والتى تحتوى على مقاطع وصور من الحفلات التى قمن بإحيائها حتى أصبح لهن اسم وبدأت تنهال عليهن العروض فى القاهرة وبقية المحافظات. وتوضح مؤسسة فرقة «صبايا النقاب» أن عضوات فرقتها يعتمدن وبشكل أساسى فى موسيقاهن على آلة الدف والطبلة ويقمن بأداء استعراضات راقصة، وترتدى جميع الفتيات زيا موحدا، وأن هناك أكثر من زى للفرقة حسب نوع الاستعراض، فهناك الاستعراض النوبى والإسكندرانى والبدوى والفلاحى والصعيدى والخليجى وأيضا عروض رقص بالعصا وبعض الرقصات تشارك فيها العروس والمدعوات بالرقص على أنغام الدفوف، كل ذلك مع الاحتفاظ بنقابهن، كما تصطحب هذه الفرقة «الدى جي» فى بعض الحفلات ويقمن بتشغيل الأغانى الإسلامية المشهورة. مؤكدة أن الحفلات والأفراح الإسلامية لها إعدادات وترتيبات خاصة، حيث يتم حجز قاعتين واحدة للنساء والثانية للرجال بحيث تستمتع العروس بحريتها بين صديقاتها ويبقى العريس مع الرجال فى قاعة أخري، ينتقل إلى عروسه وقت الزفة فقط والتى تتضمن عادة أغنية إسلامية هادئة ومعبرة. وبسؤالها عن مفهوم الأغنية الإسلامية، تجيب مؤسسة الفرقة أنها هى التى تحتوى على كلمات إسلامية غير مبتذلة، فهناك أغانٍ خليجية إسلامية ونوبية إسلامية وغيرها. المقابل المادى الذى تلقاه الفرقة على حسب المكان المقام فيه الحفل، داخل القاهرة أو خارجها، وحسب العروض التى سيتم تقديمها بحد أدنى 2000 جنيه إذا كان فى منزل العروس. لم تكن فرقة صبايا المنقبات هى الفرقة الوحيدة التى تطلق على نفسها مسمى «إسلامية» لكنها تعد أول فرقة بمصر أعضاؤها من المنتقبات، وهناك العشرات من فرق الفتيات المسماة بالإسلامية و التى شهدت زيادة فى الطلب عليها خلال فترة حكم الإخوان 2012 واختفى معظمها بعد ثورة 30 يونيو والمتبقى يعمل حسب الطلب فمن يرد فرحا إسلاميا متحفظا يقمن بتلبية طلبه سواء بالزى أو الأداء الإنشادى ومن يريد فرحا تقليديا فى قالب إسلامى فليس هناك ما يمنعهن من ذلك، فمعظم الفتيات اللاتى يعملن فى هذه الفرق مطربات وراقصات تقليديات يذهبن إلى الحفلات بالعباءات والنقاب، ثم يخلعنها وتبدأ كل منهن فى تقديم عرضها سواء الرقص أو الغناء لأن هدفهن الأول والأخير هو الحصول على المال. وتعتبر هذه الفرق وسيلة جديدة من وسائل الإتجار بالدين الذى أصاب المجتمع والدين معا، فمثل هذه التجارة لا صلة لها بالدين ويعتبر ظهورها أمرا طبيعيا بعد انتشار ظاهرة الأفراح المسماة بالإسلامية التى كانت فى السابق عبارة عن عقد قران فى مشيخة الأزهر أو دار الإفتاء أو إحدى قاعات المساجد الكبرى التى يوجد بها دار مناسبات، وكانت لا تتعدى تكلفتها ال2000 جنيه، أما فى الوقت الحالى فأصبحت تقام فى قاعات الأفراح والفيلل المستأجرة والفنادق الكبرى بتكاليف باهظة على غرار الأفراح التقليدية ولكن بطقوس مختلفة، أما هذه الأفراح فهى «تقليعة» تركية تم تصديرها إلى العالم الإسلامى تحت مسمى أفراح إسلامية. وبحسب الجهاز المركزى للمحاسبات الذى تحدث عن أكثر من 70 ألف عقد زواج سنويا أى زواج نحو 140 ألف شاب وفتاة وتستحوذ الأفراح الإسلامية على نسبة الثلث منها، الأمر الذى يؤكد شيوع بيزنس الإتجار بالدين. وقد سبق وحذرت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر من قبل أن ظاهرة ما يسمى بالأفراح الإسلامية ترتبط ارتباطا وثيقا بعملية الإتجار بالدين وقيم التأسلم لدرجة أسلمة مباهج الحياة وتقسيم الأفراح إلى نوعين أفراح إسلامية وأفراح غير إسلامية، وأن المسألة تجارية بحتة وتتسم بالسذاجة والذين روجوا لما يسمى بالأفراح الإسلامية كان هدفهم إيجاد تقليعة ووسيلة جديدة للكسب من ورائها تحت دعاوى عدم الاختلاط وعدم الاستماع إلى ألحان حديثة والترويج لألحان وطبول أخرى تعزف عليها ما تسمى بالفرق الموسيقية الإسلامية. كما أكدت أن الإسلام ترك لنا حرية الاحتفال بالأفراح وغيرها من المناسبات ولكن فى إطار محترم دون ابتذال أو افتعال.